|
لدغة عقرب ساعات وينتهي مولد القمة بدون حمص - بقلم الأستاذ النعمان حسن
|
لدغة عقرب ساعات وينتهي مولد القمة بدون حمص - بقلم الأستاذ النعمان حسن ما أن تتوسط الشمس السماء إلا ويبدأ طوفان الجماهير التوجه والتزاحم في إستاد الخرطوم الذي ستضيق سعته عن إستيعاب المهووسين وستنطلق الأناشيد والهتافات(بل الزعيق) بلغة المصريين وسوف تغطى شمال الأستاذ الإعلام الزرقاء بينما يحمر لون الجبهة الجنوبية منها ففي هذا اليوم الرابحين الوحيدين باعة الإعلام بحثا عن الرزق(السايب) في هذا اليوم فباعة الإعلام لا يبيعونها مدفوعون بولاء لهذا أو ذاك وإنما هي فرصتهم يهدفون الربح لهذا لن تجد في هذا اليوم من يحمل في يده العلمين في وقت واحد غلا الباعة فهم محايدون بسبب الرغبة في المال الحلال. وما أن تعود الشمس مكانها وتظلم السماء إلا ويشق عنانها صياح الجماهير من الجانبين حتى تهتز أركان الأستاذ بدخول اللاعبين وتنطلق المباراة التي نادرا ما تكون مباراة في كرة قدم يستمتع بها عشاق الفريقين وإنما ستكون عك كروي فيه كل شي ء إلا كرة القدم. لا تمريرة حلوة لا جملة تكتيكية تنتهي بهدف ومع إنطلاقاتها يتواصل الزعيق لفترة من الجانبين ثم تهدا الأنفاس وتحس كأن الملعب بلا جمهور فالأنفاس تنحبس كل يبحث عن ما يوقظ جماهيره ربما بضربة طائشة أو صدفة أو خطأ فاحش تعود على أثره الهتافات من جانب ليخيم الصمت على الجانب الأخر ومن حين لأخر تعود تلك انغمة(الحلوة) التي ما غابت يوما عن لقاء للقمة (التحكيم فاشل) وهنا يأخذ رجال الأمن مساحات اكبر في مواجهة الجبهة الملتهبة تحسبا لما لا يسر العين. ويتواصل العك الكروي الذي يأخذ منحى في أحيان كثيرة بعيدا عن الكرة بسبب التوتر وردة الفعل لهتافات الجماهير التي لن ترحم حتى اللاعب ولا يسلم منها المدرب والتي تنتهي دائما بترديد الهتاف ضد الإداريين ولرئيس النادي نصيب الأسد . مع إطلاق الحكم لصافرة النهاية لا احد يملك أن يتكهن بما يشهده الملعب من الداخل وما يتبعه في الخارج فكل شئ جائز في تلك اللحظة.حكم المباراة هل سيخرج راجلا وسط الجماهير مطمئنا أم أن يبقى محاصراً برجال الأمن (وهذا هو الأرجح)في أكثر الحالات فالمهزوم لم يحدث أن قبل الهزيمة. لاعبون قد تحملهم الأكتاف فوق الأعناق وآخرين تلاحقهم اللعنات.وإداريون قد نراهم وكأنهم في ليلة عرسهم يستعرضون عضلاتهم وسط الجماهير وآخرون يتسللون وسط جنح الظلام حتى لا يراهم احد وكأن روما في هذا اليوم إحترقت وكأن سوبا خربت وكأنه يوم لا بعده ولم يكن قبله.أما إذا إنتهى اللقاء كالعادة بالتعادل حيث تسيطر على المباراة ثقافة الهروب من الهزيمة قبل الفوز فعندئذ يخرج الجميع في هدوء إلا من بعض الهمامات من الجانبين. ولما يعود كل لبيته ويفوق لنفسه لسان حاله يردد: دى كورة نضيع فيها فلوسنا ومع ذلك يسارع في المباراة القادمة لنفس المكان الذي لعنه يوم خرج منه ساخطا ويبقى السؤال في نهاية المطاف: دخل الهلال الملعب وهو أول الدوري وخرج وهو أول الدوري حتى لو كان مهزوماً ودخل المريخ وهو ثاني الدوري وخرج وهو ثاني الدوري حتى لو كان فائزاً ولو خرجت بالتعادل فالهلال أول الدوري والمريخ ثاني يعنى معركة في غير معترك فهل يدرك هذا الفريقان ويقدما مباراة تمتع الجماهير فناً وسلوكاً ولو كنت مدربا لفريق منهم للعبت المباراة بالصف الثاني لإختبر قدراتهم وأمامي لقاء فاصل في كاس ولكن هل يجرؤ مدرب على ذلك هل سينتهي المباراة في سلام وهل يقدم الفريقان كورة أم ... ما في داعي أقول دعونا نأمل أن نشهد سيناريو جديد قولو إنشاء الله والعزاء مسبقاً للكرة السودانية في يوم دفنها في إستاد الخرطوم.
|
|
|
|
|
|