|
أوباما ... الطريق ليس معبدا تماما !
|
http://www.akherkhabar.net/%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%...A7%D9%85%D8%A7_.html
صحيفة أخر خبر
أوباما ... الطريق ليس معبدا تماما !
الزميل الكاتب : إبراهيم إدريس - كولورادو
لأكثر من 45 دقيقة جلست أمام تلفازي لمتابعة خطبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الجلسة الخاصة التي خصصها الرئيس لمقابلة أعضاء الكونجرس ألأمريكيي لعرض وجهة نظره المتكاملة حول أهم قضية تواجه فترة رئاسته الأولى. كنت حريصاً جداً في هذه المتابعة وقراءة ما بين السطور لكل كلمة تقال – حيث لا يعقل أن تخصص جلسة خاصة غير عادية إن لم تكن هامة – حيث المرحلة السابقة لفترة رئاسة جورج بوش علمتنا أن مثل هذه الجلسات الدورية وغيرها إن تناولت قضية بعينها فهذا يعني للمهتم أن هناك نقطة تحول تهم القاعدة والقيادة إن لم تكن العالم – وهذا ما كان عندما تم النقاش المركزي حول قضية الإرهاب. حيث القضية هي في المقام الزمني قد تمثل النقطة الثانية التي سبقتها الأزمة الاقتصادية منذ مرحلة رئاسته. لكن في جوهرها هي القضية المحورية لحملته الانتخابية.
لهذا قبل أن يبدأ الرئيس بحديثه حول قضية برنامجه الإصلاحي للتأمين الصحي ، نجده قد توقف عند موضوعين رئيسيين ، الأول أن رئاسته عالجت في بداية توليها السلطة أزمة انهيار الاقتصاد التي كانت ستؤدي بكارثة تاريخية للاقتصاد الأمريكي. والتي حملها مباشرة للجمهوريين الذين أعلنوا الحرب على العراق واستخدام الكثير من المال العام في غير موضعه.
أراد أوباما أن يقطع الحديث حول تراجع شعبيته وتنامي المعارضة على سياسته حتى عند بعض الديمقراطيين من يسار الحزب الذين سقطوا في معسكر أعدائه. وهو وضع بهذا النقاط فوق الحروف بلهجة صارمة وكأنه يقول : أنا الرجل الذي سينقذ أمريكا من الإنهيار والتقهقر والقادر على معالجة الإضرار التي لم يكن الديمقراطيين السبب فيها. لهذا لم يبخل بأن يقول أن أزمة الضمان والإصلاح الصحي يجب أن تحل بشكل نهائي لهذا كان واضحاً عندما قال: "لست الرئيس الأول الذي يبدأ بالكلام عن الإصلاح في مجال الصحة، لكنني مصمم على أن أكون الأخير".
بهذا يكون الرئيس وحزبه قد قبلوا التحدي ورفض المهادنة التي أنعشت نبره خصومه السياسيين. بل أكثر من كل ذلك أراد بهذا المقدمة أن يجعل الجمهوريين في موقف الدفاع ، والأكثر أهميه من ذلك ؛ شـحذ همة قطاع عريض من المرشحين الفاعلين في طليعتهم كبار السن الذي خصهم في خطبته بحديث واضح قمع من خلالها – اليمين المتطرف الذي وصمه بالكذب والرياء واضمحلال الحجة - وهو بهذا أراد أن يعد عدته لضمان القاعدة الانتخابية القادمة للعضوية الكونجرس وضمان الأغلبية الميكانيكية التي كان قد فقدها يوماً بيل كلينتون التي بسببها خسر الكونجرس لدعم مشروع الإصلاح الصحي التي قادته زوجته حينها.
الرئيس أوباما بهذه الخطبة يكون قد بدأ العمل السياسي في مرحلة رئاسته الجديدة وتحديداً في المائة يوم الثانية ، بعقلية قيادية من الطراز الأول. حيث كشف عن براعة وقدرة نادرة، إذ طرح مرتكزات أساسية أجابت عن أسئلة كثيرة في المحاور الثلاثة التي تقدم بها بشأن الإبقاء على التأمينات الحالية لمن يرغب في الإبقاء عليها وثبات الضمان الصحي للمسنين وتحديد رؤية شمولية لبرنامج الضمان الصحي العام أو الشامل الذي ستكون الدولة فيها شريك ومنافس شريف للقطاع الخاص ، وذلك في وضوح شامل وغير مُخل خصوصاً عندما أشاد ببرامج عده إيجابيه لِخصومه الجمهوريين في السابق ؛ تحديداً مشروع جون ماكين وخطة الرئيس بوش في بعض الولايات في محاولته لتقديم بعض برامج الإصلاح الصحي . حيث طلب بل فتح الباب لمن يود المساعدة في تطوير برنامجه من خصومه لتقديم تصوراتهم الإيجابية - وليست التعجيزية التي أكد رفضه لها مسبقاً – حيث كان واضحاً بأنه سائر الخطى للإمام في إنهاء هذه القضية نهائياً.
بهذا الخطاب الهام يكون الرئيس الجديد قد بدأ العد التصاعدي نحو القمة الحقيقة إن تمكن من تحقيق مشروعه على أرض الواقع والتي أجمع العديد من المراقبين أنها كانت - عند مفترق الطرق بين أن تكون أو لا تكون - وأن رهان الأجيال على احتمالات التغيير هو إحتمال قد يرى النور وأن ما طرح من برامج إبان الحملة الانتخابية ليس شعارا من أجل الوصول للسلطة كما هي التجارب السابقة وأن عهد جديد في السياسة الأمريكية الداخلية ؛ يمكن الرِهان عليه نحو الإصلاح.
لكنها السياسة ومزالقها تكون دوما الَحَكم في النظام الرأسمالي لاسيما أن الشركات العاملة في مجال الصناعة الصحية هي الخصم اللدود في المعركة القادمة ، فهل سيقف أوباما وحزبه وأمريكا الجديدة في مقابلة هذا الواقع ؟
هذا ما ستجيب عليه المرحلة القادمة أو ستحاول حيث أن المعركة لم تبدأ بعد !
دُمتم
|
|
|
|
|
|