|
من البروف عثمان الحسن إلى البروف مختار عجوبه .. وبينهما طرابيل العنج
|
سعادة الأخ الدكتور/ مختار عجوبه طرابيل العنج المحترم
تحيه طيبه وبعد
لقد استوقفتني كثيرا نتائج الدراسة التي كشفت عن تدني المستوى التعليمي بولاية الخرطوم ، والتي تعرضت إلى نقاش ساخن من قبل المجلس التشريعي . قد أشارت الدراسة التي نشر ملخصها بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 7 نوفمبر 2009م ، إن نحو 40% من تلاميذ المدارس في مرحلة الأساسي لا يجيدون القراءة و الكتابة . لقد سبق إن كتبت عدة مقالات في جريدة الخرطوم مع بداية حكم الإنقاذ احذر فيها من تكرار تجربة السلم التعليمي التي طبقتها حكومة مايو تحت مسمى الثورة التعليمية دون إجراء دراسات وبحوث عملية ، مما أدى لتدهور المستوى التعليمي . وازداد هذا التدهور مع بدايات حكم الإنقاذ ، عندما أقدمت وزارة التربية والتعليم على خطوة غير مسبوقة بتقليص عدد سنوات التعليم العام من اثنتي عشر سنة إلى احد عشر سنة ، وذلك بدمج المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مرحلة واحدة لتصبح سنوات الدراسة ثمان سنوات بدلا من تسع سنوات . وقد نفذت تلك السياسيات غير المدروسة رغم رفض نقابات المعلمين وخبراء ورجالات التربية و التعليم وغيرهم من الحادبين على مصلحة البلاد . ونتج عن تطبيق النظام التعليمي الجديد المزيد من التدهور المريع في مستويات الطلاب . إضافة للمشاكل الاجتماعية و النفسية والأخلاقية للفارق العمري الكبير بين طلاب مرحلة الأساس ، فكيف يستقيم تربويا أن يتواجد طفل عمره ست سنوات مع أخر في مرحلة المراهقة . كما إن هذا النظام التعليمي قد احدث خللا في المناهج وأصبح التعليم يعتمد على الحفظ والتلقين وليس على تنمية قدرات الطالب . كما اختفت من مدارسنا الانشطه اللاصفية كالجمعيات الأدبية والمسرح والمكتبيات وغير ذلك من الأنشطة الفنية والرياضية .
وأسندت العملية التعليمية والتربوية لكوادر غير مؤهلة بعد إن حولت معاهد التربية المتخصصة إلى جامعات إقليمية ، وهجر معظم المعلمين المؤهلين مهنه التعليم لقلة الرواتب ، ولجأ البعض الأخر من المعلمين للدروس الخصوصية والعمل في فصول التقوية ، مما جعل رسالة المدرسة تنحصر في استذكار المقررات وحفظها بدلا من الاهتمام بالتربية والتنشئة الاجتماعية وتنمية المهارات وبناء القدرات .
وعليه اقترح إعادة النظر في السلم التعليمي والنظام التربوي ، ورفع عدد سنوات التعليم العام إلى اثنتي عشر سنة كما هو متبع في معظم دول العالم ، وذلك بعد إجراء الدراسات والبحوث التربوية من قبل الخبراء والمتخصصين في المجالات التعليمية ، مع الاستعانة بخبراء اليونسكو والمنظمات الإقليمية والجامعات ومراكز البحوث العلمية .
أ. د. عثمان الحسن محمد نور
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|