|
Re: 25 مـايـو : اسـتحـالـة التـزييـف !!!! (Re: حسين يوسف احمد)
|
نـواصـل مـا انقطع ..
من المعروف أنه في مطلع العام 1956 استطاعت الحركة الوطنية التقليدية الوصول بنضال شعبنا إلى الاستقلال السياسي ، ووضعه على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب حشد كافة الامكانيات الوطنية لاستكمال هذا الاستقلال ، وتدعيمه بالتنمية والاستقلال الاقتصادي ..
ولكن التركيب المتخلف لقيادات الحركة الوطنية أقعدها عن السير في هذا الطريق وأدخلها في صراع مباشر وعنيف مع الحركة الجماهيرية والديمقراطية ..
ففي صبيحة الاستقلال انقسم حزب الحركة الوطنية التقليدي إلى حزبين : الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي .. وقد كان لهذا الانقسام نتائجه ، والتي تمثلت في الآتي :
أولا : انقسام جماهير الحركة الوطنية التي تحملت عبء النضال ضد الاستعمار البريطاني وعملائه المحليين .. ثانيا : صعود حزب الأمة إلى الحكم ، وذلك عن طريق التحالف مع حزب الشعب الديمقراطي .. ثالثا : ازدياد نفوذ حزب الأمة داخل البرلمان الثاني ، الأمر الذي جعله الحليف الأقوى داخل حكم الائتلاف الطائفي (الأنصار والختمية) ..
وقد عكس هذا التركيب المتخلف الأفق الضيق لقيادات الحركة الوطنية التقليدية بشقيها ، إذ توهمت هذه القيادات أن مهمتها قد انتهت بمجرد تحقيق الاستقلال السياسي ، وعجزت عن فهم ومواجهة المهام الجديدة التي طرحتها مرحلة ما بعد الاستقلال .. فالانقسام حدث في وقت مبكر ودونما أسباب موضوعية ، بالرغم من تستر أحد أطرافه بشعار الطائفة لختمية ، واحتماء الآخر بشعار التقدمية والوحدة العربية ...الخ وبالتالي فانه ، أي الانقسام ، لم يؤدي إلى تطور ايجابي في مستوى وفاعلية الحركة الوطنية وقدرتها على مواجهة المهام الجدية ، وإنما أفسح المجال لصعود قوى التخلف شبه الاقطاعي إلى الحكم .. فالحزب الوطني الاتحادي لم يستطع أن يعطي انسلاخه عن طائفة الختمية مضمونا ديمقراطيا تقدميا ، يؤهله لقيادة الحركة الجماهيرية المتعاظمة النفوذ .. وحزب الشعب الديمقراطي بشعاراته الوطنية والقومية والتقدمية كان السلم الذي صعد عليه حزب الأمة إلى الحكم كشريك مؤثر .. وهكذا كشفت الفئةالوسطى عن طبيعتها المحافظة والتقليدية قوميا واجتماعيا على السواء ..
لهذه الظروف وغيرها تعاظم نفوذ الحركة الجماهيرية الديمقراطية ، برغم فقدانها لعنصر التنظيم والتوجيه، وامتدت آثارها إلى داخل البرلمان ، وتعاظم نضالها ضد سياسات الحكومة ومخططاتها المعادية للديمقراطية والاستقلال الوطني ، وضد تغلغل النفوذ الاستعماري الجديد المتمثل في مشروع ايزنهاور والمعونة الأمريكية .. الشئ الذي أدى لتفكك الائتلاف الطائفي وتحلله .. وفي الجانب الآخر أفسح المجال لوحدة الحركة الوطنية والتقائها على أساس فهم متقدم لمهام مرحلة ما بعد الاستقلال ..
وهكذا وجدت حكومة عبد الله خليل نفسها أمام مأزق حرج يهدد بالانهيار !! ولكن هل تستسلم قوى الائتلاف الطائفي بهذه السهولة وتستجيب لضغط الجماهير !!؟؟ ذلك ما لا يمكن !! فقد دبرت حكومة عبد الله خليل خططها لقطع الطريق أمام انتصار الحركة الجماهيرية ، وقيام حكومة وحدة وطنية تخرج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية ..
فـكان انـقلاب 17 نـوفمـبر 1958 الرجعـي ، الـذي مهـد الطـريـق لانقـلابات عسـكريـة أخـرى ، بحيث أصبح كـل عسـكري فـي قـوات الشعـب المسـلحة يحـلم بحكـم السـودان !!!
ونـواصـل >>>>>
|
|
|
|
|
|