|
إنّ رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ ،،، ورأي غيري خطأٌ يحتمل الصواب
|
بعد مرور قرابة الشهر علي إنتهاء إنتخابات الجالية السودانية بقطر نعود بذاكرة التاريخ بعيدا عند تقاطع القرنين السابع عشر و الثامن عشر، نستعير منهما مقولة الفيلسوف و الصحفي الفرنسي "فرانسوا ماري أرويه" (1694/1778) أحد زعماء حركة التنوير الفرنسية الشهير تاريخيا باسمه المستعار (فولتير) ،،،
(قد أختلف معك في الرأي و لكنني علي استعداد كي أدفع حياتي ثمنا حتي تقول رأيك)
كما نتجاوز تلك الحقبة للوراء عميقا في ذاكرة التاريخ للفترة الممتدة بين بداية النصف الثاني من القرن الثاني الهجري و العقد الأول من القرن الثالث الهجري و تحديدا من سنة 150 إلي 204هجرية في حضرة الشيخ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي ثالث الأئمة الأربعة "الإمام الشافعي" لنستقي منه الدروس و العبر و نستعير من حكمته و بلاغته واحدة من أعظم مقولاته المأثورة ،،، (إنّ رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ ،،، ورأي غيري خطأٌ يحتمل الصواب)
ثم نحلق مرة أخري بماكينة الزمن، نتجاوز بها عهودا و قرونا ،،،، و هذه المرة ، إلي الأمام لنتوقف كثيرا عند حاضرنا (تقاطع القرنين العشرين و الواحد و العشرين بعد ميلاد السيد المسيح عليه السلام) تقاطع الزمن الذي عشناه و لا زلنا جنبا إلي جنب مع أجيال أعلم منا لأنها سبقتنا بعقد أو بعض عقود إعمالا و تفعيلا لما يقوله المثل المعروف (أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) ، و زمن آخر لم نعشه و لكننا سمعنا و قرأنا عنه، و ورثنا منه قيم و مبادئ لا تقدر بثمن لأجيال توارثنا سيرتها، سطرت مسيرة الحركة الوطنية في بلادنا ،،، نستعير منها مقولة أشقاؤنا الإتحاديين الذين كانوا و لا زالوا يمثلون أحد أعمدة الحركة الوطنية السودانية و مفخرتها بخطهم الديمقراطي الأصيل و أصولهم الصوفية المتسامحة و المتصالحة مع واقع شعبنا ،،،
(نحن أصحاب صناديق الإقتراع و إن أتت بغيرنا)
و إنطلاقا من هذا القول المأثور الذي لا يختلف في جوهره و مضمونه عن مأثورة إمامنا الشافعي و تنويرة فولتير و لأننا نؤمن بالديمقراطية، نرفع راياتها ، يتسع صدرنا لها و لا نضيق بها مهما كانت نتائجها نهنئ قوي الوفاق الوطني متمثلة في "المؤتمر الوطني، أنصار السنة، و الطرق الصوفية لفوزهم بأغلبية المقاعد المنتخبة لمجلس الجالية السودانية بالدوحة و بعدد 28 مقعد للوفاق الوطني مقابل 18 مقعد للقوي الديمقراطية أي بما نسبته 61% إلي 39% من إجمالي عدد مقاعد الجالية المنتخبة و البالغ 46 مقعد، و تقريبا بنسبة 53% للوفاق الوطني ، إلي 46% لتحالف القوي الديمقراطية بالإضافة إلي 1% للشخصيات المستقلة من إجمالي عدد الذين أدلوا بأصواتهم. فقد إستحقوا هذه النتيجة للجهد الواضح الذي بذلوه و للإمكانات الضخمة و الملاحظة التي رصدها المؤتمر الوطني علي وجه الخصوص لمعركتي التسجيل و التصويت مقارنة بالجهود و الإمكانات المحدودة التي بذلت من جانب تحالف القوي الديمقراطية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|