تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 02:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2009, 05:12 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو)
                  

08-19-2009, 05:22 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)
                  

08-19-2009, 05:43 PM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    باشمهندس مهاجر

    سلامات

    العرب جبلوا على هذه منذ القدم وحتى الإسلام لم يغير فيهم ذلك نهائيا..
    المشكلة عندنا في السودان..
    الرق يمارس بفهم وبممارسة..



    تحياتي

    عبدالعزيز
                  

08-20-2009, 04:47 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: Abdlaziz Eisa)

    Quote: المشكلة عندنا في السودان..


    صحيح المشكلة عندنا

    ----

    تحياتى ورمضان كريم يا عبد العزيز
                  

08-20-2009, 05:10 PM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    استغلال الإنسان لأخيه الإنسان فعل قبيح ,,
    لكن هذا الرجل الأبيض الذى يصنع مثل تلك الأفلام التوثيقية
    ماذا ترك هو من الرق ,, وليته وقف عند الرق الذى تستبقى معه حياة الإنسان على ذلتها,, الم يبيد جنسا بأكمله فى امريكا فى الماضى الغريب? ,, الم يستعمر قارات بأكملها فى الماضى القريب ويسوم اهلها سوء العذاب ? الا يعين على تقتيل المسلمين فى اماكن كثيرة فى العالم ,, اتظنون ان حرصه على متابعة حالات الإستغلال التى تحدث فى افريقيا وفى العالم العربى بريئة من الغرض ? اين خاض الرجل الأبيض حربا ولم تكن قذرة ? متى جاء صحفيا غربيا الى العالم الثالث وكان غرضه استجلاء الحقيقة? هؤلاء يا إخوتى كالثعلب الذى برز يوما ومشى فى الأرض يهدى ويسب الماكرينا ,, الا من دفع به ربى ,, رحمة بنا ,, نحن اليوم نعيش وسطهم ونعلم حقيقتهم عن قرب ,, فلا يغرنكم مظهرهم بل الى مخبرهم فانظروا ,, هؤلاء لايرقبون فى مؤمن الا ولاذمة ,, ليعطوا الحرية والمعاملة الإنسانية لأحفاد من احضروهم من مأمنهم دون ذنب جنوه فقطعوا أرحامهم وفصلوا أفلاذهم عن أكبادها ,, لايغرنكم ان جاءوا بريئس اسود فذاك لايشفع لهم لأنهم لم يأتوا به حبا فيه انما حبا فيما يجنوه من مجيئه حسب حساباتهم ,, ولتجدنهم احرص الناس على حياة حتى ولو يتحكم فيهم اسود.
                  

08-20-2009, 06:16 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    Quote: استغلال الإنسان لأخيه الإنسان فعل قبيح ,,
    لكن هذا الرجل الأبيض الذى يصنع مثل تلك الأفلام التوثيقية
    ماذا ترك هو من الرق ,, وليته وقف عند الرق الذى تستبقى معه حياة الإنسان على ذلتها,, الم يبيد جنسا بأكمله فى امريكا فى الماضى الغريب? ,, الم يستعمر قارات بأكملها فى الماضى القريب ويسوم اهلها سوء العذاب ? الا يعين على تقتيل المسلمين فى اماكن كثيرة فى العالم ,, اتظنون ان حرصه على متابعة حالات الإستغلال التى تحدث فى افريقيا وفى العالم العربى بريئة من الغرض ? اين خاض الرجل الأبيض حربا ولم تكن قذرة ? متى جاء صحفيا غربيا الى العالم الثالث وكان غرضه استجلاء الحقيقة? هؤلاء يا إخوتى كالثعلب الذى برز يوما ومشى فى الأرض يهدى ويسب الماكرينا ,, الا من دفع به ربى ,, رحمة بنا ,, نحن اليوم نعيش وسطهم ونعلم حقيقتهم عن قرب ,, فلا يغرنكم مظهرهم بل الى مخبرهم فانظروا ,, هؤلاء لايرقبون فى مؤمن الا ولاذمة ,, ليعطوا الحرية والمعاملة الإنسانية لأحفاد من احضروهم من مأمنهم دون ذنب جنوه فقطعوا أرحامهم وفصلوا أفلاذهم عن أكبادها ,, لايغرنكم ان جاءوا بريئس اسود فذاك لايشفع لهم لأنهم لم يأتوا به حبا فيه انما حبا فيما يجنوه من مجيئه حسب حساباتهم ,, ولتجدنهم احرص الناس على حياة حتى ولو يتحكم فيهم اسود.




    تجارة الرق فى العهد الحديث تبارع فيها العرب و المسلمون لعدة قرون و هم اول من اوصلوها الى البرتقالين قبل ان تصبح موسسة اقتصادية هامة فى العالم الجديد. و هل قصر المسلمين العرب فى ابادة شعوبا باكملها "الارمن" و ثقافات عريقة " الاقباط" و جلب العبيد من البلدان التى احتلوها "اتفاقية البقط".
    شوف يا اخى الفاضلابى, انا دى لسه ببحث عن اخت و اقرباء خطفوا فى اواسط الثمانينات من الجنوب و هم اطفال. هذه الدول الكافرة التى تعيش فيها قدرت ان تدارك عدم اخلاقية الاتجار بالبشر و احفاد العبيد الافارقة يعيشون اليوم فى بيت الابيض و نفس الاوروبين هم الذين القوا الرق فى السودان و حاربوا احد ابطالكم الاشاوس, زبير رحمة. مورتانيا لم تلقى العبودية الا قبل عشرين سنة.
                  

08-20-2009, 08:28 PM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: Zakaria Joseph)

    ابوالزيك ,, ازيك
    ياخ تفوت تخلينى مع عمك ايرنست براى ,, انت زول خوة بتاعك بتسموها بعربى جوبا ,, خوة فرتك ,, ياخى الكلام ده ماصاح منك.
    تانيا ,, ماسر دفاعك عن الرجل الأبيض?
    لنفترض ان كل ماذكرته انت فى مداخلتك صحيح ,, هل هذا يبرر للرجل الأبيض مافعله ويفعله?
    اما بالنسبة لإتهامك الزبير باشا ,, فذاك مبنى على تاريخ كتبه المتهم واللى فى ايدو القلم مابكتب نفسه شقى ,, ولا موهيك يا ابو الزيك.
                  

08-24-2009, 07:26 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    يا الفاضلابى, لو عايز النضم الما كويس فى رمضان, فدى سيكون على مسؤليتك.
    يا اخى, انا دارس للتاريخ, و الرجل الابيض هو اخر من دخل هذه التجارة فى القرن الخامس عشر عندما اصطدموا بقارة جديدة اسمها اميركا. اما الحضارات القديمة, فراعنة و اغريق و الهلال الخصيب و حتى شبه الجزيرة العربية, فلقد كانت تجارة الرق مصدر اقتصادى هام. يعنى لمن ابن ابى سرح طلب عدد معين من العبيد من النوبة فى اتفاقية البقط, كانت معظم الشعوب الاوروبية بدائية متخلفة و العرب هم من استخدموا العبيد و على اسس اقتصادية بحتة فى اوربا بعدما غزوها.
    و بعدين, من القال ان الزبير باشا ما كان تاجر رقيق?
    و هل يعقل ان تكون عنصرى? انا ما عندى اى مشكلة مع اى جنس, ابيض, اصفر, احمر, ازرق, اخدر. الما بيعجبو لونى او شكلى او دينى او قبيلتى او منطقتى الجاى منها او لغتى, دى مشكلته و لا ابنى مواقفى عن تاريخ اسلاف مجموعة معينة, بل عن مقدار وعيهم لماهية الغير. احترم من يحترم او يقبل الغير و احتقر العكس.
                  

08-24-2009, 07:45 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: Zakaria Joseph)

    لاحظ يا الفاضلابى بان جلب العبيد الى اميركا من افريقيا كانت عملية تجارية بحتة. فقد جرب البيض الهنود الحمر و لكن امراض الاوروبية سرعان ما فتكت بالسكان المحلين و اتجهوا الى العبيد البيض من اوروبا "indentured servants" و لكن هولاء كانوا فى غاية الغلاء و فطنوا على ان مبلغ لشراء خدمات عبد ابيض لمدة عشرة سنوات يكفى لشراء عبد افريقى مدى الحياة. و الكلام دى كله فى القرن الخامس و السادس عشر الميلادى.
    و لم يكن للاوروبين الاوئل فكرة دنوية الجنس الاسود لان حكاية دى ادنى و دى اعلى ظهرت مع حركة تحرير العبيد و الكلام بدا فى الكنائس. كويكرز تحديدا.
    و قبلها تذكر ما كتب عن عنتر و بعده شعرالمتنبى و الذى يعشقه اهل السودان.
    جيب لى واحد امام مسجد استنكر ما كان يفعله المراحيل فى الجنوب او وضع العبيد فى مورتانيا.
                  

08-21-2009, 01:44 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    up
                  

08-21-2009, 02:18 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    حابى بنت رباح, وهى قد تحررت من العبودية, تقول:

    صعب على جدا فى البداية ان اترك اسيادى. كنت اتوقع اننى ليس لدى خيارات. لاننى لم اكن اتخيل كيف يمكننى العيش بدونهم.
                  

08-22-2009, 09:26 AM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    لشخص الاخر فى الكليب الاول يدعى ابا عيد, ويعمل فى منظمة OS SLAVES

    قال انه حرر اكثر من 50 عبد فى السنتين الاخيرتين

    وما زال هنالك الكثير من العبيد فى موريتانيا

    وفى القرن ال 21

    !!!!!!!!!!!!
                  

08-23-2009, 04:18 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    up
                  

08-24-2009, 06:58 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    ...
                  

08-25-2009, 04:57 AM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    Quote: يا الفاضلابى, لو عايز النضم الما كويس فى رمضان, فدى سيكون على مسؤليتك.

    ابو الزيك ...
    ياخوى الله لاجاب النضم الماكويس بينى وبينك
    انت زول معزتك عندى خاصة لأنى اراك تحترم الغير فيما تكتب بغض النظر عن جنسه او دينه اولونه
    واقدر لك احترامك للمسلمين وشهرهم الكريم وانك تصنف الأنسان بسلوكه تجاههك وليس بلونه او دينه كما قلت .
    لذلك تجدنى لا اتردد فى المداخلة معك اينما وجدتك
    اخيرا ...
    حكاية التاريخ دى انا ما بلحيل فيها ,, عشان كدى ما بلاويك فيها كتير
    ولكن أنا احكم على الرجل الأبيض مما أعيشه الآن وليس من التاريخ فقط
    وعموما عندما أقول الرجل الأبيض فأنا أتكلم عن الرجل الأبيض الذى يدير دفة السياسة وهذا لاينفى وجود رجل أبيض ينافح عن الأجناس المقهورة
    والتعميم ظلم .
    وارجو ان يمر من هنا دارسا للتاريخ وينشبك فيك وماتلقى زول يخارجك الا الفاضلابى .
    خارج النص
    ان شاء الله تكون مريخابى.
                  

08-25-2009, 05:12 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    شكرا لكل المتداخلين

    هذه دراسة تاريخية وجدتها فى موقع:

    http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=225



    Quote: تجارة الرقيق وأثارها علي ا لعقل الأفريقي


    الكاتب : د . جلال السعيد الحفناوي ـ ا.د عبد الله عبد الرازق ابراهيم

    --------------------------------------------------------------------------------

    د . جلال السعيد الحفناوي*

    ا.د عبد الله عبد الرازق ابراهيم

    أولا: القوي الأوربية وتجارة الرفيق

    بدأت تجارة الرقيق بين أفريقيا والبرتغال في عام 1441 عندمــا احضر انتامكالفس (Antamconcalves) أول حمولة للشبونة وكانت هذه بداية عملية تدفق منتظمة من الرقيق إلي البرتغال وكانت جزيرة ارجوين (Arguin) المركز الرئيسي لهذه التجارة علي ساحل افريقيا الغربي (1)
    ولكن بعد اكتشاف اراضي جديدة انتقل مركز الجاذبية التجاري إلي الجنوب وصارت منطقة سانجامبا مجالا خصبا لغارات الرقيق وانتهي الامر بساحل بنين ومن المحتمل أن ازدهار تجارة الرقيق في غينيا العليا في عام 1470 وأن بنين لم تفتـح حتي عام 1486 (2)

    وشارك الأمير هنري الملاح (1394- 1460) في هذه التجارة عندما احضر عددا من رقيق افريقيا واخذ بشجع هذه التجارة بجلب حوالي 700أو 800 عبدا من افريقيا وتوسعت هذه التجارة بعد اكتشاف الامريكتين وشملت القارة باسرها حتي صارت كلمة التجارة الافريقية تعني التجارة في البشر (3).

    * أستاذ مساعد بكلية الأداب جامعة القاهرة .

    وخلال القرن السادس عشر امكن الحصول علي الاف الرقيق من الساحل من مملكة انجولا ولوندا التي تأست في عام 1578 ثم نمت وتطورت حتي صارت اكبر ميناء بحري يعمل في هذه المنطقة وصارت مركزا لتجارة مزدهرة في الرقيق (4)

    وبعد ذلك صارت جزيرة ساوتومي (Sao Tome ) مركز تجارة الرقيق في خليج غانا حيث كان حيث الزنوج يؤخذون إلي ساوتومي من بنين ومن اماكن اخري .

    علي الساحل بين وكيب سانت كاترين وكانت أول ارساليه من الزنوج قد بيعت قد بيعت في لشبونة لجزر الهند الغربية في عام 1510 وبذا تكون البرتغال أول من افتتح صفحة الرق في العصر الحديث ولن كانت تبدو انسانية متصلة بالعامل الديني فمما لاشك فيه ان البرتغاليين هم مؤسسو مدرسة الرق الحديث (5)

    دور البرتغال
    ونظرا لأن البرتغاليين كانوا أول من شق الطريق إلي افريقيا وامريكا فقد صاروا تجار الرقيق الاول , واصبحوا يزرعون المستعمرات الاسبانية بالاعداد المطلوبة وقد جلب البرتغاليون في عام 1503 بعض الرقيق الافارقة للعمل في جزيرة هبسانيولا (Hispaniola) (6)

    وافق الملك الاسباني فرديناند علي استمرار العبيد رسميا للعمل في المزارع الجديدة ويظل الرقيق يتجهون إلي البرتغال ثم إلي امريكا وقد وصل الرقيق الذين يباعون في أسواق لشبونة في عام عام 1504 مابين عشرة الاف واثنتي عشر الفا وارتفع عدد الرقيق المصدر من غرب افريقيا بسرعة بعد افتتاح التجارة عبرالأطلسي ففي السنوات الأربع من عام 1512- 1516 تم حمل أكثر من 700 عبد سنويا إلي البرتغال واسبانيا من سنتياجو وحدها وازدهرت جزيرة ساوتومي حيث انها كانت مصدر الرقيق الأفريقي حتي عام 1587 وقد وصل تصدير الرقيق في بعض السنوات إلي عشرة الاف عبد. (7)

    وفي عام 1515 شحن الاسبان أول حمولة إلي اوربا من سكر الهند الغربية وفي عام 1518 وهو عام كئيب في تاريخ افريقيا حيث حمل الاسبان أول حمولتهم من الاسري مباشرة من غرب افريقيا إلي جزر الهند الغربية وطوال القرن السادس عشر ازدادت هذه التجارة بشكل واضح , واستمرت بعد ذلك في السنوات التالية. (8)

    وكان نظام التجارة الذي بدأ في أواخر القرن السادس عشر كانت وسيلة البرتغاليين في تجارة الرقيق أن تتكون الشركة التي يكون عمادها احد الاشراف الذي يستطيع السفر اولا إلي الممتلكات الاسبانية في العالم الجديد أو يستطع الاتصال بأحد الأشراف الاسبان في اسبانيا حيث يحصل منة علي عقد بتوريد عدد من الرقيق حتي اذا نجح في ذلك أسرع إلي البلاط البرتغالي ليحصل علي مرسوم باحتكار التجارة في منطقة من المناطق علي الساحل الأفريقي وكان ينجح في هذا بواسطة دفع مقدم كبير لهذا العقد أو عن طريق الرشوة (9)

    وقد اقام البرتغاليون حصنا لهم في لواندا وحصنا أخر في بنجويلا في عام 1617 واصبحت مهمتها تلقي رسائل العبيد التي تجلبها من الداخل عن طريق الامراء المحاربين من أجل نقلهم إلي البرازيل وفي هذه الحصون يقوم البرتغاليون بتقسيم هذه الارساليات إلي أنواعها المختلفة طبقا لاحجامهم واوزانهم وقد حملت السفن البرتغالية إلي الامريكتين ملايين العبيد الذين قدر عددهم بحوالي مليونين وثلاثمائة وتسعة وثمانين الفا من ميناء انجولا وحدها وذلك في الفترة مابين 1486- 1641 وهو ما يعادل تسعة الاف من العبيد سنويا (10)

    ونظرا لان اسبانيا لم يكن لديها قواعد تجارية في غرب افريقيا لذا فإن العمليات التجارية كانت تتم عن طريق عقود يمنحها الاسبان للتجار الذين كانوا من اصل برتغالي ولكن مما لا شك فيه ان قدرات البرتغال لنقل الرقيق عبر الاطلسي كانت محدودة بسبب قلة سفنها في القرن السادس عشر وكانت أسبانيا تجني أرباحا طائلة من مستعمراتها في الأمريكتين ولقد لفت هذا انتباه دول أوربية أخري هالها الفزع بسبب هذه الثروات الضخمة وابرز هذه الدول في القرن السابع عشر كانت هولندا .

    هولاندا و تجارة الرقيق :

    كانت الارباح الهائلة التي حققتها اسبانيا قد اغري القوي البحرية الاخري في غرب اوربا ولم تعد هذه القوي تحترم استغلال اسبانيا لللامريكتين وحدها ولم تستطع كل من فرنسا وانجلتر وهما المنافسان الوحيدان لاسبانيا في المحافظة علي موضع قدم لهما في امريكا في القرن السادس عشر واكتفت الدولتان بعمليات السلب والنهب والسطو علي المستعمرات الاسبانية وعلي الاسطول الاسباني الذي يجلب الفضة من مناجم امريكا لاوربا . وحتي عام 1550 لم تجد كل من اسبانيا والبرتغال منافسا لهما سواء في الامريكتين أو علي سواحل المحيط الهندي أو سواحل افريقيا وفي عام 1580 صار ملوك اسبانيا حكاما علي البرتغال ومن ثم صاروا اصحاب كل المصالح الاستعمارية فيما وراء البحار وفي عام 1573 ثار سكان هولندا ضد الحكم الاسباني واستطاعوا المحافظة علي استقلالهم رغم كل المحاولات الاسبانية لاخضاعهم وبدأت هولندا تجرب خطها في مجال الاستعمار ورحب الوطنيون في أفريقيا بهذا العمل الجديد فاستقروا في موري (Mori)

    وبوتري (Butri) وكرومانتين (Korrnantine) وصار التجار الهولنديون الموزعين الرسمين للتوابل وغيرها من المنتجات الشرقية في شمال غرب اوربا (11)

    وفي نهاية السادس عشر اغلق فليب الثاني ملك اسبانيا مواني البرتغال واسبانيا امام سكان هولندا كجزء من حملته للقضاء علي الثاثرين الهولنديين . وفي عام 1610 تحطمت القوي البحرية البرتغالية في المحيط الهندي وسيطر الهولنديون تماما علي تجارتها . وفي عام 1621 اسس الهولنديون شركة الهند الغربية الهولندية التي تهتم أساسا بالامريكتين . وواصلت الشركة مهمتها في مساعدة الفرنسيين والانجليز في مهاجمة السفن الاسبانية القادمة من الامريكتين لدرجة ان اسبانيا فقدت السيادة علي البحار في عام 1620 ثم تطور الامر بمهاجمة الهولنديين للبرازيل التابعة للبرتغال واستطاعوا في عام 1637 السيطرة علي جزء كبير من هذه المستعمرة (12)



    واستطاع القائد الهولندي موريس ناسو (Maurice Nassau) الاستيلاء علي المراكز التجارية البرتغالية في غرب افريقيا في ارجوين ((Arguin وجوري (Goree) وساوتومي (Sao Tome) ولواندا (Loaimda) وفي عام 1640 استقل البرتغاليون عن اسبانيا .ومن ثم يعد هناك مبررا للهجوم علي الممتلكات البرتغالية ورغم أن الهولنديين قد حاولوا المحافظة عليه الا انه في عام 1648 استرد البرتغاليون ساوتومي ولواندا، وفي عام 1654 طرد الهولنديون تماما من البرازيل وبالرغم من ذلك فإن شركة الهند الغربية الهولندية احتفظت بأرجوين وجوري وكل القلاع الحصينة علي ساحل الذهب وظلت اقوي القوي الاوربية علي ساحل غينيا وصارت اكبر قوة منظمة في تجارة الرقيق عبر الاطلسي وكانت الشركة تجد سوقا لها في المستعمرات الاسبانية في امريكا .

    وامتد نشاط الهولنديين في ساحل افريقيا إلي الكونغو , وكان لشركة الهند الغربية الهولندية دور كبير في هذا المجال حيث منحتها الحكومة الهولندية سلطة واسعة في مستعمراتها في غرب افريقيا فاحتكرت التجارة في هذه المستعمرات (13)

    وهذا وقد استطاع الهولنديون مد نشاطهم شرقا حتي نهر جريت فش ( (Great Fishوامتدت مزارعهم عن حافة الكارو الصغري (Little Karoo) (14) وتعاون الهولنديون مع البرتغالبين علي أساس أن يقوم المستعمرون البرتغاليون بتزويد الهولندييين بما يحتاجون إليه من رقيق للعمل في مزارعهم وظل الامر كذلك حتي غزت فرنسا هولندا في عام في عام 1784 وهرب وليم اورانج (William Crange) إلي انجلترا وهناك اتفقت معه علي تكوين حكومة في المنفي وأن يحتل الاسطول الانجليزي منطقة الكيب ليعرقل نشاط الفرنسيين في السيطرة عليها (15)

    وكان لتحطيم هولندا للقوة البحرية الاسبانية في المياة الامريكية اثره علي سيطرة الانجليز علي المناطق الاسبانية في جزر الهند الغربية أو في المناطق التي لم يحتلها احد بعد خاصة بعد ان قام الانجليز بالاجهاز علي قوة اسبانيا البحرية بتحطيم الارمادا (Armada) في عام 1588 .

    وصارت تجارة الرقيق عملا مشروعا في القرن السابع عشر وكان الحصول علي الرقيق يتم بطريقيتين احدهما داخلية أي داخل المجتمع الافريقي نفسه حيث يستعبد الشخص الذي يقترف أي جريمة , أو قد يبيع نفسع وذريته لوفاء دين عليه والثانية خارجية حيث يتم خارج المجتمع وفيها يتم الحصول علي الرقيق عن طريق الأسر في الحروب وكان هؤلاء الرقيق يباعون إلي وكلاء الشركات الاوربية وفي غرب افريقيا كان بعض الرقيق يعملون كعمال زراعيين في مزارع الملوك والامراء وفي بعض الحالات كانوا يعملون في التجارة أو الخدمة في الجيوش أو كموظفين في البلاط الملكي. (16)

    وقد تطورت عملية الحصول علي الرقيق بمضي الزمن بعد أن ازدادت الحاجة اليهم فنظمت عمليات القنص والشحن وعقدت عقود احتكار هذه التجارة وكان الرقيق يؤخذون من غمبيا ومن وديان الانهار الواقعة في جنوبها حتى سيراليون حيث كانوا يسلمون الى التجار الهولنديين. ونظرا لان هذه التجارة كانت تدر ارباحا طائلة فقد دخلت دول أخرى في مجالها فقدم الانجليز والفرنسيون وبدأوا يقيمون الحصون والمراكز التجارية لصالحهم. وتألفت الشركات البريطانية التي أخذت تحتكر التجارة في الرقيق. (17)

    دور انجلترا في التجارة
    لا ينسي التاريخ ما قام به الانجليز من جهود في تجارة الرقيق منذ القرن السادس عشر حيث كان القرصان الانجليز سيرجون هوكنز (Sir John Hawkins) أول بريطاني يؤمن بجدوي تجارة الرقيق التي تحقق ارباحا تفوق ارباح الاتجار في الذهب أو العاج وبدأ مغامراته في هذا المجال عندما رسي في سيراليون لأول مرة في الثامن من مايو 1511 واسره أربعمائة افريقي وباعهم للأسبان في العالم الجديد وذلك مقابل 35 جنيها للأفريقي وتبعه في هذا المضار عددا اخر من التجار الانجليز (18)

    وكانت الشركات البريطانية تعمل اولا في ميدان تجارة الذهب ولكنها بدأت تتجه إلي الرقيق وكانت أول دفعة من هذا الرقيق قد وصلت إلي فرجينيا (Virginia) في عام 1620 وبلغ عددهم عشرين الفا فقط (19)

    ومنذ عام 1640 بدأ الانجليز يصدرون الرقيق إلي مستعمراتهم ومستعمرات الدول الأخري في الامريكتين . ولما كانت هذه التجارة تدر ارباحا طائلة فقد تحول عدد كبير من الانجليز إلي تجار رقيق حتي أن عدد الرقيق الذين حصل عليهم البريطانيون في عام 1700 حوالي 15000 عبد نقلهم الانجليز عبر الأطلسي وزاد هذا العدد إلي 40000 في عام 1800 وبلغ عدد السفن البريطانية التي كانت تعمل بنقل الرقيق حوالي 192 سفينة يتبع ليفربول وحدها 107 سفينة ويتبع لندن 58 سفينة بالأضافة إلي اربع سفن تخص لانكستر . وكان مع هذه السفن 5000 عيد وصارت منطقة سيراليون أهم المصادر الرئيسية للرقيق في القارة الافريقية وكان تجار الرقيق يقيمون مخازن وحظائر لحفظ الرقيق المخطوفين وكانت تلك المخازن تقام داخل قلاع وصل عددهم في عام 1791 حوالي 40 قلعة . وكان يتبع الهولنديون وحدهم 15 قلعة وللانجليز 14 قلعة ولكل من البرتغاليين والدنماركيين اربع قلاع أما الفرنسيون فكانت لهم ثلاث قلاع، لقد كان دخول الدول الجديدة إلي ميدان تجارة الرقيق وبالا علي سكان افريقيا (20) اذ قامت هذه الدول مجتمعة بالعمل في الرق الجماعي واخذت بريطانيا مكان القمة في هذه التجارة حيث وصل عدد الرقيق الذين ارسلوا إلي الممتلكات البريطانية وحدها فيما بين اعوم 1680 , 1786 إلي مليونين ومائة وثلاثين الفا واذا قدرنا ان وما وصل إلي المستعمرات كان نصف ماخرج من افريقيا لأدركنا أي خلل تعرضت له افريقيا خلال القرن السابع عشر حيث قدر ما وصل إلي المستعمرات الاوربية كلها حوالي اربعين مليونا وهذا يعني أن قارة افريقيا خسرت قرابة ثمانين مليونا (21)

    وليس أدل علي سوء المعاملة التي كان يلقاها الرقيق من جانب الاوربيين من تعليق هورس مان (Horace Maann) النائب عن ولاية ماسوشيتي الامريكية في مجلس العموم في 30 يونية عام 1848 حيث جاء فيه إن الانسان اذا ما أراد أن يصف الافعال التي يخجل منها الاشرار فيمكنه القول أن بريطانيا العظمي كانت الأم بينما كانت مستعمراتها الامريكية بنات لها , وكانت الأم تلهث من أجل الحصول على الذهب وحتي يمكنها الحصول عليه فعقدت اتفاقا مع اللصوص والموت وكانت وسائلها للحصول علي اغراضها من هذه التجارة في الرقيق هي القيود والسلاسل الحديدية والاسلحة النارية وغيرها لإصطياد الجنس البشري وقد جعلت من افريقيا مسرحا لصيدها ومن مستعمراتها سوقا لها . فقد اندفعت إلي حيث يسكن السود كالذئب إلي حظيرة الغنم في منتصف الليل واشتعلت في القارة الافريقية النيران حتي تتمكن من الامساك بأهلها وهم يهيمون علي وجوههم من لهيب النيران عرضت الاطفال والشيوخ للهلاك أما الاقوياء من الرجال والنساء فقد ساقتهم فزعين مضطرين إلي الشاطئ مقيديين ومغلقين كالبضائع علي مراكب ليس بها أية تهوية ومتلاصقين لدرجة لا تسمح حتي بمرور الهواء بينهم لتبدأ رحلتهم عبر المحيط وقد تفتح فتحات المراكب مرة يوميا لا مدادهم ببعض الطعام أو إخلاء الموتي . حتي تصل المراكب إلي شاطئ فيكافئ الاوغاد من أهل الارض الجديدة اللصوص بشراء ضحاياهم. (22)

    واثناء هذه الرحلة في التجارة المثلثة كانت تتبع اقصي الوسائل الوحشية التي كانت تؤدي في معظم الاحيان إلي هلاك عدد كبير من الرقيق وكان العبيد يجبرون علي فتح افواههم لبلع الطعام بواسطة قضبان حديد محماة في النار رغم شعورهم بالمرض كما كانوا يجبرون علي الرقص والغناء وذلك بالقفز إلي أعلي مع ضرب ملابسهم بقوة لتحدث صوتا ومن يرفض يتم ضربه بالسياط كان الرقيق يربطون بالسلاسل والقيود الحديد مع بعضهم ازواجا وهم عرايا تماما ويتم شحنهم في المراكب في مساحة لا تتجاوز للفرد 18 بوصة حتي لا يلتفت أي عبد وراءه أو علي جانبه وحتي دون مراعاة لأي ناحية صحية وذلك حتي يمكن شحن أكبر عدد ممكن من الرقيق .

    وهناك قصص يصعب حصرها عن تلك المعاملة القاسية التي كان يواجهها الرقيق وتأخذ مثالا واحدا لتلك الاعمال غير الانسانية لسفينة انجليزية تدعي زونج (Gzong ) ابحرت عام 1581 في رحلتها عبر الاطلنطي وهي محملة بكامل حمولتها من الرقيق وعندما اكتشف أن مياه الشرب غير كافية لهذا العدد الذي تحمله السفينة وخوفها من هلاك كل ركابها فقد تم الالقاء بحوالي 132 عبدا في عرض البحر حتي يمكن استرداد قيمة الخسارة من شركة التأمين وبالفعل تم تعويض السفينة بواقع 32 جنيها استرلينيا عن كل عبد وذلك علي اعتبار أن هذا الرقيق عبارة عن ممتلكات أو متاع شخصي لولا التضحية به لفقدت كل الشحنة وأيدت المحاكم الامريكية ذلك وقررت أنه لاتنطبق عليهم اية جريمة من جرائم القتل. (23)

    وظهرت الوحشية في ممارسة هذه التجارة حيث شلت مظاهر الحياة الافريقية وصارت الارض التي نزلها الاوربيون احلك بقاع العالم ظلاماً وسوادا وعزلة. ومن الحقائق التاريخية أن الافريقيين انفسهم لطخوا ايديهم بهذه الدماء فاشتركوا مع غيرهم من التجار الاوربيين بنصيب وافر في هذه التجارة إذ لم يكن التاجر الاوربي يجرؤ علي التوغل في الداخل خوفا من فقدان حياته وكانت بعض القبائل الافريقية التي عرفت بالقوة والشجاعة معا توفر علي التاجر الاوربي كل هذه المخاطر. فيسوقون بني جنسهم بالالوف إلي الشواطئ تحت لهيب السياط واستمر الرق والقارة تتعرض لحملات متصلة والتجار يشجعون استمرار هذه التجارة التي كانت تدر ارباحا طائلة حتي اواخر القرن الثامن عشر ووصلت تجارة الانجليز في الرقيق ذروتها قبل حرب الاستقلال الامريكية وكانت ليفربول اهم موانيها وإلي جانبها لندن وبرستول ولانكستر. (24)وادرك الانجليز أن التاريخ لن يغفر لهم ما اقترفوه من اثام في حق الجنس البشري بممارستهم هذه التجارة في الجنس البشري فتكونت بعض الجماعات الانسانية لمكافحة الرقيق ومن ابرز اعضاء هذه الجماعات توماس كلاركسون (Thomas Clarkson)الذي سافر إلي برستول وليفربول لجمع بيانات عن الرقيق واستطاع ان يجمع العديد من المعلومات عن هذه التجارة وحمل معه عند عودته نماذج من قيود اليدين وقيود القدمين ونازعات الاظافر وفاتحات الفم واسياخ الحديد التي كانت تكوي بها أجسادهم عند كتابة اسماء اسيادهم علي ظهورهم وكذلك الاطواق التي كانت تشد إليها رقابهم حتي لا يفرون إلي الغابات. (25)

    كما نقل جون نيوتن (John Newton ) احد تجار الرقيق الذي صار قسيسا بكنيسة سان ماي بلندن صور عن سفن العبيد الرحلة عبر الاطلسي إلي العالم الحديد . ولعبت الكنيسة دورا ملحوظا في الدعوة إلي الغاء تجارة الرقيق حيث اصدر البابا ليو العاشر (شغل منصب البابوية من 1513- 1522 ) قرارا ضد العبودية . كما أصدر الامبراطور شارل الخامس امرا في عام 1542 يقضي بمنع الاتجار في الرقيق وباطلاق سراح جميع العبيد في امريكا الاسبانية كما وجهت الملكة اليزابث لوما شديدا إلي جون هوكنز الذي نقل العبيد في عام 1562 إلي جزيرة هيسبانيولا وتحركت قوي أخري تدفعها الشفقة علي ابناء الجنس البشري فاصدرت جماعة الكويكرز (Quakers) قرارا في عام 1724 ضد تجارة الرقيق. (26)

    وفي عام 1783 اسست هذه الجماعة أول جمعية لألغاء الرق في بريطانيا وقامت بحملة واسعة من أجل القضاء علي هذه التجارة وخاصة في غرب افريقيا وكانت هذه الجمعية أول واحدة من نوعها في العالم وكان ذلك سببا لتحرك طوائف الكويكرز في المستعمرات البريطانية في امريكا فطردت من بينهما كل من يمتلك عبدا ورفض تحرره. (27)

    وعندما ثارت المستعمرات البريطانية في امريكا ضد الحكومة وحاربت الانجليز وحصلت على استقلالها في عام 1783 وعد البريطانيون اثناء الحرب العبيد هناك بمنحهم الحرية اذا ما تخلوا عن اسيادهم من الامريكيين وقد هرب عدد كبير منهم وانضموا إلي القوات البريطانية ورحل عدد منهم إلي لندن بعد الحرب حيث صاروا فيما بعد مصدر قلق في المجتمع.

    ثانيا: اسباب التحول عن تجارة الرقيق:
    وتحركت بعض الشخصيات البارزة في المجتمع تدافع عن تلك الفئات المنكوبة واخذت هذه الشخصيات تقود حملة ضخمة لاقناع الشعب البريطاني بفظاعة هذه التجارة ويطالبون بالغائها والقضاء عليها ومن تلك الشخصيات جراتفيل شارب (Granville sharp) الذي التقي بأحد العبيد جوناتان سترونج (Jonatan Strong) الذي التقي بأحد المحامين في جزيرة بربادوس وقد لقي هذا العبد معاملة قاسية من سيده انتهت بفقدان احدي عينيه. (28)

    قام شارب بطبع نشرة عن سوء معاملة هذا العبد ووزعها علي الاوساط القضائية وتضمنت الدعوة إلي مساواة العبد في الحقوق والواجبات بمجرد ان تطأ قدماه ارض انجلترا وفي تلك الفترة ظهر إلي حيز الوجود قضية العبد جيميس سمرست (James Smerst) جاء هذا العبد إلي انجلترا في صحبة سيده شارل ستيوارت وما أن وصل إلي انجلتر حتي هرب من سيده لكن امكن القبض عليه مكبلا بالاغلال وارسل إلي جزيرة جامايكا وعرض الامر علي القضاء فقضت المحكمة في 22 يونية 1772 بالحكم الذي اصدره القاضي اللورد مانسفيليد (Lord Mansfield) بأنه بمجرد أن تطأ قدم أي عبد أي جزء من ارض بريطانيا أو ممتلكاتها فأنه يصبح حرا , وكان هذا الحكم أول صفعة اصابت تجارة الرقيق والعاملين بها وضاعف من الامال المعقودة للقضاء عليها. (29) وبعد الحكم في قضية هذا العبد بدأ دعاة تحرير الرقيق يكثفون من نشاطهم فتألفت في لندن في عام 1787 جمعية تتكون من اثني عشر عضوا منهم ثمانية من جماعة الكويكرز واخذت هذه الجمعية تطالب بالغاء تجارة الرقيق وتقابل معهم وليم ولبر فورس (William Wiberforce) الذي وعد بالتحدث بلسانهم في البرلمان . وجد دعاة تحرير الرق فيما يبدو حيث كان عضوا في البرلمان البريطاني 1781 وكان خطيبا مشهورا وبدأ وليرفورس يتبني قضية تحرير الرقيق استطاع اقناع صديقه وليم بت (William Pitte) بمحاربة هذه التجارة. (30)

    وحتي عام 1804 لم تقم انجلترا بأي أجراء ايجابي لاجل مقاومة هذه التجارة بينما كانت الدنمارك قد سبقتها واصدرت مرسوما ملكيا في 16 مايو 1792 بابطال تجارة الرقيق علي رعاياها ولكنها جعلت عام 1802 نهاية التجارة. (31)

    واخيرا نجحت الحركة من جديد عندما أثارها لورد جرانفل عام 1806 ونجح في حمل المجلس علي اصدار قرار بانهاء تجارة الرقيق من جميع الاراضي البريطانية ولكن لم يوافق مجلس اللوردات الا في عام 1807 (32)

    وتوجت هذه الجهود عندما وافق البرلمان في عام 1708 علي الغاء تجارة الرقيق وتحولت مدينة فريتون (Freetown) في سيراليون إلي قاعدة للاسطول البريطاني لمراقبة تجارة الرقيق عبر المحيط الاطلسي وواصل دعاة تجارة الرق جهودهم حتي صدر القرار النهائي بالغاء الرق في عام 1833في جميع انحاء الامبراطورية البريطانية.

    واخذت الحكومة البريطانية تسعي جاهدة لتنفيذ هذا القرار عن طريق دوريات سفن الاسطول البريطاني التي اخذت تجوب مياه غرب افريقيا لمنع تصدير الرقيق أو نقله واصبح عدد السفن التي تعمل في مكافحة تجارة الرقيق حوالي عشرين سفينة حربية تقل اكثر من ألف بحار مهمتهم البحث عن السفن التي تتاجر في الرقيق وكانت سيراليون هي القاعدة البريطانية الوحيدة التي تضم قاعدة لسفن دوريات مكافحة الرق وانشئت بها محكمة لمحاكمة السفن التي يتم القبض عليها وهي تحمل الرقيق. (33)

    ونجح الاسطول البريطاني في القبض علي مئات السفن التي تعمل بهذه التجارة كما استطاع أن يحررعشرات الالوف من العبيد وبالرغم من هذا فقد استمرت سفن الرقيق تحمل حوالي 00و125 عبد حتي عام 1830 ورغم هذا استمرت بريطانيا في مكافحتها لهذه التجارة وتبعتها دول أخري حيث حرمت الدنمارك تجارة الرقيق في عام 1802 وحرمتها الولايات المتحدة في عام 1804 وحرمتها فرنسا في عام 1818 الاأن اصدار هذه القوانين لا يعني القضاء علي تجارة ارقيق وذلك لان الدول الاوروبية لم تكن جادة في وضع هذه القوانين موضع التنفيذ .

    وكان مؤتمر فيينا الذي عقد في عام 1815 لاعادة تنظيم خريطة اوربا بعد الحروب النابوليونية فرصة طيبة لمحاربة تجارة تجارة الرقيق لا سيما وان السفن التابعة لدول شمال افريقيا كانت دائمة الاغارة علي سفن الدول الاوربية لنهبها واسترقاق ركابها فاتخذ المؤتمر قرارا بضرورة سحق هذه التجارة ومن أجل تنفيذ ذلك عقدت كل من انجلترا وفرنسا اتفاقا بالتعاون في عدم ادخال الرقيق في ممتلكاتها علي أن تتوقف هذه التجارة نهائيا في أول يونية عام 1819 (34)

    وفي عام 1817 سمحت اسبانيا والبرتغال لسفن الاسطول البريطاني بتفتيش السفن التابعة لهما وفي عام 1831 انضمت فرنسا إلي هاتين الدولتين وقد اتخذت بريطانيا من هذه الاعمال ذريعة لفرض سيطرتها البحرية . وكان رئيس الوزارء البريطاني بلمرستون (Palmerstone) قد بذل اقصي جهد يستطيع رجل أن يبذله في سبيل تشجيع القضاء علي هذه التجارة واتخذ خطوة ايجابية في هذا المجال عندما شكل لجنة في عام 1871 لبحث نشاط التجار علي الشاطئ الافريقي تم دراسة بنود المعاهدات والاتفاقيات السابقة والبحث عن امكانية الاستفادة منها في وضع حد لتجارة الرقيق واتفق الرأي علي وجود زيادة سفن الرقابة في المحيط الاطلسي وكان هذا الاجراء خطوة لاستبدال المعاهدات القائمة بمعاهدة اخري تنص علي تحريم الرقيق نهائيا .

    ولكن هذه الجهود البريطانية لم تحقق الامال المعقودة عليها في القضاء علي تجارة الرقيق ذلك لأن عدد العبيد المصدرين سنويا من غرب افريقيا بلغ حوالي 13500 عبدا في عام 1840 ويقدر فيليب كرتين (Phiilip Curtin) ان عدد الرقيق الذين اخذوا من افريقيا إلي الامريكتين قبل عام 1600 كان حوالي 135,000 عبد ويمكن ان يضاف إليهم 15000 تم نقلهم إلي أوروبا ليصل المجموع الكلي في القرنين الخامس عشر والسادس عشر حوالي 000و285 والمتوسط السنوي لهذه الفترة التي بلغت 150 عاما حوالي 1800 عبد وفي القرن السابع قدر فيليب كيرتين عدد الافارقة الذين رحلوا إلي العالم الجديد حوالي 000و280 و1 عبدا ويمكن أن يضاف إليهم 000و25 عبد إلي اوربا وجزر الاطلسي وبهذا يكون المتوسط السنوي للقرن السابع عشر حوالي 000و13 عبد سنويا كما قدم فيليب كيرتن عرضا سريعا للرقيق المصدرين إلي اوربا والامريكتين علي النحو التالي: (35)


    عدد المصدر إلي أوربا وجزر الاطلسي
    عدد المصدر إلي امريكا
    المتوسط السنوي

    حتي عام 1500

    من عام 1501 - 1600

    من عام 1601- 1700

    من عام 1701 - 1810

    بعد عام 1810
    005و33

    400و116

    100و 25

    _________

    _________


    000و125

    000و280و1

    000و265و6

    000و628و1
    670

    2400

    000و13

    000و57

    000و27

    الاجمالي
    000و175
    000و298و9



    وتوضح هذه الأرقام أنه بالرغم من صدور قرارات محاربة الرق وموافقة الدول الاوربية عليها الا أن تجارة الرقيق استمرت حتي في القرن التاسع عشر وهو قرن مكافحة هذه التجارة خاصة وان قرارات الحظر قد طبقت علي اوربا ولكنها استمرت إلي الامريكتين ومع هذا لم تقف جمعيات مناهضة الرق مكتوفة الايدي امام استمرار ممارسة الاتجار في الرقيق وواصل ولبرفورس جهوده في سبيل القضاء عليها نهائيا واختار خليفة له من الشباب يدعي توماس فاوزل بكستون (Thomas Fozel Buxton ) الذي تقدم إلي البرلمان باقتراح تعويض الملاك في جزر الهند الغربية عن الغاء الرق ونجحت هذه الجهود في اصدار قانون الرق في 27 يوليه 1833 ونص علي أن تدفع الحكومة البريطانية عشرين مليونا من الجنيهات في سبيل الغاء الرق تعويضا لاصحاب العبيد في جزر الغربية وفي 31 يولية 1834 كان قد تم تحرير 800 الف من الرقيق من جزر الغربية كل هذا كان تتويجا لجهود وليرفورس الذي يكفيه فخرا أنه حمل امته علي رؤية ما في تجارة الرقيق من خطأ , ثم حملها علي الايمان بعد ذلك بأن الرق نفسه عمل غير مشروع حتي ايدت استعداها لاصلاح هذا الخطأ مهما كفلها من أموال. (36)

    جهود افريقية ودولية لمقاومة الرق:

    وفي الوقت الذي كانت بريطانيا توالي جهودها لمقاومة الرق مع الدول الاوربية قامت بضغط مماثل علي الزعماء الافارقة وعقدت معهم حوالي 150 معاهدة صداقة وسلام تنازل الزعماء بمقضاها عن اجزاء من بلادهم لبريطانيا وتعهدوا فيها بالامتناع عن الاتجار في الرقيق . وكان هذا في المقابل بعض الهدايا من الاقمشة والطباق والخمور وليس معني عقد هذه المعاهدات أن الزعماء الافارقة لم يقوموا بعمل ايجابي من وحي انفسهم ومن واقع المسئولية عليهم للقضاء علي هذه التجارة فهناك بعض الجهود الافريقية لمقاومة تجارة الرقيق , وبدأت تلك الجهود في عام 1526 عندما كتب الملك المشهور لدولة باكونجو (Bakongo) التابعة للكونغو ( قرب مصب النهر ) خطابا يحتج فيه إلي ملك البرتغال افوتس (Afonso) يشكو إليه بأن تجارة الرقيق قد سببت اضرارا كثيرة لدولته (37) وفي داهومي علي ساحل افريقيا الغربي ارسل الملك أجاجا (Agaja) جيشه للاستيلاء علي مدينة ادارة (Ardrah) في عام 1724 بقصد القضاء علي تجارة الرقيق وارسل خطابا إلي الحكومة البريطانية يخبرها برغبته في ايقاف تصدير الرجال والنساء من شعبه وشرح لهم الاضرار التي عادت علي دولته من جراء التجارة البشعة .

    ومثال آخر أورده رحالة سويدي في عام 1789 عندما زار الأمامة في فوتاتورو في شمال السنغال وقد كتب هذا الرحالة بأن الامامة في فوتاتوور اصدرت قانونا ينص علي عدم اخذ أي رقيق من فوتاتو للبيع في الخارج ولقد حاولت السفن الفرنسية ارغام الامام علي انهاء العمل بهذا القانون , لكنه رفض هذا بالاضافة إلي عدة محاولات اخري في منطقة بنين ولكنها باءت بالفشل ولعل السبب في ذلك يرجع إلي ان تجارة الرقيق كانت جزءا اساسيا من النظام التجاري لغرب افريقيا حتي السنوات الاولي من القرن التاسع عشر وذلك للعمل في المناطق الاستوائية الامريكية. (38)

    وفي اوائل السبعينات من القرن التاسع عشر بدأت حكومة الولايات المتحدة تبذل جهود اجادة للقضاء علي هذه التجارة ولم يأت عام 1865 حتي كانت تجارة الرقيق عبر الاطلسي قد انتهت وشهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر جهودا دولية اخري للقضاء التام علي هذه التجارة في الجنس البشري قامت بريطانيا بعقد المعاهدات مع الدول من اجل القضاء علي الرق . ومن برز تلك المعاهدات هذه المعاهدة مع سلطان زنجبار في الخامس من يونية 187 ونصت علي منع تصدير العبيد في ممتلكات سلطان زنجبار واغلاق كل الاسواق العاملة التي تقوم في مملكته بالتعامل في الرقيق (39 ) كما عقدت بريطانيا اتفاقية مع مصر في الثالث من اغسطس 1877 جاء في مادتها الخامسة تعهد الحكومة المصرية بنشر امر مخصوص يرفق بالمعاهدة ويكون من مقتضاه منع بيع الرقيق بالكلية في ارض مصر ابتداء من تاريخ تجدد الامر المشار إليه مع تخصيص نوع الجزاء الذي يترتب علي من يخالف ذلك. (40)

    وعلي المستوي الدولي واصلت بريطانيا جهودها مع بقية الدول الاخري علي ان تتضمن كافة اللقاءات الدولية مايفيد الغاء الرق وتحريم الاتجار فيه جاء ذلك في مؤتمر برلين اعام 1844/ 1885 حيث نصت المادة التاسعة من نصوص المؤتمر (نظرا لأن تجارة الرقيق ممنوعة طبقا لمبادئ القانون الدولي الذي تعترف به القوي الموقعة علي مرسوم المؤتمر ونظرا لأن عمليات نقل الرقيق برا وبحرا ممنوعة اذا فإن القوي التي لها حقوق سيادة أو نفوذ في المناطق التي تكون حوض الكونغو . تعلن ان هذه المناطق لن تستخدم كسوق للرقيق وتلتزم كافة القوي باتخاذ كافة الوسائل لوضع حد لهذه التجارة ومعاقبة كل المشتغلين بها. (41)

    وفي مؤتمر بروكسل الذي عقد في الثاني من يوليه 1890 لبحث مسالة الرقيق الافريقي نلاحظ أن معظم مواد هذا المؤتمر تدور حول القضاء علي تجارة الرقيق وتنظيم عمليات القضاء عليها وقد افاض المؤتمر كثيرا في النقاط والبنود التي تتعلق بالقضاء علي هذه التجارة . فلقد نصت المادة الثالثة علي ان تتعهد القوي التي تمارس السيادة أو الحماية علي مناطق في افريقيا ان تعمل علي القضاء عليها بأي وسيلة فعالة من حق القوي التي تفوض مسئولياتها إلي شركات ذات براءة في كل المناطق الواقعة تحت سيادتها , وتظل هذه القوي مسئولة بشكل مباشر عن تنفيذ هذه البنود. (42)

    كما نصت المادة الخامسة علي أن تتعهد الدول الموقعة علي مرسوم المؤتمر بتطبيق القوانين الواردة به وان تصدر التشريعات الخاصة بوضع عقبات علي الأشخاص الذين يشتركون في القبض علي الرقيق بالعنف . ونصت المادة السادسة علي أن الرقيق المحررين نتبجة توقف أو مصادرة قوافل الرقيق داخل القارة سوف يعودون من جديد اذا سمحت الظروف من جديد إلي مناطقهم الاصلية. (43)

    وجاء في المادة السابعة أن أي عبد هارب يطلب من الدول الموقعة علي هذا المرسوم حمايته فعليها أن تلبي طلبه وان تستقبله داخل المعسكرات أو المحطات التي انشئت لهذا الغرض علي ظهر السفن الحكومية التي تعمل في الانهار والبحيرات ونصت المادة 18 علي أن الدول الموقعة علي هذا الاتفاق يجب أن تباشر مسولياتهانحو حماية الرقيق المحررين وأن تكفل لهم سبل الحياة الكريمة .

    وبدأت الدول الأوربية ابتداء من القرن التاسع عشر تضع مبادئ تحريم الرق موضع التنفيذ ففي عام 1816 تأسست جمعية الاستعمار الامريكية ومنذ تأسيسها اخذت علي عاتقها مسئولية نقل الرقيق المحرين إلي ليبيريا , لم يكن الدافع إلي ترحيل هؤلاء الرقيق انسانيا وانما كان الدافع الحقيقي هو أن كثيرا من الرقيق نالوا حريتهم بسبب موت اسيادهم في الولايات المتحدة اوائل القرن التاسع عشر وكان ملاك الرقيق يكرهون أن يجدوا في ارضهم رقيقا يتجولون وهم احرار من كل سلطان فيجبرون بني جنسهم من الرقيق علي التطلع إلي الحرية وهو شيئ لا يتفق مع مصالح اصحاب المزارع الواسعة. (44)

    وفي عام 1819 قررت الحكومة الامريكية اعطاء البحرية الامريكية حق تفتيش السفن في البحار عن الرقيق وان تطلق سراحهم وتعيدهم إلي افريقيا .

    كما نصت المادة الخامسة علي وأن تطلق سراحهم وتتعهد الدول الموقعة علي مرسوم المؤتمر بتطبيق القوانين الواردة به تصدر التشريعات الخاصة بوضع عقوبات علي الاشخاص الذين يشتركون في القبض علي الرقيق بالعنف . ونصت المادة السادسة علي أن الرقيق المحررين نتيجة توقف او مصادرة قوافل الرقيق داخل القارة سوف يعودون من جديد اذا سمحت الظروف من جديد إلي مناطقهم الاصلية (45)

    وجاء في المادة السابعة أن اي عبد هارب يطلب من الدول الموقعة علي هذا المرسوم حمايته فعليها أن تلبي طلبه وان تستقبله داخل المعسكرات أو المحطات التي انشئت لهذا الغرض علي السفن الحكومية التي تعمل في الانهار والبحيرات . ونصت المادة 18 علي أن الدول الموقعة علي هذا الاتفاق يجب أن تباشر مسئولياتها نحو حماية الرقيق المحررين وان تكفل لهم سبل الحياة الكريمة .

    وبدأت الدول الاوربية ابتداء من القرن التاسع تضع مبادئ تحريم الرق موضع التنفيذ ففي عام 1816 تأسست جمعية الاستعمار الامريكية ومنذ تأسيسها اخذت علي عاتقها مسئولية نقل الرقيق المحررين إلي ليبيريا ولم يكن الدافع إلي ترحيل هؤلاء الرقيق انسانيا وانما كان الدافع الحقيقي هو أن كثيرا من الرقيق نالوا حريتهم بسبب موت اسيادهم في الولايات المتحدة اوائل القرن التاسع عشر وكان ملاك الرقيق يكرهون أن يجدوا في ارضهم رقيقا يتجولون وهم الاحرار من كل سلطان فيغرون بني جنسهم من الرقيق المتطلع إلي الحرية وهو شئ لا يتفق مع مصالـح أصحاب المــزارع الواسعة (46)

    وفي عام 1819 قررت الحكومة الامريكية اعطاء البحرية الامريكية حق تفتيش السفن في البحار بحثا عن الرقيق وأن تطلق سراحهم وتعيدهم إلي افريقيا مرة أخري .ونسفت جمعية الاستعمار الامريكية جهودها مع الحكومة وارسلت بعثة لاستشكاف مدي صلاحية شواطئ ليبيريا علي مثال سيراليون البريطانية لكن الحرب الامريكية التي استمرت اربع سنوات من عام 1861- 1865 حددت تحرير الرقيق بسبب ارتباط الجنوبيين بالرقيق وتجارته ولكن رغم ذلك فقد استطاع اعضاء البعثة شراء قطعة من الارض في ليبيريا واخذت السفن تجلب الرقيق المحرر إلي هذه المنطقة . واخذت ليبيريا تستقبل جموع الرقيق المحررين وقامت جمعية الاستعمار بادارة شئون هذه الدولة الناشئة حتي منتصف القرن التاسع عشر ففي عام 1847 انسحبت الجمعية من هذه المهمة واصبحت ليبيريا جمهورية زنجبة مستقلة وصار جوزيف جنكر روبرت أول رئيس لها وفي عام 1857 انضمت إليها ولاية ماريلاند . وفي اقصي مقاطعات ليبيريا جنوبا وفي عام 1860 اعترفت الويالات المتحدة بها رسميا .

    اما الرقيق المحررون في بريطانيا وممتلكاتها فقد انشتئت لهم أول مستوطنة افريقية في سيراليون وهي مستوطنة ترتبط ارتباطا وثيقا بقصة الرق في بريطانيا حيث ترتب علي حكم القاضي ما نفيلد في عام 1772 ان عددا كبيرا من الخدم الزنوج تجاوز أربعة عشر الف هاموا علي وجههم في طرقات وشوارع لندن دون عمل , مما ترتب عليه بطالة وجوع ومرض , بذلك ظهرت مشكلة تحتاج إلي حل , وهنا أحس جرانفل شارب بمسئولية فسارع بالانضمام إلي لجنة تكونت بعد ذلك من رجال الاعمال في لندن عام 1786 وعرفت هذه اللجنة بأسم لجنة إغاثة السود The Committeefor Releiving the Black poor .

    ونشرت نداء في الصحف لجمع التبرعات لتحسين احوال السود ونجم عن هذا النداء جمع مبلغ ثمانية جنية في شهور قلائل. (47)

    وفي عام 1716 تقدم دكتور هنري سيمان (Henry Smeatmon) بمشروع لإقامة مستوطنة في شبة جزيزة سيراليون لايواء الزنوج في بريطانيا التي وافقت لجنة السود بهذا الاقتراح وعرضته علي وزارة الخزانة البريطانية التي وافقت عليه وتكفلت بدفع الاموال اللازمة لنقل الرقيق إلي سيراليون وبالفعل تم جمع كل العبيد المتسولين من الطرقات والشوارع وامكن شخص سفينتين . وقد وصلت القافلة إلي تناريف ( Teneriffe) احدي جزر كناريا في العاشر من مايو 1787 وبعد اسبوع قضته هناك واصلت سيرها إلي خليج فرنشمانز (Frenchmans) Bay عند مصب سيرااليــون. (48)

    وفي عام 1790 نجح جرانفل شارب وزملاؤه في تأسيس شركة عرفت باسم رابطة خليج سان جورج (The St. Georgeks Bay Association) بهدف تشجيع وتنشيط التجارة المشروعة مع ساحل غرب افريقيا وفي عام 1791 زاد عدد مؤسسي الجمعية حتي بلغوا مائة عضوا وطالبوا البرلمان باصدار قرار تأسيس الشركة وعرض المشروع علي مجلس العموم وصدر القانون بتأسيس شركة سيراليون في السادس من يونية 1791 وحلت محل الشركة السابقة وفي 15 يناير 1792 حملت السفن المهاجرين تباعا في الفترة من 28 فبراير إلي 19 مارس 1792 وبلغت جملة المهاجرين حوالي 1131 فردا ومات اثناء الرحلة 56 رجلا (49)

    واستمرت الشركة تباشر عملها ولكن بسبب الخسائر الفادحة بدأت المحاولات في عام 1802 لاقناع الحكومية بتولي امور سير اليون وارسلت لجنة برلمانية لتحيقيق في الخسائر الشركة وأوصت هذه اللجنة بنقل ادارة المستوطنة إلي الحكومة ووافق البرلمان بالفعل علي صرف المبالغ اللازمة لإقامة المزيد من التحصينات وفي اوائل عام 1807 صدر قانون بتحويل المستوطنة إلي مستعمرة للتاج وحلت شركة سيراليون وتم بالفعل النقل الرسمي في أول يناير 1808 وانزل علم الشركة ورفع مكانة العلم البريطاني وهكذا صارت سيراليون مستعمرة بريطانية وانتهت قصة الرق داخل بريطانيا بعد صدور قرار الغاء هذه التجارة في الممتلكات البريطانية فيما وراء البحار . وصار امتلاك العبد محرما في أي جزء من الممتلكات البريطانية في عام 1833(50)

    السؤال الآن :

    لماذا اقدمت بريطانيا علي إلغاء تجارة الرقيق:

    لعل سر اقدام بريطانيا علي محاولة الرقيق لم يكن حبا في الانسانية ولا ادعاء بالسعي نحو فعل الخير لبني البشر . ولكن بريطانيا اقدمت علي هذا العمل بناء علي أسس تجارية صرفه لأنه لم يكن من المستطاع البدء في أي نشاط تجاري عادي بين اوربا وأفريقيا قبل القضاء علي تجارة الرقيق لانها كانت اسهل واوفر ربما من التجارة العادية ولذا كان من الضروري ان تتكاتف الجهود بين كل الدول وعلي رأسها بريطانيا للقضاء علي الرق حتي ينفسح المجال للتجارة العادية كما أن بريطانيا اتخذت من عملية محاربة الرق وسيلة لتفتيش سفن الدول الاخري وفرض زعامتها علي البحار وتحت ستار الرق ومحاربة هذه التجارة البشعة استطاع الانجليز التوغل في الانهار الافريقية وعقدوا المعاهدات مع الزعماء والرؤساء المحليين كما فرضوا حمايتهم علي مناطق اخري من غرب افريقيا تحت ستار القضاء علي الرقيق ويكفي للتدليل علي ذلك التدخل في شئون الاقطار الافريقية بحجة ضمان تنفيذ قوانين الغاء الرق والنخاسة. (51)

    وهناك عوامل اخري ساعدت علي ضرورة الحد من هذه التجارة بل والسعي للقضاء عليها ومن هذه العوامل النقص الخطير في عدد سكان غرب افريقيا بسبب الاهالي وكذلك بسبب عدم الحاجة إلي هؤلاء الرقيق واثناء شن الغارات علي الاهالي والصناعية في اوربا واستخدام الالات التي تحل محل الايدي العاملة وبسبب استقلال الولايات المتحدة الامريكية وضياع المستعمرات الاوربية هناك وسعي الدول لاستغلال الموارد الافريقية داخل افريقيا نفسها كذلك وكان للأفكار والحركات الانسانية التي اخذت تنادي بالغاء الرق واتفاق هذه المصالح الاقتصادية التي يمكن ان تتحقق بالسيطرة التامة علي المنطقة واستعمارها واتخاذ شعار محاربة الرقيق وسيلة لتحقيق تلك السيطرة , وكانت بريطانيا أول الدول التي استفادت من هذه الافكار بسبب امتلاكها لاسطول ضخم ساعدها علي تبني وتزعم فكرة حركة مكافحة تجارة الرقيق (52)

    ومن أكبر سخريات التاريخ الافريقي أن ذلك الاتصال البحري الذي انهي عزلة افريقيا وجعلها علي اتصال باجزاء العالم المختلفة قد ادي في النهاية إلي وضع جعل أهم صادرات افريقيا هو سكانها ولقد ادي ممارسة العمل في هذه التجارة إلي القضاء علي بعض الجماعات البشرية القليلة العدد كما عانت جماعات اخري فترة من الزمان وبدأت القلاقل والاضطرابات بين الجماعات الافريقية لعدة سنين. (53)

    لقد كانت تجارة الرقيق سيئة علي سكان افريقيا واختلف هذا السوء من مكان لاخر . وازداد السوء علي الضحايا حيث كان يموت واحد من بين كل ستة أنفس من الاسري وقد أثرت تجارة الرقيق علي الانتاج الافريقي في مجالين .

    المجال الاول انها اجبرت غرب افريقيا علي تصدير أغلي مواردها الخام واعني بذلك الايدي العاملة البشرية حيث نقل الملايين من الفلاحين والحرفين للعمل في المزارع والمناجم الامريكية وحققوا بذلك ارباحا طائلة وثروات ضخمة ليس لوطنهم ولا لأنفسهم بل لدول اوربا وامريكا .

    والمجال الثاني هو ان افريقيا تصدير اغلي مواردها الخام واعني بذلك الايدي العاملة البشرية حيث نقل الملايين من الفلاحين والحرفيين للعمل في المزارع والمناجم الامريكية وحققوا بذلك ارباحا طائلة وثروات ضخمة ليس لوطنهم ولا لأنفسهم بل لدول وامريكا .

    والمجال الثاني هو ان افريقيا مقابل تصدير أغلي شبابها كانت تحصل علي سلع مصنعة في اوربا وهذا ما ساعد علي تدمير افريقيا (54)

    وترثب علي تجارة الرقيق في افريقيا اثار اكثر خطورة في المجال السياسي فلقد نجم عن استيراد كميات ضخمة من البنادق والبارود وكان المقابل لهذه الاسلحة هو الرقيق وقد ساعد ادخال الاسلحة النارية علي احداث ثورة في مجال القنص والقبض علي الرقيق ذلك لان الاسلحة النارية كانت اكثر يسرا جنبا إلي جبب مع الطلب علي الاسلحة النارية , وقد ساعد هذا الازدواج علي انتشار الحروب والصراع بين القبائل الافريقية فأحدث دمارا في الانتاج وفتكا بالقوي البشرية وتشتيتا للسكان كما اثار الفزع والخوف في نفوس الناس وعندما بدأ التكالب الاوروبي علي غرب افريقيا كغيره من المناطق الاخري كان الانقسام والتشتت هو طابع الجماعات البشرية في افريقيا مما سهل علي الغزاة الاوربيين مهمتهم في السيطرة علي اجزء القارة المختلفة وكان هذا من أسوأ الاثار التي نجمت عن تجارة الرقيق .

    وهكذا شهدت افريقيا بعد الكشوف الجغرافية قيام تجارة الرقيق في اثمن شئ بها الا هو سكانها طوال ثلاثة قرون ونصف وبعدها تصدر القوانين لإلغاء الرق وبداية ارستعمار الكامل لاجزاء القارة بما فيها سكانها أي أن الغاء الرق من افريقيا كان المقدمة الطبيعية لاستعمار افريقيا والسيطرة علي كل مواردها وثرواتها ولكن هذه التجارة تركت اثارها علي المنطقة .

    ثالثا : الأثار التي خلفها الرق علي العقل الإفريقي

    من المعروف أن منطقة غرب افريقيا قد شهدت استقرارا سكانيا بعد حدود اختلاط بين قبائل الشمال الافريقي من البربر و إفريقيا . وتوفر لدي شعوب المنطقة كل مقومات التطور والنمو السكاني داخل وحدات قبلية أو سياسبة وكان نظام الرق بها اقتصاديا حيث استخدام الرقيق لاستغلال موارد المنطقة وثرواتها في المجال الزارعي والتجاري ولكن مع قدوم الاوربين حدثت عملية جنوبية حيث تم القضاء علي قبائل بأكملها في نطاق الممالك والامبرطوريات في اقليم الغابات (55)



    ومع فدوم الاوربين إلي افريقيا منذ القرن الخامس عشر حدثت تطورات هامة في غرب افريقيا حيث كانت تجارة الرقيق ورواجها بمثابة عامل جديد برز ليؤثر علي شكل الحياة في المنطقة وليمثل عامل هدم سكاني فيها في الوقت الذي كان يشهد فيه السكان تطورا في نواحي حياتهم المختلفة فلقد ترتب علي تجارة الرقيق ورواجها نقص خطر في عدد السكان أدي تدمير الهيكل السكاني بعد نقل عدد كبير من الجنسين إلي العالم الجديد وكانت الاثار الديمغرافية اخطر مما يمكن تصوره بسبب النقص الخطير في عدد سكان المنطقة من ناحية وبسبب الاساليب التي اتبعت في جلب الرقيق نفسه وحرق القري وتدمير مساحات واسعة في انجاء المنطقة من جهة أخري يضاف إلي ذلك الامراض التي انتشرت بين السكان نتيجة لذلك أو لما نقله الاوربيون انفسهم من امراض لم تكن تعرفها المنطقة قبل وصولهم إليها .

    ولعل من اهم الاثار التي احدثتها تجارة الرقيق هي تلك الفوضي والحروب بين السكان انفسهم بسبب الاسلحة النارية التي استخدمت في عمليات القنص وتعقب الرقيق وما اعقب ذلك من خلافات بين الزعماء الوطنيين وشن الحروب ضد بعضهم البعض وحرق القري لاتفه الاسباب ومحاربة بعضهم بعضا للقبض علي أكبر عدد من الرقيق لارسالهم إلي العالم الجديد وقد أدي هذا إلي تدمير السكان من الداخل والقضاء علي مجتمعهم القبلي وبالطبع ترتب علي هذا وجود حالة من القلق والفوضي وعدم الاطمئنان بين سكان هذه المجتمعات .



    وعلي العموم فقط ارتبط بالتواجد الاوربي في افريقيا تغيير في توزيع السكان بعد تغيير اتجاه التجارة إلي عملية تكثيف جديد للسكان في مناطق جديدة مثل سانت لويس وداكار واكرا . كما ادي مجئ الاوربيين إلي المنطقة إلي ظهور مدن اخري كثيرة نتيجة النظم السياسية الجديدة وعلي سبيل المثال لا الحصر نجد أن مدينة كادونا وابدجان قد ظهرت بفضل نظام الادارة القائم علي المراكز والاقسام .

    ويتضح من هذا العرض أن تجارة الرقيق في افريقيا تغيير في توزيع السكان بعد تغيير اتجاه التجارة إلي الوجهة للمنطقة حيث استلزم انشاء النقاط التجارية علي السواحل إلي عملية تكثيف جديد للسكان في مناطق جديدة مثل سانت لويس وداكار واكرا . كما ادي مجئ الاوربين إلي المنطقة إلي ظهور مدن اخري كثيرة نتيجة النظم الساسية الجديدة وعلي سبيل المثال لا الحصر نجد أن مدينة كادونا وابدجان قد ظهرت بفضل نظام الادارة القائم علي المراكز والاقسام .

    ويتضح من هذا العرض أن تجارة الرقيق في افريقيا قد تركت أثارها علي كل منحي من مناحي الحياة ولمعرفة هذه الاثار بشئ من التفصيل فأن الامر يتطلب دارسة لكل أثر علي حدة :

    1- الأثار الاقتصادية

    لمعرفة اثار الرق علي النواحي الاقتصادية يجدر بنا أن نلقي نظرة علي الاحوال الزراعية والصناعية قبل قدوم الاوربيين حتي يظهر الاثر احداثه هذا التواجد الاوربي ومن المعروف أن شعوب غرب افريقيا قد عرفت الزراعة منذ أمد بعيد وانتشرت الزراعية عبر السافانا وقامت زراعات الدحن والذرة والكسافا والموز واليام وساعد اشتغال السكان بالزراعة علي توفر عامل الاستقرار السكاني في المنطقة واداخال عدد من المحاصيل التجارية بعد اعتناق السكان للدين الإسلامي في نطاق اسفانا في شمال نيجريا ومالي والسنغال وكانت الزراعة بدائية يمارسها السكان من الولوف والماندينجو والسنغاي والهوسا وشعوب الايبو والاشانتي وكان الرق يستخدم في الزارعة من احل استغلال المنطقة لصالح سكانها (56)

    اما في المجال الصناعي والحرف التعدينية فنجد أن المنطقة قد شهدت صناعات يدوية متمثلة في صناعة النسيج والفخار والادوات النحاسية والبرونزية وقامت حضارات قديمة في ايفي وبنين في الاطراف الشمالية من الغابة كما قامت حرف تعدين وصياغة الذهب في ممالك في غانا ومالي وصنغي وقامت صناعة الملح والقصدير ويحدثنا بارث عندما زاد كانو عام 1851 أنه وجد رواج المنتجات الوطنية كالأقمشة القطنية المنسوجة كما وجد أن المنتجات الجلدية تحتل مكانة بين الصناعات الوطنية (57)

    وباختصار فإن تجارة الرقيق أن كانت قد وجدت في غرب افريقيا قبل وصول الاوربين إليها لم تكن ذات اثر علي الثروة البشرية هناك ولكن مع قدوم الاوربيين بدأت تظهر الاثار الاقتصادية السيئة حيث ادت هذه التجارة إلي تدمير وهدم القوي البشرية في المنطقة وهي أهم عامل في القوي الانتاجية يضاف إلي عمليات التدمير والهدم بسبب تجارة الرقيق وما اعقبها من نقص خطير في عدد السكان والقوي العاملة في المنطقة هذا فضلا عما لحق بالارض الزارعية من تدمير لمساحات واسعة وحرق وتدمير القوي بسبب غارات الرقيق وقد ترتب علي هذه العمليات الهدمية العجز الكامل عن مزاولة أي نشاط اقتصادي ايجابي سواء من الناحية الزراعية أو الصناعية أو التجارية (58)

    لقد حطمت تجارة الرقيق القري والمراعي وهجر الناس مناطق استقرارهم إلي مناطق اخري اكثر امنا وطمانينة وقد ادي هذا التشتت الذي لحق بالشعوب الافريقية إلي نقص خطير في القدرة الانتاجية بسبب اصطياد عدد كبير من الرقيق أو بسبب تدمير المناطق الشاسعة الصالحة للزراعة أو الرعي وترتب علي هذا الدمار اتجاه النشاط الاقتصادي إلي انتاج الحد الادني للطعام والذي لا يغطي الاستهلاك المحلي أو المشاركة في الحروب ضد القبائل الاخري لصيد اكبر عدد من الرقيق .

    وفي المجال الصناعي نجد أن الاضطراب الذي صحب عمليات قنص الرقيق قد أدي إلي عدم وجود دوافع لدي الافراد للعمل في المجال الصناعي لأن الاسواق فقدت المستهلكين وتحول عدد كبير منهم إلي العمل بالرق والبحث عن وسائل لشن الحروب والإغارة علي القبائل الاخري وقد أثر هذا علي الصناعات المحلية كالنسيج والاقمشة والاحذية والودع والصناعات الفخارية كما انصرف الناس إلي شراء المصنوعات الاوربية البديلة وترتب علي كل هذا انحسار النشاط الصناعي في بعض المناطق الشمالية من غرب افريقيا والمثال الواضح لذلك هو مدينة كانوا نشاطا في شمال نيجيريا التي زارها عام 1851 ووجد بها نشاطا صناعيا وتجاريا هاما .(59)

    ولقد كان لرواج تجارة الرقيق علي ايدي الاوربيين اثره في نهب ثروات المنطقة الاقتصادية والقضاء علي أي مظهر من مظاهر النشاط الاقتصادي فيها ولم يتوقف الامر عند حد استمرار ضياع القوة العاملة أو الطاقة التي كان من الممكن الاستفادة بها في العملية الانتاجية او عند حد استمرار تدمير الثروة الطبيعية نفسها من اراض ومحاصيل ومراع ومراكز تجارية بل امتد الاثر إلي احداث خطيرة من الفوضي والقلق وعدم الاطمئنان يصعب معها انتاجية ادني حد من الطعام سواء للاستهلك المحلي أو للتصدير .

    والخلاصة أن تجارة الرقيق من قارة افريقيا عبر الاطلنطي قد ادت إلي عملية استغلال معظم الثروات لصالح القوي الاوربية والتي تمثلت في استغلال الثروة البشرية كرقيق ثم نقلت إلي العالم الجديد وتبع ذلك عملية استغلال مستمرة ومنتظمة للثروات والمواد الخام الاخري بالمنطقة بعد استعمارها واعادة تشكيل اوضاعها الاقتصادية بما يتلاءم مع الظروف والاوضاع الجديدة وذلك من اجل نهب اكبر قدر من هذه الثروات بأدني التكاليف ولقد كان لهذا الاستغلال اثره بعد استقلال دول افريقيا التي لازالت تعاني من اقتصاد متخلف حيث يعتمد اقتصادها اساسا علي تصدير المواد الخام إلي الدول الاوربية الغربية وبقاء المنطقة في عداد الدول المستهلكة للمنتجلت والصناعات الاوربية وبالتالي اعتبارها سوقا لها وهذا الوضع لا يساعد بأي حال من الاحوال علي قيام صناعات حديثة بسبب المنافسة العالمية أو عدم وجود رأس المال اللازم أو بسبب عدم وجود الخبرة الفنية وبالتالي صارت تجارة الرقيق من العوامل التي أثرت في اقتصاديات دول افريقيا حتي بعد القضاء عليها .

    وكانت اثار تجارة الرقيق سيئة علي المجتمعات الافريقية حيث أن انحطاط الزنوج في داخل القارة انما يرجع إلي تعامل الاوربيين في هذه التجارة البشعة وكان لتعاملهم فيها الاثر الاكبر في انتشار الفوضي والخراب وتحطيم القبائل وتشريد مجتمعات بشرية بأكملها ولم يهلك الرقيق فقط من سوء المعاملة البدنية بل من اليأس والاسي والانتحار (60)

    كما كان لفقد افريقيا للايدي العاملة النشطة التي كان من الممكن استغلالها في عمل انتاجي مثمر اثره في ايجاد حالة من الشك والريبة بين السكان الذين لم يشعروا في ظل هذه التجارة بالامان والاطمئنان وبذلك صار السكان يعيشون ليومهم ولا يفكرون في عدهم او في مستقبلهم , وهذا الشعور يجعل من الصعب البحث عن وسائل لتحسين الانتاج بل ترتب علي هذه الحالة من الفوضي وعدم الاستقرار إلي هروب عدد كبير من السكان من اوطانهم إلي اماكن تتوفر فيها الحماية وكانت هذه العمليات تتم بشكل جماعي وصار هدف السكان هو البحث من وسائل للدفاع عن أنفسهم وليس الاستقرار أو التنمية (61)



    2- الأثار السياسية

    من أبرز الاثار السياسية التي ترتب علي تجارة الرقيق هو استغلال الدول الاوربية لعملية القضاء علي هذه التجارة بمحاولة جديدة هدفها السيطرة وبسط النفوذ علي القارة الافريقية لاجل الاستغلال الاقتصادي المباشر للمنطقة وشعوبها ولتحقيق هذا الهدف اتخذت الدول الاوربية من محاربة الرق شكلا ومظهرا إنسانيا يبرز سيطرة هذه الدول علي اجزاء من القارة الافريقية وصحيح أن محاربة الرق قد اتخذ شكلا انسانيا هدف النهوض بشعوب المنطقة والاخذ بيدهم إلي سلم الحضارة والتقدم واخذت الجماعات الاىنسانية تبذل قصاري جهدها من اجل القضاء علي هذه الحضارة غير المشروعة وتزعمت انجلترا هذا الدور البطولي حتي صدر قانون الغاء الرق عام 1807 والغي الرقيق في بريطانيا ومستعمراتها في عام 1833 ولم يكن هدف بريطانيا انسانيا في حد ذاته ولكنه ارتبط اساسا بما يحققه لبريطانيا من سيادة علي البحار وامتلاك وتكوين قواعد جديدة علي السواحل الافريقية تضمن لها الاحتكار التجاري والوصول إلي مستعمراتها في أسيا وقد ساعدها علي ذلك احتكار للصناعة وعدم وجود منافسين لها في هذا المجال (62)

    لقد اتخذت الدول الاوربية وخاصة انجلترا وفرنسا من عملية القضاء علي الرقيق وسيلة لبسط السيطرة والنفوذ علي مناطق غرب افريقيا من الملاحظ أن بريطانيا تمكنت من تكوين اربع مستعمرات لها في غرب افريقيا ونافستها فرنسا والمانيا وايطاليا والبرتغال واخذت كل دولة تدفع بالمغامرين والتجار لاثبات ملكية بلادهم في المناطق التي يستطيع الوصول إليها بحجة تجارة الرقيق وبدأت مرحلة جديدة من مراحل التنافس الدولي وتقسيم غرب افريقيا بين هذه الدول الاوربية ومع اشتداد المنافسة بين القوي الاوربية كل لابد لهذه القوي أن تتفق فيما بينها علي أسلوب لتقسيم هذه الممتلكات وكان هذا سبباً في عقد مؤتمر برلين لعام 1884/ 1885 الذي وافق علي ادعاءات الدول الاوربية واضفي صفة شرعية وقانونية علي ما تم الاستيلاء عليه من اجزاء القارة الافريقية وبعد استباب الامر للاستعمار والسيطرة علي منظمة غرب افريقيا وتقسيمها فيما بينها بدأت عمليات الاستغلال المنظم لمواردها الاقتصادية .

    وباختصار يمكننا أن نقر أنه في حين كانت التجارة الاوربية في منطقة غرب افريقيا والوسائل التي اتبعوها سواء في استرقاق الاهالي أنسفهم أو التجارة فهم بمثابة هدم وتدمير لكل مظهر من مظاهر الحياة البشرية في المجتمعات الافريقية فقد كانت بالنسبة للأوربين دعامة هامة من دعائم بناء الاقتصاديات الاوربية والامريكية مما جعل تصل إلي مرتبة الانطلاق الاقتصادي الهائل ولولا الرقيق الافريقي لما قامت اوربا او لامريكا مثل هذه القوة الهائلة في تلك الفترة الوجيزة نسبيا ومن الممكن أن نقول أن الرقيق الافريقي كان بمثابة الهشيم الذي احترق ليولد الطاقة اللازمة لتحريك ودفع محركات المجتمعات الاوربية والامريكية بناء اقتصادياتها وتقدمها الحاضر .



    3- الاثار الاجتماعية والخلقية :

    لقد تعرضت القارة الافريقية لعملية استنزاف بشري لم يسبق له مثيل فلقد ترتب علي عمليات البيع للرقيق نقص شديد في عدد سكان القري حتي أن بعضها قد ازيل تماما وفي اوج صادرات الرقيق الاطلنطية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بلغت في عام أو عامين حوالي مائة ألف نسمة حتي اصبحت المستعمرات الاوربية في العالم الجديد تضم حوالي أربعين مليونا من الرقيق ولعل النقص الشديد في عدد السكان الذي ظهر بعد رواج هذه التجارة انما يعود إلي طريقة معاملة السكان في فترة الرق وإلي عدد كبير منهم إلي العالم الجديد بالقوة الغاشمة رحمة أو هوادة (63)

    وكان الرحلة التي يقطعها الرقيق من داخل القارة إلي محطات الشحن تمر بمراحل شاقة حيث كان الرقيق يلقون الوانا من العذاب يتمثل في قيدهم من اعناقهم بالاغلال واذا فكر احدهم في المقاومة أو الاحتجاج شدوا عناقهم علي عود ثقيل من الخشب وبعد ذلك يلقون في السجن بطريقة لا انسانية (64)

    وخسرت افريقيا الكثير من سكانها بسبب نقص الخدمات الطيبة وارتفاع نسبة الوفيات بسبب انتشار الامراض التي لم تكن تعرفها المنطقة من قبل وبسبب نقل عدد كبير من القوي إلي الخارج حيث كان متوسط مايقل ما ينقل من العبيد إلي امريكا سنويا اكثر من مائــة الف عبد (65)

    ويقدر عدد السكان الذين فقدتهم منطقة غرب افريقيا مابين 18و40 مليونا وعلي الرغم من اختلاف الارقام حول ما خسرته القارة الافريقية من ثروتها البشرية الا انه من المؤكد أن افريقيا خسرت اكثر من مائة مليون شخص معظمهم من الشباب ولم يبق بالقارة سوي العجزة والشيوخ غير القادين علي العمل والانتاج ولقد كان لهذا أثره في احداث خلل في السكان كما عانت منطقة غرب منطقة غرب افريقيا من فراغ سكاني .

    وترتب علي الحروب التي قامت بين الجماعات القبلية أكبر فائدة للأوربين الذين استفادوا منها لصالحهم حيث نتج عن الاسلحة بين والخمور فوضي وحروب بين الافارقة الذين استغلوا وجود تلك الاسلحة بين ايديهم لتصفية الخلافات والمنازعات القبلية ولم يتوقف دور الاوربين عند هذا الحد بل تدخلوا في هذه الخلافات وشجعوا فريقا ضد الاخر لتوسع هوة الخلاف وشن الحروب وحرق القري وكان الهدف من كل هذا هو القبض علي اكبر عدد من الوطنيين واسترقاقهم (66)

    وعلي هذا فإنه بسبب تجارة الرقيق تجردت المجتمعات الافريقية من بعض الصفات الانسانية وتركت هذه التجارة وأثرها في سلوك الافارقة الذين ظهرت عليهم علامات الشك والريبة والحذر والعداء للاوربيين اعتقادهم منهم أن هذه التجارة كانت السبب المباشر في ذلك التاخر الشديد الذي انحدر إليه قومهم بعد أن كانت لهم ممالك وحضارات مزدهرة قبل قدوم الاوربيين (67)



    وفي الختام نستطيع القول أن تجارة الرقيق كانت وبالا علي سكان القارة الافريقية بصفة عامة وسكان غرب افريقيا بصفة خاصة وان ما تعانية القارة من مشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية انما ترجع في المقام الاول إلي هذه التجارة في الجنس في ازدهار القارة الامريكية وعادت بفوائد ضخمة علي تجاراوربا في الوقت الذي ادت إلي انهيار وتدمير المجتمعات الافريقية صدرت اثمن واغلي مواردها من الايدي البشرية والتي حققت المزيد من الثروات الضخمة اللاوربيين علي حساب المجتمعات الافريقية التي تعاني في الوقت الحاضر من مشكلات التخلف والفقر ونقص الايدي العاملة القوية وهذا في حد ذاته يعتبر من اسوأ الاقدار التي اصابت القارة الافريقية من جراء احتكاكها بأوربا التي تدعي أنها حملت الحضارة إلي القارة الافريقية .

    أن تجارة الرقيق تعد دليلا دامغا تدخص كل ادعاء بأن اوربا قد حملت تمدين الرجل الاسود


    مكتبة البحـــث


    1- تقع جزيرة ارجوين بين كيب بلانكو تعلا وسانت لويس جنريا .

    2- Blake ,John : west Africa 1454- 1578 Londn 1977 P.85

    3- Groves C.p : The Planting of Christianiey in Africa vol. 1, london1955 p:160.

    4- Lucas , c.p: An Historical geography of British Colonies vo , lli



    5- حمدان جمال استراتيجة الاستعمار والتحرر القاهرة 1968 ص وايضا الح شوقي الجمل تاريخ كشف افريقيا واستعمارها ص 139

    6- اطلق هذا الاسم علي جزيرة ( Haiti ) ومعناها اسبانيا الصغيرة. West Africa, oxford 1913 P .8

    7- Donnan, E: Documents illustrative of the History of the Slave trade to America 4 vols . washington 1930 -5 , vol .p . 17

    8Davidson , Basil; A History of West Africa, p. 202 -

    9- زاهر رياض : استعمار افريقيا , القاهرة 1967 ص 64

    10- شوقي الجمل وعبد الله عبد الرازق : تاريخ افريقيا الحديث والمعاصر القاهرة 2002 ص ص

    80- 84



    Fage J.D: History of west Africa , p.66 - 11

    12- Ibid: P.66

    13- عبد الله عبد الرازق ابراهيم : الجهود الدولية لإلغاء الرق في أفريقيا مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية 1985, ص 110- 117

    14- Johnston , H.H: AHistory of the Colonization of Africa , Cambridge 1913, P.124

    15- شوقي الجمل : تاريخ كشف أفريقيا واستعمارها , القاهرة 1970 ص 265

    16 - Fage , J.D, AHistory of Africa ,P. 268

    17- زاهر رياض : مرجع سابق ص 69

    18- Elias, T.O: Ghana and Sierra London 1962, P . 2119

    19- زاهر رياض : مرجع سابق ص 70

    20- خلف الله عبد الغني عبد الله : مستقبل افريقيا السياسي القاهرة 1961 ص 326

    21- شوقي الجمل : مرجع سابق ص141

    22- Codowall , Filliar: Slarvery and Anti- Slavery New york. 1852 p.9

    23-BurnsAlan : History of Niggria , London 1915, p.61

    24- زاهر رياض : رجع سابق ص 72

    25- عطيه احمد محمد دفاع عند الزنوج , القاهرة 1965 ص 34

    26- يونس , محمد عبد المنعم : افريقيا بين الاسترقاق والتحرر 42

    27- زاهر رياض مرجع سابق ص 77

    28- يدعي هذا المحامي ديفيد لزلي (David KKeslie) وكان قد أساء معاملة العبد جونتان سترونج وطالب باعتباره من ممتلكاته وقبض عليه وأودعه السجن لكن جرانفيل شارب دافع حتي حكم القاضي ببراءه سترونج واطلاق سراحه فورا لكن المحامي عليه ثانية الأمر الذي دعي شارب إلي دراسة الامر بجدية .

    29- Coupland , R: The British Anti Slavery Movement , London 1933 P. 57

    30- كان وليم بت عضوا في البرلمان ثم صار رئيسا للوزارة البريطانية عام 1783

    31- زاهر رياض :مرجع سابق ص 97

    32- شوقي الجمل : مرجع سابق ص 143

    33- Fage ,J.D: History of west Africa, P .101

    34- زاهر رياض : مرجع سابق ص 83



    35- Curtin, Philip: The Atlantic slave Trade : acensus , London 1969.P. 100- 120

    36- محمد عبد المنعم يونس : مرجع سابق ص 50

    37- Davidson, Basil : OP . Cit. P . 296

    38- رولاند اوليفر : موجز تاريخ افريقيا ص 13

    39- رولاند اوليفر : موجز تاريخ ص 131

    40- انظر نص المعاهدة في : البراوي راشد : مجموعة الوثائق السياسية الجزء الاول المركز الدولي لمصر وقناة السويس الطبعة الاولي 1952ص 97 , 99

    41- Hertslet, M: Map of Africa by Treaty , Vol . 11 p 474

    42- Hertslet , M: Map of Arica by Treaty , Vol 11. p492



    43- Ibid : P. 493

    44- خلف الله : عبد الغني : مرجع سابق ص 355

    45- Hertslet :.O P. 493

    46- خلف الله عبد الغني : مرجع سابق

    47- محمد عبد المنعم يونس : مرجع سابق ص 59

    48-P.7 Fyfe, C: Ashort History of Sierra Leone , London 1965

    49- محمد يونس عبد المنعم : مرجع سابق ص 69

    50- شوقي الجمل : مرجع سابق ص 14

    51- شوقي الجمل : تاريخ سودان وادي النيل, الجزء الثاني , القاهرة 1985 ص 27- 29

    52- صبحي محمد نافع : تجارة الرقيق في غرب افريقيا واثارها الحالية رسالة دبلوم غير منشورة بمعهد

    البحوث : الدراسات الافريقية عام 1970 ص 59

    53- Curtin, Philip : African History ,P.247

    54- Davidson, Basil : op . Cit . p . 293

    55- صبحي محمد نافع : مرجع سابق ص 35

    56- محمد رياض : الاقتصاد الافريقي ص 226

    57- Kirk Green, A.H.M: Travels in Nigeria , London 1962 .P.116

    58- صبحي محمد نافع : مرجع سابق ص 56

    59- Fage, J.D: An Intiroduction to the History of west Africa ,

    P . 85

    60- عبد الملك عوده : السياسة والحكم في افريقيا ص 77

    61- د. سعد زغلول عبد ربه : تجارة الرقيق وأثرها علي استعمار غرب افريقيا بحث منشور الجمعية المصرية للدراسات التاريخية المجلد العشرون لعام 1973

    62-صبحي محمد نافع : مرجع سابق ص 70

    63- كلارك هنريك : تجارة الرق والرقيق . ترجمة مصطفي الشايب 1982 و25

    64- عنبر محمد عبد الرحيم : التمييز العنصري في افريقيا ص 30

    65- العقار : فواد احمد : التفرقة العنصرية في افريقيا 1962 ص 45

    66- انظر سعد زغلول عبد ربه : مرجع سابق . ص 80- 84

    67- شكري ريجي شكري التاجي : مكافحة بريطانيا لتجارة الرقيق في غرب افريقيا في النصف الاول من القرن التاسع عشر رسالة ماجستير عام 1974 – كلية الاداب جامعة عين شمس ص 295



                  

08-25-2009, 05:14 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    Quote: وتوجت هذه الجهود عندما وافق البرلمان في عام 1708 علي الغاء تجارة الرقيق وتحولت مدينة فريتون (Freetown) في سيراليون إلي قاعدة للاسطول البريطاني لمراقبة تجارة الرقيق عبر المحيط الاطلسي وواصل دعاة تجارة الرق جهودهم حتي صدر القرار النهائي بالغاء الرق في عام 1833في جميع انحاء الامبراطورية البريطانية.
                  

08-26-2009, 05:35 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    ...
                  

08-26-2009, 07:39 PM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    Quote: صدر القرار النهائي بالغاء الرق في عام 1833في جميع انحاء الامبراطورية البريطانية




    وهو ما اجتهدت بريطانيا في منعه في السودان حيث كان يمارسه قادة البيوتات الكبيرة..




    (من كتاب السف والنار - لسلاطين باشا)
                  

08-28-2009, 05:25 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    ..
                  

08-28-2009, 05:36 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)
                  

08-31-2009, 05:21 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارة الرقيق فى بلاد العرب ( فيديو) (Re: M A Muhagir)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de