|
Re: خطبة الإمام الصادق المهدي بمسجد السريحة العتيق (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
قال: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) هذا المعنى كرره القرآن وجاء في سورة الأعراف:(الَذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) هذا المعنى لا يستقيم إلا إذا كانت العلاقة بين الذكر والأنثى تقوم على التكافل والتكافؤ والتوازن والمحبة وهي الصفات الواردة في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً #1754; إِنَّ فِي ذَ#1648;لِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) . الرجل والمرأة يقيمان الأسرة على أساس تكافلي: فالرجل له حق القوامة وهذا الحق يلزمه برعاية الأسرة وبالإنفاق عليها والمرأة لها حق الأمومة وهذه تلزمها بواجبات لا تقوم الحياة إلا بها. ومع أن لكل منهما وظيفة في بناء الأسرة فإن حقوقهما الإيمانية والإنسانية متساوية. قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ #1754; يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) . وقال: (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى#1648; #1750; بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ #1750;) . وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى#1648; وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا #1754; إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) . أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز. من مظاهر ثقافتنا السودانية ومن اجتهادات بعض رجال الدين مفاهيم وأحكام ترفض التكافؤ والتكافل والتوازن في العلاقة بين الرجل والمرأة. وتقول بدونية المرأة على نحو ما قال شاعر سوداني يصف حالة الثقافة السودانية: اصطفـــت أمثال غابرة كــــل مقدراتــــــك تقبره قالــــو المرا الفعلا مرا من خشم بيته ولـــي ورا أما المـــرا النص المرا بتزور جواره وبالضــرا أمـــا الأخيـــرة وما مرا في السوق تشوفه تخابره كما قال شاعر يصف موقفا فقهيا: توقوا النساء فإن النســاء نقصت حظوظا وعقلا ودينا وكل بــه جاء نص الكتاب وأوضــــح فيـــه دليلا مبينا فـــلا تطعهن يومـــاً فقد تكــون الندامة منه سنينا في كتابي (المرأة وحقوقها الإسلامية والإنسانية) تناولت كل هذه المفاهيم والأحكام ففي أمر الشهادة فإن نصف الشهادة المذكور في آية الدين مقترن بحالة خاصة وتزول مع زوالها. وأما في المواريث ففي الشريعة حالات فيها المرأة ترث أقل من الرجل وحالات فيها ترث مثله وحالات فيها ترث أكثر منه كما فصلنا ذلك في مجالات أخرى واستشهاد د. صلاح الدين سلطان. وقد ترتب على دونية المرأة أن كثيراً من الرجال صاروا يضطهدون النساء ويمارسون نحوهم كل أنواع العنف. وكثير من الرجال يستشهد بقوله تعالى: (وَاضْرِبُوهُنَّ) . هذا النص القرآني من متشابهات القرآن لأن الآية التالية لآية الضرب هذه تقول: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا) . وتأكيداً لهذا المعنى قال النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ) وإن اقتدينا بالنبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فإنه لم يضرب امرأة قط حتى عندما وقع بينه وبين أمهات المؤمنين مشادات. بل كانت علاقته صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة (رضي الله عنها) ثم بالسيدة عائشة (رضي الله عنها) تقوم على المحبة والشورى في كل الأمور. لذلك نحن ندعو لإصلاح قانون الأحوال الشخصية بالصورة التي تحرم العنف ضد المرأة وتحقق التوازن في العلاقة بين الزوجين على النحو الآتي: أولا: أن تكون مسئولية الأسرة تحت رعاية الزوجين لأن (النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) على أن تحترم المرأة قوامة الرجل ويحترم الرجل أمومتها. ثانيا: عقد الزواج لا يقوم على إكراه الرجل ولا المرأة بل هو عقد اختياري، الإكراه يبطله. وللرجل والمرأة بمحض اختيارهما أن يوكلا من ينوب عنهما لعقد القران. وجاء النص القرآني بهذا في قوله: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ #1751;) . ثالثا: لا يجوز تزويج الطفل أو الطفلة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: وذكر من هؤلاء: (الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ) . إن الزواج عقد بين طرفين ولا يدخل في هذا العقد إلا من كان خاليا من الموانع الشرعية. والطفولة من الموانع الشرعية. واحتجاج بعض الناس بسن السيدة عائشة (رضي الله عنها) عندما تزوجها النبي (صلى الله عليه وسلم) غير صحيح لأنني وآخرون قد أثبتنا أن عمر السيدة عائشة عندما تزوجها النبي كان 16 سنة وليس 9 سنين. رابعا: نعم للرجل أن يتزوج أربع نساء ولكن الشريعة وضعت نصوصا تقيد هذا الحق بقوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا) . وقوله: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) . وفي عصرنا هذا صارت النساء في كثير من المجتمعات الحضرية يقاومنّ الزواج من أخريات مما يجعل الأسرة ميدانا لحرب أهلية تفسد المودة والرحمة وتطيح بالسكينة. لذلك صار الواجب أن يكون الزواج الثاني برضاء الزوجة الأولى أو إذا نشأت ضرورة مؤكدة. خامسا: لقد صار كثير من الرجال يتلاعبون بحق الطلاق فأحيانا يطلقون دون أسباب وأحيانا يعلقون المرأة مكايدة. إن المبدأ الشرعي هو قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) . فصار الواجب وقف هذا التلاعب والمكايدة بأحكام مناسبة. أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز. لقد دعينا لعقد قران مؤمنين هما ريا ولؤي فلبينا ونرجو الله أن يثيب كل من يساهم في أعمال الخير أو يحضرها فقد قال النبي "صلى الله عليه وسلم: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ) . قال تعلى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لكم) . اللهم اهدنا واهدي أبناءنا وبناتنا وارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا واكتب للزوجين السعادة والمودة والرحمة والسكينة وارزقهما الذرية الصالحة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خطبة الإمام الصادق المهدي بمسجد السريحة العتيق (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
Quote: كان هذا المشروع هو عظم الظهر لاقتصاد السودان وقد ساهم بالنصيب الأوفر في بناء الاقتصاد السوداني الحديث. ولكنه الآن يحتضر فإنتاجه من المحصول النقدي "القطن" انكمش لـ 10% من مستواه أيام كان الإنتاج وفق طاقة المشروع. والزراعة الموجودة الآن أشبه "بالبلدات" الإعاشية وحتى هذه في خطر العطش بسبب إخفاقات الري. وكثير من موظفي وعمال المشروع يعانون من انقطاع رواتبهم شهورا عدة. ومرافق البنية التحتية للمشروع معروضة للتصفية فقسم الهندسة الزراعية، وسكة حديد المشروع، والمحالج، والوحدات السكنية ووسائل النقل تواجه إجراءات تصفية مدمرة. |
مشروع الجزيرة كان قلب السودان النابض وقد تعرض منذ انقلاب الانقاذ على الشرعية الدستورية في ليل مظلم بسبب عجز الجبهة الاسلامية عن مواكبة الديمقراطية وعدم قدرتها على العيش في اجواء الحرية تعرض المشروع لنحر مقصود مع سبق الاصرار والترصد
| |
|
|
|
|
|
|
|