|
Re: هـل مـن سـبيل لجمـع الصـف الـوطـني ؟ حزب البعث العربي الاشتراكي (Re: حسين يوسف احمد)
|
ثانياً : تطور العلاقة بين النظام والقوى السياسية المعارضة :
على الرغم من الدعوات المتصاعدة للوفاق والإجماع وتوحيد الصف الوطني حول الثوابت الوطنية، الوحدة الوطنية والاستقلال والسيادة الا ان أطراف اتفاقية نيروبي تمسكت بموقفها الثابت بإبعاد القوى الوطنية من المشاركة في صياغة الدستور الانتقالي ، وبما يجعله معبرا عن روح الإجماع الوطني ، وكذلك فيما يتعلق بإعادة صياغة القوانين لتتلاءم مع الدستور ،مثل قانون الأحزاب . وربما انسحب هذا المنهج الاقصائي على عملية إعداد قانون الانتخابات ، والذي يقتضي ان يجسد روح الإجماع الوطني ، شأنه في ذلك شأن قانون الأحزاب ، والقوانين الأخرى ذات الصلة بالتحول الديمقراطي .
ويؤشر هذا الموقف واحدا من اهم المحاذير التي تكتنف عملية السلام الأمريكي المفروضة على السودان ، وتتمثل في الموقف المعادي للديمقراطية والتعددية السياسية . ويتجذر هذا الموقف في ان طرفي الاتفاق لا يستندان إلى تفويض شعبي او مشروعية شعبية ، قدر استنادهما على القوة العسكرية إلى جانب افتقار الطرفين الى أي التزام ديمقراطي أصلا وهو ما يعني تحول الحكم في المرحلة الانتقالية الى نوع من الديكتاتورية برأسين . وقد ساهمت اتفاقية ابوجا في تعزيز هذا الأمر الواقع بإضافة فصيل مسلح ثالث الى تكوين السلطة ، ويتوقع ان يتعزز اكثر باكتمال انفاذ اتفاق الشرق . بحيث ان القوى التي استمدت مشروعيتها وسلطتها بمنطق القوة العسكري ، هي المنوط بها ان تحدد مسار التحول الديمقراطي خلال المرحلة الانتقالية ، ومداه ، وبما يحافظ على مكتسباتها السلطوية.
نـواصـل >>>
|
|
|
|
|
|