الميدان... العدد رقم (2134)...الخميس 06.08.2009 ( عدد خاص جدا)

Quote: لضمان إنتخابات نزيهة .. إنهاء العنف واجب اللحظة اعده : عبدالقادر محمد مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المزمع عقدها في مطلع العام القادم ، ساد الساحة السياسية حراك ايجابي منفعل مع هذه القضية الهامة ، ولا شك في ان انجاح العملية الانتخابية القادمة ، وضمان حريتها ونزاهتها ، يتوقف علي جملة من الإجراءات الواجب تنفيذها والالتزام بها من كل الأطراف المتنافسة ،،، في ظل هذا الواقع الصعب والمعقد الذي تمر به البلاد تحتاج القوي السياسية الي وقفة جادة وحاسمة لتجاوز هذا الواقع وبالتالي تجاوز أزمة الوطن الماثلة ، ومما لاشك فيه ان الحديث عن انتخابات حرة ونزيهة وعادلة ومرضية للأطراف المتنافسة ، ينتفي في ظل الوضع الراهن الذي تعيشة البلاد ، وغض النظر عن القوانين المتعارضة مع الدستور ، وتحجيم مساحات حرية التعبير ، تبقي حالة الاحتقان السياسي الراهنة واستمرار الأزمة في اقليم دارفور ، وتجدد العنف من حين لآخر في جنوب السودان من أكبر مهددات العملية الانتخابية، وقد ينتفي بهذا الوضع ضمان قبول نتائج الانتخابات بدون وقوع احداث مماثلة لتلك التي وقعت في دول الجوار الافريقي ( كينيا، يوغندا، مصر) أو ما حدث وما يزال يحدث في ايران . ان حالة انعدام الأمن ، و احداث العنف ، والاشتباكات القبلية التي تعيشها مناطق واسعة بجنوب السودان ، بجانب ما يجري في دارفور ، تمثل اكبر العقبات التي يتوجب علي القوي السياسية الراغبة في خوض الانتخابات حلها قبل موعد الانتخابات القادمة. وفي الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات علي قدم وساق من جانب القوي السياسية ، كانت التقارير الصحفية تنقل اخبار مؤلمة عن تجدد العنف والاشتباكات القبلية بجنوب البلاد ، وذكر نائب حاكم ولاية غرب الاستوائية جوزيف نقيري لوسائل الاعلام بأن هجمات جيش الرب الأخيرة على المنطقة أجبرت ما يقارب 18 ألف شخص على النزوح. وأضاف نقيري ان أعدادا غير مؤكدة من المدنيين تم اختطافهم في كل من طمبرا ونابيابي و إيزو و أنزارا، مؤكدا إن حكومة ولايته وحكومة الجنوب ظلتا تحميان المواطنين بوضع إجراءات أمنية احترازية دائمة . وكان نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار قد أكد إن العملية العسكرية المشتركة التي شنها كلا من أوغندا والكونغو ضد مقاتلي جيش الرب لم تحقق أهدافها المرجوة, والمتمثلة في إجبار زعيم جيش الرب جوزيف كوني بالتوقيع علي اتفاق السلام مع الحكومة الاوغندية. من جهته قال حاكم ولاية الاستوائية الوسطي كلمنت واني لدي مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعي بالولاية قال إن جيش الرب للمقاومة لا يزال يمثل مهددا امنيا للمواطنين الذين يقطنون على حدود جنوب السودان مع جمهورية الكنغو الديمقراطية. وكانت تقارير صحفية قد نقلت يوم الأثنين 3 أغسطس ، قتل 185 شخصا على الاقل معظمهم من النساء والاطفال نتيجة اندلاع أعمال عنف قبلية في جنوب السودان. وذكر مسؤولون في ولاية جونقلي لوسائل الاعلام ان مسلحين من قبيلة مورلي شنوا هجوما في الفجر على مخيم لجماعة النوير حيث تغلبوا على كتيبة صغيرة من الجنود كانت تحرس المخيم. وقال قائد بلدة أكوبو ، جوي جويول يول انه جرى إحصاء 185 جثة ، بينها جثث لـ 12 جنديا، وحذر من أن تكون هناك جثث أخرى لم يعثر عليها بعد. وقال حاكم الولاية لوكالات الانباء ان الضحايا كانوا قد تركوا بلدتهم في اكوبو في رحلة صيد لأن امدادات الغذاء كانت في سبيلها للنفاد عقب هجوم في يونيو الماضي على سفن تنقل معونات. ويقول المراقبون ان اعمال العنف القبلية تتفاقم بشأن الارض والماشية في جنوب السودان بسبب انتشار السلاح في ايدي المواطنين ، وتوافره بكميات كبيرة . وفي ابريل الماضي قتل 250 شخصا عندما هاجم مقاتلون سكانا من النوير. وقتل زهاء 750 شخصا في اشتباكات قبل ذلك بشهر في مقاطعة بيبور.وقتل 40 جنديا في يونيو الماضي عندما هاجمت جماعة عرقية سفنا كانت تنقل معونات غذائية في نهر السوباط. وجاءت الهجمات عقب اشتباكات في مايو الماضي بين فصائل من جماعات النوير وجيكاني ، والتي قال مسؤولون محليون ان 66 شخصا على الاقل قتلوا فيها. وفي المجمل، تسبب القتال في الجنوب خلال الاشهر القليلة الماضية في مقتل ما يزيد على الف شخص ونزوح الاف اخرين بحسب ما يري المراقبون للأوضاع بجنوب البلاد. واثار القتال مخاوف من اضطراب محتمل في المستقبل مع اقتراب الانتخابات العامة في البلاد والمزمع اجراؤها في مطلع 2010 . وفي الاثناء طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كل المسؤولين في الأمم المتحدة بتقديم كل المساعدات الممكنة لضحايا العنف في جنوب السودان، وأعرب الأمين العام عن قلقه البالغ إزاء الحدث الذي وقع في منطقة أكوبو بولاية جونقلي.. وحدا تجدد العنف مرة أخرى في الآونة الأخيرة بين عدد من المجموعات القبلية بجنوب السودان بالأمين العام إلى التحذير من أن تصاعد العنف في الجنوب يهدد استقرار البلاد بكاملها ويعرض اتفاق السلام للخطر. ووجه بان كي مون بعثة الأمم المتحدة في السودان (أونميس) إلى تقديم كل المساعدة الممكنة للمتأثرين بهذه الجريمة البشعة والعمل مع السلطات المحلية لإعادة الهدوء. ودعا حكومة الجنوب إلى تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة واتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين في جنوب السودان . في ظل الواقع الماثل الذي تعكسه التقارير الصحفية ، من تجدد العنف القبلي من بين الفينة والاخري بجنوب البلاد ، وما يمر به اقليم دارفور من ازمة تتعقد مع تعنت الحكومة في ايجاد الحلول ، كل ذلك مقروناً بالوضع السياسي المأزوم بالبلاد الذي يتجلي في ابرز صوره في سريان القوانين المتعارضة مع الدستور ، والتهرب من الالتزام بمستحقات التحول الديمقراطي ، وقمع حرية التعبير ، كل ذلك يشكل تحدياً عظيماً يواجه الانتخابات القادمة.. وعليه لابد من ايجاد الحلول لهذه الازمات من اجل تهيئة المناخ الملائم لإجراء الإنتخابات.