|
دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية )
|
شتاء عام 1978م مدينة الرياض بدايات الإغتراب في السعودية ......... أتاني إتصال من البوابة الرئيسية في مقر عملي مفاده أن أن شابا و رجلا عجوزا يريدان مقابلتي لأمر عاجل و هام. قلت للحارس : هل أنت متأكد من أنهم يريدونني شخصيا قال نعم ذهبت و أنا أشك في أنهم يقصدونني ، فالذين أعرفهم بالرياض يعدون على أصابع اليد ولا يوجد بينهم رجل عجوز وجدت رجلا عجوزا ، يبدو عليه أنه ينوء بحزن ثقيل , ، و إبنه يسنده خشية سقوط متوقع في أي لحظة و آثار دموع لا زالت تتلألأ على خديه. رآني فلمعت في عينيه المحمرتين من البكاء الطويل ، لمعتْ بوادر أمل وليد بين حناياه. فالرجل لا يعرفني غير أنني سوداني أعمل لدى مسئول كبير و متنفذ . أولاد الحلال بالسودان دلوه على عنواني ، فهرع إليَ متشبثا كقشة وسط خضم من بحر إحباطات تكتنفه في شيخوخته. مددت إليه يدي مصافحا ، فإذا به ينحني جاثياً و يحاول أن يمسك قدميَ في طريقة آلمتني للغاية ، فإنحنيت و رفعته من الأرض و أنا أقول له : دة شنو يا رجل ، إستغفر الله. مالك يا زول ؟ أنحن سودانيين زى بعض. قوم على حيلك ..مشكلتك شنو ؟ فبكى الرجل بكاءا جعلتْ العسكري ينظر للإتجاه الآخر و لا أدري إن كان يخفي دمعة أم حاول أن يجعل العجوز يعتقد بأنه لا يرى دمعاته العزيزة. شد ما يؤلمني بكاء الرجل ، و خاصة إن كان مظلوما أو مقهورا. و راح الإبن في بكاء مكبوت. وقفت حائرا ، فأنا بين رجلين لا أعرفهما يقابلاني لأول مرة و يبكيان بهذه الحرقة ، حتى أنني إرتبت في الأمر ، فربما حدث مكروه لأحد أعرفه و هم يعرفونه. إستأذنت الحارس و أدخلتهما معي للسكن الخاص بي في موقع العمل ،، لأستمع للرواية منهما بهدوء. الرجل له إبن آخر ، جاء قبل سنة ، ثم إنقطعت أخباره نهائيا. و تناقل الناس عن سر إختفاءه قصصا كثيرة ، و لكن الأب و إبنه بعد أن أتيا بتأشيرة عمرة ، و أتيا إلى الرياض بطريقة غير مشروعة ، عرفا بعد التقصي و البحث المضني ، أن الإبن المفقود ، بعد قدومه من السودان ، إستلم عمله في بقالة تخص أحد اليمنيين ، و بعد عشرة أيام بالتمام و الكمال ، إنقض عليه رجال المباحث و مكافحة المخدرات في البقالة و إقتادوه لغيابة السجن.بعد أن إستخرجوا من تحت بلاط المحل كميات من المخدرات و حبوب الهلوسة و ممنوعات أخرى. و ما أدراك ما السجن في ذلك الزمان ، فالداخل مفقود و الخارج مهدود. لا زيارات و لا معلومات ، حتى إن رحت لتسأل فأنت في موضع شبهة. إنتهى الأب من الحكاية و دموعه تجري بلا إنقطاع ، يمد يدا معروقة ليمسح بها دمعاته.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
الذي لفت نظري في قصته ، أنه تم القبض على الولد بعد عشرة أيام من حضوره من السودان ، و هذه ليست مدة كافية لعمل علاقات تجارية في صنف الممنوعات. و الشيء الثاني هو هذا الصدق المتدفق من الرجل و هو يحكي لي عن كيفية تربيته لأولاده ، و ثقته بإبنه المفقود و في أخلاقياته و تمسكه بأهداب دينه. بكيت رغماً عني. فأنا في الغربة منذ ثلاث سنوات و لدي رغبة أكيدة في العودة لأحضان الوطن بكل ما فيه من آمال موؤدة. الذي آلمني أن الأم بالسودان ، بكت على ولدها فلذة كبدها حتى راح بصرها. ثم ألمَّتْ بها حمى لبضعة أيام ، و فارقت الحياة و هي تهذي بإسم ولدها المختفي و كانت آخر كلماتها لزوجها و هي تمسك بيده : ولدي أمانة في رقبتك. إن شاء الله ما تموت قبال تلقاهو ، قولوا ليهو أمك عافية منك لله و الرسول.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
أصابتني نوبة من الألم ، فهاهي الأم ، ترسل إبنها للغربة لكى يعود محملا بطلبات إخوانه و إخواته و الشيلة لتفرح أمه بزواجه من بنت أختها اليتيمة التي قامت بتربيتها بعد أن فقدت الأم و الأب في حادث غرق مركب ، و لكن الأقدار كانت تخبيء لها شيئا آخر ، فلا هي كحلتْ عينيها برؤيته ، و لا هي فرحت بزواجه ، لله في خلقه شئون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
ضاقت عليَ الحجرة على رحابتها ، و أنا أرى هذه المأساة يجسدها هذا الشيخ القابع أمامي ينظر فقط إلى فمي ليسمع مني حرفا يعيد إليه الأمل ، و عشت في صراع عنيف ، فالموضوع ليس بسهل ، و الأمر يحتاج إلى صبر و حكمة و في النهاية إعتبرتها مغامرة محفوفة بالمخاطر.، و لكن هزيمة الأمل في نفس هذا الرجل المثقل بالحزن أصعب و أمرَ عشرات المرات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
قلت له و كأن كلماتي تخرج من قاع سحيق ، تخرج و كأن صدي صوتي يملأ المكان : شوف يا عمي. إنتو خليكم معاى هنا كم يوم ، و رغم إنو الموضوع صعب جدا ، لكن بإذن الله و حوله و قوته ، أنا ما حأرتاح إلا موضوعكم دة يخلص و نطلع ولدكم من محنتو هب واقفا ليلثم رأسي ، فوقفت أنا و لثمت رأسه مطيبا خاطره، فبكى إبنه و أبكاني. ليلتها لم أنم. أضرب أخماسا في أسداس. فأنا أعرف دهاليز مثل هذه المواضيع. ففي سراديبها عقبات و مصاعب و محاذير و خطوط حمراء و ما فوق الحمراء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
و عندما نودي لصلاة الفجر ، رحت لأوقظ الرجل ، فوجدته على سجادة الصلاة و هو يرفع كفيه و لا زالت حبات من الدمع تقف متحجرة على خديه ، سمعته يدعو : يا رب ، ما ترجعني خايب ، يا رب بحولك و قوتك توفق الجنا دة يلقى ولدي عشان ترتاح أمو في قبرها ، يا رب لو ولدي حى خليني أكحل عيوني بي شوفتو. يا رب
و صليت الفجر ، و كنت قد عزمت على أمر و توكلت على الحى القيوم و قلت لا بد أن أمضي فيه رغم وسوسة الشيطان بأن أرجع. و لكن صورة الرجل ، و صورة الأم التي فارقت الحياة و هي تهذي بولدها ، كانتا تستحثاني للمضي قدما ، و تلهمانني قوة غريبة للإندفاع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
و جلستُ أخط بيدي طلبا ضمنته كل القصة بعد أن دبجته بكل الحقائق و النواحي الإنسانية فيه و نظرتي للموضوع من ناحية أن ظلما فادحا قد يكون قد وقع على هذا الشاب. ثم وقفتُ متردداً أمامه و أنا أرفع له المظْلَمَة ... قال لي المسئول الرفيع بعد أن قرأ الموضوع بكل روية : المذكور معرفة أم قريبك ؟ فقلت دون تردد : قريبي يا طويل العمر فقال : يعني واثق من كلامك المكتوب دة ؟ قلت و أنا أزْدرد ريقي : مية بالمية و المذكور لا هو يمت لي بِصِلة القربى و لا حتى من قبيلتي ، و لكن الحمية السودانية بالإضافة لموضوعه ككل، جعلته في تلك اللحظة أحد أقربائي رغم أنني أعلم تمام العلم مغبة كلمتي و إدعائي بأنه من أقربائي. فقال لي المسئول : حنشوف موضوعو ، و لو طلع مذنب ، و الله أنا بحبسك معاه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
هذا الموقف هو ما يطلق عليه السودانيين عموماً : ( الضحك شرطو ) ... أو ( جيت يا عبد المعين تعين لقيتك يا عبد المعين تنعان ) ... فقد شعرت بأنني هو من سيطلب العون و السند إن كانت هناك جريمة أو شبهة جناية من أي نوع.
تم تكليف ضابط كبير ليتابع ملف القضية متابعة لصيقة و عمل تقرير للمسئول خلال شهر من تاريخه. و إستدعاني الضابط فأخذت الأب و الأبن معي ، و أعطيناه كل المعلومات التي طلبها ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
خلال هذا الشهر ، راودتني الكوابيس و الأحلام السوداء كل ليلة ، فأحيانا أرى نفسي مسجونا و أنا أضرب بالسياط ، و أحيانا أرى نفسي مقتادا إلى المشنقة ، و تارة أرى نفسي في بئر سحيقة ، أنادي الناس و لكن ما من مجيب ، و ا أرى نفسي هاربا و جمهرة من العساكر و الكلاب تطاردني. كنت أصحو من نومي مذعورا أتصبب عرقا لا فكاك من الأمر ، و لا تراجع شهر بالتمام و الكمال ، و أنا إن ناداني أحد بإسمي ، أجفل كالملدوغ ، و أنتابتْني نوبة من العصبية لم تكن كم طباعي، و لكنني كنت أداري عصبيتي و خوفي من العجوز و إبنه. أبتسم و أنا في جوفي مشروع بكاء ، أضحك و أنا أتململ في دواخلي متوجسا خيفة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
ثم ... رن جرس التلفون في غرفتي بعد صلاة العشاء ذاك اليوم ، كان في الطرف الثاني الضابط الكبير المسئول عن ملف القضية، و بعد أن حياني ، قال لي : بكرة الساعة سبعة و نص صباحا تكون عندي إنت و والد الشاب المذكور و قبل أن أستوضحه الأمر ، أغلق الهاتف. ليلتها لم نذق طعم النوم ، ثلاثتنا. فتارة نمتطي مركب إبليس ، فتتقاذفنا أمواجه حتى ندخل السجن ، و تارة نلعن إبليس ، و ندعو الله بالستر و نطمن أنفسنا بحسن الختام و أن الجولة ستكون لصالحنا. ( أدخل و أمرق زى أم العروس ). و العجوز لم يكف عن الدعاء و دموعه تنهال على خديه.، و إبنه يجلس مذهولا يحدق في لا شيء. يتحاشى النظر إلي.
و كنا هناك قبل الموعد بنصف ساعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
جاء الضابط ، و أفزعني تجهم وجهه ، لم يرد على أسئلتي التي إنهمرت عليه كالمطر. لملم بعض الأوراق و قال لنا ...
تعالوا معي
كنت أسمع دقات قلبي بكل وضوح ، و التي طغتْ على كل الضجيج في المكان ، كنت أحتاج لمن يسندني تماما كالعجوز الذي يسنده إبنه و الذي ما إنفك يدعو الله منذ ليلة البارحة. دخلنا على المسئول ، فأدى الضابط التحية ، طلب منه المسئول الخروج ثم قال لي بصرامة : إيش اللي خلاك تتأكد من إنو قريبك بريء ؟ نطقت بكلام ، و لكنه يبدو أنه لم يتجاوز اللوزتين فلم يخرج فقال لي المسئول : إنت ما سمعت سؤالي ؟ فنطقتُ بصعوبة .. فخرج كلامي كالحشرجة. فشرحت له أسباب تأكدي من براءة الشاب بعد جهد جهيد و أنا أضغط على كل كلمة لتخرج واضحة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
ثم ران صمت رهيب على المكتب و هو يقرأ بعض الأوراق التي بين يديه ، و بين الفينة و الأخرى يرمقنا بنظرة حادة كنظرات الصقر الجارح ثم ضغط على زر جرس مثبت على مكتبه ، فدخل الضابط ، و إقترب منه ، فهمس له ببضع كلمات ، فخرج الضابط ،
و عاد و معه شاب ، أو بالأصح بقايا شاب ، نحيف بالكاد يستطيع المشي ، نظراته زائغة ، حليق الراس ، و ما أن رآه العجوز حتى أطلق صرخة مخيفة نابعة من أعماق أعماقه ، ثم وقع على الأرض ، فرفعناه أنا و الضابط ، و هو يردد و كأنه يهذي : بتول ولدك عايش ، لقيتو قبال أموت يا بتول..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
هزَّ صوته المكتب ... و كأنه صوت يخرج من رجل يقف في مسرح كبير من خلال مايكرفون مضخم للصوت. فخرج المسئول و الضابط و تركا المكتب لنا في لفتة إنسانية لن أنساها، و إنقلب المكتب إلى ساحة تراجيديا لا يتحملها الكثيرون وقف الشاب الهزيل ينقل بصره بين والده المطروح أرضا و بين شقيقه الذي كان يقبله ثم ينظر إليه ليعانقه مرة أخرى و قد تحجرت الدموع في عينيه. ثم إنحنى الشاب على والده و رقد بجانبه يحتضنه و يهدهده كرضيع ، و قد نسي تماما أنه في مكتب مسئول خطير من أهل الحل و الربط في الدولة. منظر الشاب و هو يحتضن والده الذي بللت لحيته الدموع و هو لا زال يهذي ، جعلني أقف كمن يكون في حلم. منظر كان يحتاج إلى كاميرا ، فالكلمات تعجز عن نقل صورة الأب يرتعد من المفاجأة في حضن إبنه كطفل صغير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
دخل المسئول ، فأوقفت الأب بمساعد الضابط و الأبن ، فقال المسئول للشاب : ما عندي شي أقوله لك غير الحمد لله على السلامة. و الظلم اللي وقع عليك حنحاسب المسئولين عنه محاسبة شديدة.و أبشرك بأنو أنا شخصيا حأكون كفيلك و حتشتغل معي لو بغيت ، و ممكن تروح السودان تقضي ستة شهور و تجيني بتأشيرة جديدة. ويش قلت ؟؟؟
فقال الشاب بدون تردد و في صوت ضعيف و لكنه واثق: كتر الله خيرك و كتر من أمثالك ، بس طلبي الوحيد إنو نسافر للسودان و ما عاوزين شي تاني. كتر ألف خيرك
طبعا لا ألومه ،، فقد قاسى بما فيه الكفاية و ألح المسئول عليه كثيرا و أشركني في المحاولة، و لكن الشاب أصر على موقفه بكل تأدب و حسن تخلص ، و كأنه يقول للمسئول لقد شبعت من بلدكم و لن أنسى هذا الجزء من حياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
و عندما إقتنع المسئول بأن الشاب جاد في طلبه ، أمر له بمبلغ كبير من المال و تذاكر العودة له و لوالد و شقيقه، و قال لي المسئول : لو أراد أحد منهم أن يأتي للعمل ، أخبرنا لكى نرسل له تأشيرة عمل
فهمنا فيما بعد ، أن البقالة كانت لشاب يمني و كان مراقبا من قبل الشرطة، و يبدو أنه باع المحل لكفيل الشاب قبل المداهمة بوقت قصير و فر لليمن حيث كان اليمنيون وقتها يتنقلون بحرية من و إلى السعودية دون حسيب أو رقيب ، فأتت مداهمة المحل على الأخضر و اليابس دون فرز ، فما دام المحل مشبوه ، فإن الذي يعمل به هو المسئول بصرف النظر عن تاريخ بدء عمله ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: ابو جهينة)
|
و عند وداعهم بمطار الرياض القديم ، عانقني الأب طويلا بحيث لم أستطع الفكاك منه و هو يبكي و يدعو لي بحرارة و صدق و هو يقول : نجازيك كيف يا ولدي ... عانقني طويلا و هو يهتز إنفعالاً ..
ظلت هذه الواقعة لفترة طويلة عالقة في ذهني ، و قد كانت تداعياتها نقطة تحول كبيرة في كل معاملاتي بدول المهجر التي قضيت فيها حزم غربتي. لم تنقطع علاقتي بهذ الأسرة الكريمة التي ظلت تحكي هذه القصة لكل من يزورهم ، و لا زالت العلاقة حميمة....
( إنتهى )
جلال داود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: WAD ELGAALI#4)
|
Quote: هنا المكسب يا رجل .. نجازيك كيف؟؟
أبشرك ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم .. من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ..
وأي كربة هذه ..
عبجاً لهذا الثواب الوفير الذي ساقه الله إليك سوقاً ..
وعجباً لعظيم حظك الذي غلب كيد الشيطان ..
بارك الله في أيامك يا أخي .. |
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: عزيز عيسى)
|
الاخ جلال
السلام عليكم
قصة مؤثرة جدا واكيد ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا بس فيها مخاطرة كبيرة
ذكرتنى بقصة سودانى كان ممكن هذا الشاب يكون مصيره مثله
فى عودة اخى من السعودية سنة 1996 للاجازة وجد شخص شاحب ولونه باهت لا يتحدث ولا يأكل سودانى مرحل من السعودية فى الباخرة منزوى على جانب
حاول اخى التحدث معه حسب قوله لم يجد منه استجابه احس ان هذا الشخص عنده مشكلة فظل ملازمه الى ان وصل الى مدينة سواكن وبما اننا من مدينة بورتسودان
اصر اخى ان يحضر معه هذا الشخص الى البيت وكانت الفجيعة فى قصته التى ابكت كل البيت :
عرفنا منه انه كان مقيم بالسعودية هو واسرته زوجة وطفل خرج من البيت لشراء بعض الحاجات وكان يسكن بالقرب من منطقة تسمى الكرنتينة
واثناء خروجه من شارع اتجاه واحد وجد كمين يفترض كان لقبض عصابة مخدرات واعتفل ورمى فى سجن لمدة 15 سنة لا يعرف ماذا حدث لاسرته
وهو خرج ضمن عفو ملكى ورحل للسودان ولا يعرف اين يذهب ولا يعرف ماذا حدث لاسرته.
كان ممكن زولك دا يترمى بالسنيين سبحان الله ربنا جعلك ليه سبب من المؤكد انت وهو ربنا ووالديكم راضيين عنكم
وباذن الله ستجد هذا الخير وهذا العمل فى ذريتك وعافيتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: abdalla osman)
|
جلال داؤوود .. ابا جهينة .. لقد ابكيتني يارجل .. الله يجزيك بقدر مافعلت فأنت تدخل ضمن هذا الحديث من جوامع الكلم .
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .
بابكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: بابكر عثمان مكي)
|
عزيزي ، وإنك لذو حظ جد عظيم ، وذاك الرجل كذلك. فلولا الحظ ما دلوه عليك ، ولولا الحظ ما وجدت ذلك المسؤول. كم من الأبرياء ضاعوا هناك ظلماً وجهلاً . ذلك الشاب السوداني الظريف ، إبن القضارف قيل أنه انتحر ، مستخدماً قطعة من ملابسه ، بفعل ما أُذيق من تعذيب رغم براءته. الويل لمن يقع بين أيدي أولئك الشياطين الذين اقتدى بهم الشياطين من أراذل بلادنا.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: dardiri satti)
|
عشان كدا انا بحب كل السودانيين على الأرض لأنك لابد وأن تلقاهم في الحارة مهما تبدل الزمن وظهر فيهم ضعيف النفس وقليل الايمان
أحبك يا ابوجهينة واحبك يا سودان واحبكم ياسودانيين
أسال ألله أن يجعلك مع المصطفى في الجنة بما فعلت مع هؤلاء فأنت أكرمتهم وأنزلتهم معك في بيتك وصرفت عليهم من جيبك فماذا تريد أكثر من ذلك عندالله - بس مع الرسول إنشاء الله نلقاكز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دية المظلوم ... رجْعة للخرطوم .. ( قصة واقعية ) (Re: الصادق صديق سلمان)
|
الأخ العزيز الصادق صديق سلمان
تحايا كبيرة و تقدير لشخصكم
شككرا للمرور الذي أسعدني
أسال ألله أن يجعلك مع المصطفى في الجنة بما فعلت مع هؤلاء فأنت أكرمتهم وأنزلتهم معك في بيتك وصرفت عليهم من جيبك فماذا تريد أكثر من ذلك عندالله - بس مع الرسول إنشاء الله نلقاك
شكرا على هذا الدعاء الجامع و ربنا يوفقك
| |
|
|
|
|
|
|
|