|
Re: زيل الثعبان (Re: فتحي الصديق)
|
جالت الشيخة بنظرها بين الاثنين, الطفل المتكوم علي فخذي امه و الام ....و فجأة تدفقت مشاعرها بشكل غير اعتيادي أو إرادي حتي انتابها الشك في انها تملك مثل هذا الكم من الحنان الذي يتنافي مع طبيعة و أخلاقيات المهنة,,,, و بحركة لا إرادية ضربت الطبل الذي يقبع بجانبها ضربة واحدة , و علي أثر تلكم الرنة دخلت فتاة أكثر ما يميزها أرداف بغير الحجم العادي و هي كثيرة الشبه بكبيرة الممرضات فقط بفارق الزي الأبيض الرسمي الذي ترديه الاخيرة.....غمغمت الشيخة في أذن الفتاه و ما هي الا لحظات حتي أخذ الدخان ذو الرائحة الكريهة يتلوي من مبخرة و بجانبها موضوعة صينية مليئة بالماء, ,,, أخذت الشيخة بكل حواسها تركز في الصينينة ... و بعد لحظات من التركيز الحاد اشارت للام بالاقتراب: الشيخة: شايف الدابي ال في الصينية دا؟ الام بصوت لاهث هزت رأسها علامة الموافقة...... الشيخة: في ضنب الدابي دا في شنو؟ الام: ورقة بيض مربوطة بخيط احمر. الشيخة: يلا اقول ليك يا ولية... ولدك دا وطي ليهو عمل بالغلط .... العمل دا معمول لزول تاني....و بعدين يا ستي العمل دا ورقتين .... واحدة مدفونة في قنطورة غرب من بيتكم .... و الورقة التانية المربوطة في ضنب الدابي الشفتيها دي.... بعدين أول من الزول يوطا العمل دا طوالي بتربط مع الدابي... أها كل من الدابي يتحرك الجنا دا هنا يتوجع.... وهنا حركت الشيخة صينية الماء برفق و معها تحرك الدابي ومع هذا الفعل خرج فحيح الطفل منادياً (يمة النار...يمة النار) ارتسمت علامة استفهام جزعة علي وجه الام ....فردت الشيخة قائلة: شوفي علاج ولدك دا الدابي يتقبض حي و تتحل منو الورقة دي و تتحرق ,,, لكن الدابي دا مش بعيد و ما في زول يقدر يلحقو.... غايتو ما عندك الا الصبر .... وكمان لو تتحملي زمة محرم انا بقتل الدابي دا هسي و الطفل دا يرتاح من الفيهو دا؟ رجعت الأم في أثير الماضي بعيدة ... تذكرت الركلات الحميمة لهذا الطفل وهو في بطنها ,,,, الالام المخاض التي تفوق الاحتمال و الخيال, موس الداية الصدئة التي عملت فيها فتق و رتق, الملامسة الاولي لحملة ثديها من قبل هذا الكائن الملائكي,,, النطق الاول بكلمة (أما),,,, السهر الجميل لشفائه من الملاريا و الكتكوتة ,,, الاحلام و الامال الموضوعة له و التي تتغير بتغير الزمان و لكن دوماً احلام مستحلية لا تتحقق سوي في السينما و أساطير الاولين,,,, الي السماء رفعت رأسها بغضب و بكل حقد الدين لعنت تلكم الجارة خاتفة اللونين و في سرها دعت الرب ان يعاقبها بما هو أسوأ.... ترددت كثيراً في الموافقة و لكن حسمت بذاك الانين القاتل .... و بحركة لا إرادية هزت رأسها موافقة..... ركزت الشيخة بكل ما اكتسبته من سحر , فأخذ الثعبان يتلوي و معه يتلوي الطفل و يأن... بينما امه تضمه اليها بكل حنان الدنيا والعالمين...يتلوي الطفل مع تلوي الثعبان... و لحظات خالتها الام سنيناً ضوئية , لحظات ارتفع صدر الثعبان الي أعلي و انشق الي نصفين ومعه ايضاً ارتفع صدر الطفل مطلقاً كيراً من الزفير و هبط للابد.... و عندما كشف الغطاء عن الطفل علي جسده وجد مرسوم علي بطنه بخيط نيلي ازرق مرسوم عقرب السرطان و علي ظهره وجد مكتوب و بنفس لون الخط (سرطان الدم).... وهذه الرسومات كما أشارت الشيخة كانت بفعل تلوي الثعبان ...
|
|
|
|
|
|