|
|
 طاحونة ومرا مجنونة!
|
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
طاحونة ومرا مجنونة!
حكايتنا مع هؤلاء (الجماعة) زي حكاية السمسار مع مرتو!.. كان السمسار عايش، يداقش درب المعيشة في (أمانة الله)، مرة يلقى، ومرة ما يلقى.. مرة البيعة تتم، ومرات البيعة ما (تضُرب)!.. كان راضياً بقسمته في السوق، وراضياً أيضاً بقسمته في الزواج!.. الولية بت عمو لزم، ولابد أن يتساكن معها ويفتح معها طرائق (التعايش السلمي)، ويفتح معها آفاق (حوار الأديان)!!..
حظ السمسار العاثر رماه في ولية مهترشة، وأقرب إلى أن تكون (نص جنريتر)!.. كانت تشعلل النار كل صباح بشكوكها في زوجها، ولديها اعتقاد جازم أنه يلتقي بأخريات.. وكانت بمناسبة وبدون مناسبة تقول: (الرجال).. الرجال ديل موية تحت تبن!.. كانت الولية تبدأ يومها مع زوجها السمسار قائلة: (بس تفلح لي في الشياكة، وكب الريحة.. تقول شغّال في مفوضية إعادة التوطين.. وبس تمرق لي سجمك ورمادك وتجي بالليل تردم لي الهدوم وأنا أصنقر، أغسل وأكوي)؟!..
ويعود السمسار في المساء تتناوله الولية بالحلقة الثانية من الموال: (جبت شنو معاك؟.. انت شغال شنو غير القُعاد مع ناس سعاد.. بتعرف شنو غير الموظفات والمعلمات والمتدربات وستات الشاي)؟..
كانت تسمح له (أحياناً) بمداخلة شبيهة بمداخلات الإذاعة مع مستمعيها!.. من سوء حظه أنّه قال لها ذات مرة قبل سنتين: يا ولية أنا شغال سمسار، يوم ألقى، ويوم ما ألقى.. لو عندك شغلة غير دي أنا مستعد أقدم ليها)!..
كانت الولية متأهبة، وبدائلها جاهزة.. قالت: أكان إنت راجل شغل أمرق أمشي طاحونة عم إبراهيم، الولد الشغال معاهو رجع مدرستو، أمشي اشتغل معاهو، وأضافت في نهاية التوجيه مرة أخرى عبارة البداية: (أكان أصلك راجل شغل)!..
ذهب السمسار إلى طاحونة عم ابراهيم، و(تعاقد) معه على العمل حتى الرابعة من كل يوم، وعاد السمسار بعد نهاية اليوم إلى البيت (ريحتو دقيق دقيق)، و.. (وشّو يلعن قفاهو).. دخل الحمام، وخرج.. وتهندم كالعادة ووقف أمام المرايا يمشط شعره!..
جاءته الولية وفي يدها الكمشة: يا راجل أنت ماعندك غير (التِمسِح والتِسِرح)؟.. وأضافت: الرجال يشتغلو في محلين تلاتة عشان يربو العيال.. أكان أصلك راجل ما تمرق تمشي الفرن تبيع ليهم العيش؟.. وأضافت أيضاً: الولد الشغال في الفرن سافر البلد، مشى يزرع واطاتو!..
استجاب السمسار لتوجيهات الولية، وما كان قد فهم بعد أنها قد أعدت خارطة طريق لإبعاده تماماً من المناطق التي قد تتواجد فيها أخريات!..
ومضى الزمان بالسمسار، وأصبح ملكاً في الطاحونة، وبائعاً في الفرن الى أنصاص الليالي.. كان يدخل البيت (يقنت، ويقحقح)!.. ويمرق مع الآذان الأول يكابس زريبة العيش.. افتقدته مجالس الصحاب، واشتهى هو شرب الشاي في السوق الشعبي مع حاجة (زهرا)!.. في يوم من الأيام التقى شقيقه، وسأله الأخ الشقيق عن الأحوال فقال: والله نكابس في المعيشة، لكن الولية عاملة لي "ساحوتة"!.. وأضاف: (الولية دي زي الطاحونة، كل ما أجيب ليها تدور الزيادة)!..
وأضاف: (والله أنا ما عارف أسوي معاها شنو).. وأضاف: (قلنا نغطي القدح!.. شالو القدح ختوهو فوق راسنا)!.. وعندما أكمل السمسار (سابقاً) شكايته كمواطن، قال له الأخ الشقيق: يا أخي ولية شنو، وطاحونة شنوا!.. الولية دي أمشي أديها ورقتا!.. (طلقا)!.. ولكن السمسار (سابقاً)، والخبير بظروف الحياة، وتعقيدات (خارطة الطريق) قال: أديها ورقتا متين؟.. أطلقا كيف؟.. هو أنا لاقي زمن عشان أطلقا؟..
وهكذا حالنا نحن مع (الجماعة)!.. وبالطريقة دي نشيلهم كيف؟.. هو.. (نحن لاقين نحك راسنا عشان نشيل أو نجيب عسل)؟؟..
عرفتو تفاصيل حكايتنا مع الـ (طاحونة، ومرا مجنونة).. ؟
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست