|
يا عم.. يا عم.. كيلو الطماطم بكم؟ - اوراق متناثرة
|
هاتفت صديقتي العزيزة أسرتها في مساء أحد الأيام الماضية. تحدثت بعض الشيء مع أفراد أسرتها ثم قررت أن تكمل بقية وقت المكالمة في الثرثرة مع والدتها. فسألتها عن الذي ستقوم بعمله بعدما تنتهي المكالمة، فردت الوالدة بأنها ستقوم بتحضير العشاء للوالد. وتواصل حديث الأم مع ابنتها التي عادت تسأل عن العشاء الذي ستعده الأم، فأجابتها بأنها لا تزال تفكر ولم تقم بتحديد صنف للعشاء فقط. وبالرغم من البعد إلا أن الابنة لم تنس عادات والدها الذي يحب تناول وجبة خفيفة قبيل النوم فاقترحت على والدتها:» أعملي ليهو سلطة طماطم..» فهذه السلطة واحدة من الوجبات الخفيفة السريعة التي يحبها الأب حتى أنه يتناولها بملعقة وبدون قطعة عيش. فضحكت الوالدة وردت على ابنتها:» غايتو إلا ترسلي لينا الطماطم من أمريكا..» وأعقبت الأم أن سعر كيلو الطماطم تجاوز الخمسة عشر جنيها ويا ليتها بعد هذا السعر جيدة. كان مصدر استعجابي الأول هو أن هذه الأسرة هي من الأسر المقتدرة في السودان. عرفت طرق الأسواق منذ أجيالها الأولى فظلت في بحبوحة من العيش زمنا. فإذا كانت هذه الأسرة تعاني من غلاء أسعار الطماطم، فماذا يا ترى تفعل الأسر الأخرى التي تعتبر متوسطة الحال أو فقيرة؟ وبعد سماع هذه القصة بيوم واحد، وجدت أن أخبار غلاء الطماطم والمنتجات في السودان تتصدر الصحف. فهنالك موضوعات مكتوبة بـالصحافة والرأي العام، تشتكى بشدة من غلاء المعيشة بالسودان وتكتب أسعار الخضروات الموجودة بالأسواق. كانت شكوى المواطنين أيضا تنبض بالأسى حتى أن إحدى السيدات «سليمة عباس» والتي إلتقت بها الصحافة ذكرت أنها في كل مرة تسقط صنفا من الأصناف التي ترغب في شرائها من قائمة مشترواتها وتصير من ضمن المحظورات على الأسرة بسبب الموانع الاقتصادية. من اللافت للنظر أيضا أن المواطنين كانوا يحثون الدولة على التدخل المباشر وتفاوتت الاقتراحات من إنشاء آلية لمراقبة الأسواق إلى الرجوع إلى الجمعيات التعاونية التي تجد الدعم اللازم من الحكومة. أنا في العادة لا اؤمن بانتظار الدولة لتصلح الحال، وادعو عادة المواطنين إلى أخذ أمورهم بيدهم عن طريق منظمات المجتمع المدني، عن طريق الجمعيات، عن طريق اتحادات الطلبة وحتى عبر مراكز روابط المناطق السكنية المختلفة. لكنني في هذا الأمر أجدني مقتنعة بأهمية تدخل الدولة. فالأمر هنا ليس هينا حتى يستطيع الشعب تسويته بنفسه. خذ مثالا آراء التجار عن أسباب غلاء الأسعار، كان هنالك على صدر القائمة فصل الخريف «تاني جاب سيرة البحر»، الذي تسبب في صعوبة نقل الموارد من الولايات إلى العاصمة. هذا السبب هو سبب مؤسف حقا لأنه أمر كان يمكن تحاشيه إذا ما كان هنالك تخطيط، يعني تأتي الأمطار فتقطف الأرواح وتدمر المنازل وكأنما نصر على البقية المتبقية أن تموت إما جوعا أو كمدا «معقولة بس؟». إنني في هذه المرة أدعو الدولة لا المواطنين لكي تتفحص أسباب غلاء الأسعار حتى يمكن تحاشيها مستقبلا. http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=78207
|
|
|
|
|
|