|
Re: ملامح (9) (Re: أبوذر بابكر)
|
يهدأ الظل قليلا من ركض أطرافه على حواشى الحكاية
تتلفت الأشجار فى لا إنتباه غير مقصود، ولا يعنيها الأمر فى شئ، فبعد قليل ستأتى عصافير الشتاء ويحتدم العناق الأزلى
يهدأ الظل قليلا
يتجهم وجه الشمس وهى تهم بعقد قران الضوء اليومى، على صبية تدعى الأرض، تتزين العروس كل صباح بالبحر والعقوق والقصائد
وقبل أن تنتهى الشمس من تلاوة نصها المقدس، يبدأ الحزن فى إرتداء وشاحه المظلم، وتسدل أستار الأمنية عليها وعلينا،
تضرب الشمس موعدا جديدا
غدأ أعود لأكمل الحكاية، وتنتظر الأرض
يهدأ الظل قليلا، لكنه لا ينام، فقد سرق الأطفال قصة النوم الوحيدة من تحت وسادة الحلم
تهدأ الحكاية
لتبدأ حكاية النافذة والفراش
سأرويها لك ذات وجع
إن تبقى فى الدواة مداد من دم
أو رحيق أما أنتِ فقاسية مثل قلب المسافة التى بلا إنتهاء، على الرغم من يقينها القوى بأن أقدام الروح قد حفيت تماما ولم يعد فيها ما يستر روعها، لم يعد لديها من يكفى من "قوت يومها" لتواصل حياة مسيرها ومسير رهقها، سوى "يوم موتها"
اشهدت الشمس، حدثتها عنكِ، أفاض النهر فى حديثه لى عن العشق لم أعره إستماعا ولا إنتباها، فأنا أعرف أن العشق مهلكة العشاق، وأن مصيرهم الفناء حياةً، أو الحياة موتاً همست للنهر صديقى، أن مصيرى فى عينيك، تلك الواسعة مثل أمنياتى التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى سرمدية الوجع فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح
أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد الأرض، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول
ناديت أولا يا عشق، كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها
ثم ناديتك ثانيا أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود
وأحدثك الآن أن ما فى هذا القلب سوى محض عذاب
فهو قد عذبنى فأحسن تعذيبى
ولا يزال
أحاور اليقين تارة فيخبرنى بأنك أزل العشق ومنتهى الأمنيات أجادل شكى فيكِ، فيجبرنى ألا أبارح ساحة موتى، ويدفعنى صوب هاوية التخيل لأمارس موتى الصديق، لأحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات
أراود النوايا كى تخبرنى عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر
أيهما أقسى على القلب
الموت أم الهجر
وبكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا
دعينى إذا يا قاتلتى أن أمارس موتى مليا
لأحيا فيكِ
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|