|
المعارضة { خلف الكواليس }الجزء الاول
|
الجرعة التى تناولتها اثناء وجودى فى المعارضة و تحديدا كعضو فى التجمع الوطنى الديموقراطى بداية بالقيادة الشرعية و حتى قوات التحالف السودانية كانت بكل المقاييس قاسية و مفيدة فى نفس الوقت . قساوتها كانت معاناة اسرية و مادية مثلى و مثل كثيرين من المناضلين الذين قاسوا الامرين و خاصة فى فترة وجودنا بالقاهرة لا انكر ان المعارضة كانت تدعمنا ماديا و لكن من بقايا الفتات و لولا لمساعدات التى كانت تصلنا من الاشقاء و الاصدقاء لتشردنا و متنا جوعا ا. و مفيدة لاننى لمست عن قرب الممارسات السياسية و العلاقات المتضاربة و القضايا السياسية و الامور الادارية و الاعمال اليومية و ردود افعالها داخل المسرح السياسي و خلف الكواليس . و رايت ثم رايت العجب العجاب و ما كنت احسب ان السودان كان فى يوما من الايام محكوما بهذه الاساليب و هؤلاء الاشخاص . و الحق يقال ان الاكثرية القاعدية كان يملؤها الحماس و الاخلاص و الجدية و كانت مصممة على تحقيق الاهداف وبلوغ الغايات باعادة الديمقراطية و الحقوق المغتصبة لجماهير الشعب السودانى و اعادة طن السليم على اسس العدالة و المساواة . و الاقلية و التى كانت تمسك بزمام الامور و تصدر القرار لم تكن فى مستوى ذلك الحماس و تلك المسئولية و كانت تنظر للاحداث و الامور المهمة بمنظار اخر و طريقة مغايرة كنا لانحسها فى حينها و لاعرف ابعادها و لاحتى يساورنا مجرد الشك فيها . و كنا نقوم و نلتزم بالواجبات و المهام التى توكل الينا بكل مسئولية و جدية واخلاص لا غباءا او تغفيلا و لكننا كنا نثق الثقة العمياء بان القادة على قدر المسئولية و هم اهل السياسة و الحل و الربط و القادرين على ادارة دفة الامور . و لكن .. قبل مجئ الانقاذ للحكم كنت لااهتم كثيرا بالسياسة و كنت متخصصا في مجال عملى و كنت اعتبر ان القوات المسلحة هى المؤسسة القومية التى تضم جميع السودانيين على مختلف اتجاهاتهم و الوانهم و ثقافاتهم و لها واجبات محددة بنص الدستور منذ 1956 و انها مؤسسة محايدة يناط بها حماية البلاد من اي اعتداءات خارجية و مساعدة الامن الداخلى بالتصدى لاى صراعات داخلية تهدد وحدة و امن البلاد و عدم الزج بها فى اى صراعات سياسية . و لكن بداءتالانقاذ بالعداء و احالتنى للمعاش للصالح العام بدون اسباب مقنعة ربما لم اكن عضوا فى تنظيم الجبهة الاسلامية و لكننى كنت موطنا سودانيا داخل المليون ميل مربع و كنت اقوم لبواجباتى العسكريةعلى الوجه الاكمل و بكامل المسئولية و التخصص . و كمثال و الشئ بالشئ يزكر كان اول انجاز عسكرى للانقاذ اعادة الكرمك { الثانية } فقد كونت القيادة العامة هيئة قيادةمن الضباط ذوى الكفاءات العليا و المتخصصينمن مختلف الوحدات العسكرية لتلك المهمة و كنت واحدا من اؤلئك الضباط و كنت اعمل حينها رئيسا لشعبة الادارة فى قيادة الفرقة الثانية مشاة { بالفاو } و ذهبت الى الدمازين قيادة اللواء الرابع عشر حينها لتنفيذ المهمة و كان واجبى على مرحلتين الاولى اعدادو تجهيز القوات المشتركة فى العملية بمنطقة الشئون الادارية و المرحلة الثانية قيادة مجموعة قتال مكونة من المشاة و المدفعية و المدرعات و المهندسين لاستعادة بقية المناطق التى تسيطر عليها { الحركة الشعبية }من الكرمك و حتى البونج الحدودالجنوبية لمنطقة النيل الازرق و بداية اعالى النيل . و تمت المرحلتين بعون الله و بشجاعة و بسالة الجنود و الضباط اللذين كنت اقودهم و بنجاح تام و فى اقل من الزمن المحددلهذه المهمة رغم اننا فقدنا بعض الارواح الزكية من الجنود الشجعان . مما حدا ببعض اعضاء مجلس الثورة و قيادات الجيش انذاك بالحضور ووسائل الاعلام المسموعة و المرئية و المقرؤة الى الدمازين و الاحتفال بذلك الانجاز و منحي وسام الشجاعة من الطبقة الاولى وو سام الانجاز من الطبقةالاولى ايضا . لم ازكر ذلك من باب الدعاية الرخيصة او تزكية النفس فقد تحصلت على اوسمة ارفع عندما اشتركت فى الحرب العراقية الارانية ضمن القوات التى ارسلها المرحوم المشير جعفر نميرى للعراق . و لكن ارت ان تتصوروا بعد ذلك الانجاز و فى اقل من شهر كان الجزاء الاوفى احالتى للمعاش .. المهم بعد احالتى للمعاش وطنت نفسى و قررت ان استقر باسرتى فى منطقة الفاو { مزارعا } بعد ان تحصلت على مشروع 20 فدان و تقدمت للسلطات لمنحى قطعة ارض اقيم عليها منزلا .. و لكن الخطوات التى كتبت علينا كانت اسرع مما كنت اخطط له و اسعى الية . ففى اواخر عام 91 توفى والدى الاستاذ المربى الشاعر حسن طه رحمه اللة و ادخله فسيح جناتة . و فى ثالث ايام العزاء جاءنى صديق ضابط دفعتى و ابلغنى رسالة لللانضمام الى القيادة الشرعية في القاهرة . فكرت كثيرا بين المصلحة الشخصية و المصلحة العامة و التى كانت سبب احالتى للمعاش ولم اخطر احدا حتى زوجتى بل دبرت امرى للذهاب للقاهرة فى اجازة ترفيهة . و عند فحص الاجراءات الخاصة بالمغادرة بمطار الخرطوم اتضح انى محظور من السفر خارج البلاد و خاصة القاهرة . و عدت ادراجى باسرتى الى المنزل .. و لكننى لم استسلم او استكين فاسررت الامر لصديق عزيز يعمل ضابطا بالشرطة وو عدنى بتدبير خروجى و لكن لوحدى و كان ذلك فى ليلة عيد الاستقلال 1/1/1992 . و كانت بداية العمل السياسى الذى تجرعت فيه الامرين .. و لكنها كانت جرعة فى غاية الاهمية و قلبت موازيين حياتى راسا على عقب .. و صلت الى القاهرة امنى النفس بالعمل و المشاركة فى هذا العمل الوطنى العظيم و يشرفنى ان اكون واحدا من اؤلئك الوطنيين المخلصين لاعادة الديمقراطية و الحقوقالمسلوبة للشعب السودانى العظيم . و بدات النضال بالقيادة الشرعية لقوات الشعب المسلحة و كانت هى الفصيل العسكرى للتجمع الوطنى الديمقراطى بقيادة الفريقالشهيد فتحى احمد على و عضوية الفريق عبدالرحمن سعيد و اللواء الهادى بشرى و العميد عبد العزيز خالد و العميد عبدالحمن خوجلى و العميد الرشيد عبداللة و العقيد تاج السرالعطا و العقيد مجاهد حسن طه و بعض الملازمين مثل ابوبكر كمير و الهادي و سيف و عبد الحليم احمد على و التحق لاحقا العقيد كمال اسماعيل و العقيد مصطفى التنى هاؤلاء من كانوا فى القاهرة غير اللذين كانوا بلندن امثال العقيد عبدالرحمن عبدالمنطلب و الذين كانوا فى السعودية و دول الخليج امثال العميد عصام ميرغنى . تم ارسال مجموعة من الضباط والجنود و بعض الافراد المنضوين للقيادة الشرعية للتدريب و العمل مع مقاتلى الحركة الشعبية بالاقليم الجنوبي بالاستوائية بقيادة الاخ العقيد تاج السر العطا عن طريق كينيا و قد سبق تعيين العميد عبدالرحمن خوجلى رئيسا لمكتب القيادة الشرعية بنيروبى للاشراف على تلك القوات والقوات اللاحقة و التى كان مخططا لها اللحاق بها . فقد تم الاتفاق مع احدى الدول الشقيقة على تسليح واعداد قوات القيادة الشرعية و كان على ان اذهب الى ممبسا لاستلام تلك الاسلحة و المعدات و ادخالهالقواتنا بمعسكرات الحركة الشعبية بجنوب البلاد و لكن حدثت مستجدات و مؤامرات عرقلت ذلك الاتفاق و من من ؟ .. من احد قيادات الاحزاب التى كنا نناضل معها فى خندق واحد لقضية و اهداف واحدة . و تخيلوا ايها السادة هذه نوعية التعامل داخل المعارضة السودانية و التى كان الشعب السودانى المغلوب على امره ينتظرها لتنقذه من الانقاذ . وماذا حدث لتلك القوات التى تركناها مع قوات الحركة الشعبية ؟ .. و لنا عودة
|
|
|
|
|
|
|
|
|