|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: جمال المنصوري)
|
عظيم مصابه محمود...مارق قيل وهو عندى شهيد !!!!
والدى= امد الله فى ايامه= كان يحرضنى منذ وقت باكر على حفظ الشعر وتذوقه وقراءة التاريخ الكامن وراءه... وهكذا دأب جدنا على ان نحفظ فى خلوته القرآن الكريم وعلومه ومتن العشماوية والعزية والفية ابن مالك والمعلقات العشرة على شرح الزوزنى... كان امرا ثقيلا على ناشئة مثلى وابناء عمومتى.. المكتبة عامرة بطيف واسع من الكتب والمراجع والاوراد... ذات يوم التقيت صبية جميلةفى عشرينات العمر..وضيئة..دار حوار بيننا... أعربت لها عن ان شيئا ما يلفت انتباهى نحوها...لم يكن غزلا..كان حديثا مقصودا..رجوت معرفة لو انها من بيئة متصوفة... أجابتنى انها وعمرها بضع سنوات التقت رجلا شيخا جذبها بصورة لافتة..ثم وهو فى هيبته تلك اعطاها حفنة تمر اكلتها وماتزال اسيرة الى تلك الحالة... الدكتور عبدالله الطيب وتربطه بوالدى دوحة اللغة العربية الوريفة يظل علما فى دنيا الناس ويحظى بمكانة خاصة عندى وقدجلست اليه طويلا.. اواخر ايامه كان حوارى اليه حول الرجل الذى سحر طفلة السنوات وعن قصيدته وقتها=عنوان البوست= وحديثه راسخ فى ذاكرتى وسؤاله عن اهتمامى بالرجل... الفنان ربيع طه له علاقة به ايضا يحكى عنها بصورة ساحرة وهو فى حال جذب بديع...
الاستاذ..محمودمحمدطه نكتب فى سيرته..محبته وذكراه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: محمد عكاشة)
|
عظيم مصابه محمود...مارق قيل وهو عندى شهيد !!!!
السيدعبدالوهاب سعران يخرج من قريته (مويس)يحتقب هدمته واثوابه يصوب نحو الخرطوم العاصمة والجامعة المهيبة وفى سنده تطلع طموح ووالدته التى لاتكف عن الدعاء له طرفى النهار والليل وتغمره بالمحبة هو زاده للرحلة ... وهبه..وهكذاكنا نطلق عليه لاحقا.. جاء الى كلية الاقتصاد نهاية السبعينات ولباحاتها رونق وبهاء ... ثم وهبه.. يحكى لى قصته ذات يوم منتصف التسعينات فى حالته (البوهيمية) انه احب اثنين فى هذه الدنيا وكان ارتباطه بهما فوق طاقة البشر وتصديق ان الموت غاية كل حى..امه العطوفة التى كانت وكان هوكذلك ينتظران اقرب فرصة للعودة الى شندى لينعم بلقاءها والتملى من حضورها وائتلاق النور من جوفها تمنحه امتدادات عميقة... بعيدة التصور فى اطلاق.. حدثنى وعيناه ضارعتان.. ان والدته كانت تحتفل بطلته مثل(عيدالضحية البفتحو لو البيت) فى حال من الطرب والسرور...حبه لها وتعلقه بهاليس يعدله شىء فى الحياة.. والايام ماضية لاتعبأ بنا والناس فى شقوة منها وفى شقاء.. وهبه..والامتحانات تدهمه وهو الاذكى بين دفعته ينعى الناعى دون استئذان رحيل روحه ومعنى وجوده فى جحفل من الظلمات ليسبح غير مصدق فى ملكوت هو حاله التى عليها من الذهول بين الحضور والغياب .. ثم,,,, يقرن حديثه لى عن والدته بحديث عن والده الذى لم يخرج من بين صلبه وانما عالم الذر الذى تكاشفا فيه وسؤال (الست بربكم)واجابته (بلى ) يطرق سمعه وبصره الحديد...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: محمد عكاشة)
|
الحبيب الأستاذ / محمد عكاشة
قدمت إلينا ، فتطلعت السماء إلى الصحُبة ، واستكتبك ندى القلب ، فكتبت . نضد بنانك القص فقصصت لنا مما عرفت .
بعض الذين يقابلونا في مسيرة حياتنا، يتركون بصمة مورقة في النفس ، لن ينساها المرء .
لك من الشُكر أجزله ، فقد أثريت المكان وأسريت مع الأرواح الراحلة .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
((عند أتم هبوطة الأخير إلي أعلي ، بهر عينيه سطوع إبتسامة محمود محمد طه الطيبة المتسامحة، فمثل بين يديه وقال له: - اعذرني يا ابتاه، لقد قارعت دولة الهوس الديني بعلمانيتي النبيه، لكنه الجسد تخلي عني. تخلي عني يا ابتاه. - لا عليك، يابني، معلمنا قديماً قال للأفكار أجنحة. ==== عندما طافت رائحة صندل مهيمن تأكد بأن سعيد الشائب قريباً منه بدائرته المغنطيسية الصندلية التي تسبقه مجيئه دائماً، ولمحه هناك يضع يده علي اذنه اليمني كي يسمع بالآخري جيدة، ويتحدث بلا أسلاك مع شخصاً آخر في زمان آخر، متفقداً احوال الأخوان قارة، قارة!))
عفيف إسماعيل
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=36608
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عصام علي أحمد)
|
Quote: وقرأت :
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة 260
وعرفت السؤال مدخل الطمأنينة . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
في ذكرى" محمود محمد طه ": نتأمل روحَه في العِليين (5)
قبل أقل من العام ، طلّ علينا من صحابِكَ سيدي ومن التلامذة ، احتقنت المحبة حتى التقيت بهم وتفجرت . وكتبنا على استحياء :
في صحبة أهل الكرازة من تلامذة الأستاذ ( محمود محمد طه )
يقولون في المحبة الإلهية :
أموتُ إذا ذكرتُكَ ثم أحيا.. ولولا حُسن ظني ما حييتُ فأحيا بالمنى وأموت شوقاً ..فكم أحيا عليكَ وكم أموتُ شرِبتُ الحبَ كأساً بعد كأسِ .. فما نفد الشرابُ وما رويتُ
رفعتُ الهاتف النقال وأنا بصحبة الصديق ( عبد الرحيم ) ذات مساء وسمعت صوت (دالي ) أحد صحاب الأستاذ محمود وأحد تلامذته . قلتُ مُرحباً بقدر ما تيسر لي من لغة الترحاب الخجول وهبط الوجد سيد المؤانسة وانعقد اللسان . بيني وبين رؤيته عياناً نيفٌ وثلاثون عاما . كذا الدُنيا تدور بكَ وبالشمس التي تنظرنا كل يوم ولم يتيسر الأمر إلا الساعة ! .
هبطت طائرته الإمارات العربية المتحدة لتمنحه يومين ، خصصهما لرؤية من يستطع من الأصدقاء والمعارف والأحباب .رغب هو لقاءنا رغم ضيق وقته والسفر. قال إن الدنيا ليست ملك أيدينا وسيزور الصحاب جميعاً في أبو ظبي ساعة زمان من عصر يوم غد ، فما كل ما تشتهي الأنفس تلقاه . أيمكن أن يعود الذي خرج من بين أيدينا مُعسراً لا يملُك إلا فكرة جاذبة أحبتُه وأحبها ؟ . صدق من قال : قلوبُ العاشقينَ لَها عيونٌ .. ترى ما لا يراه النَّاظرونا لا يلجُ الزمان ساعة صفائنا كما يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ، بل يأتي خفيف الظل لا ينتظر . يقف على الغُصنٍ بُرهة ، ثم يفترق الأحباء بوعد أن يتقابلوا في فضاءٍ أرحب . تؤاخينا العاصمة ... و ترمينا بالمحبة .
التقينا ساعة الوداع ! . أقلّتنا سيارة للمطار يقودها الصديق ( علي ) .على يساري ( دالي ) وعلى المقعد أمامي الصديق ( عبد الرحيم ) . هم بصفاء نفسٍ وصدق سريرة . تجاذبنا أطراف الحديث ، وتلمسنا الجانب الرخو من هوى الأنفُس. واقتسمنا شراكة محبة هادئة في منعطف العُمر . حبلها ممدود حتى نوشكُ أن نكون شُركاء طريق و جُلساء طعام العقول ، وشاربي كؤوس سُكر المحبين لمُتعة الفكر . فتحوا أبواب الزمن الماضي ومُستقبل الأيام وانكسار الشرق أولاً ثم الغرب لاحقاً. بعض الحديث جُرعات مُكثفة وكبسولات تنتظر خلوتَكَ لتنمو وتزدهر .
الطريق إلى المطار أقصر مما عهدتُه ويقصُر أكثر إن كنتَ في صحبة الدُرر التي أجلتها نيران الدعوة ، وقد تلمّس طريقها الأستاذ " محمود محمد طه " منذ أواخر الأربعينات من بعد اعتكافٍ في محبسه ، ثم اعتكافه اللاحِق في " رُفاعة " ثم نثر كنوزه للعامة والخاصة .
ما أعذبها نُزهة قصيرة بصحبة الأحباب وهم يتسامرون ، فسيارة الصديق ( علي ) فرِحةٌ بلقائنا .تلتف على حبائل الطريق راقصةٌ كي يمُد لها الزمان فسحةً ولا يمُد لها لسانا. نزعنا أنفسنا من الزمان برهة وتفرّستْ القلوب وهي تنظر بعيونها التي ترى وتَفرَح بصحبة الذين حملوا الكرازة في صدورهم . فتشوا الأرض الخصبة ليُدفنوا ثمرها لينمو في مُقبِل أيامهم . جاء المطر زخاً وتيسرت سُبل حياتهم بقدر زهدهم في زينة الدُنيا وهي تتبدى لهم وهم في شغل عن بذخ نعيمها . انحسرت رغباتهم عن بهرجها وهبت عليهم رياحين محبة تجلو الذاكرة من تعب السنين وبطء مسير العافية. يُعينك صفاؤهم أن تنتبه إلى نفسكَ وتُحاسبها على أصغر الهفوات و " اللَّمَمْ " .
أبعدَتهُم عن موطنهم الذي أحبوه غِلظة " أهل الظاهر" وهم يتتبعونهم بالعصي الغليظة التي أسرفت حتى توسّمت أجسادهم بآثار القهر . لم يكتفِ " أهل الظاهر " إلا بمعلمهم " محمود محمد طه " ليستشهِد في الجمعة العظيمة. نَذْكره اليوم حيث تُرفرف طيورُ الجنان من فوق مِقعده جالساً في أحلامنا وفي المآل الذي ينبغي له بإذن كريم فاض على نفسه ومنحنا دُنيانا التي فيها نحيا .تََذكَّر تلامذة الأستاذ أيامهم الحزينة الأولى في المهاجر من عنت قهر الماضي . تبصروا ملاطفة المولى لِنَبيه الكريم في الذكر الحكيم وفي سورة الضُحى حين غشته غمامة الحُزن من تأخُر الوحي :
{ والضُّحَى{1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{5} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى{ 8 }
صبروا و صابروا ، وتنـزَّلت عليهم السكينة من ربهم وغَشتْ أعشاشهم أطيافُ الغمامِ بأجنحتها الرحيمة . بدءوا حياتهم على الضفاف التي تتسع للمراعي وهي تنبسط اخضراراً بمدّ البصر . عرِفوا أن أرض الله واسعة فهاجروا فيها ولم يكونوا ظالمي أنفسهم . قلوبهم مكنوزة بالخير . بمسلكهم يحسِنون لأعدائهم ولمن يحبونهم .
بدأ ثُلة مع تلامذة الأستاذ "محمود محمد طه "تجميع أقوال الشهيد وأسفاره ولقاءاته المسموعة والمكتوبة ودونوها من بعد صحوتهم من إعسار التشتُتْ و افتتحوا "منبر الفكرة ". جلس للتدوين والتدقيق نفرٌ كريم منهم على نار الفكرة التي تُدفئ من برودة الحياة عند موات العقول . أوقد عندهم السراجُ زيتَه وعمّت الأضواء القُرى والمدائن في أركان الكون . أحسنوا همُ عملهم عملاً بقول النبي:( من عمِل عملاً فليتقنه ) و نَهَلْنا نحن من عذوبة لغة كاتب الرسالة الثانية من الإسلام وتفرُّد نهجه . آل على نفسه بعد أن عمّتْ الجهالة أن يمهر الدفاع عن الفكر بالدم . بأحضان أهل السودان ونحن نودع الدكتور ( دالي ) ، امتلأت الرئة ببلسمٍ ضاحِك . فكانت نار الفراق سلاماً علينا جميعاً وعليه وهو يودعنا بأمل اللقاء القريب . طرِبَتْ الذاكرة وأخرجت من ثمرها البهيج قول ابن منصور العاشق لربه :
وَبَدَا له مِنْ بعدِ مَا اندَمَلَ الهَوَى .. بَرقٌ تَألقَ مَوْهِناً لَمَعاَنُهُ يَبْدُو كَحَاشيةِ الرِّداء ، وَدُونهُ .. صَعْبُ الذُّرَى مُتَمنِّعٌ أَركَانُهُ فَدَنا لينظُرَ كيفَ لاحَ فَلَمْ يُطِقْ .. نَظَراً إليهِ ، وَصَدَّهُ سَجّانُهُ فالنارُ ما اشْتَمَلتْ عليهِ ضُلُوعُهُ .. والماءُ ما سَحَّتْ بِهِ أَجْفَانُهُ
عبد الله الشقليني 23/12/2008 م
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
سلام أيها الإنسان*** و هل يبقى سوى الإنسـان؟ نسائم أنسـه هبت*** تضوع بنكهة الإنســـان
ســـلام منك يدنيني***ســــلام فيك يبقيني يضيء ظلام أوعيتي***فيحـييني و يحـــييني
لقد أوصدت غار حــراء*** بلا منٍ بلا استـعلاء وعرشك كان في الفرش ***وعرشك كان فوق الماء
هكذا قال أستاذي عصام عبد الرحمن البوشـي، الشاعر العرفاني والجمهوري القيادي الـفـذ. وإني إذ أهديك أبياته، يا عزيزي شقليني، لا أبذل إلا جهد المقل في شكرك جزيلاً و الاعتراف بفضلك في التذكير بسيد شهداء السودان، وبأسمق قمة فكرية انجبها الشعب السوداني والعالم الإسلامي قاطبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
وكما عودتنا دكتور حيدر بدوي صادق :
تقدم النفائس في جرعة مكثفة .
عندما نتذكر " طويل الباع " ذاك العصي على الإزلال : الأستاذ : محمود محمد طه ، نتذكر وقفته الشّماء ، وكبرياء المُعلمين ، وصدق الرُسل الذين يحملون بين أجنحتهم الفكر الذي لم نزل نحاول الإحاطة بتلك الفتوح ، ولكنها مائدة مفتوحة على الغرائب ،
تحية لك سيدي في المقام العالي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عماد موسى محمد)
|
مولده ونشأته
● ولد الاستاذ محمود محمد طه فى مدينة رفاعة بوسط السودان فى العام 1909م تقريبا، لوالد تعود جذوره الى شمال السودان ، وأم من رفاعة ، حيث يعود نسبه الى قبيلة الركابية من فرع الركابية البليلاب نسبة الى الشيخ المتصوف حسن ود بليل من كبار متصوفة السودان.
توفيت والدته – فاطمة بنت محمود - وهو لماّ يزل فى بواكير طفولته وذلك فى العام 1915م تقريبا، فعاش الاستاذ محمود وأخوته الثلاثة تحت رعاية والدهم ، وعملوا معه بالزراعة ، فى قرية الهجيليج بالقرب من رفاعة، غير أن والده لمّا يلبث أن التحق بوالدته فى العام 1920م تقريبا، فانتقل الاستاذ محمود وأخوانه للعيش بمنزل عمتهم برفاعة. الخلوة
● بدأ الاستاذ محمود تعليمه بالدراسة بالخلوة ، وهى ضرب من التعليم الأهلى ، كما كان يفعل سائر السودانيين فى ذلك الزمان ، حيث يدرس الاطفال شيئا من القرآن ، ويتعلمون بعضًا من قواعد اللغة العربية ، غير أن عمته كانت حريصة على الحاقه وأخوانه بالمدارس النظامية ، فتلقى الاستاذ محمود تعليمه الاوّلى والمتوسط برفاعة . ومنذ سنى طفولته الباكرة هذه أظهر الاستاذ محمود كثيرا من ملامح التميز والاختلاف عن أقران الطفولة والدراسة ، من حيث التعلق المبكر بمكارم الاخلاق القيم الرفيعة ، الأمر الذى لفت اليه أنظار كثير ممن عاش حوله.
كلية غردون ودراسة الهندسة
● بعد اتمامه لدراسته الوسطى برفاعة أنتقل الاستاذ محمود في عام 1932 الى عاصمة السودان ، الواقع حينها تحت سيطرة الاستعمار البريطانى ، وذلك لكى يتسنّى له الالتحاق بكلية غُردون التذكارية ، وقد كانت تقبل الصفوة من الطلاب السودانيين الذين أتّموا تعليمهم المتوسط ، حيث درس هندسة المساحة. كان تأثيره فى الكلية على محيطه من زملائه الطلبة قويا ، وقد عبر أحد كبار الأدباء السودانيين عن ذلك التأثير بقوله: ((كان الاستاذ محمود كثير التأمل لدرجة تجعلك تثق فى كل كلمة يقولها ! ))
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
(( "هذه القوانين قال عنها الشهيد الأستاذ محمود محمد طه" (أنا أعلنت رأي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م سمعتها طازجةً منه بصوته العميق المثقل بمكابدات الفكر ونفاذ البصيرة . هذه الذكري هي من أثمن ممتلكاتي في هذه الحياة البئيسة ، فإن كان لي أن أفخر فإنا بذلك فخور . ظللتُ أسمعها ويقشعرُّ بدني كلما سمعتها وأدرك فداحة الفقد في كل مرّةٍ بكيفيةٍ جديدة . الآن أقرأها فيقشعرُّ بدني وأختنق . هل هي حالة العجز المتفاقم أمام الكيفية المتجددة لفداحة الفقد ؟))
محمد عبد الملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عماد موسى محمد)
|
في ذكرى محمود محمد طه : نتأمل روحه في العليين (6)
كتب الأكرم : عماد :
Quote: Quote: لقد أوصدت غار حــراء*** بلا منٍ بلا استـعلاء وعرشك كان في الفرش ***وعرشك كان فوق الماء (والشعراء يّتبعهم الغاوون.ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون.وأنهم يقولون ما لايفعلون.إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية اللهم اهدني..وحيدر..والشقليني |
الأكرم : عماد موسى محمد لك السلام بأفضل اللغات ، مطمورة بقليل الحديث الموجز. أولاً : نعُمنا بدعوتك لنا جميعاً بالهداية ، وهي مُنية المتمني . فقد كانت ولم تزل الهداية للذين يتعقلون ، ويُعمِلون الصناديق التي بين أكتافهم والتي تكرمت بالعقل لمعرفة دينهم ، وحياتهم ، ومعرفة المقاصد من الطرق ، ومعرفة الوسائل من الغايات . نعم الشعراء يتبعهم الغاوون ، وليس استثناء ، ويتبعهم غير الغاوون ، ويقولون ما يفعلون ، وتلك من صناعة الشعر في صعودها اللغوي . ألم يكن الصحابي عبد الله بن رواحة شاعراً ؟ ألم يكن حسان بن ثابت شاعراً ؟ ألم يكن صاحب بُردة النبي شاعراً ؟ لقد كتبنا مقالاً فيه الكثير الذي يحكي عن كيف تسربل الشاعر كعب بن زهير ابن أبي سلمة ببردة النبي ، التي سار بنهجها الشعراء : وهذا هو النص ، علكَ يا سيدي ، تُغسل طعوم المعاني المُضمرة التي جاءت ضمن ردك علينا ، وفهمنا أننا قد فارقنا الطريق ونحتاج الهداية !! رجاء اقرأ النص ، وراجع مواقف النبي الأكرم من الشِعر ومن الشعراء : النص :
بُردة النبي وثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل
(1) لن نتحدث عن فتاوى القتل ضد الرأي أياً كان الرأي : من أطلقها ومن نفذها ، ومن مثَّل بالضحايا . لن نتحدث عن ماكينة القتل من مفتاح التحريض في المُبتدأ ، وإلى الذي يأخذ القانون أياً كان بيده وينفذ . لن نُقلِب صفحة الماضي القريب أو السحيق ، سنختار خياراً يستحِق . اليوم نبدأ بأنموذج من ثقافة التسامُح ، أنموذج لم يأتِ من إبداع النَقلة أو اجتهاد صفوة لبسوا لباس التقديس ، وأطلقوا رائحة الدم للأنوف الجائعة ، أو من مهدوا لمكر السياسة أن يستحم في دماء المغدورين . جاء الأنموذج على يد كريم أخذ الكرم من سجاياه وتجَمَّل . أخذت المحبة من حضنه الكريم فتعطرت . أخذت النفس البشرية من ملامح وسامته فتنضدت . هو من مدحه عبد الله بن رواحة رضي المولى عنه وأرضاه حين قال :
ـ ولما حججت وزرته صلى الله عليه وسلم ، تطفلت على جنابه المُعظم ، وامتدحته بأبيات أنشدتها بين يديه بالحجرة الشريفة ، تجاه الصندوق الشريف ، وأنا مكشوف الرأس ..أبكي :
يا سيد السادات جئتك قاصداً ... أرجو رضاك واحتمي بحماكَ والله يا خير الخلائق إن لي ... قلباً مشوقاً لا يروم سواكا و وحق جاهك إنني بكَ مُغرم ... والله يعلم أنني أهواكَ أنت الذي لولاك ما خُلق امرؤ... كلا ولا خلق الورى لولاكا أنت الذي من نورك البدر اكتسى ... والشمس مشرقة بنور بهاكَ أنت الذي لما رُفعت إلى السما... بك قد سمتْ وتزينت لسُراكا (2) كعب بن زهير : شاعر عالي الطبقة والمكانة ، من أهل نجد . أخوه بجير ، وابنه عقبة ، و حفيده العّوام ، كلهم شعراء . أبوه الشاعر زهير بن أبي سلمة ، صاحب المُعلقة ذائعة الصيت ، ونذكر هنا بعض أبياتها الشعرية :
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ ... بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا ... مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً ... وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً ... فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ (3) قال كعب بن زهير : ـ كانت الدُنيا أفقاً مفتوحاً ، وكان الشعر فضاء رحيباً ، وكانت اللغة عجيناً طيعاً . تلك حسناوات كواعب يوجِعنَّ القلب . يستيقِظ الخاطر بجنونه يطُرق أركان اللُغة ، ويستحلب الندي . قلت فيمن رأيت من الحسان ما قلت . قالوا لي بعث الله رسولاً وصدَّقت رسالته أمةٌ من الناس . يستقوي به الضعفاء و يأمر بمكارم الأخلاق . عرفت الخبر ولم أعرف الرسالة و لا النبوءة . غضب هو من تشبيبي بنساء المسلمين . أخذتني لوثة الطيش ، وما عرفت قدر مكانته وهجوته . في ظلمة البطحاء أعلمني من يُحبني أن أنجو بنفسي ، فقد أُهدر دمي من سوء ما فعلت . أزللت البعير وقهرتها على البوادي هارباً من المصير . ضاقت بي الدُنيا على رحابتها . حفرت في ذاكرتي واستللت سيوف أبي الشِعرية من مخابئ الرمَد ، وتجلت ناظريَّ . هبطت الخواطر زرافات عليَّ وكان الشِعر صديقي فقلت أتحصن أو أتسلى ببعض شعري :
نَفَى شَعَرَ الرَّأْسِ القَدِيمَ حَوَالِقُهْ .. ولاحَ بشيبٍ في السَّوادِ مفارقهْ وأفنى شبابي صبحُ يومٍ وليلة .. وما الدهرُ إلاّ مسيُه ومشارقهْ وأدركتُ ما قد قالَ قبلي لدهرهِ .. زُهَيْرٌ وإنْ يَهْلِكْ تُخَلَّدْ نَوَاطِقُهُ تبصَّرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ .. كَنَخْلِ القُرَى أَوْ كالسَّفِينِ حَزَائقُهْ
عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً ، لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ، وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا . هُناك مجلس النبي وأصحابه . طرقت وأُذن لي ودخلت بلثامي أطلب الأمان ، فأمِنت . استقبلتني الطلعة النورانية ، لو كنت رأيتها من قبل لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ، وبإشراق محبته نوراً هادياً . بدأتُ أنشد :
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ تَنْفِي الرّيَاحُ الْقَذَى عَنْهُ وَأَفْرَطَهُ .. مِنْ صَوْبِ غَادِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ فَيَا لَهَا حُلّةٌ لَوْ أَنّهَا صَدَقَتْ .. بِوَعْدِهَا أَوْ لَوْ إنّ النّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنّهَا خُلّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا .. فَجَعٌ وَوَلَعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا .. كَمَا تَلَوّنَ فِي أَثْوَابِهَا الْغُولُ وَمَا تَمَسّكَ بِالْعَهْدِ الّذِي زَعَمَتْ .. إلّا كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ فَلَا يَغُرّنّكَ مَا مَنّتْ وَمَا وَعَدَتْ .. إنّ الْأَمَانِيّ وَالْأَحْلَامَ تَضْلِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا .. وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلّا الْأَبَاطِيلُ أَرْجُو وَآمُلُ أَنْ تَدْنُو مَوَدّتُهَا .. وَمَا إخَالُ لَدَيْنَا مِنْك تَنْوِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ لَا يُبَلّغُهَا .. إلّا الْعِتَاقُ النّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلّغَهَا إلّا عُذَافِرَةٌ .. لَهَا عَلَى الْأَيْنِ إرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلّ نَضّاخَةِ الذّفْرَى إذَا عَرِقَتْ .. عُرْضَتُهَا طَامِسُ الْأَعْلَامِ مَجْهُولُ تَرْمِي الْغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرِدٍ لَهَقٍ .. إذَا تَوَقّدَتْ الْحِزّانُ وَالْمِيلُ ضَخْمٌ مُقَلّدُهَا فَعْمٌ مُقَيّدُهَا .. فِي خَلْقِهَا عَنْ بَنَاتِ الْفَحْلِ تَفْضِيلُ غَلْبَاءُ وَجْنَاءُ عُلْكُومٌ مُذّكّرَةٌ .. فِي دَفّهَا سَعَةٌ قُدّامُهَا مِيلُ وَجِلْدُهَا مِنْ أُطُومٍ مَا يُؤَيّسُهُ .. طِلْحٌ بِضَاحِيَةِ الْمَتْنَيْنِ مَهْزُولُ حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجّنَةٍ .. وَعَمّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ يَمْشِي الْقُرَادُ عَلَيْهَا ثُمّ يُزْلِقُهُ .. مِنْهَا لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ بِالنّحْضِ عَنْ عُرُضٍ .. مِرْفَقُهَا عَنْ بَنَاتِ الزّوْرِ مَفْتُولُ كَأَنّمَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحُهَا .. مِنْ خَطْمِهَا وَمِنْ اللّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تَمُرّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْلِ ذَا خُصَلٍ .. فِي غَارِزٍ لَمْ تَخَوّنُهُ الْأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حُرّتَيْهَا لِلْبَصِيرِ بِهَا .. عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهِيَ لَاحِقَةٌ .. ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ .. ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ سُمْرُ الْعُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَى زِيَمًا .. لَمْ يَقِهِنّ رُءُوسُ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ كَأَنّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهَا وَقَدْ عَرِقَتْ .. وَقَدْ تَلَفّعَ بِالْقُورِ الْعَسَاقِيلُ يَوْمًا يَظَلّ بِهِ الْحِرْبَاءُ مُصْطَخِدًا .. كَأَنّ ضَاحِيَهُ بِالشّمْسِ مَمْلُولُ وَقَالَ لِلْقَوْمِ حَادِيهِمْ وَقَدْ جُعِلَتْ .. وُرْقُ الْجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الْحَصَا قِيلُوا شَدّ النّهَارُ ذِرَاعًا عَيْطَلٍ نَصَفٌ .. قَامَتْ فَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ نَوّاحَةٌ رَخْوَةُ الضّبَعَيْنِ لَيْسَ لَهَا.. لَمّا نَعَى بِكْرَهَا النّاعُونَ مَعْقُولُ تَفْرِي اللّبَانَ بِكَفّيْهَا وَمِدْرَعِهَا.. مُشَقّقٌ عَنْ تَرَاقِيهَا رَعَابِيلُ تَسْعَى الْغُوَاةُ جَنَابَيْهَا وَقَوْلُهُمْ .. إنّك يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ وَقَالَ كُلّ صَدِيقٍ كُنْت آمُلُهُ .. لَا أُلْهِيَنّكَ إنّي عَنْك مَشْغُولُ فَقُلْت خَلّوا سَبِيلِي لَا أَبَا لَكُمْ .. فَكُلّ مَا قَدّرَ الرّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ .. يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ نُبّئْت أَنّ رَسُولَ اللّهِ أَوْعَدَنِي .. وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ مَأْمُولُ مَهْلًا هَدَاك الّذِي أَعْطَاك نَافِلَةَ الْ .. قُرْآنِ فِيهَا مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنّي بِأَقْوَالِ الْوُشَاةِ وَلَمْ .. أُذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ فِيّ الْأَقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ بِهِ .. أَرَى وَأَسْمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلّ يَرْعَدُ إلّا أَنْ يَكُونَ لَهُ .. مِنْ الرّسُولِ بِإِذْنِ اللّهِ تَنْوِيلُ حَتّى وَضَعْت يَمِينِي مَا أُنَازِعُهُ .. فِي كَفّ ذِي نَقَمَاتٍ قِيلُهُ الْقِيلُ فَلَهُوَ أَخَوْفُ عِنْدِي إذْ أُكَلّمُهُ.. وَقِيلَ إنّك مَنْسُوبٌ وَمَسْئُولُ مِنْ ضَيْغَمٍ بِضَرّاءِ الْأَرْضِ مُخْدَرُهُ.. فِي بَطْنِ عَثّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيَلْحَمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهُمَا .. لَحْمٌ مِنْ النّاسِ مَعْفُورٌ خَرَاذيلُ إذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لَا يَحِلّ لَهُ .. أَنْ يَتْرُكَ الْقِرْنَ إلّا وَهُوَ مَفْلُولُ مِنْهُ تَظَلّ سِبَاعُ الْجَوّ نَافِرَةً .. وَلَا تَمْشِي بِوَادِيهِ الْأَرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ .. مُضَرّجُ الْبِزّ وَالدّرْسَانِ مَأْكُولُ إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لَبُوسُهُمْ .. مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الْهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكّتْ لَهَا حَلَقٌ .. كَأَنّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ ليْسُوا مَفَارِيحَ إنْ نَالَتْ رِمَاحُهُمْ .. قَوْمًا وَلَيْسُوا مَجَازِيعًا إذَا نِيلُوا يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ الزّهْرِ يَعْصِمُهُمْ .. ضَرْبٌ إذَا عَرّدَ السّودُ التّنَابِيلُ لاَ يَقَعُ الطّعْنُ إلّا فِي نُحُورِهِمْ .. وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ
نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ، وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبسنيها عفوا وسماحاً . سُميتْ قصيدتي من ساعتها بالبُردة ، تيمُنا بمَكرُمته ألف صلاة وألف سلام عليه . (4) في أفق الخير الممدود ، هنالك وجه للعفو وللصفح وللتسامح . أنموذج صدح مُتدثراً بعباءة الرضا . غمر السَّماح قصائد الغزل كلها ، فعلى مسمع منه حملت سيرته الرُكبان ، و ملأ ت الصدور رئتيه بهواء الصحارى ومهابط الحضر القديمة ، وجبال الجلوس للصفاء . سمع النبي الكريم شعر المدح ، وسمع مداخِله الثرية في الغزل فتهللت أساريره ، فما بال الذين يكرهون شِعر الغزل ، كأنه يُجافي العقيدة . لقد نثر الشاعر البوح كله أمام الوجه الكريم ، صاحب السيرة العطرة ، فاستحسن الشعر بمَكرُمته . (5) على نهج السماح والصفح ، أحب الإمام البصيري سيرة المدح ونهج بُردة كعب بن زهير ، ونقطُف مما كتب :
راعت قلوب العدا أنباء بعثته .. كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ .. حتى حكوا بالقنا لحماً على وضمِ ودوا الفرار فكادوا يغبطون به .. أشلاءَ شالت مع العقبان والرخمِ تمضي الليالي ولا يدرون عدتها .. ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُمِ كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم .. بكل قرمٍ إلى لحم العدا قـرمِ
لم تَزل البُردة تتدثر في قلوب قصائد المدح ، تتسلل من قلوب المُحبين لساعات الصفاء . نقطُف مما كتب الشاعر أحمد شوقي في نهج البردة :
يا رب صل و سلم ما أردت على .. نزيل عرشك خيـر الرسل كلهم محيي الليالي صلاةً ، لا يقـطعُها .. إلا بدمع من الإشفاق مُنسجـم مسبحاً لك جُنحَ الليل ، محتملاً .. ضُرًّا من السُّهد ، أو ضُّرًا من الورم رضيةُ نفسُه ، لا تشتكي سأماً .. وما مع الحــبِّ إن أخلصت من سأم وصل رب على آلٍ لهُ نُخبٍ .. جعلتَ فيهم لواء البـيت والحــرم
إنها بُردة السماح و كِسوة العفو . خيار لو قرأناه بمحبة ، لصفت أنفسنا مما بها ، وغسلنا قلوبنا من طحين القُبح .
عبد الله الشقليني 8/9/2006م
انتهى النص : ـــــــــــ
النص كتبناه في مدونة : سودان رأي :
http://sudaniyat.org/archive3/showthread.php?t=3260
***
(عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-26-2009, 05:41 AM) (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-26-2009, 05:46 AM) (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-26-2009, 06:02 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
السكك الحديدية والنضال السياسى
● تخرج الاستاذ محمود فى العام 1936م وعمل بعد تخرجه مهندسًا بمصلحة السكك الحديدية ، والتى كانت رئاستها بمدينة عطبرة الواقعة عند ملتقى نهر النيل بنهر عطبرة ، وعندما عمل الاستاذ محمود بمدينة عطبرة أظهر انحيازًا الى الطبقة الكادحة من العمال وصغار الموظفين ، رغم كونه من كبار الموظفين ، كما أثرى الحركة الثقافية والسياسية بالمدينة من خلال نشاط نادى الخريجين ، فضاقت السلطات الاستعمارية بنشاطه ذرعًا ، وأوعزت الى مصلحة السكة حديد بنقله ، فتم نقله الى مدينة كسلا فى شرق السودان فى العام 1937م ، غير أنّ الاستاذ محمود تقدم باستقالته من العمل في عام 1941، وأختار أن يعمل فى قطاع العمل الحر كمهندس ومقاول ، بعيدا عن العمل تحت امرة السلطة الاستعمارية. ● كان الاستاذ محمود فى تلك الفترة المحتشدة من تأريخ السودان ، وفى شحوب غروب شمس الاستعمار عن أفريقيا ، علما بارزا فى النضال السياسى والثقافى ضد الاستعمار ، من خلال كتاباته فى الصحف ، ومن خلال جهره بالرأى فى منابر الرأى، غير أنّه كان مناضلا من طراز مختلف عن مألوف السياسيين ،حيث كان يمتاز بشجاعة لافتة ، لا تقيدها تحسبات السياسة وتقلباتها ، وقد أدرك الانجليز منذ وقت مبكر ما يمثله هذا النموذج الجديد من خطورة على سلطتهم الاستعمارية ، فظلت عيونهم مفتوحة على مراقبة نشاطه.
زواجه وأبناؤه
تزوج من آمنة لطفى عبد الله ، وهى من اسرة لطفى عبد الله العريقة النسب والدين ، والتى تنتمى لفرع الركابية الصادقاب ، وقد كان زواجهما فى أوائل الأربعينات من القرن الماضى . كان أول أبناؤه (محمد) وقد نشأ فى كنف أبويه متفردا بين أترابه ، غير أنه ما لم يكد يخطو نحو سنى الصبا حتى غرق فى النيل عند رفاعة فى حوالى عام 1954، وهو لما يتعد العاشرة من عمره ، وقد صبرت أمه آمنة على فقده صبرا عظيماً . كان الاستاذ محمود وقتها خارج رفاعة ، فعاد اليها عندما بلغه الخبر ، وتلقى العزاء فى أبنه راضيا ، قائلاً لمن حوله: لقد ذهب أبنى لكنف أبٍ أرحم منى! له من الابناء بعد أبنه (محمد) بنتان هما (أسماء) ، و (سمية) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأحباب الكرام عبدالله الشقليني ودكتور حيدر الأستاذ محمود أفضى إلى ما قدم و لن ينفعه مدح بعد اليوم ولا ذم. وهو الآن بين يدي ملك عادل وحده من يعلم إن كان قد اقامه في عليين أو في سواها فلا حاجة لكم للتألي على الله. ولا حاجة لكم لتسخير أقلامكم وقدراتكم التعبيرية الفذة لتعظيم مخلوق مثلكم لم يملك لنفسه ضراً ولا نفعا في تلك الجمعة الأخيرة. أما كان أولى بكم وأنفع لدنياكم وآخرتكم توجيه تلك الملكات في تعظيم رب محمود وهو المانح الحقيقي لتلك الملكات؟ أما قال لكم (ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)؟ أما سمعتماه يخاطب نبيه ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين)؟ أتعجب من تضييعكم لهذا الوقت الغالي فيما لم يطلب منكم. واتعجب لأمثالكم كيف لم تنظرون إلى المآلات فتتعلمون منها فقه الإستعداد؟ أليس لكم في طوفان نوح عليه السلام وطوفان الأستاذ محمود قبس من نور مقارنه؟
طيب الله أيامكم بكل خير عبدالحي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: degna)
|
يا شقليني ... دوحتك دائما مما يستظل بأفيائه من أطيب الغرس ... قال لي دكتور أحمد المصطفى حسين أمس أن أمر الاستاذ دة في ناس ربنا بفتح ليهم بصائرهم كدة "منّة وفضلا" وفي ناس بحوشوهم منو حوش!!! دهشت لهذه التصاريف وتقافزت في ذهني صور عديدة ... أحدهم ... أمي ... لا يعرف القراءة ولا الكتابة .. تاقت نفسه وهامت برؤية الاستاذ ... قيل له مرة أنه قد جاء لحي الدباغة بود مدني لعزاء .. فذهب اليه من توه لا يلوي على شيء (حكى فيما بعد أنه رآءه كالشامة وسط الناس ظاهرا) .. ما أن دنا منه الا وجدع نعله "ملصا" وخلع عمامته "رميا من الرأس" تأدبا وأنشأ قصيدة طويلة، على السليقة يحضرني منها خاتمتها: يا طه وأحمد ومحمّد حسن السجمان ومرّمد ختو حملو فوقك وغمّد صورة أخرى لخليفة الشيخ السماني في "الصعيد" .. لما زاره الأستاذ محمود فرش له ثوبه ليجلسه عليه وخاطبه قائلا: أعصر خمر، وأضرب زمر، يأتيك من كل فج زيد وعمرو!! وبالموردة يقول له السيد الحسين الإدريسي كل طعامنا هذا يا أستاذ فقد طبخته لك بيدي!!! يا شقليني: أيه يا مولاي ايه فإنا ههنا قاعدون وبدوحكم مستظلون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)
|
نشأة الحزب الجمهورى
● فى يوم الجمعة 26 أكتوبر 1945م أنشأ الاستاذ محمود وثلة من رفاقه هم: أمين مصطفى التنى، عبد القادر المرضى ، منصور عبد الحميد ، محمود المغربى ، واسماعيل محمد بخيت حبّة ، حزبًا سياسيًا أسموه (الحزب الجمهورى) ، حيث اقترح التسمية أمين مصطفى التّنى ، اشارة لمطالبتهم بقيام جمهورية سودانية مستقلة عن دولتى الحكم الثنائى ، وقد أُختير الأستاذ محمود رئيسا للحزب ، وعبد القادر المرضى سكرتيرا له ، وقد كان هذا الحزب هو الحزب السياسى الوحيد وقتها فى المطالبة بالحكم الجمهورى ، وفى المطالبة بالاستقلال التام ، فى الوقت الذى كانت فيه الحركة الوطنية السودانية ، بقسميها الذين يقودهما حزبا الاتحادى والامة لا يناديان الا بالاتحاد مع مصر (الاتحاديون) أو بالاستقلال فى تحالف مع التاج البريطانى (الامة). وقد عبر هذا الموقف التأريخى من مصير السودان ، أصدق تعبير ، عن الرؤية الثاقبة ، والبصيرة المسددة التى ستكون لاحقا سمة الحركة الجمهورية التى أنشأها ورعاها الاستاذ محمود محمد طه .
أول سجين سياسى فى الحركة الوطنية!
نشأ الحزب الجمهورى أول ما نشأ على المصادمة المباشرة للاستعمار ، دون أن تقعده الرهبة ، أو يصرفه اليأس ، فحفظ تأريخ السودان للأستاذ محمود صورًا ناصعة من الاخلاص المتجرد من الخوف والطمع ، فى مواجهات مكشوفة مع الاستعمار ، ومع الطائفية السياسية التى كانت تحرك الشعب لمصلحة قادتها. ورغم أن الحزب الوليد اتخذ من الاسلام مذهبيةً له ، غير أنه فى تلك الفترة لم يكن يملك من تفاصيل تلك المذهبية ما يمكن أن يقدمه للشعب ، فأنصرف أفراده الى ما أسماه الاستاذ محمود (ملء فراغ الحماس) ، متخذين من قضايا مثل سياسة الاستعمار تجاه الجنوب ، وقضايا مزارعى مشروع الجزيرة مواضيع للنضال ولتحريك الشعب ، فضرب رجال الحزب الجمهورى وعلى رأسهم الاستاذ محمود الأمثال فى شجاعة المواجهة ، حيث كان الحزب يطبع المنشورات المناهضة للاستعمار والتى يقوم أفراده بتوقيع أسماءهم عليها ، ثم توزيعها، فى عمل فريد من أعمال المواجهة العلنية ، اضافة الى قيامهم بالخطابة فى الاماكن العامة ، حتى استشعرت السلطات الاستعمارية الخطر ، فتم اعتقال الاستاذ محمود فى يونيو من عام 1946م وتم تقديمه الى المحاكمة ، حيث خُيّر بين السجن لمدة عام ، أو امضاء تعهد بعدم ممارسة العمل السياسى فأختار السجن دون تردد. كان الاستاذ محمود بذلك أول سجين سياسى فى تأريخ الحركة الوطنية السودانية. وحتى فى السجن فقد واصل مقاومته للمستعمر بعدم تنفيذ أوامر السجن ، فى حين واصل رفقاؤه فى الحزب مقاومتهم خارج السجن ، فأضطُرت سلطات الاستعمار الى اطلاق سراحه بعد خمسين يوم من سجنه. وقد أدى نبأ اطلاق سراحه ، تماما كنبأ سجنه ، الى تجاوب واسع من قطاعات الشعب ، أظهرته برقيات التأييد التى انهمرت على الحزب من كافة محافظات السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
ثورة رفاعة
● بعد اطلاق سراح الاستاذ محمود واصل الحزب الجمهورى نضاله ضد الانجليز ، حتى حانت فى سبتمبر 1946م فرصة أخرى لتصعيد المقاومة ، اذ قامت سلطات الاستعمار بتفعيل قانون منع الخفاض الفرعونى والذى كان قد صدر فى ديسمبر من عام 1945م ، حين قامت السلطات فى رفاعة بسجن ام سودانية خفضت بنتها خفاضا فرعونيا ، فنهض الاستاذ محمود الى التصدى لحادثة الاعتقال هذه ، معتبرا أنّ الاستعمار بتفعيله القانون فى مواجهة عادة متأصلة لا يمكن محاربتها بالقوانين ، انما يرمى الى اضفاء الشرعية على حكمه عن طريق اظهار نفسه محاربا لعادات الشعب السيئة من ناحية ، واظهار السودانيين كشعب غير متحضر مستحق للوصاية من ناحية ثانية. ● خطب الاستاذ محمود خطبة قوية فى مسجد رفاعة مستنهضا الشعب للدفاع عن المرأة التى نزعت من بيتها الى ظلمات السجن. فتوحدت المدينة بأكملها خلفه فى ثورةٍ عارمة تصاعدت الى اقتحام السجن ، وأطلاق سراح المرأة ، رغم المواجهة العنيفة التى ووجهت بها من قبل السلطات والتى وصلت لحد أطلاق النار على الشعب . وقد تجلت فى ثورة رفاعة جسارة الاستاذ محمود فى مواجهة المستعمر والتزامه جانب المستضعفين من شعبه ، مما خلب ألباب الأحرار ، حيث عبّر أحد شعراء السودان عن ذلك فى مقدمة قصيدة له فى تمجيد ثورة رفاعة بقوله : ((من المنبر فى مسجد رفاعة انبعثت الصيحة ، وخرج المسلمون - كالمسلمين الأوائل - فى لحظة الهية يندفعون الى الكافر ، ولقيهم هذا خلف صف من العساكر ، وأنطلق الرصاص ، وتقدم الرجال يمشون على خطى محمود !)) ● تمخضت ثورة رفاعة عن سجن الاستاذ محمود لمدة سنتين ، حيث ُسجن فى سجن ودمدنى لبعض الوقت ، ثم أتم باقى مدة السجن فى سجن كوبر الشهير بمدينة الخرطوم بحرى.
السجن، والخلوة، والمذهبية الجديدة
● فى السجن الثانى للاستاذ محمود بدأت تتضح له تفاصيل المذهبية الاسلامية التى وقف حياته للدعوة اليها ، حيث أخذ نفسه بالعبادة ، وبخاصة الصيام الصمدى ، والصلاة ، فتهيأ لأداء المهمة التى أدرك أن الله انما يعده لها. ● بعد اتمامه لمدة سجنه فى العام 1948م خرج الاستاذ محمود الى مدينة رفاعة حيث اعتكف لمدة ثلاث سنوات فى خلوة عن الناس ، حيث أتم ما كان قد بدأه فى سجنه من تهيؤ لدعوته الاسلامية. كانت أيام خلوته واعتكافه عامرة بالاشراقات الروحية ، والسمو النفسى ، وقد بدا واضحا أن الاستاذ محمود قد أقبل على موضوع كبير وخطير ، وكان الحزب الجمهورى طوال فترة اعتكافه قد توقف نشاطه ، فى حين كان أفراده ينتظرون خروج قائدهم من اعتكافه.
الحزب الجمهورى يخرج من جديد
●خرج الاستاذ محمود من اعتكافه فى اكتوبر 1951م ودعا الحزب الجمهورى الى اجتماع عام عقد فى 30 اكتوبر 1951م . فى هذا الاجتماع طرح الاستاذ محمود المذهبية الاسلامية الجديدة ، والتى تقوم على الحرية الفردية المطلقة ، والعدالة الاجتماعية الشاملة ، ليتجه الحزب الجمهورى من ملء فراغ الحماس الى ملء فراغ الفكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: تذكرتُكَ اليوم . لا يوافق اليوم موعد ميلادِكَ أو رحيلك . الرُوح أنضرْ . لا يشبَعُ المرء من سكونها حولنا . تبُثنا خطاباً يستجد كل يوم و كل ليلة . كأنك سيدي لم تعتزلنا وترحل . كأنك جالسٌ مثل ما اعتدتَ مفترشٌ هذا البساط الكوني عندما دحاه سيدنا الأعلى عند الصِنعة الأولى . وأنت في غرفة اعتاد الأحباب أن يلتقونكَ عندها . صحوت من منامي اليوم ، وكأنك تُمسِك الخواطر إلا تُفلِت من ذاكرتي |
سلام عليك ، وعليه ،
فى العالمين ..
الشبليني العزيز ،
تحياتي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: degna)
|
Quote: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته الاستاذ الفاضل عبد الله الشقليني مودة واحترام
واصل فنحن نستمتع بوهج الكلم الفخيم وروح المعاني خلف الحروف وبين السطور يا لها من سيرة عظيمة لرجل عظيم وعبقري علي |
الحبيب الفاضل : دقنة تحية لك وأهلاً بك صاحب ، وشريك ، فخير الأمم التي عرفت مكارم الأخلاق ، وعرفت الذين قالوا وكتبوا من أجل الناس كافة . تحية طيبة وود كثير .
**
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
اسمح لي يا عزيزي يا شقليني ان اضع نثارا على عتبات دارك المقدسة متبركا آمل له ان يكون كنقش حناءعلى يد عروس يزينها ويتزين بها =====
المبارك شيخ الظهر شوفني جنيت ولا دستّر وقبته تزار بنواحي الركابية باطراف "مورة" الشيخ حسن ودبليل ... عشت ردحا من الزمن قريبا من هناك وجداتي يذهبن له بالنذور والرايات يحرسنني من "عين الغريب الفيها عود وعين الفتاة البتقد الواطة" وجوه سيف .... واليماني والتلياني ... والعراقي والعركي .. والحجّاز ... وهندي محمد ابوزيد وجعفر السوري وخليل الأردني وحمد الليبي .. كل ذلك ذكرني بالعم الراحل سيداحمد عبدالكريم تركي "زول الزومي" ... (نفعنا الله بجاهه) لما حكى دكتور خليفة عن الأخ الذي قال للأستاذ أوصني فأوصاه الأستاذ (ألزم الأخوان) تذكرت العم تركي .. ما داير أقول هو من قيل له .. لكني تذكرته على كل حال وحال قد اعتراه سأحكي عنه لاحقا... يحكي لي عنه الأخ بابكر محمد أحمد "الشايقي" .. يقول لي كان عم تركي مزارعا "فالحا" وكان برضو "شيخ ظهر" تتحلق حوله "الحريم" وتؤمن به ... أكثر ما يميزه حبه للتنباك ... تركي ابن أخت للشيخ حسن خشم الموس وماخد منو الكتير ... شيخه فى "الظار" كان اسمو "شيخ بابكر" ... "تركي" دة بى ظارو وتنباكو دة أنا كنت شايفو أحسن زول ..يقول عنه بابكر الشايقي.... واليتو "نضم نضم نضم" ضمي بس أنضم وحاتك لامن التزم .. "الحريم" إتحيرن...أى!!! الليدقلنا الظار يا منو؟؟ ... يجن يسألنوا أى!! الرسول يا تركي "القشرنك" من "ظارنا" دة يا منو؟؟ يقوللهن : "قشرني فيهو شيخ بابكر وقشرني منو شيخ بابكر"!! ودع "تركي" يوما العم عثمان محجوب (نفعنا الله بجاههم جميعا) ووفده في محطة القطار بكريمة .. حملّهم سلامه وأشواقه للأستاذ (قولولو سيداحمد قارعلو مويي .. ما يقدر يجي) يغادر القطار ويعود هو للزومة .. تنطلق فوقو (ناريي) تحميهو القعدة ... ومثلما وجد "شيخ الكسرة" صائحا يصيح "مكوار!! مكوار" فركب ذلك اللوري لأمر قد قدر كما يحكي النور حمد لات "حجيج قد قطع .. قاصد نور البقع"... ركب عم تركي لوريا شق به العتمور وانزله صباحا عند حبيبه الأعظم .. وصل عثمان محجوب ووفده بعد يوم ... يبلغون الأستاذ تحايا واعتذار "تركي" يقول لهم الأستاذ: سيداحمد وصل ... ينظر اليه الأستاذ فيلتفتون ويرونه بالمجلس ... يقوم تركي يقول للأستاذ بفصيح لهجة الشايقية (بعد ما دفرت طفٌر ركٍب) يضحك الأستاذ حتى تمتليء عيناه دموعا (تسحرني لهجة الشايقية) (الاستاذ)
حكي لي بابكر أن الراحل سيداحمد قبيل رحيله ظل لفترة فى شبه اغماءة لا يعي بما يدور حوله ولا يتحدّث، ولما جآءته "فجة الموت" كما يقولون: رفع اصبعه وتلا بوضوح وتقعيد، على طريقة الأستاذ (سنريهم آياتنا في الآفاق!! وفي أنفسهم!! حتى يتبين لهم أنه الحق!! أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)!! يقول أنه شدّد على وجرّ الياء في كلمة "فييييييى أنفسهم"!! أولم يكف؟؟؟ بلى!! بلى!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)
|
وعندما كتب الأديب عبدالله الشقليني عن " فيليب بنايوتي مماكـس "
وضعته في الصالون ضمن خيط عنوانه ((السودانيون ملح الأرض)) يعلي من شأن السودانيين والسودان الذي قال عنه الأستاذ "مركز دائرة الوجود" فكتب أخي بدرالدين عثمان موسي "حفيد الشيخ خوجلي" والمقيم بأيوا – امريكا – كتب ما يلي: ((والله إن هذه الكتابة المذهلة قد أثرت في بشكل غريب، وأحزتني كثيراّ وقد تذكرت كذلك زميلاّ مسيحياّ آخر، مثل زميله في الدراسة، وقد كانت لي معه صلات شبيهة! وقد ظل يلاحقني طوال قراءتي هاجس يقول: بالله شوف! وقال ليك البشير يرقص على أنغام من حمرة عينو أسلموا النصارى! وا أسفاي، وا أسفاي، وا أسفاي!))
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: 30-10-2009, 04:55 م
لطفي علي لطفي تاريخ التسجيل: 16-08-2009 مجموع المشاركات: 177
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)
الاخ الشقليني
لك مني التحية و التقدير و الاجلال فكل ما تكتب عن سيرة سيد الشهداء تجدني حافي الرأس و القدامين عارياو مادي قرعتي لله يا محسنين, قلت اتبرك ببوستك و انزل رابط عبدالله عثمان لكن سبقني
لكن تبركا برضو
الأستاذ محمود محمد طه: قالوا ولم نقل!!!
لطفي (عدل بواسطة لطفي علي لطفي on 30-10-2009, 04:56 م) |
الاخ ود الشقليني
انني اعرف ان في حضرته ما بدقو خروجية لذلك سوف اكون زائرا حاضرا
ودمت
طبعا اسم ابوالطيب اتهكر لذلك تم التعديل فرب هاكرة نافعة
لطفي (ابوالطيب)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: لطفي علي لطفي)
|
Quote: الاخ ود الشقليني
انني اعرف ان في حضرته ما بدقو خروجية لذلك سوف اكون زائرا حاضرا
ودمت
طبعا اسم ابوالطيب اتهكر لذلك تم التعديل فرب هاكرة نافعة
لطفي (ابوالطيب) |
الحبيب / الأستاذ : لطفي غلي لطفي
مقامك هنا .. ويطيب الجلوس وأنت معنا ،
تلك التذكارات تهب بلا موعد ، وتأتي الخواطر تكسر الصفوف التي انتظم أهلها لقتال بعضهم ، وتقُل :
هذا عهد المُذكِر ، يأتي بلا ميعاد . ألف سلام عليم
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
يا عزيزي يا شقليني وأنا زي أخوي لطفي دة ... تجدني في هذه "الحضرة" حالي حال من قال لبناته "البطلقوا أمكن جو" بتكون سمعت بها دي فإن لم تسمع بها فسأحكيها لك ولكن دعني الآن أن أحكي لك "ابو صقعو" === (رحم الله أمريٍ سمحا اذا باع واذا أشترى) عم بابكر: الأخ والعم بابكر عبدالرحمن علي الشهير بـ "أبوصقعو" ... والد فايزة وأحمد .. فايزة، بالطبع تعرفونها، فهي علم ومن النادرات "الجابن رجالن" وهي زوج الأخ عوض صالح عبدالرحمن ولهما طائفة من الأبناء الصالحين الجد "عبدالرحمن" وسارة وسلمي والجد الأصغر بابكر "بكوري" ومحمد "سوسيو"...وخاتمة العقد أمنا "آمنة" ... عم بابكر جاء من رفاعة، ساعيا للرزق في مطلع شبابه، لكوستي لتتقاطع فيها دروبه مع دروب الأستاذ (خلاهو في رفاعة!! لقاهو في كوستي)!! كان عم بابكر في شبابه ذاك موسيقارا لا يشق له غبار ومن طلائع من أسسوا نقابة الفنانين في كوستي (قضايا كوستي) (فايز ونجيب نور الدين والدار دارنا) ... مداعبا لي استاذي وعديلي فائز عبدالرحمن، "كون عزفه مش خيت على قدة"وفائز عضو معهم بالفرقة، يقول لي عم بابكر: نمشي نغني في مدرسة البنات الثانوية .. نحنا نعزف والبنات يتغزلوا في فايز (والشكر لي حماد) .. يبيع عم بابكر الإبار والخيوت في سوق كوستي نهارا ويشد "خيوط" كمنجته ليلا، ولكن بعد تقاطع دروبه بالخياط الأعظم ... "ابرتو بقت ما بتشيل خيتين" هذا قبل أن تفتح كل الدروب فتؤدي لي الله (الأستاذ لصادق شيخ الدين مباركا له دراسة الموسيقي) .. يرى كثير من الأخوان شبها حسيا وروحيا بين عم بابكر وبين العم الطاهر بابكر بكسلا ... زبائن عم بابكر "المستضعفين في الأرض" جلهم من النساء "هي دحين دة مالو لونو مايل كدي؟؟ دة ما بنفع للكروشي" .. وبعضا من صالحي غرب أفريقيا اللذين نزح أجدادهم لهذه الأرض الطيبة لما رأوا النور يستعلن فيها .. وظل أحفادهم بعدما دفن الأجداد في هذه الأرض الطيبة "يصلون وينتظرون" ... يجيئون لعم بابكر ... سنوسي ومحمد أول وابكر وثاني ... يرون في عم بابكر "انوار النبوة" التي نزح من أجلها أجدادهم، فلا يذهبون لغيره : "يا أم سأقأو انت طماأ والله .. هيت مهروك دة بسبأة قروش"!!! يا حاج خلاص .. خلاص أدفع ستة ونص .. يقولها عم بابكروهو يضحك فقد أضحكه الحاج ولا بد أن يكأفأ على علي صنيعه ذلك بتلك التعريفة، فعم بابكر نجاشي السوق ولا يظلم عنده أحد!! بعد صحن الفول المدنكل والذي يتحلّق حوله كثيرون ... يأتي الشاي "السادة" ثم بعد حين "الفول المرّكب" ثم كليقة قصب السكر ... عبدالله عثمان بحب قصب السكر وانحنا بنحبو عشان هو بحبو .. تعال يا ولد جيب القصب دة ... و"عنكوليب الحديث" وعم بابكر بـ "عنكوليب الحديث" لخبير فقد صقلته الأيام بتجارب مع الناس والحياة ترة زادتها الفكرة ثراءاُ ... الشاي "السادة" عنده مدوّر اليوم كله ويذكره بالحبيب الأعظم "ساكن ام درمان" ... يحكي عم بابكر عن أحدهم جاء من "ضهاري" موغلة في البساطة ... كوستي عنده حضر ولا كوبنهاجن!! تظل أم درمان في ذهنه لوحة باهرة رسمها فنان عظيم (دة محل الرادي رطن وخليفة المهدي سكن)!! بلد نسوانا سمان وعيالا ياكلو الزلابية بالعثل ثااايي!! يأتي أعرابي عمنا بابكر هذا من "جغب" كباية الشاي فيهو "عثمان حسين"ديك قد استحال لونها، بفعل لون مياه الحفائر، للون الكاكي والشاي لكثرة غليه وتكراره يصبح بلون القطران ... يأتونه في البندر بكباية شاي سادة بيضاء ترقش والشاي فيها "دم دكاترة"!! يدخل صاحب عم بابكر هذا في أحوال فـ "يترجم" (هيع !! أم درمان!!) يكررها ثانية بتخفيف الرأء والإسراع بالكلمة يملأ به فمه وهو رافع للكوب يتأمل فيه (هيع!! ام درمان!!) يحكيها عم بابكر كثيرا عندما يجيء الشاي "السادة" .. يضحك، ثم يصمت، فجأة، وتكسو وجهه مسحة غريبة .. لا شك انه حينها ينتقل من الشاي "السادة" لسيد "السادة" الذى "ضحكه التبسم ومشيه الهوينا ونومه الأغفاء" ... يصمت للحظات ثم ينادي: تعال يا ولد!! جيب شاي "سادة" تاني!! فهو يذكره به "ساكن أم درمان".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
|
قف بالديار وحيي الأربع الدرسا***ونادها فعساها أن تجيب عسى وإن أجنك ليل من توحشها***فاشعل من الشوق في ظلمائها قبسا
يا هل درى النفر الغادون عن كلف يبيت جنج الليالي يرقب الغلس؟ لم يحل للعين شئ بعد بعدهم والقلــب منذ آنس التذكار ما أنـس
قيل لي قف عند عبد الله، الذي يعمر دياراً درست، وما درست، ظهرت وما ظهرت، خفيت، وما خفيت، وقام خفاؤها بظهورها فتوقفت عند عتبة مباركة، خالعاً نعلي، ومواصلاً في التلبية!
لبيك اللهم لبيك لبيلك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: الرشيد شلال)
|
أخي الأكرم : الرشيد شلال تحية طيبة ، وكثير احترام لما تفضلت به ، وإنه لثراء لملف من قدم الكثير للفكر ، وكان هو أكثر المفكرين جسارة أن نظر اجتهادات القدماء بعينٍ فاحصة ، واكتشف التأويل وأبان فيه وكتب وذكر في مقالاته منذ منتصف القرن الماضي . كانت أدلته في السلم السباعي كلها من الذكر الحكيم . ألف سلام عليه في المرقد وفي المآل .
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
| |