|
بين قُدُسيّة لُبنى والثوابت الوطنية
|
ليس من الغريب أن ينجر البعض للمساومة والمزايدة على إسم السودان وسُمعته من أجل تحقيق أهداف وأجندات حزبية.. ومن المعقول جداً أن نجد اليوم من يسعى لتشويه صورة الوطن وتمزيق كل معاني الوطنية من خلال حقن جرعات من ثقافة الكراهية في أوردة الإعلام بكافة صوره وغرس شتول الأحقاد والضغائن في أوساط مجتمعات الرأي العام الدولي في محاولات مستميتة لتثبيت دعائم أفكارهم التي تسعى بكل السبل والوسائل لإقصاء الآخر ولفظه وذلك نابع من رفضهم لمبدأ الأمر الواقع.. ذلك الرفض الذي ظل يؤرِّق مضاجعهم لعقود.. رغم إدعاءهم المستمر بتبني شعارات الديمقراطية والحرية.. متناسين أنهم بذلك لا يتآمرون على نظام حاكم بقدر ما يتآمرون على الوطن وسمعته.. لن أستغرب هذا المسلك لعلمي التام بأن هؤلاء لا يريدون لقارب النجاة أن يبحر بالوطن إلى شاطئ الأمان والاستقرار والتقدم والازدهار.. لن أستغرب هذا المسلك لأنهم يدَّعون المجد الحزبي والشرف السياسي والعفة التنظيمية نهاراً ويرفعون ليلاً شعار "إما نحن أو التآمر على الوطن ومنجزاته".
لن نرضى المساومة بإسم سمعة السودان وطن الجدود لأنه ليس حكراً لشخص أو فئة أو حزب بل هو ملك للشعب وهو المدافع القوي عنه.. وأي عمل إعلامي مضاد من قِبل فئة حزبية خارج إطار مظلة الولاء للوطن يعتبر مخلاً بأدب العمل السياسي ويسبِّب مضايقة للشعور الوطني العام ويستدعي من أصحابه الحياء والخجل.
أنا أدعو الناس إلى تقديس الوطن والولاء له في الوقت الذي يوجد فيه ما يكفي من الأشخاص الذين يؤمنون بأن السيدة لُبنى قديسة لن يصيبها وابل سياط الجلاَّد بل ستتنزَّل معجزة السماء أنْ يا سياط كوني برداً وسلاماً على لُبنى ويا أرضُ ابلعي نظامك العام ويا سماء أقلعي.. لقد جعلوا "لبنى العذراء" قديسة تمنحها قدسيتها حصانة تمنع تقديمها لمحاكمة وتبيح فقط تقديمها في زفة دعائية فيها تطبيل عشرة بلدي على واحدة ونُص وطوفان من الانتهازية الموغلة في الجرأة من خلال استغلال مشاعر وطيبة أهل السودان وغير السودان تجاه المرأة السودانية الطيبة.
لا أعتقد أن جميع الناس بهذه الدرجة من الغباء بحيث سيصدِّقون ما جاءت به "السيدة لبنى" من معجزات أخبرت عنها.. فهي ليست كما يصوِّرها رفاق الدرب صِدِّيقة اصطفاها الله وطهَّرها وفضّلها على نساء العالمين. ليس بمستغرب أن يطل علينا البعض بدعوات انتهازية بهدف ابتزاز سمعة الوطن من خلال "عناوين جاذبة" في صحف ومنتديات ومدونات تشوِّه إسم الوطن وتنتقص من مبدأ الولاء الوطني من شاكلة "على السودان السلام".. و"لك الله يا وطن".. فنحن إذا خُيِّرنا ما بين اثنتين: القديسة لبنى أو.. أن يكون على السودان السلام (ومعناها أن يروح السودان في ستين ألف داهية).. فمن بين حضيض قدسية "دير السياسة القذر" وعلو الثوابت الوطنية سنختار أن يبقى إسم السودان بلد الخير والطيبة والسُمعة الحسنة عالياً في سماء الأُمم.
لُبنى كمواطنة سودانية على العين والراس.. فقط عليها أن تعطي مزيداً من الاحترام والتقدير لنفسها وقلمها وتضع سُمعة السودان في حدقات العيون.. وإلا فلتذهب لُبنى وقدسيّتها إلى الجحيم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|