ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان

Quote: أخي الأستاذ الفاضل الباقر .. لك التحية ورمضان كريم وكل عام وأنت بخير نتمنى مخلصين نجاح أي تحرك تجاه وحدة القوى الديمقراطية ، وذلك هو السبيل لإنجاح عملية التحول الديمقراطي ... !!! ولكن ... القارئ الجيد لنوع الحراك السياسي الخرب في السودان لا يجد ما يطمئنه أو يجعله متفائلاً وذلك للأسباب الآتية: 1- الحكومة الحالية والتي ستقوم في ظلها الانتخابات وبقيادة المؤتمر الوطني وهو النبت المستنسخ من حركة الأخوان المسلمين التاريخية والتي لا تؤمن بالديمقراطية وتعتبرها بدعة ورجس من عمل الشيطان ، فهذه الحكومة وهي قد استولت على جميع مقدرات البلاد والعباد من ثروة وجيش وأمن وإعلام ، فلن تسمح إطلاقاً بنجاح عملية التحول الديمقراطي. 2- الحركة الشعبية بقيادة سلفاكير الغير مؤهل لقيادة منظمة سياسية وبالتالي فإن مساهمته في ترقية الهم السياسي العام ستكون ضعيفة للغاية ، والرجل الثاني فيها من حيث الكاريزما والنفوز السياسي وهو باقان أموم ، فإنه رجل لا يخفي نزعته الإنفصالية الواضحة وكفره التام بمبدأ أن يكون السودان ،جنوبه وشماله بلداً واحداً ، والحال هكذا فإن الحركة الشعبية عرف عنها طوال الفترة الماضية بأنها (تفلق وتداوي) فمواقفها تجاه عملية التحول الديمقراطي والوحدة الوطنية متذبذبة وغير مستقرة على حال واحد ، فهي بهذه الصفة غير مؤهلة لإنجاح مؤتمر مثل مؤتمر جوبا الثاني كما أسميته. 3- أحزاب المعارضة التاريخية ، والتي من المفترض أن تكون الأكبر والأكثر تأثيراً وهي : الأمة والإتحادي والشيوعي .. ما زالت متخندقة في تاكتيكاتها القديمة وأفكارها المتحجرة ولم تأتي بجديد بعد أكثر من عشرين عاماً قضتها خارج السلطة ، فهي أيضاً غير مؤهلة لقيادة البلاد إلى كلمة سواء. 4- الأحزاب الحديثة ، مازالت في طور التأسيس وليست لديها المعينات البشرية والمادية ولا القواعد الجماهيرية التي تؤهلها الآن لإحداث فرق من غير أن تتوحد في وعاء جبهوي جديد شكلاً ومضموناً. 5- حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي ، حزب مثير للجدل ومواقفه الحقيقية لا يمكن التكهن بها ، فهو حزب قائم على المبادئ الميكافيللية ، ولذلك فوجوده في مؤتمر مثل مؤتمر جوبا المقترح سيكون خصماً على هذا المؤتمر إن قام أصلاً ، وسيجرح في مصداقية كل المشاركين بدون إستثناء. لك التحية والمعزة ولدي عودة للحديث عن د. لام أكول وشخصيته المثيرة للجدل "أبوفواز"