جريدة الاتجاه الاسلامى بجامعة الخرطوم آخر لحظة طيلة اوائل الثمانينات من القرن الماضى كانت تفرد بوستا كاملا كل عدد تكتب فيه بخط عريض
" المجد للمجاهدين فى كابول و الجبـــــال"
فى ذلك الوقت كانت الحرب مستعرة بين نظام نجيب الله المدعوم من الاتحاد السوفيتى وقوات المجاهدين الافغانو فى مقدمتها مقاتلى الحزب الاسلامى بقيادة قلب الدين حكمتيار. كان وجود الروس بآلتهم الحربية الضخمة مكثفا فى افغانستان . فى نفس الوقت كانت المخابرات المركزية الامريكية تقود المعركة ضد الروس فى افغانستان بتقديم الدعم المالى المباشر للمجاهدين و تنسيق الدعم اللوجسيتى بما فيه الاسلحة الامريكية المتطورة وتسهيل جلب ووصول المجاهدين من مختلف انحاء العالم العربى والاسلامى لأرض المعركة.
المجاهدون الاسلاميون بقيادة حكمتيار و برهان الدين ربانى و احمد شاه مسعود كانوا يتقدمون باصرار نحو نصر مبين على النظام الحاكم والقوات الروسية وقد تم لهم ما ارادو فى العام 1989 م الذى شهد انسحاب القوات الروسية من افغانستان و من ثم سقوط نظام نجيب الله فى العام 1992.
اعتقد الناس حينها ان هؤلاء المجاهدين الذين حملوا على عاتقهم اخراج الروس من افغانستان سيقيمون نظاما عادلا لحكم البلاد يعكس توجههم الدينى الذى تبنوه كايدولوجية محركة للحرب ضد الروس واذا بالمجاهدين يختلفون فيما بينهم حول الحكم وقسمة السلطة كاهم غنائم الانتصار واذا بالاختلاف يؤدى بهم للاحتراب فنشبت حرب ضروس بين قادة المجاهدين وقد استندت هذه الحرب على الاصول الاثنية و التحالفات القبلية وتركت الدين والاسلام جانبا.
فى هذه الاثناء تشكلت حركة طالبان ذات المرجعية الدينية المتشددة بدعم مادى و لوجيستى و معنوى من باكستان المجاورة وكان اغلب اعضائها من طلاب المدارس الدينية فى باكستان.
اخذت الحركة تستولى على البلدات و الاقاليم شيئا فشيئا حتى سقطت كابول فى يدها فى العام 1996 م حيث تم طرد المجاهدين الاسلاميين السايقين من الحكم.
فى العام 2001 سقطت كابول فى ايدى قوات تحالف الشمال بدعم من حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لكن حركة طالبان عادت للظهورمن جديد لتقاعس الدول المانحة من تقديم العون الحقيقى للشعب الافغانى وبقاء الاسباب الحقيقة لظهور طالبان مضافا اليها الوجودة الاجنبى. فى هذه المرة اعلن حكمتيار وقوفه الى جانب من طرده من كابول فى العام 1996 م.
الصومال
فى بلد انهكته الحروب و كثرت جراحاته بسبب امراء الحرب ومصالحهم الشخصية والقبلية برزت فى الساحة جماعة تدعو لتحكيم الشريعة الاسلامية وانشات لذلك محاكما فى المناطق التى تسيطر عليها بقوة السلاح فخلقت بعض الامن للسكان. بمرور الزمن انضم عددا اكبر من الشبان الساخطين على امراء الحرب للجماعة بقيادة شيخ شريف و طاهر عويس . استطاعت هذه القوة فى النهاية دحر جميع امراء الحرب والاستيلاء على العاصمة مقديشو لكن اثيوبيا تدخلت بجيشها و طردت المحاكم الاسلامية من السلطة.
بعد حرب عصابات منهكة مع المقاتلين من المحاكم الاسلامية برز الحل السياسى كانسب اطار لانسحاب اثيوبيا من الصومال وتم استقطاب اغلب اعضاء المعارضة بما فيهم زعيم المحاكم الشرعية حسن شيخ شريف وتم الصلح فى مؤتمر برلمانى كبير فى جيبوتى تم بتنسيق اثيوبى و افريقى كبير بدعم من الولايات المتحدة. انسحبت القوات الاثيوبية من الصومال وتم انتخاب شيخ شريف رئيسا للبلاد. غير ان طاهر عويس ومعهه مجموعة من الشباب لم يعجبها الحال واصرت على قتال الحكومة الصومالية الجديدة التى تحمل طابعا اسلاميا والتى قرر برلمانها تطبيق الشريعة الاسلامية بدعوى ضرورة خروج قوات الاتحاد الافريقى من الصومال قبل اى اتفاق.
ألآن يجرى قتال عنيف بين قوات الحلفاء السابقين المحاكم الاسلامية وقوات الحكومة المؤقتة من جهة و الحزب الاسلامى و شباب المجاهدين من جهة اخرى.
السودان
استطاع الاخوان المسلمون وبعد تخطيط طويل و مثابرة عكبيرة أن يستولوا على السلطة بانقلاب عسكرى فى يونيو 1989م.
فى بداية حكمهم واجه الاخوان مقاومة شرسة من كافة الاحزاب السياسية التى إئتلفت فيما عرف بالتجمع الوطنى الديمقراطى بشقيه السياسى و العسكرى. فى سبيل المحافظة على السلطة ارتكبت حكومة الانقاذ التى نصبها الترابى بقيادة قائد الجناح العسكرى للاخوان بالقوات المسلحة السودانية آنذاك العميد عمر حسن احمد البشير ارتكبت هذه الحكومة اكبر انتهاكات حقوق الانسان يشهدها تاريخ الحياة السياسية فى السودان وكان الشعار المرفوع الحفاظ على المشروع الاسلامى الذى لو سقط لسقط الاسلام فى السودان.
فى اواخر التسعينات من القرن العشرين استطاعت حكومة الانقاذ بفضل القمع و المناورات السياسية والاستفادة من جميع المتناقضات الدولية والاقليمية والمحلية من تثبيت نسبى لاركان حكمها والتغلب على المعارضين و التمكن من كسر العزلة الدولية حولها شيئا فشيئا ساعدها فى ذلك الموارد المالية الوفيرة التى جلبها نجاحها فى استخراج البترول. فى هذا الوقت بالذات و بعد الاستباب النسبى للسلطة تم الانشقاق الكبير فى صفوف الحزب الحاكم وطرد عرابه الاكبر الدكتور حسن عبد الله الترابى بل سجن لمرات عديدة ولم ينفع مع هذا الانشقاق تدخل العديد من الشخصيات التى لها وزنها فى عالم الاسلام السياسى امثال القرضاوى و الزندانى و غيرهم فباءت كل الوساطات بالفشل وظل الانقسام قائما بل اشتد بمرور الزمن وتمكن جناح البشير من الاستئثار بالسلطة الكاملة لنفسه.
ولد الانشقاق مرارات عنيفة بين الحلفاء السابقين و اختارات مجموعات عرقية منشقة على التنظيم وتنتمى الى اقليم دارفور منازلة النظام عسكريا عندما نشبت ازمة الاقليم فى العام 2003 م وما زال الحلفاء السابقين يتقاتلون حتى اليوم.
فى كل هذه الاحوال جاءت الايدولوجيا الدينية كغطاء لمشاكل اثنية عميقة ومطالب اقتصادية اجتماعية بعضها مشروع.
المعركة فى النهاية هى قطعا معركة سياسية لبست لبوس الدين لانه الايدولوجيا البراقة الاقرب للنفوس و عندما ينفض غبار المعارك بالوصول للسلطة تظهر الخلافات حول اقتسام غنائم السلطة من مناصب ومال و يوضع الدين جانبا و تظهر الاوجه الحقيقة للنزاع غير ان كل من الطرفين يتمسك بمرجعيته و يدعى انه هو الذى يتوجه صادقا لله و الآخر هو الفرقة الباغية التى يستوجب قتالها لكننا نعرف الآن انها قطعا ليست لله وانما من اجل الدنيا ومكاسب الحياة.
07-05-2009, 05:46 PM
عمر سعد
عمر سعد
تاريخ التسجيل: 05-31-2007
مجموع المشاركات: 2468
ليست لله .. ولم تكن ولن تكون هذا اللباس الدينى يجب نزعه ببسط الوعى .. والوعى فقط ما سيعريهم من دثار الدين ولنكن موضوعيين قليلا .. بطرح الاسئله عن
كيفيات بسط الوعى وتعريتهم من المسوحات المقدسه ؟.. ما هى الجهات المناط بها القيام بهكذا نشاط وعمل جماهيري ؟.. ماهى الادوات ؟ .. القروش ؟.. الرؤي ؟.. الافكار ؟.. الوسائل ؟.. التنسيق التنسيق التنسيق
اقترح .. ورشة عمل اسفيري , بريين استورمنج , ملتى دسبلناري تيم .. التركيز على متطلبات المرحله , استشعار اهميتها.. ذلك على مستوى المنبر كأداه اعلاميه لبسط الوعى بدلا عن هذا السخف المبذول
تحياتى لك وللعزيز عمر سعد
07-05-2009, 06:58 PM
امال حسين
امال حسين
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 775
اوافق وبشدة وعشان نكون عمليا تعالوا نقسم الموضوع الي عدد من المحاور نعمل عليها لاعداد المادة مع الاستمرار في مناقشة التفاصيل الاخرى حتي الوصول لتصور مكتمل ولكم ودى واكيد احترامي
07-05-2009, 07:36 PM
Deng
Deng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52577
Quote: اوافق وبشدة وعشان نكون عمليا تعالوا نقسم الموضوع الي عدد من المحاور نعمل عليها لاعداد المادة مع الاستمرار في مناقشة التفاصيل الاخرى حتي الوصول لتصور مكتمل
Quote: اوافق وبشدة وعشان نكون عمليا تعالوا نقسم الموضوع الي عدد من المحاور نعمل عليها لاعداد المادة مع الاستمرار في مناقشة التفاصيل الاخرى حتي الوصول لتصور مكتمل
07-06-2009, 07:25 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
ورطة خلط الدين بالسياسة و الاستفادة من قوته الماضية فى القمع ورطة كبيرة جدا ومعقدة
لكن كلنا يعلم ان التاريخ لا يرجع للوراء وما نشاهدها على اراضينا اليوم ما هى الا فجة الموت لان ما ينفع الناس فقط يبقى
لكننا يجب ان لا نستهين بهذه الفجة خاصة عندما يكون المال الوفير سندا لها لان ما تحدثه من الخسائر على كافة الاصعدة يتعمق مع طول امدها ولذلك تجدنى ادعم فكرة حمل مشاعل التنوير فى كل مكان نذهب اليه و نبدأه بهنا كما اقترحت الاخت أمال حسين.
07-06-2009, 08:33 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
كيفيات بسط الوعى وتعريتهم من المسوحات المقدسه ؟.. ما هى الجهات المناط بها القيام بهكذا نشاط وعمل جماهيري ؟.. ماهى الادوات ؟ .. القروش ؟.. الرؤي ؟.. الافكار ؟.. الوسائل ؟.. التنسيق التنسيق التنسيق
اقترح .. ورشة عمل اسفيري , بريين استورمنج , ملتى دسبلناري تيم .. التركيز على متطلبات المرحله , استشعار اهميتها.. ذلك على مستوى المنبر كأداه اعلاميه لبسط الوعى بدلا عن هذا السخف المبذول
اتفق معك تماما وشكرا على الاقتراح
ارجو أن يفكر الكل فى كيفية تفعيله
07-06-2009, 11:15 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
قد تلاحظون اننى قدمت دلائل معاصرة على استخدام الدين فى السياسة رغم ان تراثنا الاسلامى ملئ بمثل هذه الاحداث والسبب فى ذلك ان الكثير من ابناء اليوم يرفضون تماما تصديق ان هذا ما حدث فى الايام الغابرة رغم أن الاحداث مستقاة من مصادر تراثية موثوقة وهذا بحد ذات نجاح لجماعات الاسلام السياسى التى استطاعت استقطاب الشباب و تجييشه للتفكير فى اتجاه واحد لا يقبل الآخر بل و يتعالى عليه كما انهم لا يلقون نظرة على المنتوجات الفكرية والثقافية للآخر و بذلك يسهل قيادة هؤلاء الشباب واستخدامهم كمطية لتحقيق الاغراض السياسية. ويبقى السؤال كيف يمكننا نحن التواصل مع هذه الاجيال و اقناعها بفائدة القراءة و المعرفة و تكوين العقل النقدى المعافى الذى يستطيع ان يفرز و يختار ماهو مفيد ولا ينقاد كالاعمى لمحترفى الاسلام السياسى و بطانتهم.
07-07-2009, 07:10 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
ربما كان ما حدث فى السودان اسطع مثال لعملية السطو على السلطة و من بعدها المال بامتطاء جواد الاسلام.
انظر ما حدث فى النهاية تمخض كل المشروع الاسلاموى فولد فسادا مطلقا وسرقة لم يحدث لها مثيل وقطعا هذه ليست هى المرة الاولى فى التاريخ الاسلامى.
المدهش هنا ان السارقون نفسهم عندما وجدوا انهم يكتنزون هذه الاموال الضخمة من دون وجه حق اطلقوا شعار هى لله لا ليخدعوا الشعب فقط بل ليدعموا انفسهم نفسيا و يسدون الطريق عليها أمام اى عودة للحق.
07-07-2009, 08:52 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
Quote: نحن ببساطة أمة بلا مستقبل، اضعنا فرص المستقبل والانطلاق اكثر من مرة: الاستقلال، ثورة اكتوبر 1964، وانتفاضة ابريل 1985 واتفاقية السلام الشامل يناير 2005. والتاريخ لا يعيد نفسه، دعنا نكمل دورة الانهيار بلا نقصان ونفكر منذ الآن في اعادة بناء، فالموجود الآن لا يمكن اصلاحه. لقد سرق الاسلامويون المستقبل وتم تأميم الانسان السوداني تحت شعار اعادة صياغة الانسان السوداني. المستقبل أدواته العقل والمعرفة والاقتصاد والقيم، وكل هذه المكونات خربت او استولى عليها: نظام تعليمي يعتمد الجهل بشهادات من كل المستويات، عقل غيبي خرافي حيث يتعالج الطبيب نفسه بالاعشاب والمحاية، كما ان الشياطين تتجول معنا وتجالسنا وتنافسنا، واقتصاد طفيلي فاسد أقرب الى مصباح علاء الدين حيث يأتي الثراء في ليلة واحدة ! هل تعرف مستقبلاً لا يصنعه العقل والعلم والتكنولوجيا والانتاج والابداع؟ وهذه هي الفروق بين اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية من جهة والسودان واليمن وموريتانيا والصومال من جهة أخرى.
لم اجد تعبيرا لحال السودان الآن بعد 20 عاما من حكم الاسلام السياسى اكثر مما قاله د. حيدر فى مقابلته مع صحيفة الاحداث التى منع الامن نشرها.
سوف اعود لهذه الكلمات لاحقا فهى تستحق التأمل و التعليق
07-07-2009, 05:43 PM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة