|
|
 مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور)
|
لو كان المفكر الراحل على قيد الحياة
لو كانت له فرصة اكبر , ومساحة زمنية اكثر وهو فى السلطة شريكاً لتحقيق السلام
لا السياسة , لا الواقع المُعاش يعترف بكلمة (لو) .. وهى كلمة بغيضة فى التراث والمفاهيم الاسلامية لانها من عمل الشيطان .
رحل المفكر الكبير فى حكاية مثل أساطير اهل اليونان القدماء .
وتبقى العبرة لا فى شق الجيوب ولطم الخدود ووضع التراب على الراس .
العبرة فى مناقشة الأفكار , نقدها , الاضافة فيها , تشريح الواقع الماثل , والمقارنة بينما هو كائن وبين ما يُفترض ان يكون .
احياء ذكرى الرحيل ليست للتمجيد الشخصى , وخلق أيقونات مقدسة .. التمجيد فقط لمبداء الغيرية فى أزمنة الفردية , لمفهوم تكريس الحياة من اجل الآخرين , التمجيد للفكر الأنسانى النبيل الرافض للظلم والتهميش والانفصال .
من يمنح حياته لهذه المفاهيم - وقد كان الراحل فى الصف الاول - , ننحنى له احتراماً .
والمجد لله فى الأعالى وعلى الارض السلام .
على كل الكوكب الارضى السلام والمحبة وازالة الفقر والتهميش الاثنى والدينى والثقافى والجندرى , وفى الناس , كل الناس , الحب والمسرة .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
أمسية الاثنين 10 أغسطس 2009 , كانت مساهمة مركز الخاتم عدلان فى احياء الذكرى الرابعة للرحيل , للقائد الانسان والمفكر د. جون قرنق
*
د. الباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان :-
السلام عليكم ومساء الخير
أرحب بكم جمعياً فى ندوتنا الليلة , ونحن نحتفل بذكرى أنسان عظيم وقائد فذ , وانسان ساهم فى تشكيل الرؤية السياسية لدينا .
شخصياً مدين بشكل كبير لدكتور جون قرنق , واول ما قرأت له كانت مُساهمة بعنوان (جون قرنق يتحدث) وصدرت فى منتصف الثمنينات , منذ ذلك الوقت عرفت اننى امام أستاذ كبير فى العلوم السياسية على اقل تقدير .
لا اعتقد , فى تاريخنا المعاصر ان هناك أنسان أستخدام الكلمات لتوعية وتثوير الجماهير كما فعل دكتور جون قرنق , ويكفى انه ادخل مصطلحى التهميش والسودان الجديد فى قاموس التدوال السياسى فى السودان , واستطاع بهما تسليح الجماهير وتوعية المهمش بتهميشه , وهى مساهمة ضخمة لا شك فى ذلك .
فى تقديرى المتواضع , السودان الان يمر بمرحلة تاريخية مختلفة عما سبق بشكل تام .. فى المراحل السابقة كان هناك عدم شعور ووعى بالتهميش , الان المرحلة مختلفة , هناك تهميش وهناك وعى به من المهمشين ويحاربوا ضده , وهى نقلة ضخمة صنعها دكتور جون قرنق .
المتحدثين الليلة فى احياء الذكرى الرابعة , شخصيات لها مساهمات مع دكتور جون قرنق مثل دكتور بيتر ادوك , ودكتور فاروق محمد ابراهيم ولديه تجارب كبيرة مع الراحل , ومعنا الدكتور عبدالغفار محمد احمد وهو صاحب مساهمات فى المشكلة السودانية بشكل عام , معنا ايضاً الأستاذ مكى على بلايل وهو غنى عن التعريف .
كان من المفترض مشاركة الأستاذ اتيم قرنق , ولكن بكل أسف هو الان فى مدنية جوبا , وكنا نتوقع ايضاً مشاركة الدكتور الطيب زين العابدين فى التعقيب لكن ظروف حالت دون ذلك .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأستاذ عبدالجليل محمد خير فى قصيدة شعرية فى بداية الامسية :-
عنوان القصيدة (أنسان هذا العصر , دكتور جون)
دكتور جون
الرجل القادم من أعمق أعماق التاريخ
ليدخل فى جوف مدينتنا الخرطوم
ترقبه , افئدة وعيون
يلتحف سماء الوطن
ويمشى مزهواً فى الارض
يتحدث عشقاً للامال برتبة فارس
وينادى للمغلوبين
*
دكتور جون
الرجل الانسان
احب الاوطان وشعب السودان
وبدل فى طعم الملح
وغير من شكل الالوان
ولما جاء
ولما كان
لملم كل الساسة اوراق خديعتهم
وما عاد المسرح يتحمل افلام الكارتون
دكتور جون
*
من غيرك القاء حجراً فى بركة ماء الانسانية ؟
فى بركة ماء المحظورات
وانت يا حبيبنا
بقيت أم رحلت
او حيثما تكون
اصبحت فى عقولنا , ونمت فى جفوننا
جددت فى لهجاتنا
وصغت مفرداتنا
*
أ/ ياسر عرمان .. أ/ مكى على بلايل .
*
د. يوسف الكودة .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص كلمة د. بيتر ادوك :-
انا هنا بصفتى الشخصية , لا بصفتى وزيراً , كان من المفترض ان اسافر لمدينة جوبا ولكن بسبب اعلان النتائج للجامعات بقيت فى الخرطوم , ثم ان الحديث عن ذكرى رحيل دكتور جون قرنق موضوع هام , وكان من المفترض ايضاً ان اكتب ورقة بطريقة علمية لكن لضيق الوقت لم اتمكن من ذلك .
لغتى العربية ضعيفة , لذلك سوف اتحدث باللغة الانجليزية .
ان القادة والمفكرين الذين يهدفون لتقدم وتحديث مجتمعاتهم , ونقلها الى اوضاع افضل , تقف فى طريقهم عقبة الرافضين لهذا التغيير وخاصةً من جانب من هم فى السلطة .
واذكر من هؤلاء المفكرين والقادة الذين مروا فى تاريخ السودان بجانب دكتور جون قرنق .. محمود محمد طه , وعبدالخالق المحجوب , وهم من ادركوا حقيقتنا كسودانيين .
لقد ادرك دكتور جون قرنق حقيقة الازمة وابعادها بكل وضوح منذ وقت طويل .
السيدات والسادة
ونحن نحتفل باحياء الذكرى الرابعة للرحيل , فلن تغيب عن اذهاننا رؤية دكتور قرنق عن السودان الجديد , وكذلك عن الصراع بين الجنوب والنخبة فى الشمال منذ عهد الاستقلال .. رؤية دكتور قرنق لم تأتى من فراغ , كان عنده صراع ضد تعريف السودان كبلد عربى مسلم , حيث ان رد الفعل الطبيعى على هذا التعريف الاحادى هو تفكير النخبة فى الجنوب على السير فى طريق الانفصال , والانفصال نقاش قديم فى الجنوب وكان حوله حوار منذ الاستقلال , وهو حوار ما زال يُسيطر على لغة الخطاب بين الجنوبيين , ويشتعل دائما ويبرز للسطح عندما تُصبح الامور سيئة مع الحكومة المركزية .
د. جون قرنق , وجوزيف قرنق – وهما ليسا اشقاء - , نماذج لشخصيات من الجنوب دافعت عن الرؤية الوحدوية للجنوب مع الشمال .
دكتور جون طرح أشكالية الجنوب كمشكلة للسودان بكامله وليست للجنوب فقط , وهذا واضح فى اول اعلان للحركة الشعبية عند تأسيسها .
المشكلة بشكل عام تتمثل فى ثلاث قضايا
1/ الاقصاء السياسى .. حيث يلعب من هم فى الجنوب والغرب دوراً هامشياً فى تسيير الدولة المركزية .
2/ هناك التهميش الاقتصادى بخلق القاعدة الصناعية والخدمية فى الوسط على حساب الاطراف , مما قاد الى أعادة انتاج التهميش .
3/ التمييز الاجتماعى , حيث لدينا نوع من انواع الفصل العنصرى لان السلطة تحمى مصالح الطبقة الحاكمة , وتعتمد هذه الطبقة لبسط سيطرتها على مواضيع الدين واللغة ولون البشرة .
وهى كلها ملامح النظام القمعى الشمولى , ودكتور جون عمل على الخلاص منه والتحرر من كافة قيوده .
وقد نقل دكتور جون الحوار فى الجنوب من حوار يدعو للانفصال , الى حوار يُنادى بازالة اسباب التهميش , وهذا واحد من اكبر مساهمات دكتور جون الفكرية حول الوحدة فى السودان .
واى حديث حول الوحدة سيظل بلا معنى دون معالجة القضايا الثلاث هذه .
لو كان دكتور جون على قيد الحياة لتمكن من طرح رؤية للصراع فى دارفور وشمال يوغندا , لقد رحل مبكراً ولكن كما يقول الشلك لا يمكن الدخول فى نزاع مع الله .
لقد حرم الموت السودان كله , والحركة الشعبية .. حرمهما من أفكار دكتور جون الخلاقة .
*
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 08-12-2009, 02:27 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص كلمة د. فاروق محمد ابراهيم :-
الراحل من اكثر الشخصيات تأثيراً فى مجرى الأحداث فى السودان منذ نهاية عهد دولة المهدية .
وتظل أفكاره حية بيننا , سوف اتحدث هنا عن مساهمة دكتور جون فى الفكر السياسى , واتحدث تحديداً عن قضايا نحن فى حاجة ماسة الى معالجتها الان .
فى عام 1995 فى مدينة القاهرة , كان هناك أتفاق على التقاء النضال المسلح مع الانتفاضة لاسقاط النظام , كنا مجموعة من السودانيين المتواجدين فى مركز الدراسات السودانية طرحنا برنامج ميثاق التنظيم الشعبى للانتفاضة وذلك عن طريق تفعيل التجمع الوطنى عبر تنظيمات قاعدية تحت اسم لجان الانتفاضة لمعالجة مشاكل الناس فى العمل والسكن فى المدن والارياف , فى هذه الفترة صدرت مبادرة لواء السودان الجديد من الحركة الشعبية , وكان ياسر عرمان والواثق كمير فى حوار مستمر معنا حول هذه القضايا , وعرضوا علينا مقابلة دكتور قرنق فى اسمرا وهو ما حدث .
اريد ان اطرح رؤية الجانبين , رؤية لواء السودان الجديد , ورؤية لجان الانتفاضة .
رؤية لواء السودان الجديد ترتكز على هياكل سياسية وعسكرية , على الجانب السياسى ينتظم لواء السودان الجديد فى مجموعات أساسية فى الداخل والخارج , وعلى الصعيد العسكرى يتم تكوين اللواء فى شكل تشكيلات عسكرية فى المناطق الريفية تشارك فى حماية المواطنيين وتشارك فى الانتفاضة .. فى المدن سوف يوفر اللواء نقاط الالتقاء والالتحام الضرورية مع قوى الانتفاضة , والمحصلة النهائية لتفاعل قوى السودان الجديد المتعددة خلق خارطة اجتماعية جديدة .
ويهدف لواء السودان الجديد للقيام بدور العامل المساعد لتشكيل حركة سياسية قادرة على التخلص من السودان القديم وبناء سودان جديد , واحداث تغيير اجتماعى واقتصادى جذرى واعادة الهيكلة السياسية .
اما عن الرؤية الخاصة بنا فى لجان الانتفاضة والميثاق , فيمكن تلخيصها فى الاجتماعات التى كانت تنعقد والخطابات التى يتم ارسالها الى جهات الاختصاص , مثلاً هناك خطاب موجه للتجمع الوطنى فى نهاية 1995 , والفكرة تتمحور حول انه ليس فقط المعارضة من الخارج هى التى ستقوم باسقاط النظام , ولكن الاستفادة من كل المنابر حتى المنابر داخل النظام نفسه لهذا الغرض .
والفكرة هى تنظيم لجان الانتفاضة داخلياً وخارجياً وطرح مشروع الانتفاضة .
الدعوة للمناقشة فى اسمرا , استمرت لمدة يومين , وتم تلخيصها فى مفكرة تفاهم بشأن لواء السودان الجديد , وبرغم الحوار المكثف الا انه كان هناك ما يُشبه حوار الطرشان اثناء المناقشات , فبينما نحن كنا نفكر فى ورش عمل وأنشطة تتطور لتقريب وجهات النظر , جانب الحركة الشعبية كان يطرح انضمامنا للواء السودان الجديد , ومذكرة التفاهم تُظهر هذه الرؤى المختلفة حيث فيه تفاصيل اجتماعات ايام 22 و 23 يناير 1996 بين دكتور جون قرنق رئيس وقائد الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان من ناحية , ودكتور حيدر ابراهيم على و دكتور فاروق محمد ابراهيم من جانب لجان الانتفاضة الشعبية وكان الهدف من الاجتماع الوصول لرؤية موحدة حول لواء السودان الجديد , وبعد التفكر العميق والنقاش , تم الاتفاق على مفاهيم أساسية لدعم مبادرة السودان الجديد , وكان الاتفاق حول نقاط جوهرية
1/ ان هناك حاجة ماسة لمتابعة مزيد من الحوار والنقاش مع كل الاطراف والتنظيمات التى يهمها الامر بغية احداث التغيير الازم .
2/ تقود هذه المشاورات الى ورشة عمل بحضور عديد الشخصيات المهتمة بقوى السودان الجديد .
3/ ليس من المتصور باى حال ان تهدف الورشة الى قيام حزب سياسى او جبهة , الورشة تهدف لمزيد من الصقل للمفاهيم السوداناوية الجديدة للسودان الجديد وطبيعة الاحزاب فيه .
4/ يتولى حيدر ابراهيم على من مركز الدراسات السودانية بالقاهرة , والواثق كمير من الحركة الشعبية الاتصال والمتابعة للورشة المزعومة , ومسؤولية متابعة كل الانشطة التى تقود لعقدها .
فى وثقية التفاهم هذه , كانت هناك مناقشات وحوارات مكثفة حول نقاط عديدة من الصعب التفاهم فيها فى أجتماع واحد او اجتماعين نسبةً للمنطلقات المتباعدة بين طرفى الحوار .
كانت رؤية دكتور جون اننا وصلنا لاتفاق , بينما كنت اعتقد انا ان الاتفاق يتم بعد ان تصلنا مذكرة التفاهم وعليها يتم تحديد نقاط الاتفاق والاختلاف , وعندما تم ارسال مذكرة التفاهم الينا فى القاهرة فى يوم 10 فبراير 1996 , ارسلنا رداً عليها انا ودكتور حيدر ابراهيم برسالة الى الواثق كمير باعتباره منسق الحركة الشعبية , حيث وضعنا تعديل فى عنوان ومحتوى التفاهم والثانى حول مدى الحوار المقترح , حيث كان هدفنا ايجاد منابر للحوار والتفاوض بين قوى السودان الجديد , وان الورشة المقترحة خطوة للحوار , وان تكن وثيقتى لواء السودان الجديد والميثاق الشعبى للانتفاضة مساهمتان رئيسيتان للورشة , وحول مدى الحوار اقترحنا ان يشمل كل الاحزاب والمنابر الملتزمة بوثيقة التجمع الوطنى الديمقراطى .
مجمل الرد كان حول ان الاتفاق لم يكن عن الانضمام الى لواء السودان الجديد , بقدر ما هو خلق منبر عن طريق ورش العمل لتلاحم القوى ذات المواقف المشتركة بين الطرفين تمهيد لتلاقى اوسع .
فى تقديرنا كنا نعتقد ان لجان الانتفاضة هى جزء من تنظيم مسلح , واننا لن نستخدم السلاح الا دفاعاً عن النفس , والانتفاضة نتصورها سلمية مثل اكتوبر وابريل , يحدث فيها انحياز اقسام من القوات المسلحة تُساعد فى حماية الجماهير , ونعتقد ان التطور الاجتماعى للانتفاضة يأتى من داخلها وليس بعمل مسلح من خارجها .. العمل المسلح من الخارج يُساعد فى خلق الجو المناسب لكن تحضير الانتفاضة فى المدن هو عمل جماهيرى وشعبى .
هذه النقاط لا زالت محل اختلاف , ونحن فى حوجة الى مزيد من الطرح حولها .
نحتاج لتلاقى قوى الريف وجماهير المدن فى برنامج واحد لبناء السودان الجديد , وعبقرية دكتور جون قرنق تتمثل فى القضايا التى كان يطرحها والتى تحتاج الى نقاش حتى اليوم .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص كلمة أ/ مكى على بلايل :
بسم الله الرحمن الرحيم
نقف فى هذه المناسبة ونتذكر الفجيعة للرحيل المبكر لدكتور جون قرنق .
فكر قرنق فكر ملائم للواقع فى السودان , ونحتاج لعرض موجز لمعالم هذا الفكر , واقول ان التيارات السياسية المختلفة كانت لها مقاربات فكرية مختلفة , اغلبها عندها قاسم مشترك كبير فى شمال السودان باستثناء مساهمة الأستاذ محمود محمد طه (أسس الدستور السودانى) , وهى محاولة للدخول فى الواقع السودانى بتنوعه واختلافه , الحزب الشيوعى السودانى ايضاً يختلف نسبة لطبيعته الفكرية التى تختلف عن القوى الشمالية كلها .
لو نظرنا للقوى القديمة التى ورثت الحكم من المستعمر نجد انها كانت قوى براجماتية , وحاولت الحفاظ على ما ورثته من المستعمر , اما عن التيار الاسلامى فقد حاول صياغة المجتمع وفق الرؤية الخاصة به , وهناك ايضاً المقاربة العروبية من القوميين .
اذاً باستثناء الحزب الجمهورى والحزب الشيوعى , نجد ان القوى الآخرى تتفق ان السودان دولة عربية اسلامية وعلى هذا يخضع تطور السودان .
الخطاء الجوهرى المشترك بين هذه القوى , انها لم تنطلق من الواقع , وعدم الفهم هذا قاد لعدم النضج فى الطرح الفكرى .
مثلاً الحديث عن الفيدرالية اصبح الان من المسلمات , بينما كان فى الماضى تابو , وهناك من سجن فى الماضى لحديثه عن الفدرالية , هذا عدم فهم للواقع .
اطراف السودان المختلفة وليس فقط الجنوب , كان لديها مقارباتها الخاصة بها فى كيفية مخاطبة الواقع السودانى , واخذت شكل المطلب الاحتجاجى , تذمر فى كل الهامش , مثل مؤتمر البجا , اتحاد عام جبال النوبة , جبهة نهضة دارفور , اتحاد شباب جنوب الفونج , الخ .. كلها مقاربات رافضة للمقاربة الاسلامية العروبية .
اعتقد ان الاختلاف الاساسى بين مقاربة دكتور قرنق , ومع الآخرين , انه انطلق من تشخيص سليم للواقع السودانى بمختلف ابعاده .
وانتبه الراحل ان الديمقراطية القشرية الخالية من البعد الاجتماعى والاقتصادى والثقافى ليست هى الحل لمشاكل السودان .
دكتور جون وضع يده على الأشكاليات الحقيقية للسودان .. وانتبه ان قضية الهوية يجب ان تُخاطب , وكذلك الحق الاقتصادى والحرية , والتوزان الثقافى .
اختلف دكتور جون مع اختيارات الهامش - رغم انه اصبح مُعبر عن قوى الهامش فى النهاية - , حيث كان غاية مطالب قوى الهامش هو الانصاف فى واقع قديم , انصاف جزئى وكل فى منطقته , لكن دكتور جون اوضح ان القضية ليست جنوب السودان , وليست قضية جبال النوبة , وليست ايضاً قضية دارفور , الخ .. ولكنها قضية السودان .. وهى نقلة فكرية كبيرة .
اللغة المشتركة الان هى الحديث عن التعددية والتعبير عنها , واحترام التنوع والوحدة فى التنوع .
عن الديمقراطية والليبرالية , لا استطيع الحديث عن انها مساهمة دكتور جون لانها قضية عالمية وكانت موجودة فى السودان منذ الماضى – رغم الطابع الشكلى - .
الان المطلب العادل هو اقتسام السلطة والثروة وليس فقط فى الديمقراطية الشكلية , واغلب مفردات لغة السودان الجديد اصبحت لغة مشتركة بين معظم القوى السياسية , وذلك بسبب صبر دكتور جون وعدم الذبذبة الفكرية له .
لا يعنى هذا الكلام اننى فى حالة أتفاق كامل مع اطروحات دكتور جون مثل العلمانية , انا عندى خلفية فكرية عقدية مختلفة , لكن الاهم عندى هو فهم الواقع والوصول الى تفاهمات مشتركة .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص كلمة د. عبدالغفار محم احمد :-
سوف اخرج قليلاً عن خط الحديث , قبل ايام كنت فى قاعة الشارقة للاحتفاء ايضاً بالذكرى الرابعة وقلت ان استقبال دكتور جون عند عودته للمرة الاولى للخرطوم كان تصويتاً على شخصه وفيه الكفاية لتنصيبه رئيساً للسودان .
سوف اتحدث عن الاسهام الاكاديمى للراحل
الراحل قد عاصر فى فترتين على الاقل فى الستينيات والسبعينيات , مدرسة دار السلام وهى مدرسة كانت قائمة بذاتها وكان فيها مجموعة من النشطاء السياسين حيث شكلوا فكر شرق افريقيا فى ذلك الزمن , وكانت الشخصيات فى مدرسة دار السلام يغلب عليها التفكير اليسارى , تحاور معهم الراحل وهم تقريباً من شكلوا فكره , وتقدم هو عنهم خطوة بعد ذلك بان حول الفكر الى الجانب العملى .
قليل من الناس من يعرف ان رسالة الدكتوارة للراحل كانت عن قناة جونقلى فى عام 1981 ونالها فى الولايات المتحدة الامريكية .
هو لم يرتبط فقط بالجانب العسكرى خلال مسيرة حياته , وانما كان يُدرس فى جامعة الخرطوم فى قسم الاقتصاد الريفى فى كلية الزراعة .
قبل ذهابه للغابة باسابيع قليلة , كان معى فى مكتبى حيث كنت مدير لمركز الدراسات والبحوث الانمائية , وتحدثنا حول أمكانية عودته بعد الاجازة وتدريس مادة الاقتصاد الريفى بالمركز .
طرح الراحل فى رسالته للدكتوارة قضية هامة بالنسبة للتنمية , وقال ان نمط التنمية المرغوب ليس فقط لتحسين الاوضاع المحلية , وانما هدف التنمية هو احداث التغيير الجذرى , وكان يعتقد ان هناك اربعة نقاط بخصوص جونقلى يجب ان تطرح , منها وجود نظام حديث للرى فى المنطقة , وادخال حِزم تقنية تتماشى مع طبيعة المنطقة وان لا تتجاهل الوضع التقليدى المحلى الموجود , وتطوير ملكية الارض فى المنطقة , وكذلك اعادة صياغة تجميع القرى المشتتة بشكل كبير فى منطقة جونقلى .
وعندما اقرأ عن رفض الحركة الشعبية الان لقناة جونقلى , اتمنى مراجعة ما كتبه الراحل , ومراجعة هذه النقاط الاربعة .
عن الوحدة فى التنوع , طرح الراحل نوعين من التنوع , الاول التنوع التاريخى وهو الذى تم طمسه فى مناهجنا التعليمية وتجاهله بشكل متعمد , والثانى هو التنوع المعاصر وهو الذى نتحدث عنه الان .
المطلب الان هو سودان يقوم على مبداء المواطنة , وعبقرية الراحل فى تحويره لمشكلة جنوب السودان الى مشكلة كل السودان , واعتقد ان مساهمات جون قرنق وجوزيف قرنق هى مساهمات مقدرة وضعت المثقف الجنوبى فى قلب الحوار الادارى للشأن السودانى .
يدور حديث فى الصحف اليومية عن تفكيك السودان القديم , هذه مرحلة اعتقد اننا قد تجاوزناها , السودان قد تفكك بالفعل .. المطلوب الان اعادة صياغة السودان , وهى ما تحتاج للتركيز , ويمكن ان نبدأ بفك هيمنة المركز كخطوة ضرورية , والاقاليم المهشمة تتطلب اعتذاراً جاداً من المركز عن الاخطاء الفادحة التى ارتكبها فى حقها .
الانفصال لم يكن مطروحاً فى فكر الراحل , الوحدة مسؤوليتنا جمعياً وليست مسؤولية الحركة الشعبية فقط وعلينا ان نتكاتف من اجلها , وقد لفت نظرى مقال لدكتورة ناهد محمد الحسن بعنوان (الانفصال خيار الكسالى) .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهرجان خطابى فى الذكرى الرابعة لانتقال القائد جون قرنق الى السماء (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات :-
أ/ محمد ابراهيم كبج :-
اتوقف فى بعض المحطات , كان ياسر عرمان فى ذلك الوقت مشرف على اذاعة الحركة الشعبية , واتصلت به من اجل ان تصبح برامج الاذاعة مهتمة اكثر بالقضايا الحياتية للشعب فى الداخل , واتفقنا حول التركيز على الاوضاع الاقتصادية , وفى واحدة من احادثينا اخبرنى ياسر عرمان ان دكتور جون موجود فى اثيوبيا واننا من الممكن ان نتحدث مع بعضنا , وكانت فرصة سعيدة ان اتحدث مع الدكتور لاول مرة وكان الموضوع حول الاوضاع السياسية فى السودان , الهدف الرئيسى لنا ونحن موجودن فى السودان هو تطوير العمل السياسى باتجاه انتفاضة والالتحام مع عمل الحركة الشعبية العسكرى .
اقول ان الحركة الشعبية قد اوفت بكل ما تعهدت به تجاه السودان , لكن الحركة السياسية ما اوفت بالعهد .
*
أ/ بول رنق :-
انا سكرتير الحركة الشعبية بالخرطوم ولكن مشاركتى هنا مشاركة شخصية , مساهمة دكتور قرنق السياسية انه بفكره ونضاله جعل السودانيين يعرفون بعضهم البعض ويعرفون ان لديهم قضايا مشتركة , حيث ان عدم المعرفة هذه وضعتنا فى وضع صعب , وبعد ان عرفنا انفسنا اصبح هناك امل فى الوحدة والسلام المستدام .
المنهج الذى قام عليه دكتور جون هو اقتسام السلطة والثروة , وهى أشياء كانت مفقودة , وهو منهج لو تم تطبيقه لن يصبح الانفصال خيار وارد .
التنوع ليس قضية طارئة فى الدولة السودانية , ولكن المهم هو ادارة هذا التنوع , انا ذهبت بعد توقيع الاتفاقية الى شمال السودان واندهشت اننى لا اعرف هذه المنطقة من قبل بهذا الشكل الكافى , وقد تم استقبالنا بكل الكرم السودانى المعروف .. ونحن فى النهاية شعب واحد .
*
فى كل ما اطرح لا استطيع التخلص من شعور اننى انتمى الى الاقلية قبطية , رغم ان هذا شعور جهوى نحاول التخلص منه .
أثر فكر جون قرنق على مجمل الفكر السياسى السودانى , انه فى جزئية منه قدم حل لأشكاليات اننى قبطى , اعترف باننا كاقباط لا نُعانى من التهميش الاقتصادى , هذه حقيقة , لكن لدينا الاحساس بالدونية فى المواطنة المفروضة علينا بحكم الاستعلاء العرقى من قبل العنصر العربى الاسلامى .. وفكر الراحل حول المواطنة جعلنا نشعر بالفخر والانتماء لهذا البلد .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مركز الخاتم عدلان
Haydar Badawi Sadig
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست