|
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
الأستاذ: هلال الساداتي تحيّة طيّبة وكل عام وأنت بألف خير
قرأتُ القصة وفيها مشاهد كثيفة جداً، ولك نَفس روائي واضح جداً، يبدو جلياً من التفاصيل التي توليها اهتماماً بالغاً. لك ذاكرة بصرية جيّدة، تُحسن توظيفها داخل لخدمة النص السردي، تجعل المرء يرتبط بهذه المشاهد ويُفلح في إيجاد علاقات قوية بشخصيات القصة. ولكن يبدو أن القصة خلت تماماً من الحبكة، فلم أعثر –كما كنتُ أتوقع- على عُقدة وبالتالي فإنها تظل مُجرّد صور بصرية تنتهي كما بدأت، إضافة إلى خلو النص من "الدراما" التي تُمثل في اعتقادي رونق النصوص القصصية، وأقصد بالدراما "الأحداث" المرتبطة بالحبكة بشكل خاص، فكل ما توقفتُ عليه في هذا النص هو مجرد سرد وصفي لحالة أسرة فقيرة وبائسة.
هنالك عيوب كثيرة في النص من الناحية السردية والنحوية على حدٍ سواء، وأرجو أن يتسع صدرك لسماع ملاحظاتي علني أكون مخطئاً في قراءتي لهذا النص.
تقول: "الحجرة العارية من الأثاث عدا ثلاث عنقريبات بائسة فرشها من ملاءات مهترئة , ويرقد على واحد منها الأم ست أبوها وفي الاثنين الآخرين ابنتاها مريم وحليمة" والحقيقة أن كلمة "عنقريب" رغم أنها غير فصيحة إلا أنها داخلة سماعياً ضمن الأسماء المذكرة ولا توجد فيها أيّ علامة تأنيث معنوية أو مجازية وبالتالي فإن جمعها على "عنقريبات" هو جمع خاطئ لأنه جمع مؤنث سالم، والأصح بناءً على القاعدة أن تُجمع على "عناقريب" على وزن مفاعيل، ولا يضير بالطبع كون جمع المفرد المذكر أن يكون مؤنثاً كما في "قلم" و "أقلام" لأن الجمع بصيغة المؤنث السالم يشترط أن يكون المفرد مؤنثاً مثل "مُدرّسة" "مُدرّسات" و "رابطة" "رابطات" وما جاء على شاكلتها. وعلى هذا فإنه يتم التعامل مع الجمع بصيغته النهائية وهي الصيغة المؤنثة، فعندما تقول (ويرقد على واحد منها) فإن التمييز (واحد) يعود على واحدة من العناقريب الثلاثة وعليه فإن الأصح أن تقول (ترقد على واحدة منها) ومنها هنا أيّ على واحدة من العناقريب الثلاث، ولأن مفردة "عنقريب" مذكر فإن التمييز (ثلاث) يجب أن يُخالف المعدود في التذكير فيتم تأنيثه فنقول (عدا ثلاثة عناقريب يرقد على واحدة منها ست أبوها) كذلك لاحظ معي أنك قلت (يرقد على واحد منها) ثم قلت (وفي الاثنين الآخرين) فلماذا استخدم (على) في الأولى (وهو الصحيح) واستخدم (في) في الثانية؟ الرُقاد دائماً يكون (علي) السرير وليس فيه وعليه فإن الأصح أن تقول (يرقد على واحد منها ست أبوها وعلى الاثنين الآخرين) ومن ناحية أخرى فإن (يرقد) فعل غير متسق مع الفاعل، فالفاعل هنا (ست أبوها) وهي مؤنث، وبالتالي كان من المفترض أن تقول (ترقد)
وتقول: "كان زفيف الهواء عبر كوتين في أعلا جدار الحجرة أتخذا كنافذتين لها" في رأيي الخاص لا أرى أيّ داعٍ لاستخدام (في) وكان الأصح أن تقول (كان زفيق الهواء عبر كوتين أعلا جدار الحجرة) مباشرة دون استخدام (في) وكذلك تقول (أتخذا) وهو عائد على الكوتين، وفي هذه الحالة فإن الأصح أن تقول (أُتخذتا) ولأن فعل الاتخاذ هنا فعل مُستدام فإن الأصح منه قولك (تتخذان) لمناسبته لفعل الاستمرار والديمومة.
كما أعيب عليك سيّدي الفاضل، كثرة استخدام (ربما) في النص، لاسيما وأن الراوي هنا يُمثل الراوي العليم وبالتالي فإن استخدام الصيغ القطعية هو الواجب لهذا العليم، فأجدك تقول مثلاً:
+ وربما استعذبوا النوم على إيقاعاتها القبيحة + وربما أضافوا إليها من حين لآخر أصوات شخيرهم المتقطع + وربما توفر الأم هذه الوجبة للغذاء
وإذا عرفنا أنّ هذه الربما قد تُفيد الجزم فإنه يُصبح من الضروري الاستغناء عنها لأنهن (أي ست أبوها وبنتيها) قطعاً تعودوا على صوت صرصير الجنادب وصفير الريح، وقطعاً يُضفن إلى هذين الصوتين المزعجين صوت شخيرهن، وقطعاً –كذلك- توفر الأم تلك الوجبة للغداء (وليس للغذاء) .. لا يصح أن يكون الراوي العليم أن يستخدم صيغة التشكيك أو التخيير لأنه يعلم قطعاً ويقيناً، إلا إذا جاءت الرواية على لسان إحدى الشخصيات Second Person مثلاً.
وتقول: "وتقوم البنت متكاسلة وهي تبرطم" إن إدراج الألفاظ العامية خلال النص الفصيح جائز على ما يبدو عندما يدل اللفظ على مدلول ثقافي مُحدد كاستخدامك للعنقريب والدوكة والطِرقة .. إلخ أو عندما يأتي الكلام على لسان إحدى شخصيات القصة (كذلك تعبيراً) عن التصاق الشخصية ببيئتها الثقافية واللغوية بالضرورة كلفظ "لُخي" و "اللكاعة" و "كباية" .. إلخ، ولكن عندما يتكلّم الراوي فإنه بالضرورة منعزل عن بيئة المشهد القصصي، وبالتالي فإنه لا يصح أن يتقمّص ثقافتها بحالٍ من الأحوال، وإلا أُتهم بالتودد إلى الشخصيات والتعاطف معهم بطريقة ما، وكان الأولى –بناءً على ذلك- أن تستخدم اللفظ الفصيح (تغمغم) والتي تقابل (تبرطم) بالعامية.
وتقول: " فيدر العرق من وجهها المعروق" ولا يصح أن يعرق الوجه المتعرّق إلا أن يكون التعرّق فعلاً إضافياً على فعل دخيل كأن يكون وجه (ست أبوها) متعرّق دائماً ثم تتعرّق بفعل سخونة نار الدوكة، وطالما
وتقول: "وجهها المتغضن الذي حفر الدهر مع الفقر شوارعاً فيه" والصحيح أن كلمة "شوارع" لا تقبل التنوين هنا والأصح أن تقول "وجهها الذي حفر الدهر فيه شوارعَ صارت الآن مجارٍ للعرق المتدفق ..."
وتقول: "ترصها فوق بعضها البعض" وهنا تقصد أكياس الكِسرة، والصحيح حسبما أعتقد أن تقول (ترصها فوق بعض) أو (ترص بعضها فوق بعض) هذا ما وقفتُ عليه من ملاحظات، وأرجو ألا أكون قد أجحفتُ في حق النص من حيث هو نص أدبي يستحق القراءة مرة أخرى
لك مني كل التحية والتقدير
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصة قصيرة - بائعة الكسره | هلال زاهر الساداتي | 09-20-09, 01:40 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | سلمى الشيخ سلامة | 09-20-09, 04:24 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | هلال زاهر الساداتي | 09-21-09, 12:44 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | الطيب رحمه قريمان | 09-21-09, 02:08 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | هشام آدم | 09-21-09, 02:54 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | هلال زاهر الساداتي | 09-22-09, 02:03 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | هشام آدم | 09-22-09, 02:14 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | salah ismail | 09-21-09, 03:11 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | عبد الحميد البرنس | 09-21-09, 07:24 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | عبد الحميد البرنس | 09-22-09, 06:20 AM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | هلال زاهر الساداتي | 09-22-09, 02:13 PM |
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره | هلال زاهر الساداتي | 09-22-09, 01:42 PM |
|
|
|