|
المصالحة المصرية الجزائرية تتبلور... ولا عزاء للسودان
|
حضر الفريقان المصري والجزائري للخرطوم ولعبا مباراتهما الممتعة الرجولية والتي كان قبلها وبعدها ما كان وما كان. قبل المباراة وبعدها اشتعلت الشبكة العنكبويتة بالعداوة والشتائم بين الطرفين للدرجة التي خيل للمرء عندها أن ثمة أياد خفية تصطاد في هذا الماء العكر. أما نحن في هذا السودان فقد أصابنا الرشاش من حيث لم نحتسب ، ويا لها من إصابة كانت قاسية بقدر سعادتنا المرتجاة وسعينا الدءوب المفرط لسماع كلمات الإطراء في حقنا من الآخرين. انقلب كل ذلك علينا ، وهاجت صحافتنا وماجت وحق لها ، وحلل جميع الكتاب ما حدث قبل وبعد حدوثه ، حتى أولئك الذين لم يكن لهم اهتمام سابق ظاهر بالشأن الكروي ، بل وحتى بعض السياسيين كتب معلقا على ما حدث من قبل ومن بعد ، فالمسألة تخطت مرحلة كونها مجرد كرة مستديرة . والذي يبدو لي أن خسارتنا السودانية ستكون مضاعفة إذا حاولنا إقحام أنفسنا أكثر مما ينبغي في الخلاف المصري الجزائري ، ومن الأفضل لنا أن ننأى بأنفسنا بعيدا عن هذه المسألة ويكفينا أننا قد حصلنا على بعض الثناء من الفيفا ورئيسي الدولتين صاحبتي الشأن المباشر في الخلاف. والأسباب التي تدعوني للنأي بأنفسنا و الابتعاد عن الاستمرار في تمثيل دور الرجل الطيب كثيرة جدا أحاول أن أذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر. فبادئا ذي بدء علينا ألا ننسى أن النظامين في مصر والجزائر قريبين من بعضهما إلى درجة التطابق على مستوى الفكر السياسي ، فكلاهما يرفض رفضا باتا وجود الأحزاب الإسلامية على الخارطة السياسية ، وهذه ناحية يجب ألا ينكر أحد أثرها على المستوى الدولي في تحقيق التقارب بين الدول وبالصورة التي ربما تتخطى حدود قراراهما السياسي المباشر إذا اقتضت ذلك مصالح السياسة الدولية . علينا إذن أن نلزم حدودنا وألا نحاول الاستغراق العاطفي في السعي لما يبدو لنا خلافا بين من هما ليسا كذلك بواقع الأمر وبمراعاة الخلفيات التي ذكرناها. أمر ثان وهو أن المصالح الاقتصادية بين البلدين هي أقوى لهما وأهم لهما من تلك التي تربطهما سويا بالسودان ، فمصر التي وبكل تغنيها بالعلاقات الأزلية مع السودان ليست لها استثمارات كبرى في السودان تماثل تلك الموجودة بالجزائر وكفي دليلا على ذلك شركة الهاتف الجوال المصرية العاملة في الجزائر والتي تدر ربحا سنويا لا يقل عن مليار وخمسمائة مليون دولار فقط لا غير ، وآلاف المصريين العاملين بالجزائر وهم على درجات وظيفية ومهنية لا تقارن بنظرائهم في سوق العمل السودانية من الذين أغرتهم سوق العمل المفتوحة بموجب اتفاق الحريات الأربع ذو الاتجاه الواحد. والعجيب بل والمدهش أن كثيرا من هؤلاء المصريين حضر إلى بلادنا تحت تأثير حملة إعلامية ومقابلات ساخنة للترويج للاستثمار في السودان أجراها نفس المذيعين أمثال عمرو أديب ومن نفس الفضائيات التي أثارت غضبنا عقب مباراة الخرطوم ومن لا يصدق فعليه باليوتيوب (http://www.youtube.com/watch?v=wRFiDXhNkNA) . أمر آخر وهو أن البلدين والشعبين ليس لهما سابق علاقات تاريخية كان أحدهما تابعا فيها سياسيا للآخر كما هو في الحالة المصرية السودانية ، وبعيدا عن متاهات وتفاصيل التاريخ التي تفيد أن كلا من مصر والسودان كانا تحت نفس الاستعمار الإنجليزي ، إلا أن الحقيقة التي لا مراء فيها أن هذه التبعية ما زالت تلقي بظلالها على النفسية المصرية في تعاملها مع السودان والسوداني ، الأمر الذي ينعدم في ثنائية العلاقة المصرية الجزائرية مما يجعل صرعهما صراعا متحررا من تراكمات التاريخ ، وهذا يعني في تقديري أنهما وبعد فترة من الخصام النكد فسرعان ما سيكونان قابلين للتراجع والمراجعة وإعادة الوئام بينهما مباشرة أو بوساطة غير ... سودانية. وأنقل إليكم بعض هذه المقتطفات من بعض المواقع في الشبكة العنكبويتة. في موقع جزائري : ((شرعت بعض العائلات الجزائرية فى توجيه دعواتها لبعض عائلات الجالية المصرية المقيمة بالجزائر من أجل قضاء عيد الأضحى المبارك معها، وسط أجواء الأسر الجزائرية وتقاليدها، وتعويضهم حرمان البعد عن أجواء الأعياد فى بلدهم الأم مصر.)) ومثل هذا الكلام يقال الآن في عشرات المواقع ، وفي موقف عرفات في الحج الأخير سارت مسيرة من الحجاج الجزائريين إلى معسكر الحجاج المصريين فأحسنوا استقبالهم ، هكذا نقلت لنا بعض وكالات الأنباء. كل هذا نسعد به بكل تأكيد بل ونتمنى تسارعه وتغلبه على تيار الغضب الذي ساد لفترة ، ولكن في تيار المصالحة الذي بدأ في التبلور حاليا يبدو السودان منسيا ، وبقدر ما سيعود السودان منسيا في المرحلة القادمة علينا ألا ننسى أن علينا أن لا ننغمس كثيرا أو قليلا في تيار خصومة سرعان ما تتلاشى بين طرفيها ، فالطرفين في طور المصالحة ، والطرف المصري جاءت اعتذاراته للسودان اقرب للتوضيحات منها للاعتذارات ، أما الجزائريون فلم يكلفوا أنفسهم مشقة إبداء الأسف على ما فعلوه في لحظات الوداع في صالة الحجاج بمطار الخرطوم ويا له من وداع جاحد ، وصمتنا نحن عن مطالبتهم بالإعتذار وكأن رسالة ثنائهم علينا قد أخرستنا مسبقا عن كل إدانة !! لهذا أقول أننا ومهما التفتنا إلى ما يجمعنا بالطرفين وهو كثير ، إلا أنه يظل اقل كثيرا مما بينهما من روابط مباشرة تحتم عليهما الصلح عاجلا أو آجلا ، وهو صلح حين يحدث فلن نكون طرفا فيه ، لكننا نتمناه على أية حال.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المصالحة المصرية الجزائرية تتبلور... ولا عزاء للسودان (Re: كمال حامد)
|
الاستاذ كمال حامد تحياتي وعميق الاحترام وكل سنة وانت طيب قرأت مقالك بعين الحرص لا علي المصالحة المصرية الجزائرية لكن بحثاً عن حقنا الرايح (يروح ساكت يروح مجان ده ما ممكن ولا بيكون ولا إن كان ) ياسيدي تابعتك عبر برنامج دائرة الضوء وأشكرك لما قمت به من جهد لاحقاق الحق لكن يا استاذي الفاضل الا تري أننا (ملكيين أكتر من الملك) وحاملين لهموم وأوهام ومصائب الاخرين أكثر من بحثنا لتثبيت حقوقنا . ياخ لم أقرأ سكلبة في إعلامنا المقروء والمرئ بعد تشجيع المصريين لاخواننا التشاديين لم أقرأ نواحاً لمذبحة ميدان مصطفي محمود في ايتها حتة رغم ان القصة كانت (موت أحمر عديل) فيا أيها الناطقون بإسم الرياضة السودانية (قعدوا) الناس ديل في علبهم عبر المساحات المتوفرة لديكم .
لك الشكر المقيم استاذ كمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المصالحة المصرية الجزائرية تتبلور... ولا عزاء للسودان (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
Quote: الاستاذ كمال حامد تحياتي وعميق الاحترام وكل سنة وانت طيب قرأت مقالك بعين الحرص لا علي المصالحة المصرية الجزائرية لكن بحثاً عن حقنا الرايح (يروح ساكت يروح مجان ده ما ممكن ولا بيكون ولا إن كان ) ياسيدي تابعتك عبر برنامج دائرة الضوء وأشكرك لما قمت به من جهد لاحقاق الحق لكن يا استاذي الفاضل الا تري أننا (ملكيين أكتر من الملك) وحاملين لهموم وأوهام ومصائب الاخرين أكثر من بحثنا لتثبيت حقوقنا . ياخ لم أقرأ سكلبة في إعلامنا المقروء والمرئ بعد تشجيع المصريين لاخواننا التشاديين لم أقرأ نواحاً لمذبحة ميدان مصطفي محمود في ايتها حتة رغم ان القصة كانت (موت أحمر عديل) فيا أيها الناطقون بإسم الرياضة السودانية (قعدوا) الناس ديل في علبهم عبر المساحات المتوفرة لديكم .
لك الشكر المقيم استاذ كمال |
شكرا يا حبيب
| |
|
|
|
|
|
|
|