|
وبدون شروط عدت الى مصر بعد ابعاد 7 سنوات
|
الداعية الإسلامى الحبيب على زين العابدين الجفرى، الذى تناول فى الحلقة الأولى من حواره مع «المصرى اليوم» سنوات الإبعاد ومعارك التكفير، وقال إن لديه أمنيات ثلاثاً، كان يرجو من الله تعالى تحقيقها قبل وفاته، أولاها العودة مرة أخرى إلى مصر، التى أكد أنها تمت بدون شروط، نافياً أن تكون حاجة مصر إليه للتصدى لتيارات التطرف هى السبب وراء السماح بعودته، مشيراً إلى أن مصر أكبر من أن تحتاجه وفيها الثُّلة الصالحة من علماء الأزهر.
وإلى تفاصيل الحوار...
■ ما شعورك بعد عودتك إلى مصر؟
- الشعور الذى كان ينازل القلب عند وصول أول خبر بتيسير الرجوع إلى مصر أو الإذن بذلك، ثم عند ركوب الطائرة، ثم عند هبوطها على أرض مصر، ثم عند وضع القدم عليها، ثم الدخول إلى ساحة سيدى أبى عبدالله الحسين.. لا أستطيع أن أجد كلمات، رغم أن اللغة العربية استطاعت أن تحمل كلام الله سبحانه وتعالى، لكنى أعجز عن التعبير بها عن مشاعرى لحظتها، إلا أنه خطر فى بالى عندما كنت فى الطائرة ما كان سابقاً عندما ذهبت إلى المغرب، ومررت فى سماء مصر؛ فتذكرتُ الأبيات التى نشرتموها من قبل وبدايتها: «قلبى يحن إليكِ يا مصر الهُدى»، لقد تذكّرتها واسترجعتها واستشعرت أن الله عز وجل أكرمنى، وربما لا أكون مبالغاً إذا قلت إن الفقير له أمنيات ثلاث قبل الوفاة كنت أرجو من الله تعالى أن يحققها، أولاها زيارة مصر مرة أخرى.
■ وما الأمنيتان الأخريان؟
- الصلاة فى بيت المقدس وقد حُرر، وأحتفظ بالثالثة.
■ بالنسبة للأمنية الثانية وهى «الصلاة فى بيت المقدس بعد تحريره»؛ هل تشعر بأن ذلك قد يحدث فى حياتك؟
- لا أستبعد ذلك أبداً، بل أعمل على ذلك بما أستطيعه مع تقصيرى وعجزى، وما قذفه الله فى القلب من فهم لكيفية العمل على ذلك، من جهة الثغر الذى أحاول العمل عليه، فهناك ثغور كثيرة نحتاج إلى العمل عليها، أولها أن أكون صادقاً مع نفسى، وفى معاملتى مع الله وفيما أقول وأتعامل به مع الناس، لأنى أعتقد أن أحد أسباب التأخر عن تحقق هذه الأمنية فى الأمة هو أن قيمة الصدق فى صفوف المسلمين اليوم لم تعد كما كانت عليه فى الأصل، بل حتى، ويؤسفنى أن أقول ذلك، أن قيمة الصدق فى الدول التى قد نعيب عليها من التى يسميها البعض متقدمة أو قد ننتقد فيها بعض الأشياء التى لا تتناسب مع ثقافتنا وقيمنا- عندهم أكبر بكثير من قيمتها عندنا الآن، وهذا أحد أسرار قوتهم، وإن كان فيهم الكثير ممن يكذب، لكن الكلام هنا عن قيمة الصدق وعن ثقافة أهمية الصدق.
■ هل هناك شروط لعودتك إلى مصر؟
- لم يُشترط علىَّ شىء، وهذا بصدق، بل إننى سألتُ: هل فى مجيئى إلى مصر ما هو ممنوع أو ما هو مسموح؟ فقيل لى: إن مثلك ليعى ما هو مفيد فيما يقول، لكن ينبغى أن تكون المحاضرات من خلال القنوات الرسمية فقط، فعلى سبيل المثال إذا أردتَ أن تلقى محاضرة أو أن تخطبَ فى مسجد فلابد أن يكون هذا مسبوقاً بتصريح من وزارة الأوقاف، وهذا الطلب ليس فيه أدنى خطأ، ولأنى تعلمتُ أن أعمل عليه فى عدد من الدول الأخرى التى أزورها، ثم كانت إجابتى أن هذا ليس بشأنى، فقد اعتدتُ أن الجهة الداعية فى أى بلد أدخل إليه هى التى تقوم بالترتيبات المتعلقة بالتصاريح، وفيما عدا هذا الأمر لم يُشترط علىَّ شىء.
■ هل طلبت العودة إلى مصر أم كانت هناك تدخلات؟
- قلبى فى كل حين يحنُّ إلى الرجوع إلى مصر، ولمّا لم أتبين لماذا أُخرجت؛ لم يكن من المروءة أن أطالب بالرجوع، إلا أن سيدى الوالد حفظه الله قدم استفساراً هنا، وسأل الجهات المعنية: لماذا مُنع ابنى من الدخول؟ فتوجهوا بالسؤال إلى الجهات التى قد تكون اتخذت قرار المنع، فربما وجدوا أن أسباب المنع فيما مضى لم تكن بكافية أو مقنعة، أو ربما تغيرت الظروف التى تم على أساسها المنع سابقاً، فرُحب بى فى العودة.
■ يرى البعض أن سبب السماح فى هذه الفترة بالذات بعودتك إلى مصر هو انتشار التيار السلفى مرة أخرى فى مصر وظهور فلول لجماعات إرهابية تتستر بالإسلام، وأن مصر تحتاج مثل هذا الصوت العاقل المتزن الوسطى، فهل وصل شىء مثل ذلك إلى مسامعك؟
- أما إخواننا من «الوهابية» الذين يسميهم البعض السلفية فليسوا بمعركتى، وأما المتطرفون أو من يسمون بالإرهابيين فمعركتنا الحقيقية مع الأسباب التى أدت إلى إفرازهم، وأما مصر فهى أكبر من أن تحتاج إلى على الجفرى.. وفى صرح الأزهر، وفى العلماء الصادقين من رجاله مَنْ يمكن أن يتصدوا للأمر.
|
|
|
|
|
|
|
|
|