تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 07:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2009, 09:28 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21

    حل صيف هذا العام و عناوين الحال هي الموت و التشرد و الفساد السياسي و خيبات الامل . كما اسعفني صيف هذا العام ايضا ببعض الوقت للقراءة و الاضطلاع عن كثب لما دار و يدور فى بلد المليون ميل مشرد حيث تضج اروقة الراهن السياسي بالمتتالي من الاخبار منها المحزن ومنها المخزيء ومنها المسيء لفكرة الانسانية ناهيك عن مبدأ الكرامة.
    مازال الموت يحاصر انسان جنوب السودان بعد اتفاقية سلام اقل ما كان يمكن ان تحققه هو وقف الموت المجاني و تدهور النسيج الاجتماعي. فى شأن الجنوب بينما اكتب هذه الكلمات تحاصرني حجج بعض من كتبوا فى فض النزاعات، من مثل انه لا يمكن استبدال ثقافة حرب شكلت وجدان كل مواليد جيل السبعينات و ما تلاها اي ما يعرف ب Institutionalization of war culture وان تغيير مثل هذه الذهنية يتطلب مجهودا جبارا و عملا شاقا لا يمكن ان يتحقق بالشعارات و بحسن النوايا و انما بصناعة هدف مشترك و امل ينير ظلام النفق، المقصود من هذا المبدأ هو اعطاء بديل مشجع و محفز و مقنع لاجيال لا تعرف معني آخر للحياة سوي العنف و الموت... الفكرة فى غاية البساطة و هي اشبه بمحاولة اقناع شخص نشأ فى قرية بين جبلين و لم يغادر هذه القرية طوال حياته بأن هنالك شيئا ما خلف هذا الجبل، فما خلف الجبل فى مخيلة هذا الكائن الافتراضي هو الاشيء او العدم... اثبات ان هنالك سبب للحياة او ان هنالك حياة بديلة ممكنة هو ما فشلت اتفاقية السلام فى تحقيقه حتي الآن... لست معنيا فى هذا الاطار بالاسباب التي اقعدت بالحركة الشعبية من خلق هذا الامل، فمخابرات المؤتمر الوطني و خططه طويلة الامد لتحويل الجنوب الي دائرة حرب امر بات من شؤن البارحة و لاجديد فى تحليله. فالجنوب ماضي نحو دولة سوءا عبر الاستفتاء الذي لم يتم حسم جل مسالكه الوعرة و مسائله الفنية او عبر اعلان دولة من داخل برلمان حكومة الجنوب اوعن طريق اعلان دولة الجنوب من دولة مجاورة ومن ثم الاعتراف بها من قبل بعض القوي العالمية و لكن هل يمكن أن يتم ذلك دون حرب لم تصمت بنادقها اصلا؟

    الموت و التشرد فى دارفور هما سيدا الموقف.. فمفاوضات فى الدوحة و لقاءات فى ليبيا و مصر سوف لن تقدم و لن تؤخر شيئا... فمن الصعب للعقل المبصر ان يري وحدة موقف او برامج تجمع كل الفصائل و الحركات المقاتلة فى دارفور.. فالخلاف اصلا لم يكن خلاف برامج و مباديء وانما حالة من الفوضوية الطبيعية التي تلازم تخلق اي برنامج سياسي قائم علي احتجاج لا علي رؤية سياسية متكاملة و ان وجدت هذه الرؤية فما الذي يجعل حركات دارفور ان توقع اتفاق مع حكومة المؤتمر الوطني الجميع يعلم بانه سوف لم ولن يجد طريقه للتنفيذ و دونكم و نيفاشا و اخواتها من القاهرة و اسمرا. بعض القوي الدولية وحدها هي التي تري انه لابد من وجود حراك فالغاية هي استمرار حالة الحراك السياسي و ليس توقيع الاتفاق و اشد ما يؤلم فى شأن دارفور انه لا يوجد بديل للموت و النزيف و التشرد و عري ذاتنا ان بقي فينا حس او نبض و لم تكتمل عملية ال Neutralization of our senses

    اما الخرطوم فهي نائمة علي مرجل من قنابل المستقبل السعيد.. بعض الحالمين - و الحلم مشروع فى كل المواقيت وفى كل الاعراف - ما زالوا يتوقعون انه يمكن انجاز تحول ديمقراطي بنفس الاليات السياسية التي ظلت تقودنا من هزيمة الي تلوها. بدأ الامر بعدم احترام الدستور الانتقالي يوم توقيعه بل ولا ادري ان كان هنالك فى حكومة الخرطوم من يدري انه يوجد دستور اصلا.. و من ثم رفض المؤتمر الوطني الغاء كل القوانين المخالفة للدستور كالقوانين المقيدة للحريات و استبدال قانون الصحافة بما هو اسوأ منه.. و من بعد قانون الانتخابات الذي يعلم القاصي و الداني انه صمم لاضفاء شرعية الانتخاب علي حكومة قائمة علي الغوغائية و الفوضي.. معركة الصحفيين و الناشطين ابان اجازة القانون مجهود لم يتم توظيفه فى الاطار الصحيح.. و هكذا الامر فيما يتعلق بنتيجة التعداد السكاني التي ستظل عالقة الي حين و من ثم سيغلق الملف دون جدوي غيرها ككل القضايا التي لم تحسم فى كل اتفاقايات السلام الموقعة حتي الان. افضل فعل قامت به القوي الديمقراطية المعارضة هو سعيها الي تكتل سياسي و املا فى هزيمة المؤتمر الوطني فى انتخابات قام بخلق كل الظروف الموضوعية المحيطة بها.. كيف يمكن ان تقام انتخابات فى جو يمنع فيه حق التجمع و التجمهر و حرية التعبير.. لا ادري باي عقل سياسي يفكر من يظنون انهم يمكن ان " يطالعوا شخصا ما فى حلتهم و يدقوه"

    و اخيرا معركة الحريات الشخصية و قضية الصحفية لبني والتحية للبني فى الوقوف امام التحديات الاجتماعية الجمة من القيل و القال وفبركة الاقاويل و التحية لها فى استغلال الحدث لخلق حراك سياسي و تجييش جماهيري ضد القانون. غير أن مجمل الفعل السياسي فى راهن الحال هو عبارة عن رد فعلreaction لما يقوم به المؤتمر الوطني او لحالة سياسية اختلقها من قبل.. لم يسعفني الوقت بقراءة تجربة سياسية كسبت فيها معارك سياسية دون رؤية و وضوح منهج قائم علي political initiation و بتخليق proactive political process بل فقط بالتقاط الخيوط التي يغزلها الخصم. و هنا ادلف الي احد الاسباب التي اري انها ظلت و ما زالت تسيطر علي الخطاب السياسي المغاير او المعارض سواء فى شبكة الانترنت او فى صحف الخرطوم مكممة الافواه. كلنا يشكو سوء الحال و يلعن الاسلاميين و دينهم و ما اوصلونا اليه بشيء من النوستالجيا و لكن الخطاب البديل يفتقد للرؤية و الاطار الموضوعي للاجابة علي السؤال كيف يمكن ان نخرج من اقصي اسفل النفق؟ معظمنا يعلم كيف وصلنا الي اسفل النفق و كلنا يعلم كم مظلم و بائس الحال هنا فى سودان الدرك الاسفل فى نهاية العقد الاول من القرن الحادي و العشرين ، فخطابنا السياسي هو كما الذين يتفرجون علي نفس الفيلم و احدهم يصر علي تفسير ماذا يدور فى الفيلم... باختصار حالة من الاجترار الغير خلاق
    لا ادري ان كان تغيير القوانين او الغائها يمكن ان يغير فى الحال و المآل فنحن فى بلد لا يختلف عن الغاب فى شيء لا توجد فيه مؤسسات و لا يوجد فصل للسلطات و لا يوجد ما يسمي با Checks and Balances ولا ادري ان كان هنالك ما يمكن ان يسمي دولة اصلا فى السودان الراهن، فكرة ان القانون ك Agent of Change تم انتقادها فى الكثير من الدراسات الاجتماعية هذا ليس بقول ان تغيير القوانيين و الغاء الجائر منها ليس بالامرغير المهم و الذي يجب العمل من اجله بل هو للتاكيد علي ان التغيير الاجتماعي يتطلب اكثر من القوانين.. فتحدي المخيال الاجتماعي و الذهنية السائدة امر يتطلب وجود ارضية عالية من القبول واذهان منفتحة لاثارة نقاش عام ... فلنقل انه تم الغاء المواد التي تم بموجبها جلد العشرات من النساء والرجال فغياب حق الفرد فى ال Due Process اي الحق فى اجراءآت عدلية تكفل الحق فى التقاضي بنزاهة يجعل اي شخص عرضةلاي عقوبة ما -ربما اكبر- و فى اي وقت اوربما محاكمتة بواسطة اي من اجهزة الدولة القمعية.. وهذا هو الارهاب المؤسسي Institutionalized Terror الذي تمارسه سلطة الخرطوم فلا احد فى سوادان الراهن يعلم متي و لماذا و كيف يمكن اقتياده او غيره الي اي جهة و محاكمته بواسطة جهاز تديره الدولة و توظفه ضد خصومها.
    الي اين ستمضي المسيرة بعد اسفل النفق؟ قيل قديما البدء فى الصعود لانه لا يوجد ما بعد القاع و لكن كل قرائن الاحوال و مآلات الحال تشير الي اننا باقون فى هذا النفق بوقت ليس بالقليل و بصحبتنا النزيف و التشرد و الموت و فقدان القدرة علي التعاطف مع بعضنا البعض .. و لكن الي متي ؟ الي ان يتخلق امل تصبو اليه مجموعات فاعلة من بيننا و تترجم هذا الامل الي رؤية و منهج للصعود.. الي ذلك الحين سيظل الاجترار و الوصف مصحوبا بالكورة -رغم فشلنا الرياضي الجلي للعيان- هما شغلنا الشاغل و لكن الموت وثقافة العنف هما ايضا حضورا.

    بكري الجاك

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 08-05-2009, 09:46 AM)
    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 08-05-2009, 09:55 AM)
    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 08-05-2009, 12:38 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 Bakry Eljack08-05-09, 09:28 AM
  Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 بشري الطيب08-05-09, 09:46 AM
    Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 نهلة محكر08-05-09, 12:32 PM
      Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 Bakry Eljack08-05-09, 01:10 PM
  Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 Tabaldina08-05-09, 12:39 PM
    Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 Bakry Eljack08-05-09, 01:38 PM
      Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 Bakry Eljack08-05-09, 08:22 PM
        Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 AnwarKing08-05-09, 09:44 PM
          Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 Bakry Eljack08-06-09, 07:10 AM
  Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 عزاز شامي08-08-09, 08:37 AM
    Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 Bakry Eljack08-08-09, 03:50 PM
      Re: تأملات فى الحال و المآل علي مشارف نهاية العقد الاول من القرن 21 نهلة محكر09-20-09, 11:07 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de