|
أبو حباب دعاش المطر يعطر أجواء الإمارات ( توجد صور)
|
جاء يحمل في حقيبته ذكريات السمر الأنيس ذات مساءات لطالما تعطرت بأريج المحبة وطيب الوداد وحلو الشجن . حباب مدير تحرير (الرأي العام ) الأستاذ محمد عبد القادر الذي قدم إلى أرض زايد الخير ملبيا دعوة مؤسسة محمد بن راشد للمشاركة في منتدي إطلاق التقرير الإستراتيجي العربي الذي أقيمت فعالياته في الفترة من 27 أكتوبر لغاية الاول من نوفمبر الجاري بفندق ميناء السلام بجميرا دانة الدنيا دبي . التمنيات لحودة اللذيذ بقضاء أمتع الأوقات في حضن أصدقاء الزمن الجميل وزملاء الأيام الخوال المنتشرين بالإمارات الواهجة يتبع ..........
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أبو حباب دعاش المطر يعطر أجواء الإمارات ( توجد صور) (Re: طلحة عبدالله)
|
من مقالات حودة اللذيذ التى كتبها من دبي دانة الدنيا في عموده عَلَى كُلٍّ رائحة السودان.. لكم الله ايها المغتربون
احساس الخوف الذى ملاني حينها لم يكن يتناسب مع طبيعة الموقف ، كما ان (عامل السن) – على حد قول ترباس- فى اغنيته الشهيرة – (جنا الباباي)- كان سيوفر حرصا اضافيا على التماسك ان كان فى الاجواء ما يثير الرهبة، لكن امرا ما كان يختبئ فى انف الذاكرة، فذات العطر الذى اشاعه محدثي فى المكان- كان عطرا مفضلا لاستاذ الرياضيات فى المرحلة الابتدائية قبل نيف وعشرين عاما- وقد كنا نطلق عليه حينها اسم احد القضاة المشهورين فى حقبة تطبيق قوانين سبتمبر- وسر التسمية واضح فلقد ملانا الرجل رعبا واعيانا ضربا واوسعنا بطشا حتى (كرهنا) الرياضيات ومقتنا الارقام، ولا ادرى حتى اليوم الحكمة وراء استهلال اليوم الدراسي بحصتين للحساب - على الريق- وفى عز الشتاء لكني اجزم ان الحاجز النفسي الذى كان يقف بين هذه المادة واعداد مقدرة من طلاب السودان، كان سببه التوقيت المبكرمما اساء لسمعة الرياضيات فى مدارسنا لدرجة نعته بـ(فرّاق الحبايب) بفتح وتشديد الراء. عموما ليس هذا هو الموضوع، لكن حالة الخوف التى انتابتني جراء سريان عطر قديم فى ذاكرتي لاستاذ الرياضيات -غفر الله له- هي ذات الحالة التى طمانتني حينما هبطت فى مدينة الابيض لتلقي الدراسة فى جامعة كردفان فى منتصف تسعينات القرن الماضي فلقد جلست على مقهي فى قارعة السوق لاستجمع تماسكي فى مقاومة الاغتراب عن المنزل، ورحم الله مصطفى سيداحمد فقد كان يبدد ما استجمعه من تماسك -فى لحظة- بصوته الغارف فى الشجن وهو يردد (مطر الحزن عاود هطل جدد عذاب الارصفة وضي المصابيح البعيدة اتعب عيونك وانطفا)،حينها كان الدمع ينثال سخينا من عيون تعودت ان تكحل صباحاتها بنظرة الحاجة نفيسة وهي تقلب- زلابية- فى فجراوية يطمئنها قرآن الحاج عبد القادر، عموما سرت رائحة الشيخ الصالح الذى جلس الى جانبي- انه عطر من ابي- ايقظ فى ذاكرتي حالة من الاطمئنان لم يفلح معها تحريض مصطفى سيد احمد وهو يتمادى فى اعلان فشلي فى الصمود مرددا (كان خوفي منِك جايي من لهفة خطاك على المواعيد الوهم، وهونحنا فى الاخر سوا باعنا الهوى وماشين على سكة عدم). عطر الرجل الصالح وان منحني القدرة على التماسك لكنه ألهبني شوقا إلى بيتنا فغفلت راجعا وتركت الابيض والجامعة وفى هذه قصة أخرى).عموما وبلا تفصيل تظل رائحة عطر ما تحيلك الى ذكريات حزينة او حبيبة لكنها (انف الذاكرة) التى لا تنسى. سجال الرهق اليومي في ديسك التحرير كان ينبهي إلى أنه ومثلما أن للذكرى رائحة تنتج احساسك باللحظة، فان للمفردات روائح، تفوح لتمنحك الراحة أو تصدمك من الوهلة الأولى، والسودانيون يقولون(الكلام جاب ليهو ريحة)، صديقي الذي يقاسمني ديسك التحرير ضياء الدين بلال نبهني كثيرا الى صدق احساسي برائحة الكلمات خاصة وأنه يملك مخزونا من عطور المفردة يستخدمها فى كتاباته العبقة واضاءاته الطاعمة. وجودي فى دبي مشاركا فى اعمال المنتدى الاستراتيجي العربي اعادني الى ما نديره من حوار حول (رائحة الكلمات)، فلقد اقلقتني الرائحة التي تثيرها مفردة السودان فى مخيلة اخرين من جنسيات مختلفة، هذا الوطن الموسوم فى دواخلنا بعبق الحنين والطين والنيل تنفذ من سيرته رائحة تحيل (الونسة) الى فضاء من القلق،فمزيج خيبات الفقر والحرب وضعف التنمية افرز استنشاق غير مطمئن لمفردة السودان فى انوف الاخرين. اثق تماما فى اننا لسنا الاسوا، لكنه عجز السياسات والدبلوماسية وتقصير الاعلام عن اشاعة ماهو جميل فى هذا الوطن، فالوارد عن بلدنا من اخبار سئية فى القنوات التلفزيونية ووكالات الانباء يتشكل بعيدا عن ايدينا ، انه واقع مقلق يسدد فواتيره المغتربون وتدفع استحقاقاته البلد على المدى القصير والطويل ونحن فى غفلة سادرون، اهو ضعف الوطنية وعدم الاكتراث لقيمة السودان؟ ام انه عجز عن التخطيط فى التعاطي مع الة اعلامية اصبحت لا ترى سوى عوراتنا؟، لو كنت المسؤول لجندت كل الاموال والمقدرات لتقديم صورة طيبة عن السودان – وراجعت ما تفعله الجيوش الجرارة من الدبلوماسيين السودانيين فى بلدان العرب والعجم -كل ما اخشاه ان لا نجد صورة نقدمها مستقبلا. دبي هنا : http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=431&id=31272
| |
|
|
|
|
|
|
|