|
حكايات انقاذية (4).......المزارع فاعل خير!
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ حكايات انقاذية (4) المزارع فاعل خير! ننتقل مع حكاية اليوم الى مزارع الدالي والمزموم، حيث الأرض الزراعية (تشتهيك وتشتهيها).. حين جاءت الانقاذ بمشروع التمكين الحضاري،كان هناك فاعل خير يزرع الأراضي (حوالي 47 مشروع).. ورغبة منه في ثواب الآخرة ذهب الى المسؤولين آنذاك، وقال هم: (إذا مات أحد في هذه المنطقة من الجوع فأنا من يدفع ديّته).. وبدأ الرجل فاعل الخير في الزراعة ، مستوعباً في العمل كل من يأتي الى تلك الأرض.. قام بتوفير المحاريث والتراكتورات.. الخ. وفوق ذلك أقام في كل ناحية من نواحي المشاريع (تاية) عبارة عن راكوبة داخلها كل ما يحتاجه الانسان في معاشه السكر، الشاي، البن، الملح، الشطة، الشرموط، العدس، البصل، بصل المكادة، الويكة، النعناع، الحرجل.. الخ.. "اي حاجة تحتاج تأكلا تلقاها في التاية" والتاية دون حراسة بس تشخت الكبريتة وتولع نارك، تفرك عصيدتك وتسوي ملاحك.. تندفس زين وتتخارج!. استمر هذا الحال سنوات واصبحت الدالي والمزموم مثل الكويت في بداية الثمانينات؛ اي زول حاقب بقجتو وماشي عليها.. حتى جاء البلاء.. وكانت الانقاذ سعرانة جداً من بداية التمكين.. وحساسة جداً في موضوع العملة، وموضوع الجازولين.. (فاحمدوا الله ايها الاخوان ان الانقاذ بعد استخراجها للبترول تمكنت من تطوير "سعَرها" ليأخذ شكلاً آخر يبيح تداول الدولار دون ان يتعرض حامله للشنق)!.. .. و.. هبت فورة الانقاذ، نداءاً (عاطراً)! تعدو به الريح.. وصلت رياحها الى مزارع الدالي والمزموم في شكل اجراءات ادارية صارمة.. جاء مسؤولو الانقاذ الى المزارع حاملين ايصالات الضريبة، القبانة، رسوم دمغات الشهيد مختلفة الالوان والاحجام.. وما كانت هنالك مشكلة، لأن فاعل الخير قد أقام هذه المشاريع من أجل تقديم الخدمة (البيلاقيها قدام).. ولكن إجراءات الانقاذ تطورت في (سعَرها) أكثر.. فقد قررت الا تصرف لأي أحد كان جالون جازولين الا اذا اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم الا يستخدم هذا الجاز الا في الزراعة (من أجل ان تحقق ثورة الالغاز شعارها: نأكل مما نلبس)! مسؤولو الانقاذ – بصرامتهم كلها – منعوا المزارعين في مشاريع الرجل (47 مشروع) من الجاز ومن (حق الجاز).. وقالوا لهم: مانديكم ولا جالون، الا تدقوا المصحف دا ورقة ورقة بانكم ما حتشيلوا الجاز ده لاي حاجة غير الزراعة وبس.. المزارعين والعمال (يخافون الله).. قالوا: ونحن شن دخلنا.. امشوا شوفوا سيد التايات الكثيرات .. وصل الخبر الى سيد التايات الكثيرات.. الذي لم يكن يرغب اصلاً في الظهور على سطح الأحداث وهو الذي أقام التايات والمشاريع لوجه الله. قال لهم: يا اولادي..أحلف كيفن على المصحف؟ الجاز اللي بنلقاهو بندور بيهو التراكتر، والتراكتر يحرث الواطة وكمان التراكتر بيشيل القرصان للعيادة وتركب فوقو المرأة الحامل للولادة.. احلف كيفن وانتو بتقولو الجاز للزراعة بس.. قالوا له: دي الأوامر.. حلفت بنديك ما حلفت ما بنديك.. داير جاز لزراعتك دق المصحف دا ما دقيتو ما بنديك ولا جالون.. قال: يا اولادي الزراعة دي انا عملتها عشان المساكين، عشان ما يجوعوا.. قالوا : يا عمك ..ما تكتر الكلام ..داير جاز.. المصحف ياهو دا.. (قلتو كدي) ؟ قالوا : (ده آخر كلام).. خرج فاعل الخير طالباً الابريق.. توضأ وعاد سائلاً عن المصحف.. امامهم وضع يده الطيبة على المصحف وقال: (اقسم بالله العظيم انا تاني ما ازرع شبر)!.. .. بعد ذلك.. أطلق العمال والمزارعين البهايم في الزراعة.. وبهذا أصبحت مصائب الآدميين فوائد لماشينهم في نهاية العروة الصيفية!! " مصائب قوم عند قوم فوائدُ والله كيف؟.. شفت الانقاذ دا.. كيف؟..
|
|
|
|
|
|