|
قوش.. السوداني
|
قوش.. السوداني
«انقلاب قصر» في الخرطوم أطاح برجل النظام القوي المعروف بعلاقاته الجيدة بالمخابرات الأميركية
طلحة جبريل
الشرق الوسط، الجمعـة 01 رمضـان 1430 هـ 21 اغسطس 2009 العدد 11224
ما حدث في الخرطوم ذلك المساء كان «انقلاب قصر». خبر قصير من 40 كلمة أحدث الانقلاب. الخبر يشتمل على عنصرين: «مرسوم جمهوري» بتعيين الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد صالح مستشارا لرئيس الجمهورية». ثم «مرسوما جمهوريا آخر بتعيين الفريق مهندس محمد عطا المولى عباس مديرا عاما لجهاز الأمن والمخابرات الوطني». أخبار «الانقلابات» عادة لا تتعدى بضعة أسطر. و«انقلاب القصر» في الخرطوم لم يخرج عن هذا السياق. الخبر لم تكن تعرف به إلا مجموعة صغيرة جدا من الدائرة الضيقة التي تحيط بالرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير.
راحت الخرطوم ذلك المساء تتناقل الخبر، ليس بسرعة البرق، ولكن بأسرع من ذلك بكثير. وعلى طريقة السودانيين المعهودة في اختصار الأشياء، كانت الناس تقول «طار قوش». قوش هو اللقب الذي حمله رجل النظام القوي الفريق أول صلاح عبد الله. هذا العقل الماثماتيكي البارع في علوم الرياضيات، لقبه زملاء له في الدراسة باسم «قوش» نسبة إلى عالم رياضيات هندي كان يتسم بالنبوغ. منذ سنوات الدراسة اظهر ذكاء شديدا. كان طموحا للغاية على الرغم من وجوده دائما في منطقة الظل. يجيد المناورات. مكيافيللي؛ الغاية عنده تبرر الوسيلة. يمارس سياسة شفير الهاوية. يطبق استراتيجية الغموض والتمويه، وأحيانا يصبح الحديث معه في حد ذاته موضوع تفاوض. يمشي متهملا. جسم ثقيل. يضع نظارات سميكة تخفي جزءا كبيرا من وجهه. شارب خفيف. يضع يده على حنكه وهو يستمع. لا يسجل كلام من يستمع إليهم، بل يعتمد على الذاكرة... باختصار، فيه الكثير من غموض رجال المخابرات.
|
|
|
|
|
|
|
|
|