|
فلم عن لبنان أسرائيلى يفوز بجائزة الاسد الذهبى مهرجان البندقية!
|
فاز المخرج الإسرائيلي صموئيل موعز (47 عاماً) بجائزة «الأسد الذهبي» لـ «مهرجان البندقية السينمائي»، عن فيلمه الروائي الطويل الأول «لبنان»، الذي يروي جحيم الحرب أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، من داخل دبابة «ميركافا»: «أشكركم على هذه السعادة»، كما قال عند استلامه الجائزة مساء أمس الأول السبت، مضيفاً أنه يهديها «لآلاف الاشخاص في العالم الذين عادوا مثلي سالمين من الحرب. هؤلاء الأشخاص يبدون ظاهرياً في حالة جيدة، يتزوّجون ويُنجبون أطفالاً، لكنهم في دواخلهم اضطرّوا إلى أن يتعلّموا كيف يتعايشون مع معاناتهم». وصُوِّر الفيلم كلّه تقريباً في داخل دبابة إسرائيلية. وبحسب معلومات صحافية نُشرت غداة إعلان النتائج، فإن الفيلم «مُثقلٌ بذكريات مخرجه، الذي احتاج إلى خمسة وعشرين عاماً ليتمكّن من الحديث عن الحرب التي روّعته، من خلال عيون أربعة جنود في دبابة لا يمكنهم مغادرتها، ولا يرون من خلالها إلاّ المجازر». في الإطار نفسه، نقلت الزميلة هدى إبراهيم (وكالة الصحافة الفرنسية) عن موعز، الذي كان جندياً إسرائيلياً أثناء تلك الحرب، تشديده على أنهم لم يختاروا هذه الحرب، «بل كانوا هم أيضاً ضحاياها، وإن خاضوها كجنود غزاة»، مشيراً إلى أسفه «لكل من يسقط في العالم ضحية الحروب»، وذلك ردّاً على سؤال للوكالة نفسها خلال مؤتمر صحافي عقده المخرج إثر فوزه بالجائزة، تناول (السؤال) مسألة ماذا يريد قوله للضحايا المدنيين الذين سقطوا في لبنان أثناء تلك الحرب، فأكّد المخرج أنه أراد إظهار الحرب التي لم يختر خوضها «كما هي»، معتبراً أن فيلمه ليس سياسياً، بل منفذ للتعبير عن «إحساس هؤلاء الجنود ومعاناتهم في قلب المعركة»، ونقل هذين الإحساس والمعاناة إلى المشاهدين. وعن مشهد الفلسطينيين الذين يخطفون لبنانيين كرهائن كي لا يقتلهم جنود الدبابة، الذين يقتلون الجميع ردّاً على ذلك، زعم المخرج الجندي السابق ردّاً على تشكيك الزميلة إبراهيم أنه شاهد بنفسه هذا الأمر، وهو «ليس دعاية إسرائيلية»، مضيفاً أن «الجندي في أرض المعركة، نتيجة إحساسه بالخطر، لا يفرّق بين الحقّ والباطل، بل يقتل لمجرّد إحساسه بهذا الخطر. علينا أن نفهم ماذا حدث، ومن هو القاتل ومن ليس قاتلا»، متّهماً مرّة أخرى الفلسطينيين بالتسبّب في قتل اللبنانيين خلال تلك الحرب، كما علّقت الزميلة إبراهيم، التي اعتبرت أن «لبنان» كان يمكن أن يكون أكثر مصداقية وقبولاً «لولا مشاهد عدّة سقطت في نوع من الدعاية الرسمية، التي تقلّل من الجانب الإنساني والواقعي لفيلم يخوض في الشأن الإنساني»، ونقلت عن موعز قوله إن «الضحايا أحياناً هم من يُجبرون على أن يكونوا في موقع لم يختاروه. هذه إحدى أفكار الفيلم، الذي يذهب إلى القول إن الجندي ضحية قرار الحرب، وضحية قادته والقرارات التي تجعله يقف وحده في أرض المعركة، متأرجحاً بين الحياة والموت». من ناحية أخرى، فاز الممثل البريطاني كولن فيرث (49 عاما) بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «رجل وحيد» لتوم فورد (مصمّم الأزياء الأميركي الذي يخوض تجربة الإخراج السينمائي للمرّة الأولى، في فيلمه هذا المقتبس عن رواية لكريستوفر إيشروود)، أدّى فيه دور أستاذ جامعي مثلي الجنس يفقد طعم الحياة بعد وفاة صديقه في الستينيات. وتسلّم فيرث جائزته من الممثلة الفرنسية ساندرين بونّير، وقال باللغة الإيطالية: «إنه أكبر شرف في حياتي»، وتوجّه بالشكر إلى المخرج فورد: «أنت من أفضل المخرجين الذين عملت معهم. إنك فنان حقيقي، وصاحب رؤية». وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى الروسية كسيفينا رابوبورت (35 عاما) عن دورها في «الساعة المزدوجة» للمخرج جوزيبي كابوتوندي، أدّت فيه دور نادلة مهاجرة ذات ماض غامض. وهي قالت متأثّرة بالفوز، باللغة الإيطالية أيضاً: «كأني لاقطٌ للصواعق، تلقّى صاعقة للتو»، وتوجّهت إلى المخرج كابوتوندي ممازحةً: «آمل أن أكون حاضـــــرة عندما تفــــوز بجائزة «الأسد الذهبي» عن أحد أفلامك. آمل خصــــوصاً أن تحفـــظ لي دوراً صغيراً فيه». إلى ذلك، فازت فنانة الفيديو والمصوّرة الإيرانية شيرين نشأت بجائزة «الأسد الفضي» لأفضل إخراج عن فيلمها الأول «نساء من دون رجال»، وقالت: «أتوسّل إلى حكومة إيران أن تعطي الشعب ما يحتاج اليه: الحقوق الإنسانية الأساسية والحرية والديموقراطية»، مؤكّدة أنها صوّرت فيلمها «من أجل الإيرانيين جميعهم»، منتهية إلى المطالبة بأن يصنعوا «السلام مع الشعب الإيراني». وحصل المخرج الألماني التركي الأصل فاتح آكين على جائزة لجنة التحكيم، عن فيلمه الأخير «مطبخ الروح»، وقال معبّراً عن شكره لفريق العمل إنه «الأفضل الذي تعاون معه». ومنح «الحب في زمن الحرب» للأميركي تود سولوندز جائزة أفضل سيناريو لسولوندز نفسه كاتب السيناريو، وفازت الإيطالية جاسمين ترينكا (28 عاماً) بـ «جائزة مرتشيلّو ماستروياني لأفضل موهبة»، عن دورها في فيلم «إيل غراندي سونيو» لميشال بلاسيدو، أدّت فيه دور فتاة ثورية من أصول بورجوازية أثناء أحداث العــام 1968، في حين فاز «السيّد لا أحد» لجاكو فان دورمال بجائزة أفضل مساهمة تقنية.
|
|
|
|
|
|