|
اجيال مبدعة لا تجد من ياخذ بيدها واعمال مهمة تبقي دون ان يدري عنها احد سناء جعفر كمثال
|
لنقاش هادئ هادف علنا نجد مخرجا لبعض من مبدعينا وكتابنا الصغار سنا وتجربة وكبار عملا وقيمة
Quote: شيء ما السبت ,18/07/2009 الخليج حسن مدن منذ شهور كتبت في هذا المكان أتساءل: “هل مات النقد؟”، وخلصت إلى أن النقد الأدبي والفني لم يعد يلعب الدور المحوري الذي اضطلع به في مراحل سابقة في تقديم المنتج الإبداعي إلى القراء، حيث أدى دور الجسر بين هذا المنتج والقراء، الذين كانوا يثقون بالعدة النقدية الرصينة للنقاد ولذائقتهم . اليوم تصدر أعمال مهمة وتبقى على أرفف المكتبات أو في مخازن دور النشر ووزارات الثقافة في العالم العربي، من دون أن يدري عنها أحد، لكي لا نقول يقرأها، لأن النقد تخلى عن مهمته، مكتفياً باللهاث وراء الأسماء اللامعة وحدها، مما جعل أحد الشعراء الشباب يتساءل بمرارة: “هل هناك فائدة من الكتابة؟ هل هناك فائدة من شيء أصلاً؟” .
أذكر أن عدداً من ذوي المواهب كتبوا لي معلقين على الموضوع، معبرين عن حسرتهم على جيلهم الذي افتقد من يأخذ بيده . وهكذا أصبح مصير كثير من إبداعات الشباب الضياع وسط الزحام رغم جودتها .
من هؤلاء كاتبة من السودان اسمها سناء جعفر من بين أعمالها رواية طويلة بعنوان “حوش بنات ود العمدة” تناقش فيها أدق خصوصيات المجتمع السوداني وعادات بعض القبائل، وتناقض بجرأة موضوعات مسكوت عنها تتصل بقضايا الزواج والطلاق وما إليهما، وتعرضت كما تقول صاحبتها إلى نقدٍ قاسٍ غير متخصص جعلها تفتقد الأعمال النقدية المهمة التي طبعت المرحلة الماضية .
شكا الأمر نفسه الشاعر المصري الشاب حمزة قناوي الذي أصدر ستة دواوين شعرية نال بعضها جوائز أدبية مهمة في مصر ، بينها جائزة أفضل ديوان في ثاني أكبر مسابقة رسمية على مستوى الجمهورية التي ذهبت لديوانه “على أنامل عاشقين” .
في قصيدته “سماء بعيدة”، وبلغةٍ غنائية يفيض بها الشجن يقول الشاعر: “هذي سماؤكَ”، قالت السحبُ الشريدةُ حين مرت فوقَ وجهيَ كاليمامِ، وأسلمَت جسدَ البياضِ إلى الهواء، فأن من وجعٍ وقد شهقَ البياضُ إذ انثنى، هذي سماؤكَ، قالت زهرةٌ نبتت على نهرٍ رصاصي المياهِ، كصفحةِ الروحِ الحزينة للغريب، نأى به حلمٌ شفيفٌ بالغيومِ تلونا” .
لا ضير، لا، بل واجب أن تنال أعمال الأسماء الأدبية الكبرى التي صهرتها تجربة الحياة الطويلة ما هي أهل له من اهتمام وإضاءات نقدية وإعلامية، لكن الأصوات الجديدة تستحق منا أن نتعاطى معها، هي الأخرى، برهافة وحب . |
|
|
|
|
|
|
|
|
|