|
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان (Re: فتحي البحيري)
|
.. سلام و محبة لكل قوى الضمير الوطني و التفكير ، و الإستعداد للفِعل و غالي التضحيات
إختصارا" : صارت معادلة التاريخ السياسي للسودان على نحو دقيق و حرج فإما إن يتسع الوطن لكل قومياته و شعوبه و طبقاته و احزابه، و إما التقسيم و التجزئة فلم تعد هنالك فرصة اخرى للحرب .. (بالمناسبة فالحرب، ومع ذلك، فهي خيار وطنى بائس و لعين في إطار الوحدة و ضمان تماسك البلد ولو بقوة السلاح)
جوهر الماجنا - جارتا الوطني هو : الديمقراطية و الحريات و فن تجنب الحرب و المواجهات الطبقية الدامية ثم القدرة على كتابة دستور ديمقراطي - مدني دائم بقدر و حجم مشاكل البلد
تسوية الماجنا - جارتا الإنجليزي تمت على يد جماعة كروميل ( ممثلي مصالح البرجوازية الوطنية و شقها الصناعي العقلاني الصاعد تاريخيا على قاعدة المكاسب الإقتصادية المتحققة في مناجم برمنجهام و فبارك ليفربول و لانكشاير. حينها اخذت الطبقة العاملة ضمن هذه التسوية حق يوم العمل المعدل، و بقية حقوقها السياسية - النقابية الأخرى و اخذت الراسمالية الإنجليزية وفير الارباح و التمدد الإستعماري، بينما اخذت الطبقة الوسطى الإنجليزية حياتها الجديدة و ضمانات إجتماعية و حريات سياسية و اسعة، اهمها دولة القانون، ثم مهدت تسوية الماجنا-جارتا لتجديد الحياة العالمية عبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و مجمل الحريات العامة، ثم ليبرالية حق التملك و قيام الأحزاب و حرية الصحافة في اربعينات القرن الماضي .. وصولا" لصيغة و أفكار العدالة الجنائية الدولية العابرة للقارات و الحدود كما نشاهده اليوم في المسلسل التلفزيوني الطويل الزاخر بالمفاجآت و المعروف ب: اوكامبو - البشير
في سودان اليوم، وداخل مؤتمر جوبا (بارت - تو ، و المُكرر بعد 50 عاما بدواعي الفشل التاريخي الطويل ) سيواجه المهدي، و سلفاكير و نقد و بقية رهط الحركة السياسية الحقائق التالية:
- مشكلة غياب المرغني ( و ما سيترتب عن ذلك من سلبية و توجس مصري - عربي)
- فعليا لا توجد برجوازية وطنية، و لا برجوازية صناعية - زراعية في لحظة السودان الحاضرة (يوجد فقط ممثلين إفتراضين لهذه الطبقة الهامة القادرة على عقد تسويات تاريخية) ممثلين إفتراضيين مثل المهدي و المرغني، و كلاهما غير قادر على تجاوز التردد التاريخي، و صغائر و ضغائن العمل السياسي، و التوجه السريع الجاد لبناء حلف وطني - قومي استراتيجي مع الشيوعيين و قوميات ناهضة في الجهات الاربعة
- فعليا" لا توجد طبقة عاملة (لا صناعية و لا زراعية و لا في قطاعات الخدمات) طبقة قادرة للدخول في تسوية تاريخية وفقا" لمصالحها المادية - التاريخية الملموسة .. يوجد فقط و إفتراضا" حزب شيوعي يسعى لتأهيل نفسه و استعادة دوره التاريخي لتمثيل مصالح الطبقة العاملة و فئات واسعة من الكادحين
- فعليا" و على صعيد الجنوب و دارفور : لا توجد قوميات و كيانات (بمفهوم البرجوازية القومية الذى واجه بسمارك و غاريبالدي ثم لينين و جوزيف تيتو، لا توجد حاليا" وفي الجهات الاربعة المهمشة قوميات - برجوازية - إندماجية لديها ما يكفي من الأسباب و الدوافع للإنخراط في إطار مشروع سوداني برجوازي - وطني جاد و مبشر
فضلا" عن غياب الإمكانية الفعلية امام نقد لفتح طريق التطور الوطني الديمقراطي و بناء حل إشتراكي حضاري ذو خصائص سودانية
- بالنظر للقرار الأخير حول الرقابة القبلية على الصحف و الذى اصدرته المحكمة الدستورية التابعة لجهاز الامن، و بالنظر لما جلبه (بنطلون) لبنى محمد حسين من ازمة سياسية، و بالنظر لقانون الإنتخابات المُجاز ميكانيكيا"، و بالنظر لدراما الازمة المعيشية و شبر موية المطر الذى اغرق الدولة و الشعب، فقد تاكد بأن السودان يعيش فعليا" في عهود ما قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .. و حالة غياب الدولة المُنظمة للإقتصاد و العمل السياسي و المتحكمة في مجمل تفاصيل صراع الطبقات
المخرج بإختصار: إما ان يبني المهدي- المرغني- نقد، تحالفا" تاريخيا" استراتيجيا مع سلفا كير و بقية حركات دارفور عبر عمل نضالي جاد و كبير، و عبر تنازلات تاريخية عظيمة ذات ضمانات دولية (اشبه بإتفاق الطائف اللبناني، و إتفاق دايتون الخاص بالبلقان)
.. و إما ان: يذهب كل شخص حاسرا" ملوما" ليطلع جبله منتظرا" قدر الله في كريدة وطن يتمزق و يتلاشى و يعاد ترسيم خريطته وفقا" لخيار تراجعي - بائس، لا يرقي لعُشر معشار ما حدث من إعادة ترسيم بلقاني - اروبي
على الصادق و نقد و سلفاكير عقد ترويكا سريعة مُصغرة مع المرغني: فالامر اكبر و اخطر بكثير من قضية موت او حياة التجمع الوطني الديمقراطي
.. انتم القادة بخيركم و شركم، هذا هو الشعب المصمم على البقاء و الحياة، هذا هو البيت الذى بناه الجاك باسم سودان مابعد الحلف السناري ( سودان العرب و الزنوج الأفارقة) .. كلنا داخل نفق مظلم و حبل المجهول الملتف بتسارع حول الأعناق
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-07-09, 09:12 AM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-07-09, 10:47 AM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-07-09, 01:28 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | saif massad ali | 09-07-09, 01:47 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | Haydar Badawi Sadig | 09-07-09, 08:36 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-12-09, 01:22 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-08-09, 01:01 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | فتحي البحيري | 09-08-09, 01:08 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | صديق عبد الجبار | 09-12-09, 01:34 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | أحمد طراوه | 09-12-09, 02:39 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-14-09, 07:37 AM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-13-09, 08:50 AM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | حمزاوي | 09-13-09, 10:05 AM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | saif massad ali | 09-13-09, 10:14 AM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | أبو الحسين | 09-13-09, 12:26 PM |
Re: ملتقى جوبا ، هل يصبح ماجنا كارتا السودان | ودقاسم | 09-14-09, 08:02 AM |
|
|
|