احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-18-2024, 10:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2009, 06:45 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس!


    الحكم بالإعدام على أربعة سودانيين بتهمة قتل الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل، الأربعاء, 24 يونيو 2009 16:44 صورة منقولة من سودانايل.

    الابتسامات و علامات الفرح التي تبدو علي وجوه من يساقون الي حبل المشنقة، تطرح أسئلة عميقة علي الذات المتأملة في كنه طبيعة السلوك البشري عند مستوي فرحه و حزنه. و رغم أجواء التراجيديا المحيطة بالحدث، إلا إن ما يظهر في هذه الصورة يجعلنا نفكر في ماذا يفكر هؤلاء الشباب المبتسمين بينما هم يساقون الي الموت.

    نجزم بأن هذه الابتسامات و التلويح بعلامة النصر سوف تمثل مرحلة فارقة في التاريخ السوداني، نحو تمجيد القتل المقدس و انتشار الهوس الديني و ما يمسي بمحاربة الكفار و أعداء الدين. و لابد لنا من أن نسال أنفسنا كيف لمجموعة من الشباب السوداني، قتلت دبلوماسيا أمريكيا و سودانيا، و بينما هي تساق الي حتفها عبر الشنق، تبتسم و ترفع علامة الانتصار!!!

    ما هو المضمون العميق لهذا التصرف الغرائبي. أن هذا السلوك يحتاج في تحليله الي العديد من الدراسات النفسية و المجتمعية و الأخلاقية ليكشف لنا ما هو متخبي في تجاويف عقل الاسلاموي السياسي و التكفيري الذي يقتل حالما برضا الإله و الخلود في الجنة.

    هل أصبنا بجرثومة العنف المقدس الذي انتشر في دول اخري بقربنا.انظر الي الاحداث في الصومال و نيجيريا و مصر و افغاستان و باكستان و سنغافورة، و العراق حيث تجد العنف المقدس الي ادي
    هلاك الزرع و الضرع.

    من الكثير من الأحداث المتواترة التي حدثت في السودان، يمكن الجزم بأن البلد في طريقها الي تأسيس و تفريخ جماعات تكفير الدولة و محاربة أعداء الإسلام التي تمثل أمريكا رمزا لهم. هل انتقلنا الي مرحلة الفوضى باسم القتل المقدس و رد الفعل من الدولة بمحاربة هذه الجماعات تحت مسمي محاربة الإرهاب، واستمرار الدائرة الشريرة من تتابع القتل بين الطرفين.

    أن أصعب محاولات السيطرة هي التي نحاول فرضها علي أفراد يقتلون بدم بارد و هم يبتسمون و يذكرون اسم الله ترميزا لقدسية القتل. هؤلاء هم الشباب الذي عاش في ظل الحكومات الشمولية ذات الصبغة الدينية، و رضعوا من أثداء مناخات الفساد و شراء الذمم. و هم يصبحون فريسة سهلة للفكر التفكيري و الانقياد الي نصرة الله تحت أجواء جريان جداول الدماء و أصوات الرصاص.

    هم الشباب العاطلين عن العمل و الإبداع، المهجسين دوما بان إسالة الدماء هو الطريق السريع للخلود في الجنات و مضاجعة الحور العين. من الصعب جدا أن تحارب إنسانا يقول انه يقتل من اجل الله. هذه العباءة الدينية التي تخفي فكر القتل و القهر باسم الذات العليا. و يبدوا أن الإنقاذ و ما مارسته طوال السنين السابقة من القتل و التنكيل بأعدائها و التلاعب بالإسلام في مجالات السياسية، قد أرست الأرضية المناسبة لتأسيس تقديس القتل خدمة للإله، و مهدت بذلك لشباب جائع و طائش و عاطل لكي يتشرب بأفكار تكفير المجتمع والدولة.

    و كيف لا ينشا مثل هذا الفكر التكفيري في ظل أجواء الظلام و التلاعب بالنصوص المقدسة لصالح الجاه و السلطة. يبدو أن عهدا طويلا من التسامح في المجتمع السوداني قد بدا في طريقه الي الزوال. فالشباب الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام يوم 14 يونيو 2009 ما هو مبررهم لقتل المسلم الذي كان بجانب الأمريكي دع عنك الأجنبي الذي لا ذنب له في ادعاءات الجماعات التكفيرية بكفر أمريكا. وحين يتم منهم القصاص، يبتسمون و يلوحون بإشارات النصر.

    أي مصيبة هذه تلك التي حلت بديارنا و تنبئ عن مستقبل ذاخر بسفك الدماء من ايادي، تحمل باليد اليمني المصحف و باليسري المسدس. هل يتصور هؤلاء أن ديانة الإسلام أنزلت فقط من أجل سفك الدماء، و تقسيم البلاد الي دار حرب و دار إسلام.

    أين سماحة الإسلام و تحريمه قتل النفس البشرية إلا بالحق، أين هي قيمه العليا في تكريم البشر و المخاطبة بالتي هي أحسن. هل انحصر الإيمان في إطلاق أحكام التكفير و سفك الدماء و توزيع الابتسامات امام ذوي الضحايا من المسلمين. أن اجتثاث هذا الفكر ألظلامي لهو واجب جميع من في الوطن، و إلا انقلب المشهد الي انهار من الدماء تفسر من جهة بأنها حق الله و من جهة اخري بمكافحة الإرهاب. هذا الفكر يجب محاورته تحت أجواء العدل و المساواة و تأسيس الحقوق المتكاملة للإنسان السوداني.

    و لياخذ الحزب الشيوعي و كل الاحزاب السودانية الاخري حذرهم، من تنامي ظواهر الهوس الديني هذه. هؤلاء يصعب علاجهم، و اصبحوا ذوي اتجاه واحد، هو العنف تحت لافتات القدسية و الدفاع عن الدين الاسلامي. هذه الظواهر هي في تنامي و تكاثر في السودان، و تجد الدعم و المساندة من ائمة المساجد الذين يزينون لهؤلاء الشباب افعالهم غير الكريمة. و يأولون لهم الايات القرانية و الاحاديث النبوية، من أجل ايجاد المسوغ الديني للعنف المقدس.

    وحدها أجواء الحريات و إقامة العدل، هي التي تنجح في إبداء الرأي و الرأي الآخر، ليحدث تخالط و تلاقح الأفكار، و ترسي قيم الخير و الحق من تفاعلات الأفكار و أضدادها. هذا يتم بالتكامل مع تعليم مدرسي يؤسس لمعني الاختلاف و حرية الأخر الدينية و السياسية، و يرسخ في عقول الطلاب قيم الخير و العدل و المساواة. وينزع من باطنه كراهية الآخر و كل النصوص التي تحض علي العنف المقدس و الحرب و سفك الدماء.

    سعد مدني
                  

08-21-2009, 07:04 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    وداعا للحياة الهادئة في السودان

    تغيرت النفوس

    اصبح من سمات المجتمع السوداني الجديدة مظاهر العنف المقدس ضد الاحزاب و الناس

    من يجد لنا طريقا نحو الخلاص!!


                  

08-24-2009, 02:23 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    ا لاسلاميون المتشددون في السودان يحرضون بالمساجد ضد اعضاء الحزب الشيوعي


    كتب عبدالعظيم محمد أحمد ....
    تداولت منتديات الانترنت والمدونات السودانية اليوم خبر التصعيد الذي قام به المتشددون الاسلاميون بقيادة محمد عبدالكريم امام مسجد الجريف غرب الحارة الثانية بشنهم هجوما عنيفا في خطبة صلاة الجمعة اليوم على قيام دار للحزب الشيوعي السوداني بالمنطقة غرب الخرطوم العاصمة وقال محرضاً المواطنين على دار الحزب ان هذه الدار هي وكر للالحاد والفسوق والعصيان والرزيلة وقال الامام احد قادة جماعات الهوس الديني والارهاب ان على المواطنين ان لايسمحوا بقيام دار للحزب الشيوعي واصفا ذلك بالمهزلة وقال ان الشيوعي كافر حتى لو صلى وصام داعيا الى عدم تزويجهم وقال ان ابناءهم في حالة تزويجهم من مسلمة هم ابناء زنى وضم صوته بقوة للحملة الاعلامية المضادة التي انتظمت صحف ووسائل اعلام سلطة الانقاذ ومندسيها في منابر ومنتديات الانترنت قال المتشدد عبدالكريم ان الحزب الشيوعي هو وراء ما اسماه مظاهرة الشواذ والعاهرات في الخرطوم ويقصد بها المظاهرة ضد قانون النظام العام(تضامناً مع قضية الصحفية لبني ) وقال ان الحزب يعلن وقوفه ضد الشريعة وان الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني قد صرح بانهم في ظل دولة المواطنة سوف يعرون كل من يدعو لتطبيق الشريعة ، واختتم المتشدد عبدالكريم خطبه الجمعة التي خصصها للهجوم على افتتاح دار للحزب الشيوعي بالجريف غرب بالدعاء على منسوبي الحزب في كل السودان وفي المنطقة بشكل اخص وقال انه سيعرض فلم عند صلاة المغرب يعرض ما اسماه جرائم الشيوعية وقال ان المجاهدين مثلما دحروا في افغانستان الشيوعية فهم قادرين على فعل ذلك في السودان في تحريض واضح ضد الشيوعين االسودانيين .. واثر ذلك تعرض دار الحزب الشيوعي بمدينة الجريف لهجوم من ملثمين الا ان شباب الحزب قد تمكنوا من القاء القبض عليهم و تسليمهم للشرطة ..


    http://www.katib.org/node/9155
                  

08-24-2009, 05:21 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    العزيز مدني

    إفطار هانئ وصيام مقبول باذن الله

    ارتدت "الانقاذ" الى سلفية سحيقة

    بعد ادعاء بالحداثة والتنوير والوسطية!!

    والمسالة مثار بحث طويل

    ونتابع كتاباتك

    باهتمام

    تحاياى
                  

08-24-2009, 06:32 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: مؤيد شريف)

    العزيز مؤيد

    رمضان كريم

    المتتبع لظاهرة الهوس الديني التكفيري التي ظهرت في السودان، يدرك تماما، ان الانقاذ تستدرج هؤلاء لخدمة مخطاطتها في العملية السياسية، و لاحظ معي:

    * العراك ما بين انصار السنة المحمدية و الانقاذ: استفادت الانقاذ من جماعة التكفير و الهجرة لحسم خلافاتها مع جماعة انصار السنة المحمدية بحوادث القتل التي تمت في المساجد التابعة لهم.(أعلنت الشرطة السودانية امس ان المحصلة النهائية لحادث الاعتداء المسلح على مسجد جماعة انصار السنة المحمدية السلفية في أم درمان أثناء صلاة التراويح أول من امس، بلغت 20 قتيلاً و33 جريحاً. وكانت أرقام الضحايا قد تضاربت عقب الحادث مباشرة، ففي حين ذكرت مصادر ان القتلى بلغ عددهم 22 ذكرت أخرى انهم 25 والجرحى بين 40 و55، وكان مسجد الجماعة في منطقة الجرافة شمال العاصمة قد تعرض لهجوم من شخص اسمه عباس الباقر بسلاح آلي واتضح لاحقاً انه من جماعة التكفير والهجرة.) الشرق الوسط،الاحـد 13 رمضـان 1421 هـ 10 ديسمبر 2000 العدد 8048

    * محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك: حيث قامت الانقاذ بتحريك اعضاء جماعة الجهاد المصري لتنفيذ تلك العملية، و ذلك لصالح نشر مبادي ثورة الانقاذ في مصر (المرة الأولى كانت في يونيو 1995 فيما عرف بالمحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في أديس أبابا و هو في طريقه من المطار الى قاعة مؤتمر القمة الإفريقية، حيث انتهت اصابع الإتهام كافة الى أجهزة الاعلام السودانية التي آوت و موّلت و رحّلت المجموعة المصرية المنتمية لتنظيم الجهاد و التي نفذت و فشلت.) المحبوب عبد السلام، لندن – أبريل 2005

    * استغلال هيئة علماء السودان في تكفير ياسر عرمان و الصادق المهدي و الترابي. ( مكائد سياسية)

    * استغلال هذه الجماعة مرارا وتكرارا ضد الحزب الشيوعي.

    و لا أظن ان الامر سوف يقف عند هذا الحد، فقد تنقلب هذه الجماعة يوما علي السلطة الحاكمة و تقوم بتكفيرها، و يتنشر العنف و العنف المضاد، و تراق دماء الابرياء في الحالتين.

    اعتقد أن الامر خطير جدا، و لابد من تداركه سريعا، و الا اصبحت الفوضي هي سيدة الموقف!!

    مودتي

    [/B)]
                  

08-26-2009, 05:44 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    التكفير .. غول لا يشبع !!
    بقلم: د. زهير السراج

    الأربعاء, 26 أغسطس 2009 18:00

    مناظير

    zoheir [ [email protected]

    * واهم من يظن ان الفكر التكفيرى سيقف على عتبة الحزب الشيوعى السودانى، بل سيتمدد كل يوم ليشمل حزبا آخر وجماعة أخرى وقطاعات اخرى من المجتمع ولن تسلم منه حتى الاحزاب العقائدية الاسلامية والدولة الاسلامية، بل سينقسم التكفيريون السودانيون أنفسهم الى شيع وطوائف فيما بعد تكفر كل واحدة الاخرى.



    * التاريخ الاسلامى الحديث والقديم ملئ بالامثلة والعبر، ليس هذا مجال الحديث عنها، ولكن على سبيل المثال لا الحصر .. فرق الخوارج فى عهد الدولة الاسلامية الاولى، وفى العصر الحديث جماعات التكفير والهجرة فى مصر، وما يحدث الان فى العراق وفلسطين من تكفير وتناحر بين الجماعات الاسلامية، والهجمات الارهابية التى تشنها جماعات اسلامية متطرفة من بينها القاعدة على السعودية التى لم يشفع لها المنهج الاسلامى الصارم الذى تطبقه فصارت الهدف المفضل للمتطرفين والتكفيريين!!



    * وفى السودان فى بداية عهد الانقاذ كان الهدف الاول لهذا الفكر ليس الحزب الشيوعى، وإنما الغناء والفن، وقد دفع المطرب السودانى خوجلى عثمان ( رحمه الله) حياته ثمنا له عندما قتله متطرف بسلاح ابيض داخل دار اتحاد الفنانين بامدرمان إلتقى به صدفة، وكاد ينال من آخرين لاعتقاده ان الفن كفر والفنانين كفار من افكار متطرفة كان يكررها إمام مسجد شاب فى حى ابوروف بامدرمان فى صلاة الجمعة وبعض الصلوات الاخرى!!



    * وظهرت فيما بعد جماعة لم يسمع بها كثيرون، كانت تستهدف الدولة بفكرها التكفيرى فى اول الامر ولكن ما لبثت أن غيرت استراتيجيتها لتجعل خططها تتجه نحو شخصيات مميزة فى المجتمع، قبل ان تتخلى عن أفكارها نهائيا فيما بعد لعوامل كثيرة من بينها حوار فكرى عميق أداره معها بعض الناشطين والمفكرين خاصة من اهل اليسار حول فكرها التكفيرى وجدوى هذا الفكر فى نشر الافكار التى تدعو لها !!



    * ثم كان ماكان من أطروحات فكرية تكفيرية أو متطرفة ظهرت فى بداية الألفية ولم يسعفها الحظ لسبب أو لأخر بوضع افكارها موضع التنفيذ حتى كان ما كان من أمر الخلايا التى كشفت عنها السلطات، ثم مقتل الامريكى قرانفل وسائقه السودانى فى ديسمبر عام 2007، واخيرا الهجوم الذى يشن على الحزب الشيوعى الان، والذى سيتمدد حتما ليشمل آخرين، إن لم يسع الجميع وعلى رأسهم العلماء والفقهاء والدولة لمكافحته بالفكر والمنطق السليم وليس بقوة السلاح!!



    * ما أريد قوله أن من يظن أنه بمأمن عن الفكر التكفيرى فهو ساذج، بما فى ذلك أصحاب هذا الفكر نفسه ومن يهللون علنا أو سرا للهجوم على الحزب الشيوعى .. وهذا ما يقوله التاريخ وليس أنا !!


    جريدة السودانى، 25 أغسطس، 2009
                  

08-26-2009, 11:13 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    الإسلاميون والمثقفون: مشروع اضطهاد

    العفيف الأخضر
    [email protected]
    2003 / 7 / 1



    نفض الإسلاميون المعاصرون الغبار عما هو معاد للثقافة والحياة في التراث لتكفير التفكير وتبديع الإبداع، حرم فقهاء القرون الوسطي الرسم، النحت، الفلسفة وحتى المنطق: "من تمنطق فقد تزندق" (السيوطي)، "المنطق يؤدي إلي الفلسفة وما يؤدي إلي الكفر كفر" (ابن الصلاح)، ويوم نكب ابن رشد أنشد فقهاء قرطبة في جوقة: اشتغلوا بالمنطق فقالوا حقيقة / إن البلاء موكل بالمنطق، إتكأ الإسلاميون علي هذا التراث الظلامي أي المعادي لنور العقل واستمدوا منه سلاحين من أسلحة الدمار الثقافي الشامل: الرقابة والقتل، يصف الكاتب الإيراني سركوهي الفصامية التي فرضتها الرقابة الإسلامية علي المثقفين علي هذا النحو: "يتساكن في كل صحفي وكاتب شخصان، أحدهما يكتب، والآخر يمحو ويحول الجمل إلي مجازات وتعابير مزدوجة المعني" (الاكسبرس 8/6/200)، أما حزب الله الإيراني الذي لا يمكن التنبؤ بالممنوع والمسموح في رقابته، فإنه كثيراً ما أحرق كتباً سمحت لها الرقابة الرسمية بالصدور، وأحرق الدور التي أصدرتها وطارد مؤلفيها.

    لم يكتف الإسلاميون في اضطهادهم للمثقفين بالرقابة، بل عززوها بالتكفير والقتل. فقد ظل الخميني طوال حياته "يفخر بالفتوى التي أصدرها بقتل المفكر الإيراني أحمد كسراوي سنة 1947" (أمير طاهري)، ولما سئل الخميني عام 1979 عن سبب إصداره أمراً بإعدام المعارضين دون محاكمة أجاب: "لأنهم مذنبون ولا حاجة لإضاعة الوقت في محاكمتهم" (نفس المصدر). واصل خلفاؤه المتشددون باسم الشريعة، تطبيق شريعة الغاب علي المثقفين داخل وخارج إيران: تنص المادة 228 من " قانون الجزاء الإسلامي" على تبرئة الجاني: "إذا أثبت للمحكمة أن القتيل مهدور الدم" أي مرتد! وباسم هذا القانون الغابي رصدت مؤسسة الشهداء التابعة لمرشد الثورة جائزة بمليوني دولار إضافة إلي النفقات، لقتل الروائي سلمان رشدي. وباسم هذا القانون أهدر البوليس السياسي الإسلامي دماء 180 مثقفاً إيرانياً سجلوا على "القائمة السوداء" الشهيرة، اغتيل منهم أربعة، ولولا تدخل الرئيس محمد خاتمي لكان أعضاء القائمة اليوم تراباً في التراب!

    حمام الدم الإيراني الذي دشنة الانقلاب الإسلامي في 1979 أيقظ في نفوس الإسلاميين خارج إيران الحقد علي الاخر المتأصل في نفسيتهم التي تشربت الآخر كمنتهك لـ "طهارة الأم" إذن كعدو برسم التصفية. مثلاً لا حصراً، شنق حسن الترابي في 1985 الفيلسوف المتصوف محمد محمود طه بتهمة "الردة"، وسنة 1999 أقرت محكمة الاستئناف في الخرطوم الحكم علي فنان ب 260 جلدة بالتهمة التفتيشية التي نفض الإسلاميون عنها الغبار: "الإساءة إلي الدين". في لبنان اغتال إسلاميون من جزب الله مهدي عامل وحسين مروة الذي كان علي فراش الموت! في مصر أقام إسلاميون دعوى الردة علي محمد عبد الوهاب من أجل أغنية "من غير ليه؟" وأصدروا حكماً بردة نصر حامد أبو زيد وغرس إسلاميون آخرون خنجراً في رقبة نجيب محفوظ تنفيذاً لفتوى بردته من أجل "أولاد حارتنا".بفتوى مماثلة اغتال إسلاميون فرج فوده، عندما سأل القاضي الجاني لماذا إغتاله؟ أجاب: لأنه علماني، ولما سأله مرة أخرى: ما معني علماني؟ أجاب: لا أعرف! ولما سئل القاضي محمد الغزالي، أحد أقطاب الإخوان المسلمين عن حكم الله في القتلة، أجاب بكل يقين المتعصب: "لقد نفذوا فيه حكم الردة الذي تقاعس الإمام عن تنفيذه"، عاد القاضي يسأله: وما حكمهم إذن؟ أجاب الغزالي: "رمز الإعتدال لقد افتاتوا على الإمام والافتئات (الاستبداد بالرأي) لا عقوبة له في الإسلام"، بعد سماع فتوى الغزالي بإهدار دم فرج فوده صرخ القاتل: "الآن أموت وضميري مرتاح" لأن وظيفة الفتوى هي استكمال تجفيف ضمير المتعصب الأخلاقي برفع الذنب عنه، ليغدوا جاهزاً ككلب الطريدة للانقضاض علي فريسته دون تفكير.
    في الجزائر اغتال الإسلاميون أكثر من 60 مثقفاً بينهم الشاعر الطاهر جعوط والجامعي الجيلالي اليابس الذي تبنت جبهة الإنقاذ الإسلامية علي لسان رئيس بعثتها البرلمانية في الخارج أنور هدام اغتياله في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، والجدير بالذكر أن متطرفاً تونسياً كتب معلقاُ علي اغتيال هذا المثقف الجزائري: "العلمانيون (التونسيون) المتحالفون مع النظام سيكون مصيرهم مصير اليابس"، وأخيراً لا أخراً، أصدر يوسف القرضاوي الذي يكاد ينعقد الإجماع علي اعتداله، فتوى بتكفير حيدر حيدر وتكفير روايته "وليمة لأعشاب البحر" و"تكفير كل من يقول عنها إنها إبداع" أي غالبية المثقفين والمبدعين والنقاد في مصر والعالم العربي حتى من يختلف معه في مضمونها السياسي مثلي. لا يشك لحظة في شاعريتها الخلابة. فتوى التكفير إهداراً لدم من تم تكفيرهم وتحريض لكل مؤمن على تنفيذ حكم التكفير فيهم ما استطاع إلي ذلك سبيلا!
    اضطهاد الإسلاميين للمثقفين بمصادرة كتبهم، بمطاردتهم، بإصدار الفتاوى بقتلهم، بمحاكمتهم، بإعدامهم وباغتيالهم يأخذ بتكراره وانتظامه في الزمان والمكان حكم القانون. لا شك أن سؤالاً يرف على الشفاه: لماذا يكفر الإسلاميون التفكير والمفكرين ويبدعون الإبداع والمبدعين؟ كمشروع إجابة مفتوحة للنقاش أقدم خمس فرضيات متكاملة:


    1- التعصب المتأصل في بنيتهم النفسية يوهمهم بأنهم يمتلكون المعرفة الإلهية التي لا مزيد بعدها لمستزيد. حقيقة المتعصب هي في الواقع وهم لذيذ يلوذ به كبديل عن حقيقة مريرة لا يستطيع مواجهتها دون أن يفكر في الانتحار، وهذا ما يجعله يعيش لا شعورياً كل معارضة لها أو حتى مجرد اعتراض عليها كعدوان شخصي عليه، كنفي للمعني الذي أعطاه بتعصبه لحياته، وهذا ما يهيؤه للعدوان والقتل كما لو كان في حالة دفاع شرعي عن النفس.


    2- هم أيضاً مسكونون بروح تبشيرية تجعل رغبتهم في توجيه (LE DESIR DE DIRIGER )
    البشرية و هدايتها إلي سواء السبيل هوسية. هذه الرغبة في التوجيه هي كما يقول علم نفس الأعماق، مزيج من النرجسية والسادية والميل إلي التلصص من ثقب الباب مما يجعل المصاب بها مدفوعاً دفعاً إلي فرض وجهة نظره علي الآخرين أي علي جميع الذين لا يؤمنون بها كما لو كانت إرادة إلهية فيما هي لا تمثل في الواقع إلا تعبيراً باتولوجياً عن بواعثه وصراعاته الشخصية اللاشعورية.


    3- عجز النخب السائدة في الفضاء العربي والإسلامي والفاقدة لشرعية الإنجازات عن الفصل الضروري بين المواطن والمؤمن، بين الدين والسياسة، وتالياً بين الدين والبحث العلمي والإبداع الأدبي والفني حتى يتشرب الوعي الجمعي هذا الفصل الذي هو لب الحداثة.


    4- التثبت في المرجعية الفقهية القروسطية التي لم تجدد بعد، أي لم تتكيف مع روح قوانين العصر التي هي حقوق الإنسان التي تقدم حرية التعبير والتفكير والاعتقاد وتساوي بين جميع المعتقدات، وتعتبر كل قانون مناقض لها فاقداً للشرعية وجديراً فقط بأرشيفات تاريخ الأفكار، لقد بات لزاماً على جميع دولنا التي وقعت علي مواثيق حقوق الإنسان التي صاغتها الأمم المتحدة أن تحترم توقيعها بإعادة تأسيس الفقه القديم علي أسس حديثة تنقذه من ماضويته. وذلك يعني إصدار قوانين تكفل لجميع الاتجاهات الأدبية والفنية والفلسفية والعلمية بالتعبير عن نفسها، وبحرية البحث والشك والتجريب وتحرير العقل والخيال من جميع العوائق، علي غرار ما هو سائد في القارات الخمس، فكل استثناء للذات من المكاسب الحديثة التي تتمتع بها جميع الذوات هو عنصرية ضد الذات.


    5- الإسلاميون الذين احترفوا اضطهاد الفكر والإبداع هم في الواقع جلادون وضحايا في آن، جلادون لأنهم باسم الشريعة يطبقون شريعة الغاب علي الثقافة والمثقفين فيصادرون حرياتهم ويهدرون دمائهم. ضحايا، لأنهم لقنوا في معظمهم منذ نعومة أظفارهم تعليماً دينياً قديماً وعقيماً لم يخصب بعلوم الحداثة من سسيولوجيا الأديان، تاريخ الأديان المقارن، الألسنية وسيكولوجيا الأعماق. مثل هذا التعليم غرس أو رعي في وعيهم كراهية الحياة والأحياء وتالياً الانغلاق علي العصر أي تكفيره، وهم أيضاً ضحية إعلام لا يقل عن التعليم إياه في تخويف مستهلكيه من معانقة الحياة الحديثة كما هي: بوعدها ووعيدها.

    حسبنا أن نعرف أن أحد المحامين الذي شارك في الإفتاء باغتيال فرج فوده كانت له حصة في التلفزيون المصري يطل منها بانتظام علي ملايين المشاهدين لغسل أدمغتهم تحضيراً لهم ليكونوا قتلة وقتلي، قتلة للمثقفين وقتلي من قوات الأمن!




    http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=8336
                  

08-27-2009, 02:45 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    هوس التكفير في عقول أعداء التفكير

    صادق إطيمش

    [email protected]

    2008 / 5 / 9

    لا يمكن أن يُقال عن هذه الظاهرة، ظاهرة التكفير، التي يجتمع حولها كل ذوي الأفكار المتخلفة ممن ينعتون أنفسهم بالفقهاء والمشايخ ، إلا كونها أعراض مرض الجهل المطبق المزمن الذي أصاب هؤلاء الذين يفتشون عن ملاذ لهم في عالم اليوم ، عالم القرن الواحد والعشرين ، فلا يجدون سوى النفور والإشمئزاز والهروب من عفن ما يتقيئونه من قذارات توارثوا إجترارها منذ قرون ، فلم يشعروا ، لغباءهم المفرط ، بأن الزمان غير الزمان الذي يقصدون وإن المكان غير المكان الذي به يتحركون وإن بشرية هذا القرن هي ليست بشرية القرون ألأولى من عمر التاريخ . لقد قادهم غباؤهم هذا إلى سلوك الطرق التي زادت في علتهم حتى تفرق عنهم الناس حينما يكون لهم الخيار في ذلك . وبما أن نفوسهم البائسة لا ترضى بهذا الخيار الذي لم تعرفه قواميسهم ، فلجأوا إلى ما يلجأ إليه كل جبان ، ويتعكز عليه كل من سار على إعوجاج دروبهم وهذيان أفكارهم ، إلى ألإكراه والقوة لفرض أباطيلهم التي إعتبروها إيماناً وأكاذيبهم التي جعلوها أحاديثاً صحاحاً ، فأبوا أن يسمعوا قوة المنطق وحجة العقل لأنهم لا يفقهون هذا ولا ذاك بسبب جهلهم المطبق حتى بما يتشدقون بالدعوة إليه . جعلوا من خزعبلاتهم التي سوقوها كدين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قوانيناً صاغوها هم بأنفسهم ليحكموا الناس بها ، لأنهم بعيدين عن الدين الحق ، بعيدين عن دين السماء ، الذي لا يجيز وكالة أحد على أحد في أمور دينه ، حتى رسوله بالذات (ص) منعه دين السماء من تلك الوصاية ، فما أراد له أن يكون عليهم وكيلاً أو مُجبراً على ألإيمان ، فترك الناس وشأنهم بعد أن بين لهم السبيل القويم ، فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر، كما نص على ذلك القرآن الكريم الذي جاء مليئاً بمثل هذه الوصايا ، لا بل ألأوامر التي نهى الله عباده عنها . إلا أن مرضى العقول والنفوس يصرون على وضع القوانين الدينية البشرية التي يريدها دين الفقهاء وليس تلك القوانين الإلهية التي وضعها دين السماء . وهذا ما تجلى في تصرفاتهم الجنونية التي تبدأ بتكفير مخالفيهم لتنتهي بتحليل دمهم وعرضهم ومالهم ، وحين تسألهم عن مصدر ما ذهبوا إليه من أحكام جنونية لم يسمح بها ألله حتى لرسوله ، يجيبونك بأقوال الفقيه زيد والمستفقه عمر ، أما ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة فلا يقع ضمن حججهم لأن ذلك لا يتفق وضحالة أفكارهم وعمق جهلهم .
    هذا بالضبط ما حدث ويحدث منذ عشرات السنين في هذا الزمن الغابر الذي أصبح فيه الدين ألإسلامي ألعوبة بيد فقهاء الإرهاب وعباقرة التكفير. الذين لا يتركون مناسبة فيها فسحة من التفكير العلمي الجدي الهادف إلى إنتشال هذه ألأمة من أوحال الخرافات البالية والإنتقال بها من ظلام القرون ألأولى إلى حياة البشرية الحديثة التي يتنعمون هم قبل غيرهم بخيراتها تاركين ويلاتها على المساكين والمعدمين ، والأمثلة على ذلك لا تُعد ولا تُحصى ، إلا وجعلوها منبراً لنشر أفكارهم السوداء ووسيلة لكتم أنفاس الناس وقذفهم بالكفر وكل ما يترتب على هذا القذف من تبعات إجتاعية وسياسية ، يساعدهم على وضعها موضع التنفيذ شلة من الساسة المتنفذين القابعين منذ أجيال على كراسي الحكم ، لا همَّ لهم سوى إطالة هذا التسلط الهمجي إلى أطول ما يمكن ليمهدوا الطريق لخلافة أبناءهم واستمرار تسلط عوائلهم أو عشائرهم وعصاباتهم على أمور البلاد والعباد ، والفتاوى التي تؤهل لكل ذلك في متناول اليد دوماً ، وكأن ألحال يشير إلى إجتماع المؤسستين السياسية والدينية على قهر المواطن في المجتمعات ألإسلامية وإذلاله .
    ما حدث سابقاً للمفكر العربي الدكتور نصر حامد أبو زيد ولاحقاً في الندوة التي نظمتها الجامعة ألأمريكية بالقاهرة بعنوان " الفن وخطاب التحريم " إلا مثالاً من كثير من ألأمثلة على مثل هذه الظواهر المَرضية التي أخذت تتكرر على الدوام في المجتمعات الإسلامية اليوم . فحينما قررت لجنة ممن يُسمَون بأساتذة جامعة القاهرة تكفير هذا الرجل العالم، بالنيابة عن ألله ، بسبب أبحاثه التي قام بها في تسعينات القرن الماضي والتي لم تتلائم والتخلف الفكري الذي يحمله هؤلاء " ألأساتذة " ، وبما أنهم لم يجدوا طريقاً للرد عليه بردود علمية يستسيغها عقل إنسان العصر الحديث ، لجأوا إلى أبسط الحلول التي حققوا فيها دعم السلطة السياسية لهم ممثلاً بالعصابة الحاكمة في مصر ودعم السلطة الدينية ممثلاً بالأزهرية الناعقين بصوت الحاكم السياسي ، فقرروا وبكل بساطة إعتبار هذا الرجل كافراً وحكموا بتفريقه عن زوجته إجباراً وانتهى ألأمر بلا مغفرة ولا رحمة من هؤلاء . وتجددت هذه الدعوات ضد الدكتور نصر حامد أبو زيد حينما أبدى وجهة نظره بالحجاب على أنه ليس الفريضة السادسة التي يحاول رواد التكفير تسويقها على هذا ألأساس بين الناس . ومما أثار حفيظة المتمسكين بمناصبهم ألأزهرية أكثر وأكثر دعوة أبو زيد إلى ضرورة تطوير ألأزهر متسائلاً عن أفكار المصلح الأزهري محمد عبده في أفكار الأزهر اليوم . وإشارة إلى العقول العاجزة عن العمل والفكر العاطل عن ألإنتاج طلب أبو زيد الكف عن رفع شعار " لا إجتهاد في النص " وذلك بسبب إختلاف الظروف ووجوب التركيز على دعم الحرية : لأنه مع غيابها يتوقف العقل تدريجياً عن النبض .

    وفي الندوة التي عُقدت في الثاني من الشهر الجاري شدد الدكتور أبو زيد من هجومه على من يسمون أنفسهم بعلماء الدين ومشايخه الذين يفتون بتحريم التماثيل سواءً من خلال صناعتها أو إقتناءها في المنازل أو بوضعها في الميادين العامة ، حيث قال : عيب أن نقول بتحريم التماثيل ، أو أن بعض المشايخ يقولون انهم خائفين على المسلمين من وجود التماثيل حتى لا يعبدها الناس . ثم قال :" لم يعد خطراً على الإسلام والمسلمين في الوقت الراهن وجود التماثيل لأن قوة الإيمان لا تحتاج إلى إخفاء التماثيل ، وإذا كان المسلمون بهذا المستوى من الضعف والهشاشة والهزال حالياً فهم يستحقون الفناء" . نعم إذا كان أيمان القلب لا يصمد أمام تمثال الحجر فما ذلك إلا ألإيمان الذي عبر عنه القرآن الكريم بقوله : قالت ألأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ...( الحجرات 14) . فليس كل مسلم مؤمن إذن.... فهل هؤلاء المسلمون الداعون إلى تكفير المسلمين الآخرين لأنهم يتبنون أفكاراً حول الدين غير أفكارهم , هم مؤمنون حقاً حسب الوصف القرآني هذا....؟

    لقد تطرق المفكر الدكتور نصر حامد أبو زيد إلى هذا الفكر التكفيري المتخلف في كتابه القيم الموسوم " التفكير في زمن التكفير، ضد الجهل والزيف والخرافة " الصادرفي منتصف تسعينات القرن الماضي عن مكتبة مدبولي بالقاهرة ، والذي لابد لكل من يريد كشف تفاهات النهج التكفيري أن يقرأه جيداً . لقد جاء في مقدمة هذا الكتاب : من المخجل أن يوصف بالكفرمَن يحاول ممارسة الفكر ، وأن يكون " التكفير " هو عقاب " التفكير" . هو مخجل في أي مجتمع وفي أي لحظة تاريخية ، وهو كارثة في جامعة القاهرة في العقد ألأخير من القرن العشرين . لكن لأنه لا يصح إلا الصحيح فقد خذل القضاء مكر الماكرين ، وكشفت ألأوراق أن ألأمر ليس أمر دفاع عن ألإسلام بقدر ما هو دفاع عن " الكراسي المزورة " والمصالح الدنيوية . ثم يواصل القول " ولأن ألأفكار لا تموت ـ وإن طالت يد الغدر حياة أصحابها وسُمعتهم وحاولت مس كرامتهم ـ فإن " الفكر" أعظم ما كرَّم الله به الإنسان على مخلوقاته كافة ، يواصل رحلته متصدياً للتكفير كاشفاً القناع عن وجهه القبيح ، الجهل والخرافة والتزييف . إنه التفكير في زمن التكفير ، عصا موسى التي تلقف ما خيّل السحرة للناس من سحرهم وإفكهم ، ولا يفلح الساحر حيث أتى . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
    ولم يكن الدكتور نصر حامد أبو زيد وحده من المفكرين ألإسلاميين الذين تعرضوا لمثل هذه الهجمات التكفيرية من ذوي العقول المصابة بهذا المرض ، بل أن أستاذ الفلسفة ألإسلامية المعروف الدكتور حسن حنفي كان هو أيضاً واحداً من ضحايا هؤلاء المتخلفين فكرياً . لقد تعرض هذا المفكر اللامع لهذه ألإتهامات بالتكفير من قبل بعض الطلاب ، تصوروا من قِبَل مَن لم يتموا مرحلة تعليمهم بعد , ومن بعض المشاركين من " الباحثين " أيضاً في المؤتمر الدولي الثالث عشر للفلسفة ألإسلامية المنعقد بجامعة القاهرة يوم ألأول من شهر مايس ـ آيار الجاري حينما طرح ورقته البحثية حول : السنن ألإلاهية في نهضة ألأمم ، والتي جاء محتواها بما لا يتفق وآراء بعض التكفيريين ، وربما لأن عقولهم الضامرة لم تستوعب مثل هذه ألأفكار الفلسفية التي أرادوا تحويلها إلى جدل ديني ، مما إضطر رئيس المؤتمر الدكتور عبد الحميد مدكور ـ رئيس قسم الفلسفة ألإسلامية السابق في جامعة القاهرة ـ إلى التدخل في الأمر طالباً الإنشغال بالقضايا وليس بالأشخاص . وعلق على هذا الموضوع الدكتور نصار عبد ألله ، أستاذ الفلسفة بجامعة سوهاج قائلاً : أنه من غير المنطقي أن تحتفل جامعة القاهرة بمرور مائة عام عليها بتكفير عالم جليل مثل الدكتور حسن حنفي ، قد تختلف مع بعض أفكاره لكن ألإختلاف لا يمكن أن يجعل أي شخص يقبل بتكفيره . وأضاف الدكتور عبد ألله قائلاً : إن ما حدث في قلب جامعة القاهرة يوم أسود يذكرنا باليوم الأسود الذي ثارت فيه الجامعة ضد الدكتور طه حسين بسبب كتاب الشعر الجاهلي ، وقالوا يسقط العميد ألأعمى والعميد الكافر , مشيراً إلى أن ما حدث في مؤتمر الفلسفة سيكون له مردود كبير على كل مَن يفكر وسيدور في رؤوسهم ألف مرة مصير الدكتور نصر حامد أبو زيد قبل أن يفكروا أو يصرحوا ويكتبوا ما فكروا فيه وما يعتقدونه خوفاً من التكفير .

    ألتوقف عن التفكير بسبب القذف بتهمة التكفير....هذا هو الأساس الذي يريده البعض لبناء المجتمعات ألإسلامية الحديثة . مجتمعات تخاف من إنطلاقة الفكر الذي أراده الدين ألإسلامي نفسه أن ينطلق حينما وضع تعاليمه لقوم يعقلون ، لقوم يتفكرون ، لقوم يفقهون ، لذوي ألألباب... إلى غير ذلك من المصطلحات القرآنية التي تريد تنشيط الفكر لا ضموره وخموله . فإلى أين يسيردعاة قوقعة الفكر وتجميد العقل ، هؤلاء الجهلاء التكفيريون ، بهذه المجتمعات ألإسلامية ، إن لم يكن صوب التخلف والتدهور والإنحطاط......؟

    الدكتور صادق إطيمش


    http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=133979
                  

08-27-2009, 05:20 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    العزيز سعد مدنى

    واصل حتى تنقشع الغمامة عن العيون ويرى الجميع الخطر المحدق ..
    والإنتباه للمصير القاتم الذى يقودنا له أهل طريق الجنة الجدد بقتل العباد ..

    تحياتى
                  

08-27-2009, 06:40 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: رأفت ميلاد)

    العزيز رأفت ميلاد

    تحياتي

    * اعتقد ان مشكلة التكفيرين في السودان، أو غيره، انهم يتبنون مواقفهم المتشددة هذه، علي رؤية انهم يمتلكون كل الحقيقة، و انهم وصيون علي باقي افراد الشعب السوداني. و الوهم يعشعش داخل ادمغتهم، بان ما يفعلونه هو رضا لله، و انهم سوف يكسبون مزيدا من الحسنات بهذه الفعل، حتي و ان ادي هذا الي قتلهم للنفس البشرية.

    * و عادة ما تبرز جماعات الهوس الديني و التكفيري في اجواء الشمولية و الديكتاتورية و الظلامية، كما هو حادث في السودان في الفترة السابقة، حيث تنعدم اجواء الراي و الراي الاخر، و احترام الحريات مثل حريات الفكر و الانتماء و ممارسة الطريقة الدينية المعينة التي يتبناها اي فرد بكامل حريته و اقتناعه.

    * و التعليم الثيوقراطي له دور كبير في التمهيد لزرع تلك العقلية التي تمجد كل ما هو قديم، دون تحريك الفكر في الغايات و المرامي من ذلك. حيث تتنحط عقلية الطلاب بالنقل و الترديد، و حفظ النصوص دون فهمها، و تمجيد دور الفقهاء و المشايخ، الذين يصبحون كهنة لتفسير الواقع و ابداء الفتاوي في العلم و الفكر والفن و المسرح و السياسة، دون وعي و دراية بكل ما يحاط بهذا الامر من تغير حدث في العالم و تطور العلوم و تقدم مستويات الفهم المتعددة لحياتنا التي نعيشها، ضاربين بعرض الحائط كل التقدم في كافة امور الحياة عبر تراكمها التاريخي في الوعي البشري.

    *لذا نجد ان جماعات الهوس الديني و التكفيري، كجماعة محمد عبد الكريم، تعمل علي مصادرة حرية الافراد في اختيار طرق حياتهم او الانتماء الي فكر او حزب معين، مبررا ذلك باديولوجيا دينية تتدعي الكمال و الفهم القطعي للنصوص ، و هي بذلك تصادر حق المعرفة و الاختلاف و تقوقع العقل في حجرة ضيقة تمنع فيه اجتهاداته و ابداعه لادراة حياته.

    * (والإنتباه للمصير القاتم الذى يقودنا له أهل طريق الجنة الجدد بقتل العباد)، يحتاج الي طريق طويل من نشر الوعي بخطورة هذه الجماعات وسط المجتمع السوداني، خاصة المتعلمين منهم، و قطعا هذا الامر يحتاج الي الاجواء الديمقراطية، و لكن هذا لا يمنعننا الان من تسليط بعض الضوء علي ( السكاكين) التي يحملونها في عقولهم، و التي حتما سوف تؤدي الي اراقة دماء الابرياء تحت لافتات العنف المقدس، و اخطره هو ذبح الفكر و التفكير الحر في عقول الشباب السوداني.


                  

08-27-2009, 07:08 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)

    العقل السلفي... من التفكير إلى التكفير

    عبدالحكيم الفيتوري
    [email protected]
    2008 / 9 / 21

    أشرت في المقال السابق إلى أن المنهج الحنبلي قام على منهج سجالي جدالي ينفي رؤية ليثبت أخرى ، ينفي الآخرى ليثبت ذاته !! ولم يكن تثبيت مفهوم ذاته ممكنا إلا بإنشاء مفهوم السنة مقابل البدعة ، فكل ما لا يمكن تسنينه أي دمجه داخل مفهوم السنة بالرؤية الحنبلية، وكل ما يخرج عن حدوده يعتبر ابتداعا مذموما ومخالفة للدين ، لهذا السبب كان هنالك توتر دائما بين العقل والنقل،والسنة والبدعة، وبالتالي بين التقليد والاجتهاد ، والحرفية والمقاصدية . مما حدا بالعقل السلفي إلى ممارسة الإقصاء والتهميش لكل مخالف لتلك المنظومة الحنبلية !!

    ولا يخفى أنه قد تربى على أصول هذه المنظومة جمهرة من الناس في الماضي والحاضر ، وبالتالي ظهر في اتباعها خشونة،وإفراطا في إشعال معارك طاحنة مع من يستخدم عقله في فهم الوحي تأويلا وتعليلا وتنزيلا ، ففي هذا السياق سجل لنا الملف الشخصي للعقل السلفي الحنبلي أصول وقواعد وفتاوى كثيرة لا تزال تفتك بوحدة الأمة وتبذر عوامل التشرذم والتناحر إلي يومنا هذا ، منها مسائل التكفير، والتبديع ،والقسوة،والجرح والتعديل،والتقول على الخصم والطعن في دينه،بل وتجويز قتله إن لزم الأمر ، وإطلاق دعاوى الإجماع والاتفاق على ذلك !! وفي هذا الصدد أذكر بعض العينات من تلك الأصول والفتاوي حسبما وردت في السجل الشخصي للعقل السلفي ، والتي بدورها مازالت تفتك بجسم الأمة المنهوكة صباحا ومساءا وتوسع من دائرة تشرذمها بإدخالها ساحات معارك تاريخية حيث يقاتل فيها المقاتل ويموت فيه القتيل بالوكالة تحت طائلة(إسلام التاريخ) !!

    فقد ساق عبدالله بن أحمد بن حنبل(ت 290هـ)في كتابه السنة جملة من اتهامات وشتائم لمن يستخدم عقله ورأيه في النظر والتأويل،والفهم والتنزيل، أو تسول له نفسه أن يتمرد على منظومة العقل النقلي السلفي، كصحائف الاتهامات التي وجهة إلى أبي حنيفة إمام مدرسة العقل والرأي والتي تعد امتدادا لمدرسة عمر الفارق ذي العقل المقاصدي.من تلك الصحائف(بإختصار)وصفه بأنه:(كافر،زنديق،مات جهميا، ما ولد في الإسلام أشأم ولا أضر على الأمة منه ، وأنه نبطي غير عربي ، وأن الخمارين خير من أتباع أبي حنيفة ، وأنه أبو جيفة، وأنه لا يسكن البلد الذي يذكر فيه أبو حنيفة ، وأن استقضاء الحنفية على بلد أشد على الأمة من ظهور الدجال ، وأنه من المرجئة، ويرى السيف على الأمة ،وأنه أول من قال القرآن مخلوق،وأنه يترك الحديث إلى الرأي،وأنه يجب اعتزاله كالأجرب المعدي بجربه،وأنه ترك الدين،وأنا أبا حنيفة وأصحابه شر الطوائف جميعا،وأنه استتيب من الكفر مرتين أو ثلاثا ، واستتيب من كلام الزنادقة مرارا ، وأن بعض فتاواه تشبه فتاوى اليهود،وأن ابا حنيفة يرى أن إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق واحد،وأن حماد بن سلمه كان يقول:إني لأرجو أن يدخل الله أبا حنيفة نار جهنم)!!(1)

    كذلك جاء في طبقات الحنابلة(لابن أبي يعلى)،عن أئمة الحنابلة وعلى رأسهم أحمد، استحلال دم من يقول بخلق القرآن،وأنه لا يسمع ممن لم يكفرهم ولا يسلم عليه ولو كان من الأقارب،ولا تشهد لهم جنائز ولا يعادون في مرضهم !!

    وجاء نص أخر:(..أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح،ولا يجوز قضاؤه،ولا تؤكل ذبيحته).وله في التكفير المعين أقوالا منها،(أن الحسين الكرابيسي عندنا كافر).(طبقات الحنابلة)والكرابيسي هذا من كبار علماء الشافعية ومن أهل الجرح والتعديل !!

    وعندما علم الإمام أحمد أن ابن أبي قتيلة ذم أصحاب الحديث بقوله أنهم (قوم سوء)قام أحمد بن حنبل وهو يقول:(زنديق،زنديق، زنديق).(طبقات الحنابلة)وعندما سأله رجل:أصلى خلف من يشرب المسكر؟ قال:لا. قال الرجل:فأصلي خلف من يقول القرآن مخلوق ؟ قال أحمد: سبحان الله،أنهاك عن مسلم تسألني عن كافر!!).(طبقات الحنابلة) وقوله:(يستعان باليهود والنصارى،ولا يستعان بأهل الأهواء)!!(مناقب أحمد لابن الجوزي)ومعلوم بأن أهل الأهواء والبدع هم الذين خرجوا عن حدود منظومة العقل السلفي بالرؤية الحنبلية،وهم بالضرورة الذين جعلوا للعقل مكانا عليا من حيث أنه مناط التكليف في فهم دلالات الوحي ومناطات تنزيله (فهما وإيقاعا).

    ولن يجهد السلفي عقله بالتفكير والتحليل، والنقد والتمييز، وإعادة النظر والمراجعة،مادام(السلف)وعلى رأسهم ابن حنبل إمام أهل السنة والجماعة، قد قالوا قولهم الفصل في المخالف !! ومعلوم أن هذه الأصول والقواعد لم تتمكن من عقول الناس إلا في المرحلة التي نال بعدها الإمام أحمد لقب(إمام أهل السنة والجماعة)بعد أن ظل المشكل السياسي يشكل بؤرة الصراع وأساس الافتراق بين الطوائف والذي سلت بسببه الإلسن بالتكفير والسيوف بالمقاصل. ويبدو لنا ذلك من خلال أساليب الافتراء على الخصوم السياسيين والعقديين ، كمثل زعمهم أن جهم بن صفوان كان يريد أن يمحو آية(الرحمن على العرش استوى)ويزعمون بأنه يصلى على عيسى ولا يصلى على النبي محمد،وأنه يحل المسكر(انظر:السنة)وقولهم أن بشر المريسي وأصحابه لا يدرون ما يعبدون(السنة)وزعمهم أن من قال القرآن مخلوق فهو يعبد صنما،وأنه قد قال على الله ما لم تقله اليهود والنصارى .(كتاب السنة) وقد عنون عبدالله بن أحمد عنوانا في كتابه(باب من زعم أن الله لا يتكلم فهو يعبد الأصنام.وزعم أن أبا حنيفة يزعم أن النبي لو أدركه لأخذ بكثير من قوله.(انظر كتاب:السنة)

    وهكذا تدرج العقل السلفي من إلغاء العقل إلى الإكتفاء بالنقل ، ومن عدم التفكير إلى ضرورة التكفير والتبديع ، ثم إلى ممارسة العنف ضد خصومه بقسوة وشراهة ، وذلك ما وقع مع الإمام ابن جرير الطبري المؤرخ والمفسر المشهور فقد حوصر في بيته حتى دفن في بيته وادعو عليه الرفض والإلحاد(انظر:مسكويه في كتابه تجارب الأمم) والحقيقة أن ابن جرير نقد عقل أحمد بن حنبل وعقيدته ولم يعده من الفقهاء ، فكان جزاءه رميا بالحجارة حتى الموت !! وذكر ابن الاثير في حوادث(567)أنهم سموا الفقيه البوري الشافعي فأصابه إسهال إلى أن مات من حلوى أعطاه إياه الحنابلة وكان يذمهم،وكذلك أبو بكر بن فورك لقى نفس المصير (2)!!

    ومهما يكن من أمر فإن ثمة تقارب وتداخل بين العقدي والعملي ، وبين العقل السلفي والعنف في المنظومة الحنبلية ، وهذا التداخل هو الذي ورط جل الحركات السلفية المعاصرة(التقليدية-والجهادية) في إشعال معارك تاريخية بالنيابة في الأسماء والصفات، والهيئة واللباس ، والتقليد والاجتهاد ، والعقل والنقل ، والتي اسفرت عن تكفير وقتل وقتال لا زالت رحاه مستمرة إلى يومنا هذا !!

    ولعل هذا الاعتبار الذي نبديه في مقالاتي هذه بإعادة النظر والمراجعة والفرز بين دائرة إسلام النص وإسلام التاريخ ، وبين المقدس والبشري ، وبين النص والفتوى تتأكد أهميته أكثر عندما ننظر إلى واقع الأمة المزري وما آل إليه أمرها من تناحر وتخلف والتي دشنه التقليد والضمور وعدم الفهم والتجديد !!

    ______________________________

    1-انظر كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ،علما بأن محقق هذا الكتاب محمد سعيد القحطاني صاحب الولاء والبراء !!

    2- والغريب بعد تلك المعارك الضارية لتثبيت العقل السلفي الحنبلي ، يأتي من يوصينا بأن نتحنبل،كما قال اسماعيل الهروي صاحب كتاب مدارج السالكين الذي شرحه ابن القيم : أنا حنبلي ما حييت وإن أنا مت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا


    http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=147751
                  

08-27-2009, 08:04 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احداث مقتل غرانفيل و الجريف غرب مع الحزب الشيوعي، وصل الينا العنف المقدس! (Re: سعد مدني)



    لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنوير

    سعيد الكحل

    9 مايو 2007


    لا جرم أن القرآن الكريم لم يتغير رسمه ولا متنه منذ أوحى الله تعالى به لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام. وعلى مدى القرون السالفة ظل المسلمون يرتلونه ويجتهدون في استنباط معانيه وأحكامه. وظل القرآن الكريم يرشد المسلمين، حينما أحسنوا تلاوته وتدبره، إلى الانفتاح على ثقافات الشعوب وتجاربها الحضارية ؛ فأسسوا حضارة كانت لها إسهاماتها الغنية. ولم يكن القرآن، خلال فترة العطاء الحضاري، مصدرا للتشدد والتطرف والانغلاق. لكن بعد أن اشتد وطء التأخر "الحضاري" تناسلت تيارات البدونة والتطرف المشدودة إلى بيئات اجتماعية ترفض التمدن وتناهض قيم المدنية ومكتسباتها. إن ثقافة الكراهية والتطرف التي تتغذي عليها هذه التيارات هي المصدر الرئيسي للإرهاب الديني الذي يتوخى تدمير الحضارة الإنسانية والعودة بالبشرية إلى البداوة الأولى وشرب أبوال الإبل. إن هذه الثقافة هي التي أنتجت أفهاما للقرآن أكثر تشددا وتطرفا وجعلته المصدر الرئيسي لشرعنة التكفير والقتل والتدمير. أما ما يتردد من تبريرات تجعل الإرهاب الديني ناتجا عن عوامل الفقر والتهميش أو الاستكبار والاستعمار، فإن هذه العوامل كانت دائما موجودة دون أن تكون منبعا لتكفير المجتمع وتدمير الحضارة وقتل الأبرياء. وحتما سترحل أمريكا عن العراق أو أفغانستان لكن الإرهاب سيبقى ما بقيت منابعه الثقافية. وهكذا كان الحال مع "الغزو" السوفييتي لأفغانستان الذي جعله تيار التطرف والبداوة مبررا للإرهاب الفكري والمادي. لكن الاتحاد السوفييتي رحل واختفى، بينما زاد التطرف والإرهاب واشتد خطره على الدول الإسلامية قبل الاستعمارية. والسبب يعود إلى ثقافة العنف والتكفير التي تحرض على القتل والتدمير وهذه نماذج منها :

    أ ـ فتاوى تكفر كل المجتمع وتجعل قتل المواطنين واجبا دينيا، ليس لأسباب اجتماعية أو استعمارية، بل لأسباب عقائدية وذلك كالتالي :

    ـ المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع كافر، لأنه استبدل القوانين الإسلامية بالوضعية، وأن مظاهر الانحلال والفساد فشت فيه، وأن المعروف قد أصبح منكرا، والمنكر أضحى معروفا.

    ـ أفراد هذا المجتمع وحكوماته مرتدون مارقون، والمظاهر الإسلامية في هذا المجتمع مظاهر كاذبة مضللة منافقة، فشيوخ الدين ممالئون للسلطان الكافر.

    ـ الجهاد مفروض لتغيير هذا الواقع، وإحلال شريعة الله مكان شريعة الكفر.

    ـ الوسائل السلمية لا تجدي فتيلا ولا توصل للهدف السابق لأن كل عمل سلمي للدعوة يقابل بالدعاية الحكومية الكافرة.

    ـ ما دام الحكام كفرة والجهاد واجبا، فقد وجب الخروج عليهم وقتالهم بالسلاح.

    ـ يجوز قتل كل من تترس به الكافر ولو كان من المسلمين.

    ـ ليس للنساء والأطفال حرمة، لأن أولاد الكفار من الكفار.

    ـ يجوز قتل الكفار ـ وهم الحكام والشعوب الراضية ـ ليلا ونهارا، وبغير إعلام وإشعار لهم، ولو قتل في ذلك نساؤهم وأطفالهم.

    ـ لأن النظام نظام كافر، فالدار التي نعيش فيها دار حرب، وبذلك تكون كل ديار المسلمين الآن ديار حرب، يجوز فيها ما يجوز في دار الحرب، من القتل والسلب والنهب والغصب والخطف.

    ـ ليست هناك طريقة لإيجاد الحكم الإسلامي إلا بالحرب).

    ب ـ فتاوى تكفر فئات واسعة من المجتمع وتحرض على القتل الفردي والجماعي ؛ ومنها فتاوى الفيزازي التي أنتجت انتحاريين داخل المغرب وخارجه. ففي حوار عبر موقع منتدى التجديد بتاريخ 2002/8/25 نقرأ التالي :

    ـ "السؤال: سيدي الشيخ، إذا كانت القضية بين تيار الكفر والزندقة والإلحاد.. فهل أنتم تكفرون الحكومة الحالية؟

    ـ الإجابة: نعم.

    وعن سؤال حول رأيه في حرية الاعتقاد أجاب ( ليس عندنا في ديننا شيء اسمه حرية الاعتقاد، إنما عندنا في ديننا ما قاله الرسول الكريم في صحيح البخاري: "من بدل دينه فاقتلوه"..

    وعليه فحرية الاعتقاد تضمنها المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقتل المرتدين يضمنه حديث رسول الله السالف الذكر، فهل أنت مع إعلان اليهود والنصارى؟ أم مع شريعة رب العالمين؟).

    إن هذه الفتاوى هي بمثابة "محطات التقوية" التي تجعل فتاوى التكفيريين المؤسسين تحول الأتباع إلى تفجيريين/انتحاريين. ومن ضمن هؤلاء المؤسسين : سيد قطب في فتواه ( إن العالم يعيش اليوم كله في ((جاهلية)) من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها.. هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية.. وهي الحاكمية.. إنها تسند الحاكمية إلى البشر، فتجعل بعضهم لبعض أربابا، لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى، ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات والقيم، والشرائع والقوانين، والأنظمة والأوضاع، بمعزل عن منهج الله للحياة، وفيما لم يأذن به الله.. فينشأ عن هذا الاعتداءِ على سلطان الله اعتداءٌ على عباده)( ص 10 معالم في الطريق). وتقوية لمفعول هذه الفتوى كان تحريض سعيد حوى لأتباع جماعته لممارسة ( الاستئصال بلا شفقة أو رحمة لطوائف الباطنيين والقاديانيين.. والأحزاب الكافرة كالشيوعيين والقوميين الجاهليين، ودعاة فصل الدين عن الدولة.... والإنسانيين والديمقراطيين).

    إن هذه الفتاوى لا تحرض على القتل والتكفير لأسباب الفقر والتهميش، بل لأسباب دينية عقائدية. ولن تفلح قوة، مهما كان جبروتها، في القضاء على الإرهاب الديني إلا إذا تصدت للمنابع الثقافية والفكرية التي تغذي التطرف والعنف وتحول ضحاياها إلى قتلة وانتحاريين.



    http://www.metransparent.com/old/texts/said_elakhal_how...to_end_terrorism.htm
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de