المرور وقانونه الجديد/ محمد الحسن محمد عثمان ـ قاضى سابق
Jul 20, 2009 - 7:26:39 AM
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
الاستاذ رئيس تحرير صحيفة الصحافة
تحية واحتراما
المرور وقانونه الجديد
لااظن ان هناك بلدا فى العالم يعانى من هذه الفوضى المرورية التى نعانى منها فى العاصمة ويعزى البعض هذه الفوضى لزيادة عدد العربات وهذا مردود عليه بان عدد العربات فى نيويورك مثلا ( وقد مارست السواقة فيها لمدة 6 سنوات) لايقارن بعددها فى العاصمة وتنساب الحركة فى نيويورك بسهولة ويسر ولايوجد هذا الاستهتار القاتل الذى نعانى منه فى شوارع عاصمتنا وقدرت السلطات فى بلادنا ان علاج ذلك يتم عن طريق التخويف بتشديد العقوبة وجعل السجن عقوبة الزامية فى بعض المخالفات مثل تسبيب الاذى الجسيم وقانون حركة المرور راعى فيه المشرع ان حوادث الحركة عباره عن مخالفات وليست جرائم فهى ينقصها القصد ويتوافر فيها الاهمال ويشير القانون فى المادة 51 "يعد مرتكبا مخالفة اى شخص يخالف اى حكم من احكام هذا القانون وحتى فى المادة 49 (1) يقول"توقع محاكم حركة المرور العقوبات الاتيه :
فى حالات (أ)
تسبيب الموت الدية او الديات ايا كانت قيمتها ومع ذلك اعطى القانون المحكمة سلطة توقيع عقوبة السجن لمدة لاتجاوز 6 شهور إذا رأت ذلك ولم يجعل السجن إلزامى إنما تركه لتقدير المحكمة
اما بعد التعديل الاخير الذى اجازه مجلس الوزراء فقد صار السجن الزاميا فى بعض المخالفات مثل الحادث الذى يتسبب فى الاذى الجسيم ولم يراعى المشرع تاثير عقوبة السجن ومردودها ليس على المخالف بل امتدادها لاسرته فمثلا كبار السن وخاصة المرضى منهم والنساء عموما والحوامل خاصة وتخيلوا معى فتاه ارتكبت مخالفة حركه وادخلت السجن من سيتزوجها بعد ذلك وكثير من العاملين بدخولهم السجن سيفقدون وظائفهم بسبب مخالفة حركه وتتشرد اسرهم
ان المشرع كان ينبغى عليه ان يراعى ذلك ويضع كل ذلك امام عينية قبل ان يجعل السجن الزامى
ان قانون المرور ليس فى حاجة لتعديل العقوبة لجعل السجن الزاميا بقدر ماهو فى حاجة لتفعيله وتطبيقه بكل مواده بدل ان تحصر شرطة المرور المناط بها تطبيقه نفسها فى التركيز على المادة (4) (أ) (وهى الماده التى تتحدث عن ترخيص العربات) وينتشر رجالها فى العاصمة طولا وعرضا لملاحقة المخالفين لها مع ان هناك مخالفات اشد خطورة تعج بها شوارع الخرطوم مثل تجاوز السرعة القانونية ومثل التجاوز على يمين السائق وهى ممنوعة بنص م 22(أ) من قانون الحركة ولكن كثير من سائقى الهايس والحافلات يدمنون هذه المخالفة حتى عندما يريدون ان يغيروا وجهتهم كمثل صينية نهاية شارع الاربعين بانت او السلاح الطبى مع شارع المورده ...ومن اغرب مارايت ان رجال مرور يساعدون اشارات المرور لتنظيم الحركة لانه ببساطة ان السائقين لايحترمون هذه الاشارات ويتجاوزون الضوء الاحمر اذا لم يتواجد شرطى (تقاطع العرضه مع شارع الاحفاد او فى ود البشير) مع ان الاشارة فى كل العالم كافية لوحدها
ومن الغرائب ايضا ان الصينية اصبح يتم تجاهلها تماما (ومعروف من يدخل الصينيه اولا لديه حق لمرور) والحكاية قلع ان قانون الحركة يمنع على سائق الدراجة النارية(الموتر) حمل آخرين ومع ذلك ارى هذه الدراجة تحمل ثلاثة احيانا واحيانا امرأة او اطفال مع فى هذا من خطورة واغلبها مواتر بلا لوحات
اننى كنت اتوقع ان يعدل قانون الحركة ليخفض ويحدد السرعة بالقرب من المدارس والجامعات والمستشفيات وان تساعد سلطات الحركة بوضع شرطى بالقرب من الجامعات والمدارس عند دخول الطلاب وخروجهم ليساعد فى عبورهم للشارع ولتسجيل المخالفات للذين يسيرون بسرعة جنونية امام المدارس وياليت المشرع قد الزم كل من يحول رخصتة من ولاية لولاية ان يؤدى امتحانا لان الرخص فى بعض الولايات فيها تساهل كثير وكذلك ترخيص العربات
اننا مطالبون بعلاج هذا الوباء (حوادث العربات ) والذى اجتاح العاصمة واصبح يحصد من الارواح اكثر مما تحصده الملاريا واخطاء الاطباء واقترح الاتى
1ـ ان تنتشر لوحات لتوعية السائقين وتنبيههم بالسرعة المسموح بها وعدم التخطى
2ـ ان تمنع الرقشات وعربات الكارو من السير فى بعض الطرق الرئيسية وان يكون لكل صاحب كارو مصباحين امامى وخلفى عند السير ليلا كما تطلب ذلك المادة 35 من قانون الحركة
3ـ ان يلزم اى سائق يدان فى مخالفة ان يكمل كورس تدريبى عملى ونظرى فى القانون واللوائح والسلوك المطلوب كما يحدث فى الكثير من الدول المتقدمة
4 ـ ان يتم التشديد فى منح الرخص لصغار السن
5ـ ان يكون التشديد فى العقوبة بسحب الرخصه بدلا من السجن الالزامى
-------------------
التعديل لتغيير رسم الهاء في نهاية الكلمات (مثل مادّه وحركه وصحافه) إلى تاء مربوطة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة