|
عثمان بن عفان.. صدقته الجارية لم تنقطع منذ 1400 سنة
|
http://www.alarabiya.net/articles/2009/08/24/82677.html
دبي- العربية.نت
تروي الحلقة الثالثة من برنامج "رجال حول الرسول"، الذي تبثه العربية اليوم الاثنين 24-8-2009، في الساعة 5:20 بتوقيت السعودية، قصة حياة الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه.
بداية، بموقعُ الصدقةٍ الجاريةٍ التي لم تنقطع منذ أكثرَ من ألفٍ وأربعمئة سنة. صاحبُ هذه الصدقة هو الصحابي والخليفة الثالث عثمان بن عفان، وهي نموذجٌ للبذل والعطاء الذي تميز به هذا الرجل. ففي الشمال الغربيّ من المدينة المنوّرة، وعلى بُعْدِ نحوِ خمسة كيلومترات من المسجد النّبويّ، هنالك موقعٌ يسمى بئرَ عثمان، كان يُعْرَفُ في العهدِ النبوي باسم بئرَ رُومَة.
هذه البئر كانت لها قصةٌ ترتبط بوقائعِ الهجرة، وتطورِ المجتمعِ المدني بعدها، واحتياجاتِه المتزايدةِ للمواردِ المائية.
يقول حسن شاهين لـ"العربية": كان يمتلكها رجل يمنع الناس من الشرب منها إلا بثمن يدفع له كان ماؤها جميلا وكان النبي (ص) يستعذب هذا الماء فتكلم مع صاحب هذه البئر بأنه يترك الناس يشربوا منها وله بها بئر في الجنة فقال هي بئر لي ولأولادي ونكسب من ورائها .
بلغ هذا الأمرُ عثمان بنَ عفّان، وكان من أجودِ الصحابةِ، وأكثرِهم ثراء، فاشتراها بخمسةٍ وثلاثين ألفَ درهم، وأوقفَها في سبيلِ الله.
وقد ظلت هذه البئرُ مَعْلَماً تاريخياً، وأُهملت في بعض الأوقات ثم جُددت وبنيت جدرانُها، وأُدخلت عليها إصلاحاتٌ كثيرة.
ويقال إن عثمانَ وُلِدَ ونشأ في الطائف، وكان لهذه النشأةِ تأثيرٌ في صِفاته الرقيقة.
وسواءٌ نشأ عثمان في الطائفِ أو في مكة، فإن الأمرَ المؤكد أنه نشأَ في أسرةٍ ثرية، ذاتِ تجارةٍ واسعة، كما هو شأنُ أُسَرِ قريش التي اشتهرت بالتجارة.
والفرعُ الأُموي من قريش، الذي يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبدِ مَناف، كانت له مكانةٌ قياديةٌ مرموقة في مكة.
أسلم عثمانُ بعد البِعثة النبوية مباشرةً، وهو وفي الثلاثين من عُمُره، وكان لأبي بكرٍ دورٌ في إسلامِه.
وعندما تعرَّض المسلمون الأوائل لاضطهادٍ شديد في مكة، كان عثمانُ أولَ مهاجرٍ إلى الحبشة. وكانت الهجرة إليها تتمُ عن طريقِ ميناءِ الشُعَيْبة إلى الجنوب الغربي من مكة.
يقول الدكتور صفوت حجازي: كون النبي (ص) يجمع لعثمان إبنتيه ولو كان عندي الثالثة لأعطيته إياها ده يعطينا مؤشر أن رسول الله (ص) يجد في عثمان مكارم الأخلاق. وبعد هجرةِ عثمانَ إلى المدينة، واصَلَ مساندَته للنبيِّ والمسلمين بكلِّ ما يملك، ولم يتخلفْ عن أيِّ مواجهة، باستثناءِ معركةِ بدرٍ بإذنٍ من الرسول.
وظل عثمان في العهد النبوي وفيما بعده، رمزاً للبذل والعطاء والمَهامِّ الصعبة. وقد تجلى ذلك في تجهيزِه جيشَ العُسْرة، الذي قَصَد تبوك في السنة التاسعةِ للهجرة، لمواجهة حشودِ الرومِ، في ظروفٍ عسيرة.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|