|
Re: سـماعـين حسـن... بـلادي أنـا... تصـوير رائـع... (Re: معاوية المدير)
|
{font size=4}
(1)
في إطار هذه الصورة نجد أنَّ الكاميرا تُبرِز لنا إرث تليد يتمثل في تمسك تام بإيمان عميق وتديُن مطبوع. مما يجعل النفس تهيم في عالم جميل ملئ بالروحانيات, وما تفتأ هائمة في هذا العالم حتى يقوم إسماعين بنقلها إلى مشهد تبدو فيهِ كمية مهولة من الخيول المُسرجة, وقد إعتلى ظهورها فرسان في دروعهم المنيعة, وسيوفهم لها بريق ولمعان في الفضاء. وفي غمرة إنسجام النفس مع هذا المشهد المهول تتوجه العدسة لتبرز لنا لوحة قد قد أرخى الليل سدوله على خلفيتها, وقد برز فيها من خلال نيران التُقابة الحيران وقد تحلقوا حولها يتوسطهم شيخ قد إنبثق نور الورع من مُحياء وجهه الملئ بالإيمان, وفي غمرة إنسجام النفس مع هذه الصورة الهائمة في عالم الروحانيات تعرض لنا الكاميرا الصباح وقد أطلَّ بوجهه الجميل على نخلات قد نبتنَ فوق أعلى جزء من الجزيرة(السآب) يتمايلنَ طرباًمع النسيم وبساط الخضرة ممتد بإمتداد الجزيرة, وبقرة قد أثقل مِشيتها ضرعها الملئ باللبن مما جعلها تبدو وكأنها تتبختر في مِشيتها فوقَ هذا البساط (تتضرع وليها ضرع). ثمَّ يستعمل إسماعين الفلاش بعد أن أرخى الليل سدوله مرةً أُخرى, ونجد هنا الصورة بدات أمامنا وفيها أنين وحنين يبعثه في النفس صوت الساقية مسافراً في عُمق الليل, فيظل الليل في حالة صحيان يؤانس ذلك التربال الذي ظهر في عُمق الصورة مجتهداً في العمل, جاعلاً المياه منسابة عبر الجداول لتبدو وكأنما الساقية قد سكبت دموع بكاءها فيها لتنسرب عبر حيضان الزرع تنثر الخضرة في الأماكن وتبعث الطمانينة والسلام في النفس. تلك الخضرة التي تبدو كأنما هي تُزغرد فرحاً وطرباً في عُمق البوادي. (تزغرد في البوادي زرع)...
|
|
|
|
|
|