|
Re: البحث عن صندوقنا الأســود!! بقلم يحي العوض (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
ومن جريدة الشرق ايضا الاستاذة عواطف عبداللطيف
المستديرة " تخطف الأضواء من جياع العالم
وسط أجواء مشحونة بالتوتر أطلق الحكم صافرة البداية مساء الاربعاء الماضي لمباراة كرة قدم وصفت بأنها تاريخية وفي احيان اخرى شبهت بحرب " داحس والغبراء " وهذه الصافرة كانت بفارق الشهر بالتمام والكمال عن " قمة الجوع " التي عقدت بالعاصمة روما لتأمين الغذاء لجياع العالم والتي حضرها 60 رئيس دولة وزعيما ولكن الغالبية لم تنتبه لصافرتها ولا لنتائجها حتى مجموعة الثمانية الكبار في العالم غابوا عن مائدتها المستديرة وعالمنا العربي اصلا مغيب عن صنع القرارات المفصلية او التي تحرك اشرعة السفن للأمام فهو متلق وليس فاعلا إلا في القضايا الهامشية التي تجرفه وتلهيه عن إعمال العقل والتفكير السديد إلا ما ندر. * الجياع ارتفع عددهم لمليار.. وطفل يموت كل 6 ثوان بسبب الجوع القارص ولسوء التغذية.. وقد حذر رئيس " فيلتهانجرلايف " احدى المنظمات غير الحكومية والمعنية بمكافحة الجوع ومقرها مدينة بون الالمانية ان نحو 200 مليون طفل يعانون من نقص التغذية والانيميا بمعنى انهم أشبه بالأموات. * قمة " الجياع " التي غاب عنها اصحاب القرار المالي العالمي، الكثيرون لم يسمعوا بها رغم انها هي المعنية بإطلاق صافرة البداية لانقاذ المليار جائع في العالم ولكن هناك بإستاد المريخ الامدرماني ولأجل " المستديرة الماليها أمان " تدافع الكثيرون من عشاق الكرة " الساحرة الشيطانة " هم من دولنا العربية التي تعاني اكثر ما تعاني من شح الكساء والغذاء والماء واستيطان الامراض ولكنهم تدافعوا لاجل متعة لن تكون لاكثر من 90 دقيقة هي عمر المباراة التي أنفض سامرها بمزيد من الاحتقان والجوع والنهم لتوطين الاختلاف فقط لأن الفريق الجزائري وبقدم أحد لاعبيه سجل هدف الانتصار. * هؤلاء المتدافعون المغيبون عن لسعة الجوع ولو لحين دخلوا لاستاد المريخ بامدرمان العاصمة الوطنية للسودان من خلال 13 بوابة وجلسوا على منصتين انتصفهم المشجعون السودانيون لفك اي اشتباك لفظي او يدوي فعشاق المستديرة ومنذ ان دخلوا الاراضي السودانية جوا وبحرا وبرا كانت أصواتهم هستيرية مجنونة لان ما حركهم هو " هستيريا المتعة " المغيبة للعقل والحكمة والتي تدفع بأصحابها لمتون التهور والانفلات.. من حق الجميع ان يقتطع من وقته سوانح لاجل متعته ورفاهيته ولكن ان يكون كل ذلك الجنون من أجل المستديرة فان ذلك هو السؤال. * هل المتعة الحسية الوقتية تغلب متعة تناول الغذاء الصحي الدافء الذي يمنح الحياة؟ ما الذي حرك وجدان آباء وأمهات جياع العالم العربي لكي يتدافعوا صوب الخرطوم رغم مشقة السفر واقتطاع جزء لا يستهان به من مدخول الاسرة وارباك ميزانيتها؟ هل هو هروب من المشكلات العصية كانعدام رغيف الخبز وحليب البقر والكساء والدواء؟ أم كانت تلك استجمامة وقتية حتى ولو كان ذلك في احدى نواصي استاد المريخ الذي امتلأ وفاض وسط حراسة امنية مكثفة وكرم سوداني حاتمي حيث فتحت الاسر بيوتها وقدمت لقمتها " بالجود من الموجود ". * ان معضلة الجياع تتجلى في تطوير الانتاج الغذائي والتحقق من انه يكفي الحاجات الغذائية لسكان المعمورة وبرغم ان نجاح المشاريع الزراعية لدي بعض البلدان الفقيرة كاستغلال الارض ثلاث دورات زراعية بدلا من واحدة زاد من موارد المزارعين في حين ان تكثيف استغلال الارض لا يعوض، فقدت المساحات الزراعية في العالم نحو 10 ملايين هكتار سنويا نتيجة الزحف العمراني وتمدد مساحات المدن على حساب الزراعة والغابات فضلا عن النقص الحاد في موارد الماء وبوار الارض نتيجة التغير المناخي والجفاف والتصحر. * " الجياع يصرخون " وصغارهم يموتون.. والحلول لن تأتينا من الكبار " جاك ضيوف " اطلق نداء دعا فيه للاضراب عن الطعام 24 ساعة لاجل لفت الانظار " للعنة الجوع " استجاب له فقط " بان كي مون " الامين العام للامم المتحدة ومحافظ روما ولكن الكثيرين صموا آذانهم عن سماع هذا النداء، وضيوف وإمعانا للفت الانظار لقضية الجوع قضى ليلته في ردهة المنظمة مرتديا وشاحا وقبعة صوف ومعطفا لدرء البرد بعد ايقاف التدفئة بمقره الرسمي. * ولكن لم تفلح " قمة الجوع " ولا صيام ضيوف في مناداة الشعوب لأجل الغد المشرق الدافء بالوجبات الصحية.. ولكن المستديرة حركت جموع مشجعي الفريق المصري والجزائري ناحية السودان الذي فتح كل أبوابه وقلبه الكبير للاشقاء رقم ما يعانيه من تعقيدات سياسية ونقص من احتياطي غذاء فقرائه أنه أستطاع وبجدارة ان يكون أرضا وسماء " ولقمة عيش لهستريا المستديرة الماليها أمان " والتي تدحرجت بكل قوة مسددة هدف الفوز للجزائر.. وبدلا من ان يهتف المتشنجون يسقط يسقط الجوع.. هتفوا يسقط يسقط السودان.. وبرغم ذلك بقى السودان كبيرا. * * عواطف عبداللطيف همسة: مبروك للجزائري وحظا أسعد للمصري وكنتم ضيوفا أعزاء في سماوات الخرطوم الحبلى بالخيرات ولكن بالسواعد وليس بالاقدام.. ولكم الله يا جياع العالم حولنا ومنا وفينا!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن صندوقنا الأســود!! بقلم يحي العوض (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
هاشم كرار... الوطن القطرية
النظام العام.. وليلة القبض على «لبنى»!
لا أحد منضبطا يمكن أن يعارض النظام العام. الفوضويون - وحدهم- هم الذين يفعلون ذلك.. لكن متى ما استحال هذا النظام العام إلى لا نظام تصبح معارضة تطبيقه مشروعة.. بل مطلوبة أيضا!
في السودان هنالك قانون للنظام العام، تحرسه شرطة معينة، بلباس معين، وشارات معينة.. والهدف من القانون وحراسته، هو - بالطبع - ضبط حركة المجتمع، في الشارع العام، سلوكيا.
السودان بهذا القانون، ليس استثناء: جميع دول العالم، تفرض من القوانين ما يضبط حركة مجتمعاتها، في الشارع حفاظا على تقاليدها، وأعرافها الطيبة.. وحفاظا على الحد الأدنى، من أخلاقياتها.
الشارع أي شارع في الدنيا، لا تحرسه الأخلاق فحسب، لابد - إذن - من القانون ولأن القانون، هو الطرف الذي يلي الأخلاق، كان منذ أول مجتمع في الدنيا.. وسيكون في أي مجتمع.. ومتى ما ارتفع هذا المجتمع أو ذاك درجة في سُلم الأخلاق ارتفع القانون، درجة، في سُلم الشفافية، واللطافة واللين!
حراس قانون النظام العام في أي دولة ينبغي فيهم - أولا - التحلي بالأخلاق.. وينبغي فيهم - ثانيا - تجسيد روح القانون في اللحم، والدم، والعصب، واللسان، لحمهم هم، ودمهم، وأعصابهم، وألسنتهم، ذلك إذا ما أرادوا لغيرهم أن يحترموا هذا القانون، ويخضعوا له عن فهم (وقدوة ومثال)!
فاقد الشيء، لا يعطيه..
من هنا ماذا يمكن أن نترجى، من قانون أول من ينتهكه هو حارسه الأول؟
قياسا على ذلك، ماذا يمكن أن نترجّى من قانون للنظام العام، في أي دولة كانت، إذا ما كان حراس هذا القانون ليسوا في مستوى الطرف الذي يلي الأخلاق.. وإذا ما كانوا هم، سلوكيا، أبعد ما يكونون عن روح هذا القانون؟
من هنا، ينبغي أن يكون اختيار حراس قانون النظام العام، في أي دولة، هو الاختيار الأصعب. ومن هنا ينبغي أيضا، ان يكون تأهيل هؤلاء الحراس هو التأهيل الأصعب: تأهيلهم أخلاقيا، وقانونيا، وسلوكيا بالدرجة الأولى، ذلك باختصار لأنهم هم المؤتمنون على الأخلاق في الشارع العام، قبل أن يكونوا مؤتمنين على حراسة القانون!
كل هذا الحديث، عن الأخلاق، والقانون (قانون النظام العام) أثارته حادثة في الخرطوم لاتزال تشغل السودانيين حاكمين ومحكومين.. وهذه الحادثة ما كان ليمكن ان ترى النور، لولا صحفية شجاعة اسمها لبنى:
داهمت شرطة النظام العام، حفلا عاما، في مكان ما، بعد الحادية عشرة ليلا بقليل، واستوقفت نساء بينهن لبنى، بتهمة (الزي الفاضح).
النساء، مثلن في اليوم التالي أمام المحكمة، وجلدن، ما عدا لبنى، التي قالت إنها تتمتع بحصانة لعملها في منظمة دولية، المحكمة أرجأت النظر في (الجلد) إلى حين.
لبنى، كتبت عن القضية.. ظهرت في ذات الملابس التي كانت ترتديها (البنطلون والقميص وربطة الرأس) ليلة القبض أمام الكاميرات وهي تقول «قبض عليَّ لأنني كنت ألبس هذا اللبس».. هذا اللبس الذي أرتديه وأنا أدخل الدواوين الحكومية، وأنا أسافر به إلى دول إسلامية حتى.
لبنى تحدثت عن (قبض النساء) و(جلدهن) وتأثير هذا القبض على الأسرة، وعلى مستقبل المرأة عموما، في المجتمع: اذا ما كانت متزوجة فمصيرها الطلاق، وإذا ما كانت مخطوبة فمصيرها (الفسخ)..
لبنى، وزعت كروت دعوة، في الوزارات الحكومية، وعلى شخصيات دينية، وفكرية، وحقوقيين، ليحضروا جلدها (في ذات الزي الذي كانت تلبسه) ليعرفوا لماذا جلدت.. هكذا، ظلما!
لبنى، بإثارتها للقضية أرادت أن تقول شيئا مهما جدا: (الرغبة) حين تتدخل، في تطبيق القانون، يصبح على هذا القانون السلام!
أرادت أن تقول بعبارة أخرى: انتهاك حراس القانون للقانون، يمكن أن (يودي في داهية) خاصة إذا ما كان هذا القانون معنيا بالأخلاق.. والشرف!
القضية لا تزال تشغل السودانيين.. ولبنى، فتحت الأعين في السودان، على قضية هامة جدا..وغدا.. المحكمة!
| |
|
|
|
|
|
|
|