االـ ما عندو ضهر ... و الواسطة بين زمنين

Quote: أأذكر الجهد و البلوى التي نزلت أم قد كفاني ما بلغت من خبري كم باليمامة من شعثاء أرملة و من يتيم ضعيف الصوت و النظر ممن يعدك تكفي فقد والده لفرخ في العش لم ينهض و لم يطر يدعوك دعوة ملهوف كأن به خبلا من الجن أو مسا من النشر خليفة الله ماذا تأمرون بنا لسنا إليكم ولا في دار منتظر مازلت بعدك في هم يؤرقني قد طال في الحي إصعادي و منحد الخير ما دمت حيا لا يفارقنا بوركت يا عمر الخيرات يا عمر

Quote: فدخل الخطيب ( رجاء ) عند عمر و لم يذكر من أمر الشعراء الملطوعين برة شيئا .. ( شوفوا الغتاتة ، برضو الغتاتة قديمة قدم الكسرة ، لإنو كان عاوز يطلب حاجة من الخليفة ، فلو ذكر الشعراء ربما ضاعت حاجته وسط الزحمة. ).

Quote: إلا الواسطة فإنها تسري سريان الكهرباء في الأسلاك

Quote: أُُناسٍ تحسبهم من بني جلدتك، ومن جنسك، وممن يخالطونك، يستظلّون السماءِ التي تظلّك، ويتنسّمون الهواء الذي تتنسّم، همومك أقربُ إلى همومهم، ومشاعرك من نسيجِ مشاعرهم، وعاداتك من أصل عاداتهم، يقلقهم ما يقلقك، ويؤذيهم ما يؤذيك .. لكن سرعان ما يكونُ لهم رؤوس الضواري، وأنيابُ الوحوش، وأظفار الجوارح إذا ما كانت في أيديهم مصلحةٌ تسعدك أو منفعة تسرّك..! حينها تشفُّ أنفسهم عمّا يعتملُ في قلوبهم من أحقاد ، فلمجرّد أمرٍ يسهلُ قضاؤه ، يقلبون لك ظهر المجن، ويكدّسون لك العثرات، ويحيكون لك الأفخاخ كي تعيق طريقك ، وتسقط تدبيرك، فتسأل نفسك: من هؤلاء؟ أليسوا من أهلي؟ أليسوا من وطني ؟ أليسوا من البشر الذين يشبهونني، أليسوا ممن أخالطهم في المسجدِ، والسوقِ ، والمجالسِ ، والبيوت ، والشوارع .. فنفسي وأنفسهم سواء في الضراءِ والسرّاء ؟! ألا يجمعنا الإسلام فيرقق قلب هذا على أخيه ذاك ..؟ وتستذكر قوله تعالى وهو يصف "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" سورة الفتح /29.. فتقولُ أولا يقتدي هؤلاءِ بأولئك العظماء؟! أوَ لسنا على النهجِ ذاته ، والمظلّةِ ذاتها ؟! ينتظرون في العملِ زلّةً منك ، أو هفوة .. بل عجباً تشاهدهم وهم يحطّمون مجاديفك ، ويمزّقون أشرعتك ، فتقولُ من هؤلاءِ ؟ من أين أتوا ؟ .. تكتشفُ أن شهيّة الافتراس كامنةٌ فيهم ، فهم متربصون بك كي يفترسوك لأدنى عثرة .. فتقول من هم ؟ لأي صنفٍ من البشرِ ينتمون؟. إن حبّ الأنا التي تطغى على هذا الصنف من النّاس ليجعلهم يرفعون من شأنهم، ويحطّون من قدرِ غيرهم ، فلا يرون أمام أعينهم سوى ما يعرقل مصالح غيرهم ، يقول ستيفن كوفي في كتابه "العادة الثامنة": التكاتف الحقيقي حيث الكل أفضل من مجموع الأجزاء. إن الناس الذين لا يعيشون وفقاً لضمائرهم لا يشعرون بهذا الانسجام الداخلي وراحة البال، أولئك الأشخاص يجدون الأنا الخاصة بهم تحاول السيطرة على الآخرين باستمرار، وحتى لو تظاهروا باللطف والتعاطف من حين إلى آخر فإنهم سيمارسون أشكالاً خفيّةً من التحكم بالآخرين ، وقد يذهبون إلى حدِّ الانخراط بسلوكٍ ظاهره اللطف لكنه ديكتاتوري في حقيقته" هذه هي حقيقة هؤلاء الناس مكشوفة حتى لو حاولوا إخفاءها فإن التجارب تبيّنها، وتفضحها ..! وكم لي أتمنى أن يغادر التزّمت النفوس، وتنتشر الأريحيّة بين الناس، فلا تكونُ في معاملاتهم فظاظة، ولا تكون في علاقاتهم غلظة ..! إنّما يبتدرونك بالابتسامةِ الصافيةِ، الصادقة، فلا خير في وجهٍ كالحٍ حينما تراه تبتئس، وتسودُّ الدنيا في وجهك، فلا الابتسامةُ تعرف وجهتها إليه، ولا البشاشة تتلمس طريقها فيه ..! وجهٌ جامدُ القسمات، صلب الجلدِ لا يلين ..! أينه من وجهِ من قال فيه الشاعر زهير بن أبي سلمى: تراه إذا ما جئته متهلّلاً .. كأنك تعطيه الذي أنت سائله ..!! إننا لنواجه بكثيرٍ من هذه الوجوه الكالحةُ ، الجامدة في أعمالنا ، في أسواقنا ، في مناشطنا ..! الوجوه التي لا تستطيع حتى تصنّع الابتسامة، وكأن الأرض ضيّقةٌ على الآخرين، وواسعةٌ لها ..! الوجوه التي لا تبتدرك بالسلامِ ، ولا بالكلامِ ، ولا بالابتسامْ ..! فظّةٌ ، غليظةٌ ..! وإن الحياةَ لتجمعنا بأناسٍ قلوبهم من الحجرِ لا تلين بل "وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "البقرة/74، فكيف لمسلمٍ يؤدي فرائضه لا يعرف الرحمةَ قلبه ؟! وكيف بأسارير وجهه لا تنفرج؟ هل حرّم ديننا بشاشة القلوبِ والوجوهِ وهو دينُها ..يقول صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك صدقة" رواه الترمذي، وقال عبد الله بن الحارث:ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحينما تذهبُ لقضاءِ مصلحةٍ في دائرةٍ من الدوائر يواجهك بعض الموظفين ذوي الوجوه الجامدة فيقولون لك بفظاظة: نعم ، ماذا تريد؟ أو يتجاهلونك فلا يلقون لك بالاً وكأنّك قد انتزعتَ منهم حقّاً، أو غصبتَ منهم مالاً، أو جئت تشحذ منهم نقداً ..!! ويتكرّر صنف هؤلاءِ النّاسِ في المتاجرِ، في الشوارعِ، في مختلفِ المصالح ..! أفلا يدري هؤلاء أن الخير في خدمة الناس ، يقول صلى الله عليه وسلم" أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس " ، ويقول الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ يخبرني أحد الأصدقاء أنّهم ما إن كادوا ينتهون من بناءِ منزلهم حتى تفاجأوا بإحدى المصالحِ تشرعُ في بناءِ مرفقٍ لغرضٍ من الأغراض غير مكترثةٍ بتشويهه لواجهةِ البيت، وإعاقته لدربه، وغير مستجيبةٍ لالتماساتهم ، ولكنّها بعد ذلك نقلت المرفق استجابة لجهةٍ أُخرى قررت أن هناك متّسعاً لهذا المرفق بعيداً عن البيت..!! ويخبرني أحدهم بأنّه تلقّى اللّومَ والتقريع من أحد الموظفين ، ثم اكتشف لاحقاً بأن هذا الأخير كان يسعى من وراء تقريعه للحصولِ على مكسبٍ شخصي ..!! إن خدمةُ الناس من أسمى الأخلاقِ ، فكيف بها تكون عند أُناسٍ مما يستبدّون به على الخلقِ ، ومما يزيدهم نفوذاً عليهم ، وتحكّماً في شؤونهم؟! وإنني لأشاهدُ في الغربِ كثيراً من السماحةِ في التعاملِ، واللطفِ في الكلام لصاحبِ حاجةٍ يدخلُ مؤسسةً من المؤسسات، فأتمنى أن تعمَّ مؤسساتنا هذه المعاملة: أن يعامل الموظفُ المراجعَ بلطفٍ وسماحةٍ، فليس هو أفضلُ منه في شيءٍ ، بل هو مستأمنٌ لقضاءِ حاجته، ومكلّفٌ بخدمته، ويعامل البائع المشتري وهو منشرُح الوجهِ ، سموح .. أقول أتمنى ذلك لأن "الدين المعاملة" ولأنني أحسبُ أن المسلم سَمْحٌ في تعاملهِ، كيف لا وقد رقّق الإسلام طبعه، وألانَ بأسه.. ولكني أرى أن الغلَّ استفحل في بعض النّاسِ ، فأوحشَ قلوبَهم ، وزادها قسوةً وجفوةً على إخوانهم ، وليت هؤلاء ممن قال الله تعالى فيهم:"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم" الحشر/ 10. إن الغلّ داء ، وما لم يترفّع الإنسانُ بخلقهِ، ويدرّب نفسه على الإحسان للناسِ فلن يغادر الغلُّ قلبه بل يزداد وحشةً وقتامة، وحينها لن تقوم للمجتمعاتِ قائمة ، ولا توحّدُ الناسَ غاية..!

(عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 10-13-2009, 06:54 AM)
(عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 10-13-2009, 06:54 AM)
(عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 10-13-2009, 11:14 AM)