|
Re: يشكو منها سكان العاصمة عنف السرقات (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
اشارات الموت الغريب المخيم
لا يمر يوم إلا وتسجل مضابط الشرطة حادثا مثيرا وغريبا لموت بشع في صورته ونهجه وبشع في أسلوبه وأيضا بشع في دلالاته ومعانيه. الموت الذي ينداح في طرقات الخرطوم وبيوتها وحاراتها لا يشبه الموت الذي كنا نعلم ونعايش. الموت المخيم يقوم في أغلبه علي دوافع المال والجنس بيد أنه يتجاوز الحرمات والمحرمات في المجتمع يطال الطفولة لأجل الجنس ولا يدخر الجوار والقربى وصلة النسب وحرمة القبيلة لأجل المال والأرض وعرض الدنيا. يموت رجل الأعمال والعمدة وشيخ القبيلة ورجل المعاش والشاب والطفلة البريئة. ليس لهم من ذنب ألا أنهم واجهوا طامع غريب الأطوار بائس النفس خلو من القيم تحركة شهوة النفس والجنس وشهوة المال. لم تعد للأسر يد على الأبناء ولم يعد للمجتمع يد على أفراده ، لم تعد للدولة يد على القوى المتفلتة. دخلت علينا المخدرات والفضائيات والبنايات والسيارات والفصائل المتمردة ودعوات الهامش. إختلط الأمر علينا وإحتلط السلاح وعم الموت. من يريد نصيبا من الدولة والحكم يحمل السلاح ويدعي حقا. من يري الأموال تنثال والبنايات تعلو والسيارات تمخر الأرض يطمع في الذي ليس له وبين يديه بلد منفلت تتناوشه دعاوي التقسيم والتهميش لا تسلم شرطته ولا تحترم مؤسساته ولا يوقر علمائه ولا يجل سياسييه. في حق المجتمع والوفاء له وحفظ ترابطه وتماسكه الجميع فاشلون. الحكومة وما فيها وزارات الإرشاد والأوقاف والثقافة والإعلام والرعاية الإجتماعية والشرطة ومؤسسات الرياضة والفنون والثقافة والمالية والبنوك. لم تنفع مؤسسات الزكاة والتزكية وبنوك الأسر والتمويل القصير وسياسات الخصخصة وجهود تشغيل العاطلين فشلت المساجد والأئمة النائمون أو الغافلون أو الذين يرفعون خطبا ينام بها من يرتاد المساجد. أحزاب بلا برامج وبلا منهج وبلا قيادات ومؤسسات مجتمع مدني تحتاج إلى تمدين وتمتين. رقابة غائبة وخدمة مدنية خائبة. من يجد وظيفة تخذله عائداتها القاصرة عن حاجته ومن يجد تمويلا يأكله أو يسئ إدارته لا يجد من يعينه في حسن التدبير والمتابعة الأسواق مفتوحة والمصارف مبذولة. ومن يجد جامعة يجوع فيها لمنهج سليم وعلم مفيد. ومن يجد أسرة يفتقر إلى القدوة ومن يتشرد عن دياره وأهله ينزح إلى الخرطوم يجد فضاءا فسيحا ومجتمعا مفتوحا. من يبتغي خمرا يجد طرقات ومنافذ إليها ومن اراد مخدرا لن يشقي كثيرا ومن اراد سلاحا فما أكثره ومن رأى مالا لغيره فما أيسر نهبه. كتب علينا ألا يأمن الإنسان في بيته وفي عمله وفي طريقه وألا يأمن على طفله في الروضة أو ابنه في المدرسة أو الجامعة أو اهله في البيت أو الطريق. كلنا نشارك في صنع هذا الذي نعاني منه. وكلنا يشترك في العجز عن معالجة الذي نعاني منه. كلنا نكابر ونرواغ ونتهم غيرنا ونبرئ أنفسنا. وغاية فعلنا جلسة أنس بائسة نفرغ فيها حديثا لاهيا. by: Rashid abdelrahim
http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=351&id=24766
|
|
|
|
|
|
|
|
|