وأفل نجم الدين .. !!

Quote: منذ الأمس و صورة الفقيد الراحل نجم الدين عالقة في ذهني لا تفارقني كأني أراهـ ـ يرحمه الله ـ الآن أمامي بالسويتر الأسود و الشال الملفوف حول عنقه و أناظر بسمته و أسمع صوته الهادي ينساب إليك سلاما طيباً من روح طيبة .. حينما أدركت طيبته الزائدة عن الحد كنت كثيراً ما أناكفه بسبب و بدون سبب و أحياناً كنت ألاقيه و أضمر في نفسي أن ( أحمر ) له ( ساي كدة ) من باب خلافنا السياسي المستعر و ( الما بدورك في الضلام يحدر ليك ) لكنه دوماً كان يجبرني بأدبه و أبتسامته أن أخفض عيني أمامه و أن أتبسم في وجهه رداًعلى تبسمه .. يوما ما و كان الجو السياسي في الزقازيق متوتراً إثر إعتداء ( أمير تبش ) على ( نادر فاروق ) و مع تلاحق الأحداث و تداعياتها تشاجرت في دار الإتحاد مع ( أمير تبش ) ، و لاحقاً كنت ضمن أشار إليهم الإتحاد في بيان شهير بـ ( عصابة الأربعة ) و بسبب ذلك البيان قابلت المرحوم في دار الإتحاد و أحتديت معه في النقاش و كان كعادته هادئاً و حتى حينما أنفعلت في وصفه بما لا يليق رد علي بقوله ( جزاك الله خير ) و بسبب هذا الرد ربما لم أنم ليلتها لأنني أحسست بمدى خطئي في حقه لكني كنت أكابر في الإعتذار عما بدر مني و كم تحاشيت حتى لقائه حتى لا أعتذر .. صبيحة يوم عيد الفطر توجهت و معي الأخ / مرتضى إدريس للصلاة في ستاد الشرقية ـ إن لم تخني الذاكرة ـ و بعد الصلاة وجدت / نجم الدين ـ يرحمه الله ـ و كان معه الأخ / محمد عثمان ( تربية ) حاولت أن أتحاشاه خجلاً لكنه تقدم نحوي مباشرة و سلم علي بالأحضان و بادرني بقوله ( العفو ) .. رغم أنني من أخطأت في حقه !! نجم الدين ـ يرحمه الله ـ كان إنسان سمحا .. إنسان خلوقا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ، بموقفه ذاك تعلمت منه أن لا أفجر في خصومتي أبدا مثلما تعلمت فضيلة المبادرة بالإعتذار حتى و إن لم تكن مخطئاً ، ألا رحمك الله أيها السمح الخلوق و جعل الجنة مثواك و مستقرك مع الشهداء و الصديقين ..