فليعتذر الاستاذ هاشم الامام للسفير نور الدين منان

Quote: لمحات من انتشار الإسلام في جنوب كردفان (بالسودان) الكاتب : الأستاذ ابن عمر عمر عبيدالله / جامعة كردفان -------------------------------------------------------------------------------- تحديد منطقة الدراسة : تقع جنوب كردفان في منطقة حزام السافنا الذي يغطي معظم مساحتها ماعدا أقصى الشمال حيث تسود خصائص شبه الصحراء والسافنا الفقيرة (1) ولذلك يمكن النظر إليها على أنها منطقة سهلية واسعة تتخللها مجموعة من التلال (2) ويمكن تقسيمها بهدف الدراسة إلى نطاقين على هذا النحو: نطاق جبال النوبا : تقدر مساحتها بأكثر من خمسين ألف ميل مربع (3) وتتكون من صخور مركبة خاصة من أحجار الجرانيت المدببة الأطراف وذات القمم الصخرية العالية والسفوح المنحدرة (4 ) ويمتد طولها إلى أكثر من مائة ميل وتتنوع في أشكالها مابين الجبال ذات التربة الخصبة والصخرية القاحلة ويبلغ ارتفاع بعض الجبال نحو الفين وخمسمائة قدم فوق سطح الأرض(5 ) وتمثل هذه الجبال سلاسل متصلة أحيانا وجبالا منعزلة تارة أخرى (6) وبذلك يمكن وصف نطاق جبال النوبة بأنها أرض طينية تتخللها سلسلة عنقودية تتكون من 99 جبلا وتشكل قمة جبل مندي بالقرب من مدينة رشاد أعلاها 4790 قدم فوق سطح البحر (7) ومناخ هذه المنطقة هو مناخ السافنا الممطر صيفا وتكفي أمطارها لزراعة القطن، والذرة والفول السوداني، والسمسم ، كما تكفي كمية الماء لشرب الماشية والرعي (8) ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة ونسبة التعليم لاتزيد عن 3% وقد كانت الوثنية منتشرة فيها (9) نطاق المنطقة الغربية : تقع معظم مساحة المنطقة بما يعرف بإقليم القوز وتوجد في هذه المنطقة بعض التلال الصغيرة التي تعرف محليا بمصطلح الدبكايات مثل الدرنقاس والزنقور والنبق (10) ويمثل خور أبوحبل حدا فاصلا بين إقليم القوز ومنطقة جبال النوبا (11) أما في الجزء الجنوبي من هذه المنطقة فإن التربة تتميز بأنها طينية متشققة (12) وتقوم الحياة الاجتماعية للسكان في هذا النطاق على البداوة والزراعة ويتركز السكان في خمس مدن رئيسية وهي المجلد وبابنوسة والفولة ولقاوة وابيي (13) التركيب السكاني : أ‌) النوبا : يتكون التركيب السكاني للمنطقة من مجموعات النوبا في منطقة الجبال (14) ، والثابت أن أول استخدام لمصطلح النوبا ويرجع إلى عام 276 ق م ويرى النوبا أن هذا النطاق – جبال النوبا – هو مسكنهم منذ مراحل تاريخية بعيدة ولايعرفون لهم وطنا غيره إلا أن الدراسات اللغوية والانثربلوجية أشارت إلى أن الهجرة إلى هذه المنطقة قد جاءت من مناطق أكثر عمقا في الجنوب ، من مناطق القبائل النيلية الحامية أو حتى من مناطق قبائل البانتو(15) والراجح أن النوبا أول من استقر في كردفان، وامتد انتشارهم في شمال ووسط وغرب كردفان ، ويذهب بعض الباحثين إلى أن انعزال المجموعة المتحدثة باللغة الكردفانية في جبال النوبة تم في فترة العصر الحجري الوسيط وبعده ، وذلك لتنامي السيطرة على الإقليم من المتحدثين باللغة النيلية الصحراوية، وفي فترة تالية شكلت كردفان التخوم الجنوبية الغربية لمملكة علوة (16) وبعد القرن السادس عشر هاجرت القبائل العربية إلى كردفان مما أدى إلى تراجع النوبا إلى جبال جنوب كردفان ويعتقد بعض الباحثين أن النوبا لايشكلون قبيلة واحدة على هذا النحو ، نسبة لأنه : - وفد الداجو وشات إلى جنوب كردفان من دارفور. - يذهب النمانج للقول بهجرتهم لمناطقهم الحالية من المناطق حول الأضية - اتجه تيرا شرقا من المورو - يذهب سكان جبل الدلنج إلى أن جبل العين في شمال كردفان كان موطنهم الأصلي - أما سكان كادرو وجبل طبق فيرجعون بأصولهم إلى مملكة الفونج(17)، ولذلك فان سكان الجبال على العموم يكونون عنصرا زنجيا بل خليطاً من الدماء الزنجية والعربية والحامية، وأن سكان جبال النوبا مع سكان مرتفعات الفونج يكونون وحدة عنصرية ، ويلاحظ أن هجرة النوبا بدأت من الغرب إلى الشرق ماعدا قبائل الدلنج والكدرو والطبق ، ويرى الفاتح النور أن النوبا بوضعهم الراهن ينقسمون إلى عنصرين عنصر ماتزال تجري فيه دماؤهم كقبائل هيبان والاطورو والكرنقو وتلشي وغيرهم من سكان الجبال الجنوبية ، والعنصر الثاني قد اختلطت دماؤه بدماء جيرانه من العرب كقبائل المورو والكواليب والنيمانج والطبق (18) - ويذكر فريق آخر من الباحثين أن النوبا هم النوبيون ولا فرق بينهم ، ومايظهر من فروق في السحنات ناتج عن الطقس وتغير ظروف المناخ وأن النوبيين في الشمال اختلطوا بعناصر عربية وتركية ومصرية عكس اخوتهم في جنوب كردفان (19) ، ولذلك فإن مصطلح النوبا يشير إلى تداخل مميز من المجموعات السلالية لم يستقر بعد تصنيف الدارسين والباحثين لها، ويرتبط النوبا عرقياً بمجموعات في غرب افريقيا، وآخرون يرجعون أصولهم إلى انهيار مملكة كوش في شمال السودان وتفرق سكانها في جميع أنحاء البلاد بما فيها جبال النوبا، بل ويؤكد باحث ينتمي إلى قبائل النوبا أنهم أحفاد تهراقا وبعانخي، وأنهم ينحدرون من صلب الحضارة النيلية التي قامت خلال القرن التاسع قبل ميلاد المسيح بينما يذهب باحث آخر ينتمي إلى قبيلة الشلك إلا أن منطقة جنوب كردفان كانت تحت حكم السلطان الروحي والسياسي ( رث ) قبيلة الشلك ، واعتبرها امتدادا عرقيا وثقافيا لها، وبذلك يدلل على تبعيتها تاريخيا إلى جنوب السودان (20)، ويرجح بعض الباحثين ان النوباويين – من جبال النوبا – في جنوب كردفان هم الذين أطاحوا بامبراطورية مروي (21) ولذلك يذهب البعض للقول إن ( النوبا تطلق على سكان جبال النوبا التي تقع جنوب إقليم كردفان التي يقطنها أقوام ينتسبون إلى أجناس مختلفة (22). - وينتشر النوبا في جنوب كردفان في مجموعة الجبال على النحو التالي :- - الجبال الشمالية : - ويسكنها المورو ، والكواليب ، الاجانج ، النيمانج ، الداير ، الشات ، الغلفان . - الجبال الجنوبية : - ويسكنها الميري ، المورو ، المساكين ، الكورنقو. - الجبال الوسطي : - ويسكنها التيرا ، الاطورو ، اللادو، الشاواي. - الجبال الشرقية - ويقطنها الكاجا كاجا ، الكورنقو والموريب. ب- المجموعات العربية : كما توجد المجموعات العربية البدوية من رعاة الأبقار في جنوب كردفان والثابت أنهم وصلوا في هجرتهم إلى جنوب كردفان كقبيلة واحدة ثم كان أول انشقاق فى تلك القبيلة من قبل الحوازمة إثر شعورهم بالقوة وتطلعهم إلى تكوين كيان مستقل وتبعتهم مجموعات أخرى حيث استقرت في منطقة جبال النوبا ( 4 2)، وينتشرون على هذا النحو : - يستوطن المسيرية الحمر في جنوب غرب كردفان حتى مناطق الدينكا في الجنوب. - يستقر المسيرية الزرق في البقعة الواقعة في الشمال الشرقي من المسيرية الحمر (25). - الحوازمة وينتشرون فيما بين الأبيض شمالا وبحيرة الأبيض جنوبا (27). - وقد هاجر المسيرية ، والذين يرجع أصلهم إلى عرب جهينة ، من الجزيرة العربية إلى بلاد المغرب وشمال افريقيا وعبروا الصحراء الكبرى إلى حوض بحيرة تشاد واستمروا في هجرتهم شرقا حتى وصلوا مناطق المجلد بين عامي 1765 م – 1770م(27) ، كما أن هنالك فئة من المسيرية دخلوا عن طريق النيل حتى وادي هور ووادي الملك ، وبعضهم سار مع النيل الأبيض حتى جبل عرشكول ثم اتجه غربا ليستقروا في شرق كردفان حيث قامت قرى الأبيض والجفيل وأبوحراز وأم رماد والبركة والرهد، إذ كان جزء منهم مزارعين مستقرين أما البدو (الرعـاة) فقد جابو مناطق شرق الجبال بين رشاد وتلودي (28). أما الحوازمة فقد دخلوا جنوب كردفان في القرنين الخامس عشر والسادس عشر للميلاد (29)، كما استقر أولاد حميد في الركن الجنوبي الشرقي من محافظة رشاد(30 )، وقد هاجروا من دارفور إلى جنوب كردفان(31)، كما توجد عناصر عربية أخرى في جنوب ( 32).كردفان مثل – الكواهلة الشوابنة – الهبانية ( المعاليا ) الدينكاوالداجو : وقد هاجر فرع من الدينكا – نقوك – من أعالي النيل إلى داخل كردفان في منطقة أبيي قبيل القرن التاسع ، و عشر (33) إلى جانب ذلك يعد الداجو من أقدم سكان كردفان والمنطقة الغربية ، حتى إن الرواية الشفوية تطلق على منطقة المجلد ( دينقا أم الديار أم شجرا قصار ) دلالة على مملكة الداجو (وشات ) التي كانت تمتد من دارفور حتى بحيرة الأبيض في جنوب كردفان وذلك نسبة لملكها والذي يدعى – دينقا – وذلك قبيل الهجرات العربية – والنيلية – الدينكا – إلى جنوب كردفان، وبعد تلك الهجرات انتشر الداجو في مناطق صبوري ولقوري بجبال النوبا (34)، وحول مناطق لقاوة ولذلك تم وصفهم ( وعلى الحدود الغربية بالقرب من جبال النوبا جيوب صغيرة من عناصر النوبا – تيما وتلشي وكمده وطبق – والداجو يعيشون في الجبال – الدار الكبيرة سليجي) (35) و – مجموعات غرب إفريقيا: وبعد هجرة القبائل العربية إلى جنوب كردفان هاجرت مجموعات قبلية ترجع أصولها لدارفور ووسط وغرب افريقيا – الفور – الزغاوة – الفولاني – الهوسا – البرقو –البرنو – إلى جنوب كردفان وتعيش في تحالف مع القبائل العربية بصفة خاصة في المنطقة الغربية (36) بدايات الدعوة الإسلامية في جنوب كردفان : عرفت المؤثرات الإسلامية مدها إلى جنوب كردفان مع الجماعات البدوية العربية رعاة الأبقار والذين هاجروا إلى هذه المنطقة بعد أن أمضوا زمنا في سهول شمال كردفان ودارفور ويعتقد بعض الباحثين أن المؤثرات الإسلامية سارت مع رعاة الأبقار شرقا تجاه مناطق المجلد في المنطقة الغربية عام 1770م، وتبع ذلك انتشار المجموعات العربية إلى جبال النوبا ولذلك ذكرت بعض الدراسات ( عرفت بواكير الدعوة الإسلامية طريقها إلى جبال النوبا مع عرب البقارة المسلمين (38) حتى إن بعض الدراسات تربط بين توقفهم من الاستيطان في المناخ الاستوائي الممطر وتوقف انتشار الإسلام حتى بداية العهد التركي(39) . ورغم تلك العوامل فإن المجموعات العربية البدوية في المنطقة نقلت المؤشرات الإسلامية إلى جنوب كردفان عن طريق عدد من المنافذ الاجتماعية والتي تمثلت في الآتي : الضرا : وهو مكان اجتماع رجال البادية لتناول الطعام واستقبال الضيوف، ويقوم على وجود شجرة ظليلة، ويذكر أحد الدعاة شهادته على تأثير الضرا في نقل المؤثرات الإسلامية وخاصة في منطقة جبال النوبا الغربـية في قوله ( وقد شاهدت أن الشخص غير المختون من النوبا لايسمح له بالأكل مع الكبار ولايذبح بهيمة ، وكثير من النساء تمنعه من الجلوس على فراشها مما يدفعه للدخول في الإسلام (46) الفقرا : والذين اعتمد عليهم البدو في المهام التعليمية والطبية في تلك المنطقة وكانوا لايكتبون أو يرقون لغير المسلم ، مما دفع النوبا للدخول في الإسلام. المراحيل : طرق تنقل البدو في ترحالهم مما أدى لتقليد النوبا للبدو في أداء الشعائر الدينية. التحالفات الاجتماعية بين البدو والنوبا والدينكا ، إذ إن تمسك البدو بآداب الحلال والحرام ساهم في نشر المؤثرات الإسلامية في المنطقة (47) ، وكان للتداخل السكاني بين الدينكا والمسيرية في منطقة ابيي دور في انتشار الإسلام وذلك للتعامل والتعايش الذي يحدث يوميا، بالرغم من عدم امتلاك البدو لأساليب الدعوة الإسلامية (48) دور العامل السياسي في انتشار الإسلام : تعد منطقة تقلي في الجبال الشرقية من أولى المناطق التي نفذت إليها المؤثرات الإسلامية ، وقد نشأت في هذه المنطقة مملكة تقلي في منطقة مركزها جبل تقلي الذي يقع في الجانب الشرقي من جبال النوبا، وتبلغ مساحته حوالي أربعين ميلا مربعا ، وتقوم فيها بعض القرى مثل الهوي وكرايا وطاسين وأم طلحة وغيرها، وتحيط بأراضي المملكة من جهة السهول المنخفضة في الشمال القبائل البدوية العربية مثل المسيرية والحوازمة وأولاد حميد وكنانة والكواهلة والهبانية والأحامدة والجوامعة والجمع، أما اتجاه الجنوب فتوجد المرتفعات المكونة للجبال التي تسكنها قبائل النوبا . ومن الراجح أن نشأة المملكة ترجع إلى عام 1530م ، وعندما انتظمت أمور المملكة وتأسست نظمها في الفترة الإسلامية توسعت عسكريا في جنوب كردفان ويقال إنها افتتحت (99) جبلا واكتمل فتحها علـــى يد الملك اسماعيل بن محمد 1705 – 1773م، وامتدت المملكة من خور أبوحبل شمالا حتى تلودي جنوبا (49) ، وكانت الدعوة الإسلامية إحدى المناشط التي قامت مملكة تقلي من أجلها كما تذكر الروايات الشفوية ( 50) في جنوب كردفان ،كما أن قيام مملكة تقلي في جنوب كردفان مكّن من توغل العناصر العربية في جبال النوبا وامتزاجهم بالسكان ونتج عن ذلك انتشار الإسلام مما يوضح أثر العامل السياسي في نشر الإسلام في جنوب كردفان (51). إلى جانب ارتباط جنوب كردفان – جبال الداير وتقلي – بالسلطنة السنارية منذ قيامها في عهد عمارة دونقس مما يعد دليلا على أن سلطنة سنار كانت تعد القوى الأساسية في جنوب كردفان حتى عام 1788 حينما بدأ الصراع الداخلي على العرش بين أفراد الأسرة السنارية (52) ، وبالرغم من أن ( جبال النوبا لم تكن تحت السيطرة المباشرة لدارفور ولكن النوبا كانوا يشكلون مصدرا دائما وهاما للقوى البشرية لكل من سلطنتي دارفور والفونج)(53) كما تأثرت منطقة جنوب كردفان بالمؤثرات الإسلامية القادمة من السودان الأوسط ، إذ يعتقد الدكتور عبدالمجيد عابدين أن حركة دولة كانم الإسلامية تجاوزت حدود بلاد حوض بحيرة تشاد عن طريق النشاط السلمي (الدعوي) والجهادي إلى الشمال وإلى الشرق إلى دارفور وكردفان، ومن المرجح أن كردفان وجبال النوبا ظلت فيما يبدو تحمل طابع السودان الأوسط ، وظل تاريخها في تلك الفترة ( 1100 – 1400م) أقرب إلى أن يكون جزءا من تاريخ دارفور ومايليها غربا، وربما كان حملة هذه المؤثرات الإسلامية من الجماعات العربية البدوية (55) رعاة الأبقار ( والإبل ) وبذلك يمكن القول أن المؤثرات الإسلامية تجاه النوبا ترجع إلى الماضي البعيد (56) . ومن المؤكد أن الدعوة الإسلامية عرفت بدايتها إلى جنوب كردفان مع هذه الجماعات العربية البدوية رعاة الأبقار المسلمين الذين أصبحوا كأهل الجبال وطنيين تماما، فسكن الحوازمة وأولاد حميد شرق ووسط الجبال والحمر في الغرب والمسيرية في الجزء الشمالي والغربي من جنوب كردفان(57) ، ويعتقد بعض الباحثين أن البدو الرحل لم يكونوا على معرفة كبيرة بالدعوة الإسلامية ، ولذا كان دورهم في نشر الإسلام عن طريق المنافذ الاجتماعية – التزاوج – حيث ظهرت عملية التعريب أولا ثم تبعها انتشار الإسلام(58). الدعوة الإسلامية في العهد التركي : لقد انحسرت الدعوة الإسلامية في جنوب كردفان في العهد التركي وذلك لأن الأتراك ركزوا على تصدير الرقيق من جنوب كردفان حيث كانت جبال النوبا تعد أحد الأماكن الرئيسية له في السودان ، وكان الأرقاء من النوبا مرغوب فيهم لجمالهم وذكائهم ، وكان يتم تصديرهم إلى مصر عبر الطرق التالية - من كردفان عبر الصحراء ثم إلى النيل حتى أسوان - من كردفان إلى الخرطوم ثم إلى بربر بالنيل وإلى كروكسو برا إلى النيل حتى أسوان - من كردفان إلى النيل الأبيض وإلى الخرطوم ومنها بالنيل حتى أسوان(59). - لقد قامت السلطات التركية بشن العديد من الحملات العسكرية على جبال النوبا بحثا عن الذهب في شيبون، ولجلب العبيد ولكنهم لم يبذلوا أي محاولات جادة لحكم المنطقة مباشرة ، وقد ذكر أن عدد العبيد المجلوب من المنطقة في السنوات الأولى كان حوالي 20 ألفا ارتفع إلى مايقارب 40 ألفا في عام 1827م، وقفزإلى 200 ألف في العام 1839م ، وذكر أحد الرحالة أن مايتراوح بين 10 – 12 ألف من المخطوفين من منطقة الجبال كان يعرض سنويا في سوق (العبيد) بمدينة الأبيض عاصمة كردفان . - وقد لاحظ الباحث ( ستيفنسون ) أن النوبا استمروا يتحملون فترة الحكم التركية التي جلبت لهم هذا الخليط الغريب من التجارة والاستعباد (60) ،وكان هناك نشاط للدعوة الإسلامية محدود على هذا النحو : - اشتهر الشيخ إسماعيل الولي (1793 – 1863م) بدور رائد للدعوة الإسلامية في مناطق جبال النوبا (61). - كما وصف بعض الرحالة الأجانب الذين زاروا الأبيض في الفترة (1838- 1839) نشاط الشيخ بدوي أبوصفية في نشر الدعوة الإسلامية وذلك بهجرته ورحلاته المتعددة إلى جنوب كردفان وبذلك استطاع أن يجمع حوله عددا كبيرا من النوبا ثم يرسلهم بعد تعليمهم لنشر الدعوة الإسلامية وسط قومهم (62). - وفوق ذلك وفي منتصف القرن السابع عشر وفد إلىالأبيض مهاجرا من دنقلا أحد رجال الدين البارزين وهو الشيخ عربي مكاوي متخذا منها مركزا للانطلاق ونشر الدين الإسلامي في منطقة جبال النوبا. (63) - وبالرغم من أن مملكة تقلي، في الحكم التركي ،قد اتصفت بظاهرة نشوب الخلافات السياسية وسط أفراد العائلة المالكة للاستيلاء على عرض المملكة فإن الازدهار الاقتصادي في عهد المك آدم أم دبالو ابن عمر (1859 – 1848 م )، ونقـــله لعاصـمة المملكة من ( طاسي ) إلى ( كر اية ) قد انعكس في التوسع في بناء دور العلم والعبادة حتى يقال إنه أصبح في كل قرية في مملكة تقلي مسجدا وخلوة لتحفيظ القرآن الكريم (64). - بالرغم من محاولات الإدارة التركية نقل النوبا خارج أوطانهم فإن احتكاكهم بمناطق مسلمة انعكس في إسلام أبناء النوبا خارج جنوب كردفان(65). - لكن ذلك النشاط الدعوي المحدود اصطدم بتحالف بعض النوبا مع تجار الرقيق وتمهيد الطريق أمامهم للحصول على حاجتهم من الرقيق من الداخل. (66) - الدعوة الإسلامية في عهد المهدية : - أما في عهد المهدية فقد سارالتعليم في دولة المهدية إلى جانب الدعوة الإسلامية في جبال النوبا، إذ اشترط المهدي على إبراهيم هارون الذي عينه عاملا على جبال السمة – قرب كادقلي – اشترط عليه عمارة المساجد، وإقامة الصلوات المفروضة ، وتعليم أهل الجبال الوضوء والغسل ، والعقد على النساء بالوجه الشرعي ، وستر العورة بلبس الثياب، وترك السبور والكجور والخمر والتنباك والزنا ، وأكل الكداريك- الخنازير –، كما اشترط عليه هو والعمد – رؤساء الإدارة المحلية – النزول من قمم الجبال والهجرة إليه ليتفقهوا في الدين وحضور ليالي حلقات العلم والتربية الإسلامية التي كان يقيمها يوميا. (67) - ولعل هجرة أعداد كبيرة من مناطق جبال الغلفان ودبري وبعض أجزاء جبل كادروا إلى أم درمان في فترة المهدية ورجوعهم إلى مناطقهم بعد نهاية المهدية، كان له أثر في ازدياد حركةالمد الإسلامي في جنوب كردفان، (6) - وتذكر الروايات الشفوية أن بعض شيوخ المسيرية لم يهاجروا إلى أم درمان، وخاصة في مناطق الدبكر، فقد هاجروا إلى جبل كندكر واختلطوا بقبائل المنطقة حيث كانت ماشيتهم ترعى داخل المقرح داخل الجبل خوفا من جيوش المهدية ومن ناحية أخرى ونتيجة للتداخل اليومي مع النوبا سكان المنطقة، انتقلت إليهم المؤثرات الإسلامية،(69) كما تفيد الروايات المحلية بوجود ميول للمؤثرات الإسلامية من بعض الدينكا في مناطق ابيي وأن بعض قادتهم هاجر لمبايعة - الاستعمار وانتشار الإسلام : - أما في فترة الاستعمار البريطاني فقد اختطت الإدارة البريطانية تجاه جنوب كردفان سياسة عامة عرفت (بسياسة النوبا )، وهذه السياسة في نسقها التعليمي ترتبط ارتباطا وثيقا بالنشاط الكنسي كما أن هذه السياسة تقوم على نفس سياسة الجنوب وهدفها الأساسي عزل النوبا عن المؤثرات العربية الإسلامية ، وتطويرهم على نهج يرتكز على المعتقدات والثقافة المحلية. (71) وقد ارتبطت السياسة البريطانية تجاه انتشار الإسلام في جنوب كردفان بشخصين غربيين هما : جيلان ونيوبولد اللذان تعاقبا على حكم مديرية كردفان في الفترة (1924- 1938)، وكان جيلان يؤمن بضرورة خلق حاجز صلب ضد حركة المد الإسلامي في المديريات الجنوبية ،وكان يرى أن أفضل منطقة للعمل النصراني هي المنطقة التي تحد شمالا بخط يصل بين هيبان إلى كيلك وجنوبا بمديرية بحر الغزال وشرقا بخط يصل بين هيبان وتونجا وغربا بحدود مديرية كردفان.(72) وقد سار نيو بولد على خط سلفه جيلان ،وكان لايراوده شك في تفوق النصرانية على الإسلام ، كما كانا يريان أن الإسلام جامد لايترك مجالا للخيال، ولايحث على ذلك.(73) وإلى جانب ذلك فقد ألف(السير دوقلاس نيو بولد كتاب (التراتيل) ( صلوات كردفان ) والذي كان يستخدم في الكنائس في تلك الفترة)(74) - وكان السؤال الذي واجه الإدارة البريطانية هو : هل تحاول الإدارة بناء المديرية بقدر الإمكان باعتبارها أمة نوبية أو قبول حتمية إسلام النوبا؟(75) - والواقع أن السياسة البريطانية عملت على تشجيع النصرانية بهدف وضع سد منيع ضد الإسلام، وقد اتخذت لذلك عدة وسائل تمثلت في التعليم، ولغة التعليم، ونشر النصرانية، وتعضيد العادات والعرف النوبي. (76) كما أن الإدارة البريطانية عملت على انقطاع التواصل الحضاري بين العرب والنوبا، بل وعمل الاستعمار على بث الكراهية ضد الإسلام والعروبة في مناطق الحزام النصراني.(77) وقد استعانت الإدارة البريطانية بالإرساليات النصرانية بهدف تمدين وتنصير النوبا، وللوقوف في وجه المد الإسلامي في جنوب كردفان. (78) وقد تولت العمل الإرسالي في جنوب كردفان إرسالية السودان المتحدة وجمعية التبشير الكنسي، وتمثلت الأهداف الإساسية للعمل الإرسالي النصراني في جنوب كردفان في نشر النصرانية بهدف إيجاد كم بشري نصراني من سكان جنوب كردفان والوقوف أمام انتشار الإسلام بوجه ما أو إزاحته من جنوب كردفان بصفة نهائية (79) - ولعل محاولة الإدارة البريطانية لتنفيذ سياستها تجاه الدعوة الإسلامية في جنوب كردفان هي التي دفعتها لإرسال حملة تجاه الفكي علي الميراوي الذي ثار على بريطانيا في عام 1915م، وكان يخطط لمهاجمة كادقلي عندماعلم أن بريطانيا كانت تود استبداله بسلطان آخر. (80) فهل لذلك علاقة بأن السلطان الفكي علي الميراوي كان أحد الرموز الإسلامية في جبال النوبة خاصة أن أسرته أصبحت من أهم دعامات الطريقة الإسماعيلية في جنوب كردفان ؟ وقد تم نفيه إلى وادى حلفا فهل كان ذلك نوع من الرد الإسلامي المعاكس لبريطانيا في جبال النوبا ؟ - لقد افتتح ناظر المسيرية الزرق محمد الجبوري(1904-1915) خلوة لتعليم القرآن في المنطقة الغربية في مناطق جبال تلشي، (81) وقد قامت الإدارة البريطانية بفصل محمد الجبوري من إدارة المسيرية بتهمة مساعدته للفكي علي الميراوي ، وتم نفيه إلى منطقة كاس في دارفور، (82) ثم عينت الإدارة البريطانية محمد دفع الله ناظرا للمسيرية الزرق (1915- 1933) وقد اهتم بتأسيس عدد من الخلوات في المنطقة الغربية من جنوب كردفان علي النحو التالي :- - مناطق جبال تيما تحت إشراف الشيخ عمر عبيد الله - مناطق أم خير تحت إشراف الشيخ موسي محمد حامد شكو - مناطق الدقاق ( أ) تحت إشراف الفكي النضيف - منطقة الدقاق (ب) تحت إشراف الشيخ عثمان جبهة - منطقة البردية تحت إشراف الشيخ عمر فرح الدور - منطقة الدبكر تحت إشراف الشيخ موسي الطيب .(83) ونتيجة للنشاط الدعوي التعليمي للناظر محمد دفع الله تحرشت الإدارة البريطانية به وخاصة المفتش الانجليزي(المستر هندرسن ) الذي كان غربياوكان يناقش محمد دفع الله في أن المهدية حق أم باطل ؟ فقد كان البريطانيون يخشون أي نشاط إسلامي في تلك الفترة باعتباره بعثا إسلاميا يهددهم ، خاصة وأن المسيرية قد ثاروا ضد الانجليز في أوائل حكمهم لدار المسيرية حوالي عام 1906 تحت قيادة الشيخ حامد أبو حوارة الأنصاري، وحصل تحد وخصام وعندها تم إقصاء محمد دفع الله من (النظارة) وحددت إقامته في الأبيض حتى لايرجع إلى المنطقة الغربية من جنوب كردفان – لقاوة – ويبعث فيها نشاطا إسلاميا تعليميا مجددا ، ثم تولى نظارة المسيرية الزرق في هذه الفترة حميدة خميس (1933 -1943)وابنه عزالدين حميدة (1943-1970) ، وفي هذه الفترة نشط بعض الشيوخ في نشرالدعوة الإسلامية الفقهية وسط العرب الرحل (البدو ) ، أو في نشر الإسلام في جبال النوبا الغربية-كمدة – تيما – طبق – تلشي ومن أبرزهم أحمد العباس ، وموسى الطيب، وعمر عبيدالله ،والتوم عبدالله، والضيف عمر، ومحمد خير أحمد البدوي ، وعبدالهادي عبدالجبار. (84) أما في داخل جبال النوبا فقد نشط الشيخ محمد البرناوي وشيوخ قبائل الكواهلة وكنانة في نشر الإسلام ، فقد بدأ البرناوي نشاطه الدعوي من جبل رشاد إلى أم حيطان في الكواليب ثم إلى مناطق تيرا وهيبان ثم تمركز في تلودي ثم انتقل جنوبا لكلوقي وجبل الليري الذي اتخذه مركزا لدعوته، (85) وقد ساعده القضاة الشرعيون، أما الإداريون البريطانيون فكادوا له إذ قام (مستر سكوت) مفتش تلودي بسجنه لعدة أشهر في عام 1918 ، ثم وضع في الإقامة الجبرية في 1 تلودي 1919، وقد استمر في الدعوة الإسلامية حتى وفاته بالليري عام 1967م. (86) كما برز الرد الإسلامي المعاكس لبريطانيا في حركة الشيخ محمد الأمين القرشي الذي وصل إلى جبال النوبا في عام 1950 ، وساعده في ذلك عدد من الشيوخ : إبراهيم الكبيدة ، سعد حامد ، التجاني الصديق ، والمك كندة كربوس ، وأعضاء اللجنة التي كونها في الأبيض والطرق الصوفية، ونتج عن نشاطه الدعوي انتشار الإسلام في مناطق الدلنج وكرمتي وسلارا والغلفان، وعلى أثر نجاح الشيخ محمد الأمين القرشي نشطت طائفتا الانصار والختمية للدعوة في جبال النوبا، لكن لم تحققا نشاطا دعويا صلبا إذ كان هدفهما السياسي بارزا من وراء تلك الحركة ، والتي قصدت مناطقه جبال النوبا، (87) بدليل أنهما لم تقدما للعرب الرحل نشاطا دعويا فقهيا في المنطقة الغربية من جنوب كردفان .(88) ونتيجة للرد الإسلامي المعاكس لبريطانيا في جبال النوبا لاحظ( نادل ) أن الإسلام أكثر انتشارا في شمال الجبال على هذا النحو:- - كواليب – دلنج- كدرو – وجزئيا النيمانج، وأقل في المناطق الجنوبية والغربية على هذا النحو : كرنقو – مساكين – مورو – تلشي. بينما تقع المناطق الشرقية في درجة الوسط على هذا النحو: - هيبان – اتورو – تيرا كما ذهب نادل للقول بأن أكثر الجبال تأثرا بالإسلام في الشرق والجنوب الغربي هي: ترماندي- كامد انق – كمدة – ميري ثم جاء ( ستفينسن) ، بعد أكثر من عشرين عاما، ليقول إن هذا الانتشار غير المتساوي للإسلام في جبال النوبا ظل كما هو، وحاول كلاهما تفسير ذلك على النحو التالي : -رده نادل لتفاوت التمثل الحضاري بين قبائل النوبا عزاه ( ستيفنسن ) لمدى سهولة الوصول لجبال النوبا الطرق أو المراحيل ، وللتركيب الاجتماعي والتركيب السياسي ، ولعوامل تاريخية كالهجرة والفتح وحدود المجموعات القبلية وتوزيعها ، ولكن الواقع أن ذلك يرجع لأثر السياسة البريطانية تجاه الإسلام في جبال النوبا 1920- 1956). (89) الحكم الوطني وانتشار الإسلام : أما في فترة الحكم الوطني الأول (1956- 1964) فقد شهدت اتجاها واضحا لحصر النشاط الإرسالي بمغادرة آخر المبشرين الأجانب منطقة جبال النوبا في ديسمبر (1962).(90) وقد شهدت هذه الفترة نشاطا دعويا في جنوب كردفان على النحو التالي : - نهض الشيخ سعد حامد بالدعوة الإسلامية في مناطق جبال الكواليب(كدبر)، ونتج عن نشاطه الدعوي إسلام معظم الطلاب في مدرسة كدبر الصغرى التي كانت تجاور كنيسة كدبر، وذلك في عام 1959م(91) - امتدت الدعوة الإسلامية إلى منطقة جبال النوبا الغربية بالجهود التي قام بها الشيخ أحمد العباس والقاضي الشرعي حسن بابكر البداني والشيخ محمد ابوالخليل ويذكر الشيخ محمد ابوالخليل في هذا الصدد :( كان يصل إلينا في لقاوه مابين خمسة إلى ستة أفراد لإعلان إسلامهم في المسجد الجامع في لقاوة ، وقمنا بطواف على المنطقة ، وكنا نقوم بشراء مسابح وأباريق وبلح لمن يسلم من أبناء النوبا ) ، ثم واصل هذا النشاط المرشد الديني عبدالله أحمد السيد في مناطق طبق وسليجي وتيما وذلك في عام 1960م. (92) - مدت جماعة التبشير الإسلامي في النهود، برئاسة القاضي مبارك المدني، نشاطها نحو المنطقة الغربية من جنوب كردفان بواسطة فرعها في لقاوة بقيادة الشيخ أحمد العباس وعبدالله أحمد السيد والضابط الإداري زاهر سرور السادات ، والشيخ محمد النوري المصري، واتخذت جماعة التبشير الإسلامي قرارا بإيفاد محمد النوري المصري داعية إلىمنطقة جبال تلشي وذلك في عام 1963م، وكانت هذه المنطقة تحت إدارة السلطان(الباشا كريشة )، والذي عرف بميوله الإسلامية ووجود بعض الأفراد من تلشي ممن عمل في الجيش وكان مسلما ، وبذلك تم تأسيس أول مسجد من المواد المحلية في عام 1963 في منطقة( اللاو )، وذلك لكثافتها السكانية، ويقول الشيخ محمد النوري المصري عن منهجه الدعوي الذي استخدمه في منطقة جبال تلشي بالمنطقة الغربية بجنوب كردفان : - ( وقام السلطان ومجموعته بدعوة سكان المنطقة للحضور للمسجد بعد عودتهم من الزراعة ليشاهدوا أداء الصلاة ، وذلك في الفترة الممتدة من صلاة العصر وحتى صلاة العشاء ويجتمع الرجال والنساء على حد سواء لمشاهدة هذه العبادات وكنت أطوف على قرى المنطقة مشيا على الأقدام وأمكث في كل قرية يوما أو يومين ، واستقر في حاضرة السلطان ( قرية تردي ) لفترة أسبوع ، وادعوا رجالا من القرى الأخرى ليقوموا بتبليغ الدعوة ، وحتى عام 1964 دخل في الإسلام نحو 70 رجلا وعلى رأسهم عمد قريتي اللاو وتردي ، وبعد انتشار الإسلام تغيرت كثير من العادات الوثنية في الدفن وغيره، وصار الدفن على الطريقة الإسلامية. (93) - ساهمت قبائل الفولاني والبرقو والبرنو والهوسا في الدعوة الإسلامية في منطقة جنوب كردفان على هذا النحو : - أ) تعد قرية البرداب على بعد 25 كيلومتراً شمال مدينة كادقلي، المركز الرئيسي للفلاتة في جبال النوبا ، كما أنهم ينتشرون بالمنطقة الغربية وساهموا في نشر الإسلام في جبال النوبة (94) - ساهم الشيخ علي محمد بن الشيخ يوسف، الملقب بالفلاتي، في نشر الدعوة الإسلامية الفقهية في مناطق الدبيبات ، ونشر الإسلام في جبال النوبا . - ساهم الشيخ عربي أحمد الرهيد في نشر الإسلام في مناطق سلارا وظل إماما لمسجدها حتى مطلع السبعينيات حيث استقر بمدينة الدلنج . - يعد الشيخ حسين السنوسي ساجد علما بارزا من أئمة الدعوة بمنطقة الدبيبات وتكاد لاتخلو قرية من تلاميذه .(95) - ترك الحوازمة أثرهم على القبائل المجاورة لهم من النوبا عن طريق الزواج مما حافظ على انتشار الإسلام بينهم .( 96) - دعم الناظر بابو نمر ( عثمان نمر على الجلة ) ناظر عموم المسيرية الدعوة الإسلامية في غرب كردفان من خلال محافظته ومعرفته للأعراف في المنطقة بالإضافة لشهرته بالحكمة (97) مما دفع بعض أبناء الدينكا المسلمين للقول بأنه كانت هنالك ميول للدعوة الإسلامية .ودعم المسيرية الحمر هذا التوجه عن طريق تحالفهم وصداقتهم للدينكا في منطقة ابيي بغرب كردفان ( 98) وكما يشير بعض الدعاة إلى أنه بالرغم من عدم تعمق البدو في معرفة الإسلام فإن تمسكهم بآداب الحلال والحرام ومعاملتهم للنوبا والدينكا في جنوب كردفان في تلك الفترة كان له أثره في انتشار حركة المد الإسلامي (99) - ذكر بعض الباحثين في هذه الفترة أن دخول النوبا في الإسلام لايعني عدم تعلقهم بديانتهم المحلية، إذ أن الذين يدخلون في الإسلام لايتركون الشراب والذين يكونون نصارى يعددون الزوجات إلا أنه يمضي للقول بأن تأثير الإسلام ونفوذه قد أعاد صياغة السلوك التقليدي لابعد مدى ففي زيارتنا لقبائل تمتم وطابولي في رمضان لم يقدم المك وكل الناس معه لنا شيئا، وبدأ لنا أنهم صائمون كما أن الكجرة أنفسهم قرب كادقلي يرون مرات عديدة في المسجد يصلون صلاة الجمعة أو العيدين، ونتج عن التعريب والأسلمة تشبّه النوبا بالعرب، ليس فقط في شيوع اللغة العربية الدارجة ، ولكن أيضا في الاسماء : الأمين على عيسي : ناظر الكواليب والأجانق ، حسن كندة كربوس : ناظر النيمانق ، إبراهيم عبدالله شمشم : عمدة تلودي.. أسماء عربية لثلاثة أجيال حتى الآن . - فيما يتعلق بالأسلمة تحس بأن قادة النوبا يؤكدون اعتنقاهم للإسلام ليس فقط لأنهم مدركون كوننا زواراً شماليين مسلمين، ولكن ليعطوا صورة ذاتية لمكانتهم العالمية مثلا قول بعضهم:( كنا وثنيين وذلك في العصور القديمة والآن بحمد الله أصبحنا مسلمين ) وعندما سأله أحد طلابي : ( إلى أي مدى قبلت المسيحية وسط النوبا ؟) رد: (وصل بعض المبشرين الذين أرشدوا الناس للمسيحية، لكن حالا بعد ذلك اكتشف هؤلاء الناس – النوبا – الفوائد الأكثر للإسلام ودخلوه بحمد الله )والواقع أن المسيحية في فترة الحكم الوطني الثاني ( 1964- 1969 ) كانت تتسرب إلى النوبا من الجنوب في خط مستقيم عبر الأقاليم الصخرية الخطرة من كادقلي ، هيبان ، عبري ، ودلامي وكذلك في الشات ، والكاتشا قرب كادقلي حيث كان القساوسة في ديسمبر 1967 يركبون الدراجات النارية ويستقرون مع القبائل ويؤسسون الكنائيس ويقدمون خدمات التعليم والصحة، والواقع أن الخلاف الديني يكون أكثر حساسية على المستوى السياسي منه على المستوى الشعبي (100) - استخدمت الطريقة القادرية العركية، في فترة الحكم الوطني الثاني في مناطق تقلي، الطبول والنوبة المنشطة لحلقات الذكر، وتشكيل أسلوب (الفرة) والحركة الدعوية باستخدام الدواب والسير على الأقدام في فتح المجال أمام انتشار الإسلام في مناطق كاونار وبواسطة الشيخ عبدالرحيم ادم رشاش واتباعه ،حيث كانوا يفترشون الأرض ويأكلون البليلة واللحم الذي يطهونه بأيديهم في سبيل نشر الدعوة الاسلامية، (101) وليس الأمر كما ذكر بعض الباحثين بأنه هجوم على القرى وإثقال على الناس بما فوق طاقتهم (102) يذكر بعض الباحثين الغربيين ( والآن تعتنق العديد من جماعات النوبا الإسلام إلا أن ذلك لم يحدث إلا في المائة عام الأخيرة ، وكان ذلك نتيجة اتصالهم بمهاجرين عائدين ، وليس بعرب محليين أو جلابة ، وقد تبنت بعض الجماعات مثل الميري واللفوفا الإسلام لكن ليس اللغة العربية على الأقل حينما يتحدثون فيما بينهم ، وقد تستمر الطقوس غير الإسلامية بين أولئك الذين أسلموا حتى لتصبح محورا لحياتهم،( 103) يرى بعض الباحثين أن إقليم جبال النوبا من الأقاليم الاستراتيجية في وسط السودان ، وله اتصال وثيق بجنوب السودان، ويدرك النوبا وضعهم الحرج كحلقة وصل بين الشمال والجنوب ويشعرون بأنهم يستحقون حكومة منفصلة على الأقل إن لم تكن جنسية منفصلة .( 104) وذلك بعد ثورة اكتوبر 1964 بالرغم من أن انتشار الإسلام قد ساعد في بناء علاقات جديدة بين النوبا والقبائل العربية البدوية في منطقة ( البقارة ) ( 105) فإن الإعداد للعمل العسكري بدأ بمحاولات التدريب فـــــي جبال المورو عام 1969،وعرفت بحركة الزنوج الأحرار، ولذلك فإن حركة المد الإسلامي لم تشمل كل مناطق جنوب كردفان حيث إن هنالك حتى الوقت الحاضر عدداً من الوثنيين في الاجنق وفي جلد وتيمين (106) - الخاتمة : - ونتيجة لانتشار الإسلام توجد اليوم مجموعات إسلامية تتركز خاصة في المنطقة الشرقية حول محور العباسية – تقلي وأجزاء واسعة من المنطقة الشمالية والغربية – الدلنج ولقاوة وبابنوسة والمجلد والميرم وابيي – وفي الجزء - الشرقي من المنطقة الجنوبية – تلودي وكلوقي والليري – وفي الأجزاء الغربية من المنطقة الجنوبية – الميري – وتبلغ نسبتهم 75% - كما توجد أقلية نصرانية 12% نتيجة للحملات التبشيرية التي كان القس الايطالي الكاثوليكي دانيال كامبوني أحد روادها منذ العام 1864 م ،ويتركز أتباع الكنيسة ،اليوم ،في المنطقة الوسطى حول محور جبال الاطورو – الليري ومحور تيرا – المورو وفي ابيي بالمنطقة الغربية . - - بينما توجد عشائر أخرى في كل أنحاء المنطقة مازالت تتمسك بموروثاتها وعقائدها الافريقية . - ومن المدهش، كما لاحظ بعض الباحثين، أن هذه المعتقدات الدينية المتباينة ظلت تمارس بمنطقة جنوب كردفان في جو من التداخل والتسامح الديني والتعايش السلمي اللافت للنظر بشكل لايوجد له مثيل في منطقة الشرق الأوسط. - كانت هنالك وسائل متعددة ساهمت في انتشار الإسلام في جنوب كردفان منها مساهمة الإداريين الحكوميين، والطرق الصوفية، وبتأثير فئات التجار الجلابة مما أدى إلى انتشار الإسلام بشكل غير متناسق ليشمل حوالي 75% من سكان جنوب كردفان .( 107) - يتضح مما سبق أن الإسلام أدى دورا مهما وأساسيا في تشكيل وصناعة السلام الاجتماعي بين مختلف سكان المنطقة وأعراقها المختلفة ، منذ دخوله إلى جنوب كردفان، ولم يقطع خيوط ذلك النسيج المتواصل للسلام إلا بعد مجيء الغزاة الأتراك والبريطانيين ، ورغم محاولاتهم المتعددة فإن الإسلام أدى دورا مهما في الحفاظ على السلام في تاريخ جنوب كردفان الحديث، وكان أحد ركائز الهوية النوباوية، وظل ذلك الدور حتى عام 1964 حينما بدأت بوادر الصراع في المنطقة الغربية، وتلك صفحة أخرى من صفحات انتشار الإسلام في جنوب كردفان . المراجع والهوامش : 1- جمعة كندة كومي " ملامح تخطيط التنمية الإقليمية المتكاملة لولاية جنوب كردفان أنماط الماضي ، إمكانات الحاضر وآفاق المستقبل " مج(1) ع(1) مجلة أبحاث السلام والتنمية ، ومركز دراسات السلام، جامعة جوبا ، ص ص 86 – 88 فبراير 1998 2- تاج الأنبياء علي الضوء " مدينة الأبيض وحاضرها " في مجلة الدراسات السودانية العدد (1) مج (4) 1973 ص ص 44 – 45 3- الدارسون بمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية ، تعليم اللغة العربية في جبال النوبا ط (1) فال للإعلان والطباعة الخرطوم ص 14 4- ابن عمر عمر عبيدالله ، حركة المد الإسلامي في جنوب كردفان "، بحث غير منشور " قدم للدبلوم العالي في مركز البحوث والدراسات الإفريقية 1994 5- المرجع السابق 6- Toothill J.D (ed) Agriculture in the Sudan , oxford , 1952,p832 7- محمد سليمان محمد، السودان حروب الموارد والهوية ط(1) لندن 2000م ص 204 8- محمد هارون كافي ، الكجور في جبال النوبا ، معهد الدراسات الافريقية والأسيوية جامعةالخرطوم 1976 م ص 12 9- منظمة الدعوة الاسلامية ، البعثة الاقليمية لمنظمة الدعوة الإسلامية بجنوب كردفان ، كادقلي ، مطابع سحر ، جدة، د. ص 3 ، 20 10- تاج السر حسين عمر ابو الريش ، اقليم القوز في مديرية كردفان ، رسالة ماجستير غير منشورة : ج (1) مقدمة لجامعة القاهرة 1976م ص 6 11- المرجع السابق،ص (هـ ) 12- نفسه ص 36 13- عثمان محمد أبونائب ، العلاقات التاريخية بين الدينكا والمسيرية في منطقة ابيي 1204- 1417 هـ / 1789 – 1997م رسالة ماجستير في التاريخ الحديث ( غيرمنشورة ) اشراف الدكتور بشير كوكو حميدة : قسم التاريخ والحضارة الإسلامية كلية الآداب ، جامعة أمدرمان الإسلامية 1421 هـ 2000م ، ص 10 – 12 14- يوسف فضل حسن ، مقدمة في تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي 1450 – 1821 م ، ط (2) الدار السودانية للكتب ، الخرطوم 1392 – 1972 هامش (1) ص 97 15- عطا محمد أحمد كنتول ، التبشير المسيحي في جبال النوبا 1932 – 1956 رسالة ماجستير غير منشورة " قسم التاريخ والحضارة الإسلامية ، كلية الأداب جامعة امدرمان الإسلامية 1991 م ص 5 16- جاي سبولدنج " كردفان قديما " في غزو كردفان دمج الأطراف والتحول الاجتماعي في افريقيا المسلمة تحرير اندري ستيانسن ومايكل كيفان ، ترجمة مركز الدراسات السودانية ط(1) 2003 ص ص 39 41 17- عطا محمد احمد كنتول ، الاسلام ، مرجع سبق ذكره ص ص 109 18- الفاتح النور ، صحيفة كردفان ، عدد خاص عن جبال النوبا العدد 430 بتاريخ 29 ابريل 1955 19- جابر محمد جابر الحوازمة في جنوب كردفان في مجلة دراسات افريقية ع (61) مركز البحوث والدراسات الافريقية ، جامعة افريقيا العالمية 1997 ، ص 144 20- محمد سليمان محمد ، السودان ، مرجع سبق ذكره ، ص ص 205 – 206 21- ج، لكلان ، امبراطورية كوش : نبتة ومروي : في المجلد الثاني من تاريخ افريقيا العام ، اليونسكو 1985 م ص 296 22- جابر محمد جابر : التداخل اللغوي وصهر القوميات في جبال النوبا ، في مجلة مركز دراسات السلام ع (1) جامعة الدلنج ، يونيو 1999 ص 32 23- فتح الرحمن أحمد علي ، كردفان تحت الحكم الثنائي 1899 – 1956 ، رسالة ماجستير غير منشورة : قسم التاريخ والحضارة الاسلامية ، كلية الآداب جامعة امدرمان الإسلامية 1992 ، ص 17 24- عطا محمد احمد كنتول ، الاسلام 200، مرجع سبق ذكره ، ص 32 25- يوسف ابوقرون ، لمحات عن حياة وعادات قبائل السودان الكبرى، ص101 26- جابر محمد جابر الحوازمة ، مرجع سبق ذكره ، ص 147 27- عثمان أبونائب ، العلاقات التاريخية مرجع سبق ذكره ، ص 58 28- العمل الميداني ، الروايات الشفوية ، دار المعيرية 2002 29- حامد البشير إبراهيم، في البحث عن الحكمة الغائبة والوعي المفقود ،محاولة لفهم العلاقات القبلية وديناميات الحرب والسلام في جبال النوبا ، ترجمة عائشة سليمان بريمة مطبعة الحرية أم درمان ، 2002 ص 51 30- عبدالرحمن كمبال ادم امارة الصمغ العربي ، في صحيفة السودان الحديث ، الخميس 12 مايو 1994 ص 7 31- كردفان الماضي والحاضر والمستقبل ، منشورات وزارة الثقافة والإعلام مؤسسة القرشي للإعلان والطباعة ، الخرطوم ، ابريل 1974 ص 23 32- ابن عمر عمر عبيدالله ، انتشار الاسلام في جنوب كردفان مع اشارة خاصة لدور المنظمات الإسلامية 1984 – 1995 ط (1) مركز البحوث والدراسات الافريقية العالمية ( د . ت ) ص12 33- عمر سليمان ادم " ابيي: نزاع المسيرية – الدينكا في مجلة دراسات السلام ع (2) جامعة الدلنج ، يناير 2000 ص ص 35- 36 34- ابن عمر عمر ، انتشار الإسلام ، مرجع سابق ذكره ص 12 35- مايكل تيبس و (أن ) مغيب شمس في السودان ترجمة وعرض د. موسي عبدالله حامد في صحيفة الأيام السودانية يونيو 2001 الحلقة 13 36- موسي صالح حريكة ، مدي مواءمة المنهج القومي في التعليم العام لشريحة أبناء البدو دراسة حالة لولاية غرب كردفان ، رسالة ماجستير غير منشورة ، مقدمة لقسم التربية جامعة افريقيا 1998 ص ص 21 – 23 37- مؤتمر الامن والتنمية بالمنطقة الغربية لجنوب كردفان – المسألة التاريخية قاعة الشارقة جامعة الخرطوم 1987 38- صديق عطا المنان التوم ، التعليم الديني في جبال النوبا ، بحث للماجستير غير منشور جامعة امدرمان الإسلامية ص 86 39- يوسف فضل حسن ، بعض مظاهر تفاعل المؤثرات الإسلامية في تاريخ دول وادي النيل ورقة منشورة جامعة الخرطوم ص ص 14-15 40- Trimingham J. S. Islam in the Sudan, Frank Cass. Co. L.T.D, London, 1965, p. 244 41- Stevenson R.C. “some aspects of the spread of Islam in the Nuba Mountains” S.N.R, vol 13, 1963, p. p 1- 13 42- Ibid 43- جابر محمد جابر : التداخل اللغوي ، مرجع سبق ذكره ص 45 44- ابن عمر عمر عبيدالله ملامح من الحياة البدوية بين شاد وجنوب كردفان في مجلة رسالة افريقيا ، العدد العاشر ، صدرت عن مركز البحوث والترجمة بجامعة افريقيا العالمية 1995 ، ص 63 نقلا عن : محمد صالح محمد أيوب ، جماعات التحديث الاجتماعي في وسط افريقيا ط (1) المعرفة ، القاهرة 1995 45- Kamal dessouqui “cultural conflicts within Nuba peoples” Bulletin of Cairo university in Khartoum , vol 111 , 1972, p. 24 46- محاورة مع الشيخ محمد ابوالخليل : امام المسجد الكبير في لقاوة 1976 – 1995 بمنزله بالابيض ، حي الصحافة 7/7/1995 47- ابن عمر عمر ، انتشار الإسلام في جنوب كردفان ، مرجع سبق ذكره ص ص 24- 25 48- عثمان ابونائب ، العلاقات التاريخية ، مرجع سبق ذكره ص 40 49- قيصر موسي الزين ، فترة انتشار الإسلام والسلطنات 641-1821 م ط (1) مركز الدراسات السودانية ، جامعة امدرمان الاهلية 1998 ص ص 96 – 97 50- قيصر موسي الزين ، فترة انتشار الإسلام والسلطنات ،641 – 1821 م ط (1) مركز الدراسات السودانية ، جامعة امدرمان الأهلية 1998 ص ، ص 96 – 97 51- محمد عوض محمد ، السودان الشمالي سكانه وقبائله القاهرة 1959 ص 258 52- Mac Micheal , H, A, “The tribes of Norhern and central Kordofan” Frank cass co. L. T.D. p. 8. 53- ر . س أوفاهي ، الدولة والمجتمع في دارفور ، ترجمة عبدالحفيظ سليمان عمر ، ط 1 مركز الدراسات السودانية ، القاهرة 2000م ص 19 54- عبدالمجيد عابدين ، قبائل من السودان الأوسط والسودان الغربي ط(1) الدار السودانية للكتب ، الخرطوم 1392 هـ - 1972 م ص ص 103 – 104 55- ل . كروباشيك النوبة من نهاية القرن الثاني عشر حتى فتح الفونج في بداية القرن السادس عشر في تاريخ افريقيا العام المجلد الرابع اليونسكو 1988 ص 413 وكذلك راجع :/ ابراهيم اسحق ابراهيم ، دارفور جسر الي قلب افريقيا في مجلة الدوحة العدد 71 نوفمبر 1981 ص 41 ومابعدها 56- Trimingham, Islam in the Sudan . op cit, p. 244 57- سراج الدين عبدالغفار ، تاريخ الصراع في جبال النوبا 1984 – 1996 رسالة ماجستير منشورة باشراف البروفيسور حسن مكي محمد أحمد (1) مركز البحوث والدراسات الافريقية ، جامعة افريقيا العالمية 1996 ص ص 44 – 45 58- محمد سعيد القدال ، الإسلام والسياسة في السودان 1651 - 1985 ط (1) دار الجيل بيروت 1413هـ - 1992م ص 18 59- بشير كوكو حميدة ، ملامح من تاريخ السودان في عهد الخديوي إسماعيل ، ط (1) دار جامعة الخرطوم للنشر ص ص 138 -139 60- محمد سليمان محمد السودان مرجع سبق ذكره ص 212 61- يوسف فضل مقدمة ، مرجع سبق ذكره ص 139 62- المرجع السابق ، نفس الصفحة 63- سيدأحمد محمد الحسن ، مدينة الابيض ، دراسة في جغرافية المدن ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب جامعة عين شمس 1979 ص 62 64- سراج الدين عبدالغفار ، تاريخ الصراع ، مرجع سبق ذكره ، ص ص 56 – 85 65- ابن عمر عمر حركة المد الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ص 89 66- عوض عبدالهادي العطا ، تاريخ كردفان السياسي في المهدية 1881 – 1899م ط (1) ، المجلس القومي للآداب والفنون 1973 م ص 19 67- إبراهيم الجاك ابراهيم ، الحياة الاجتماعية في الدولة المهدية بالسودان 1298 – 1315هـ - 1881 – 1898 م اطروحة دكتوراه غير منشورة في التاريخ الحديث كلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية 1417 هـ - 1996 ص ص 196 0 97 68- ابن عمر عمر ، حركة المد الاسلامي، مرجع سبق ذكره ص ص 88 -93 69- العمل الميداني ، روايات شفوية : دار المسيرية 2002 70- ابن عمر عمر ، حركة المد الإسلامي ، مرجع سبق ذكره ، ص ص 88 – 93 71- كمال عثمان صالح ، التبشير والسياسة التعليمية في مناطق جبال النوبا 1919 – 1956 في مجلة دراسات افريقية ، العدد الأول المركز الإسلامي الإفريقي في الخرطوم 1405هـ - 1985م ص 117 72- محمد الحافظ مصطفي ، السياسة البريطانية تجاه الإسلام في منطقة جبال النوبا ، في مجلة دراسات افريقية العدد السادس 1410 هـ - 1990، ص 111 73- Ahmed Usman , “the Dilemma of British rule in the nuba montains 1898 – 1947” U of Kh . 1985, p. 24 74- مايكل تبس ، مغيب شمس السودان ، مترجم عن الانجليزية ، مرجع سابق ذكره الحلقة الثامنة 75- جعفر محمد علي بخيت ، الإدارة البريطانية والحركة الوطنية في السودان 1919 – 1939 م ط (2) المطبوعات العربية للتأليف والترجمة ، الخرطوم 1407 هـ 1987 – ص 143 ، نقله الي العربية هنري رياض 76- احمد عبدالرحيم نصر الإدارة البريطانية والتبشير الإسلامي والمسيحي في السودان ط (1) وزارة الشؤون الدينية والاوقاف 1399 هـ - 1979 م ص 3 77- ابن عمر عمر ، حركة المد الاسلامي ، مرجع سبق ذكره ، ص102 78- كمال عثمان صالح ، التبشير والسياسة الاستعمارية في جبال النوبا في كتاب الإسلام في السودان ، جماعة الفكر والثقافة الإسلامية ط (1) دار الاصالة الخرطوم 1408 ه -1987 م ص 258 79- Ahmed , the Dilemma of, P. 70 80- محمد سعيد القدال ، تاريخ السودان الحديث 1820 – 1955 م ط (1) ( د. ن ) ص 297 81- احمد عبدالله آدم ، اصول البقارة والدينكا وقضية ابيي ، معامل التصوير الملون السودانية ( د . ن ) ص ص 25- 26 82- العمل الميداني : الروايات الشفوية " دار المسيرية 2002 83- مقابلة مع نصر محمد دفع الله ، ابن الناظر محمد دفع الله ، الخرطوم 1994 84- العمل الميداني مصدر سبق ذكره ومقابلة مع الاستاذ / ونسي محمد خير الخرطوم 1993 85- مقابلة مع حامد الحمدابي بمنزله بالجريف شرف 20/10/1994 86- احمد علي سبيل ، الهجرة من جبال النوبا إلى العاصمة ، إصدارات شعبة البحوث والنشر ، المركز الإسلامي الافريقي في الخرطوم ص 30 87- احمد عبدالرحيم نصر ، الإدارة البريطانية ، مرجع سبق ذكره ص 26 88- العمل الميداني ، روايات شفوية 89- احمد عبدالرحيم نصر ، الإدارة البريطانية ، مرجع سبق ذكره ، ص 24 90- عطا محمد احمد كنتول ، النشاط الكنسي في جبال النوبا في ظل استقلال السودان ، في مجلة دراسات افريقية العدد 10 ديسمبر 1993م ص 151 91- مقابلة مع الشيخ ، سعد حامد ، بمنزله كادوقلي 12/5/ 1996 92- محاورة مع الشيخ محمد ابوالخليل ، مصدر سبق ذكره 93- مقابلة مع الشيخ محمد النوري المصري ، بمنزله بالحاج يوسف 20/8/1994 94- عبدالعزيز خالد فضل الله ، جبال النوبا أثنيات وتراث ط(1) مطبعة النيلين المحدودة ، 2002 ص 16 95- محاورة مع الاستاذ ادم احمد ادم من منطقة الدبيبات- الأبيض 2003 96- جابر محمد جابر الحوازمة ، مرجع سبق ذكره ص 151 97- عبد الغفار محمد أحمد، قضايا للنقاش في إطار إفريقية السودان وعروبته ط(1) جامعة الخرطوم 1988 ص 182 ومابعدها 98- مقابلة مع الوردينق كوال اروب الخرطوم 27/7/ 1994 99- محاورة مع الشيخ محمد ابوالخليل مصدر سبق ذكره 100- Kamal Dessouqui , opcit. p.p. 27- 30 101- الجيلي عبدالرحيم رشاش ، نور البصائر وجلاء السراير من سيرة العارف بالله الشيخ عبدالرحيم أدم رشاش ، ط(1) دار الطباعة والتجليد ،جامعة الخرطوم 1421 هـ - 2001م ص 14- 61 102- شوقي بشير عبدالمجيد " تعبد أهل الفرق بالمذاهب الفقهية : مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية ع(12) س(1) جمادي الأخر 1422 هـ اغسطس 2003 ص 79 103- مارثا سافيدرا الاثنية والثروة والدولة المركزية ، السياسة في جبال النوبا 1950 الي التسعينات في غزو كردفان مترجم ، مرجع سبق ذكره ص 171 104- Kamal dessouqi, opcit , p.32. 105- Awad Alsid Alkarsani “The Nuba and the identity crisis” in Dirast Afriquya, issue No 24, 2000, p. 30. 106- مكي قسم السيد ، الآثار الاقتصادية للنزاع بجنوب كردفان ، رسالة ماجستير غير منشورة ، مركز دراسات السلام والتنمية ، جامعة جوبا 2003 ص 4 107- محمد سليمان محمد ، السودان ، مرجع سبق ذكره ص 215 مجلة دراسات افريقية ـ العدد ( 187)

(عدل بواسطة بريمة محمد on 08-09-2009, 00:06 AM)
(عدل بواسطة بريمة محمد on 08-09-2009, 00:09 AM)
(عدل بواسطة بريمة محمد on 08-09-2009, 00:14 AM)