|
|
 كتاب نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الأمير عمر بن البشير
|
يحكي أن العميد عمر البشير عندما كان في أحراش الجنوب -أثناء فترة الحرب في الديمقراطية الثالثة- يحارب قوات جنوب السودان، وبينما هو يحاول أن يخلد الي الراحة بعد يوم شاق و طويل في ظل احدي الأشجار، إذ يظهر له فجأة مكيافيللي بملابسه الايطالية التي تميز العصور الوسطي الأوربية ( كان مكيافيللي يعمل موظفا جمهوريا في الحكومة الفلورنسية عام 1517م وتقلد أعباء موظف بهيئة السلام الملكية) وعندما رأي البشير هذا الشبح يتقدم اليه ارتعدت فرائصه و اخذ يرتجف كالمقرور، و تمتم (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) . و لكن مكيافيللي هدا من روعه و طمأنه بأنه يبشره بخير عظيم، عندها فقط هدأ البشير و اخذ يستمع الي مكيافيللي الذي بدا يتحدث اليه واقفا.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الأمير عمر بن البشير (Re: سعد مدني)
|
(اعلم أيها الأمير انك مبشر بانقلاب كبير سوف تستولي فيه علي السلطة في السودان و تصبح أميرا لكل البلاد. و لقد اخترتك من دون العالمين لأنك تذكرني بأمير فلورنسا من ناحية ذكائه و رجاحة عقله. واتيت اليوم من مرقدي الأبدي لأسلمك كتابي (كتاب الأمير من نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الرئيس عمر بن البشير امير مملكة السودان) و أرجو أن تقراه جيدا و تعمل بكل الوصايا الموجودة فيه، و أنا أعدك بالسيطرة علي الحكم لفترات تكون الأطول عمرا علي مستوي عمر الحكومات في السودان). امسك العميد البشير الكتاب بأيدي مرتجفة، وبدا يقرءاه بصوت خافت. ثم فجأة رمي الكتاب منزعجا من اختفاء مكيافيللي المفاجي مخلفا وراءه دخانا متصاعدا الي السماء. بدا البشير يقرأ الوصايا في سره الواحدة تلو الأخري و هو فاغرا فمه من الدهشة، لروعة السرد و حبكة الوصايا، ثم ارتسمت علي جانبي فمه خطان يرسمان بداية ابتسامة ذات مغزى عظيم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الأمير عمر بن البشير (Re: سعد مدني)
|
أيها الأمير العظيم عليك أثناء فترة ملكك عليك أن تقوم بعدم احترام الوعود او التمسك بالعهود.
ويجب أن تعلم أن العبرة ليست بالتصرفات او الوسائل فالناس في السودان لا تحكم علي وسائلك و إنما العبرة بالنتائج.
فإذا أفلحت في تحقيق غايتك مهما كانت وسائلك واحتفظت بملكك فان الناس سريعا ما يؤيدون هذه الوسائل
و يرونها شريفة مشرفة و أن كانت غير مشروعة استندت كلها الي الرذائل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الأمير عمر بن البشير (Re: سعد مدني)
|
انه من الأفضل لك علي أن تكون منيب الجانب يخشي باسك و بطشك علي أن تكون محبوبا لينا.
فانك أن استندت الي محبة الرعية فانك تستند في سلطانك الي أرادة غيرك.
بينما إقامة سياستك علي خشية الرعية و إرهابهم فهذه متوقفة علي إرادتك الحرة و هي اذن خير وابقي.
فالناس يحبون الأمير أن اقتضت صوالحهم، فحبهم له متغير بينما مخافة جانبه لا تتغير، إذ هي دائمة دوام مخافة العقاب الي يصبه الأمير.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الأمير عمر بن البشير (Re: سعد مدني)
|
اعلم أيها الأمير انك تحتاج الي أربعة أشياء لازمة لبقائك في السلطة، و هي المال و القوة و استغلال الدين لصالحك و روح المؤامرة.
فعن طريق المال تستطيع أن تشتري من شئت من المثقفين و محبي السلطة و سماسرة السوق .
و القوة لضرب أعدائك و التنكيل بهم و ضرب التمرد الذي يظهر بين الحين والأخر. أما استغلالك للدين فيعطي سلطتك التبرير اللازم للبقاء
و خداع العقلية الجمعية المسلمة في السودان بان حكمك تحيط به الهالات المقدسة و الأنوار الربانية. و روح المؤامرة هي من ضرورات البقاء
و الاستدامة، و ذلك بإرساء الفتن بين أعضاء الأحزاب المختلفة و الحركات المتمردة التي سوف تظهر، و إبعاد من تشك في ولائه لك و لحكمك الرشيد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الأمير عمر بن البشير (Re: سعد مدني)
|
يجب عليك أن تستعين بالحركة الإسلامية في السودان للتخطيط لتنفيذ الانقلاب.
فهذه المجموعة سوف تمدك بالمال والعتاد وبالخطط اللازمة لإنجاح الانقلاب.
و عليك أن تستعين بالضباط القريبين من الحركة الإسلامية في الجيش من اجل إنجاح الانقلاب.
فالحكومة الموجودة في الخرطوم هشة و مليئة بالمشاكل و حركتك سوف تنجح لضعف الرقابة التي تراقب
حركات الضباط الانقلابين والحكومة القائمة لا تحرص علي استدامة الديمقراطية كثيرا.
عندما تستولي علي الحكم يجب أن يكون خطابك عاما يتحدث عن مشاكل المواطنيين و رؤيتك للإصلاح.
عدّد مشاكل الحكم الديمقراطي و مصائب الأحزاب التي جعلت البلاد في الدرك الأسفل .
وردد في خطبك إنها لا تنفع للحكم وإنها السبب الرئيس في تدهور حياة الرعية و فساد الأخلاق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب نيكولو دي برناردو دي مكيافيللي الي الأمير عمر بن البشير (Re: سعد مدني)
|
قم باعتقال كل قادة الأحزاب بما فيهم قادة حزب الجبهة الإسلامية القومية، وذلك للتمويه علي الشعب السوداني. فقادة حزب الجبهة مكرهون من قطاعات كبيرة في الوسط الشعبي و قد يفشل الانقلاب إذا أعلنت انك تحتمي بهم. وذلك حتي تصدق علي كل المستويات بأنك أتيت من اجل الشعب ومن اجل إصلاح الجيش و كسب المعارك الحربية. و انك بعيد من كل الأحزاب السودانية. و بذلك تمكن لحركتك الثورية في سنينها الاولي من البقاء، وتجد الفرصة من توطين أركان حكمك و تمكين قبضتك القوية علي مفاصل الحكم.
بعد إقامة قوانين الطواري و تامين سلطتك ، قم بإظهار قادة الجبهة القومية الإسلامية شيئا فشيئا واحدا تلو الآخر حتي يساعدوك في إدارة الحكم و إحكام قبضتك الأمنية بما لهم الخبرة في العمل السياسي، وأنت جديد علي هذه الساحة و لا تفهم خبايا السياسة السودانية.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
سعد مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست