|
رسائل متقطعة
|
والدي .... عفواً دعني اخاطبك حافاً بعبارة والدي دون اي رتوش أو مساحيق .... اخاطبك فقط لانك مشكوراً فقد اعطيتني أسم يردف مع أسمي و قد يحدد جزء من هويتي.....
سلام في زمن الدم, سلام رغم كلي شئ .... اليوم أخشي ان يصل بي التسامح حد معانقة القتلة و مغتصبي الامهات... و أكثر أخشي ان امنحك بعض منه ,,, و للأسف قد فعلت هنا... فعلت هذا رغم هجرك المبكر لنا و تبعاته .... و بقليل من الامانة أكتشفت ان هذا لم يكن علي الاطلاق تسامحاً .... اكتب اليك فقط لانك الوحيد الذي تبقي من شجرة سلالتنا المباركة....لا ادري من اين اغتصبنا كلمة مباركة حتي نردفها خلف تلكم السلالة التي لم تحظي بالمباركة من أحد... و لكن هذا لا يهم باي شيئ مطلقاً .... اكتب اليك بكل أنانية و غضب ,,, اكتب و أتقي هنا حتي اتعالج قليلاً من هذا الطمام....
الدنيا ضحي,,,, الشمس لم تزل تصارع لوصول نهايتها العظمي في الاحتراق... اغنامنا بالوادي ترعي في انسجام...الكلب كعادته يطارد اشباحاً غير مرئية و بين الحين و الاخر يطلق عواءً لا تفسير له ...الصغار منا يطاردون الجراد و يبنون بيوت وهمية من الرمل و روث الحيوانات .... بعضنا ينصب افخاخ للطيور و بعض الكائنات التي لم تستأنس بعد ....و فجأة دون مقدمات اختل تناغم الضحي وسلامنا الداخلي.... اختل هذا التناغم و السلام بازيز الطائرات المقاتلة , صيحات ممتطئ الآت الموت, و الرصاص المنتظم عشوائياً...و هنا يا ابي فقدنا براءتنا و الي الابد .... و بتفكير جماعي لا ارادي احتمينا بالاماكن المنخفضة في الوداي و لم نصرخ علي الاطلاق .... لا ادري من اين اتينا بهذا التكتيتك العسكري المتقدم و الاجابة السهلة انها غريزة البقاء ...
في لحظات عمت القرية فوضي كونية .... السنة اللهب المتطايرة من القطاطي المحروقة ....عويل النساء و رائحة الشواء ...صياح النشوة و الانتصار لملائكة الموت ,,,عواء الكلاب المفجوعة و بعد ان هدأ و انتهي كل كل هذا كما بدأ ... قادتنا اقدامنا الي حيث نبكي اطلالنا و ذوينا. جثة لامرأة متفحمة داخل قطيتنا الكبيرة و علي الارجح انها امي لانها لاتصلح لشيئ بعد ان تجاوزت سن الوطء .... اخي حامد تعرفت عليه بالسر المشترك للقبيلة بعد ان اصبح كوم من اللحم المتناثر .... اخواتي الثلاث رحن سبايا و بشرع الله يا ابي.
الهمنا الغراب ان نواري زوينا التراب كما فعل مع اخيه , مع جهل تمام بطقوس و عادات دفن الموتي.... قمنا بهذه المهمة التي لم تعفنا منها يناعة سنا و تجربتنا .... بعد انتهاء الدفن الذي تم دون اي مراسم و بتواطؤ صامت اكتشفنا ان هذا المكان لا يصلح لنا بعد اليوم.... و الي حيث تقودنا الحياة و اقدامنا توجهنا... كنا ستة و سابعنا الكلب الذي لم يزل يمارس عوائه الأليم ,,, اغنامنا تاهت في الوادي و صارت طعماً للذئاب و الذئاب البشرية و الاولي يا ابي قد تكون ارحم من الاخيره. اخيراً وصلنا الي مكان يعج بالحركة و الاحزان و هنا اطلق علينا نازحين و اذا تمكنا من المسير اكثر سيطلق علينا لاجئين ولكن اكتفينا بالاولي. في هذا المكان الذي يسمي معسكر تم تقييد اسمائنا و القرية التي اتينا منها دون اي تفاصيل إضافية أخري و صرفت لنا بعد الادوات التي قد تنقذ الحياة,,,,,,, فعموماً يا ابي طعام النازح يكفي لاثنين و طعام الاثنين يكفي اربعة و هكذا تتوالي هندسية الإطعام.... في هذا المعسكر نحن دون اي هوية في انتظار الاغاثة و امزجة العسكر امام يافطة كبيرة تدعي ( انقذوا اطفال دارفور)
في الختام سلامي و تحياتي للبرنسيسة حرمكم المصون و لأبنائك الهجين اخوتي
في انتظار ردك يا ابي مع الحمامة حاملة هذه الرسالة و شكراً النازح دون اي لقب اضافي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل متقطعة (Re: محمد الطيب يوسف)
|
Quote: ذاكرة الحرب لاتصدأ
مؤلمة تلك الكتابة ياصديق وقاتلة |
محمد يوسف يا صديقي سلام .... فكم صدقت فيما يخص هذه الذاكرة التي لا تصدا... انت عارف عدم الصدأ جاي من وين ...لان هذه الذاكرة مصنوعة من نفس العنصر الذي صمم منه ابليس و لذا سميت الذاكرة النارية و في روايات أخري تسمي الذاكرة الطفره و هنا تكمن خطورة تلكم الذاكرة بإعتبار ان في علم الجينات الطفرة تورث ...فللأسف هذه الذاكرة ستورث اب عن جد...فيا صديقي انها ذاكرة لئيمة تنؤ بحملها الجبال و حملها ذاكم الجهول
مودتي و حأجي راجع لباقي الرسائل اذا اعيد انتاج الذاكرة الطفرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل متقطعة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
يحتاج الواحد يا صاحبي لزمن عجيب لقراءة ما تكتب (كل ماتكتب) ياحافظ أوقن أن الأرض لازالت تدور وكلام من ذاك القبيل . أنا دخلت هنا فقط لأقول لك قاعدين وبنعاين وبنقرأ ومتي ما ربك سهل في تساهيل الكتابة بنجي نتفقد الأحاويل بطريقة أكثر إحتراماً لوجعك الانيق هذا ياحافظ .
والشوق الواحد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل متقطعة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
الرسالة الثانية ابني ....... لا ادري اي لقب ادرفه مع هذه الكنية؟ ... فاذا قلت العزيز سوف تسخر مني ... المفجوع بالتأكيد انك غير ناقص اي الالام إضافية.... و لذا دعني اخاطبك بابني فقط .... كما فعلت معي ... دعني أبداك حيث انتهيت ايها العاق الملتاع.... فيا ابني هذا قسمي فلا تلومني فيما يملك رب السماء و لا أملك انا كعبد فقير مدقع.....نعم قد تزوجت تلكم التي تدعوها البرنسيسة تهكماً, تزوجتها بقلبي و ليس بيدي و لذا إذا سامحت ذاتك فهذا المطلوب و إلا فإنك مدمرها .... قريباً مني أدنو يا شقي فلك مني سري الكبير ...سري المعلق.... فهذه الزيجة جعلتني بين السماء و الأرض معلقاً,,, فلم ترتقي بي كي اصير مدنياً يجيد لعق الملاعق و الأحذية و لا بدوياً يمتص اللبن الأول رأساً من ضرع امه البوذية البقرة ....اما في يخص الهجين اخوتك, فهم بالف خير كما أعتقد... فهم اخوتك طبعاً و لكن حتي لا أذيع سراً فانهم اخوة في السائل المنوي فقط.....
في البداية احاول الاعتذار لغيابي الطويل و أيضاً حاول ان تتقبله ...و هذا الغياب يا ابني كان لظروف اقوي مني فلذا اعفني من هذا الاعتذار وعرج بنا الي الموضوع رأساً و سأبدا من تلكم العبارة الرنانة ........ (انقذوا اطفال دارفور) عبارة يتيمة تستنجد بالضمير الحي و نتيجتها انك ما زلت علي قيد الحياة..... فحي معي ذوي الضمائر الحية اينما حلوا و كانوا ....... و لك ان تعلم يا ابني العاق ,,, فطفل دارفور الذي تتكلم عنه هذا.... هذا الطفل لا يعني سوي زيادة مبيعات جرائد الحكومة و المعارضة .... فهو لم يتعدي جند في احزاب المديريات و الامارات لتطويل ازمنة اجتماعاتها ...... و يطيل جلسات العصاري لاحزاب ليس لها مديرية او امارة .... و الأهم انه دجاجة تبيض ذهباً لما يسمي بمنظمات المجتمع المدني المحلية..... في انتظار السلام؟!!!! فلنضحك كثيراً و شر البلية ما اضحك .... اي سلام هذا الذي تنظره و ما فائدته؟ هل يعيد اليك اخاك مفصول الرأس عن الجسد ام يعيد الحياة الي امك التي تفحمت , و ماذا عن انسانية اخواتك السبايا ؟ فيا ابني من اليوم لا تطالب بالسلام علي الوصفة السودانية و لكن طالب بما هو أرحم .... لا تطلب المستحيل لكن فقط اطلب العدل .... لا تطلب السلام الذي فيها تعوي عاهرات القصور و يهز الجنرلات اردافهم علي انغامهن.... لا تطلب ذاكم النوع من السلام الذي ينتهي بانتهاء مراسم الغناء... و لكن قبل اي سلام لك ان تعرف الاتي؟ من حرق امك؟ من قطع رأس أخيك؟ من اخذ البتولات اخواتك سبايا؟ و عندما تكون هنالك اجابات مرضية و مقنعة فلك مطلق الحرية ان تعفو او تقتص فانك ولي الدم الوحيد.... ولكن اي سلام غير هذا لا معني له. ابني النازح في ارضه دون أهل او عشيرة, حمد لله علي سلامتك و ربنا يلهمك جميل الصبر..... ورد في خطابك مقارنة بين الذئاب و الانسان .... ولكن هذا العبارة تكشف لاي مدي انت غر و لاي مدي تجربتك ضحله في هذه الدنيا ... فهنا المقارنة غير واردة علي الاطلاق و انت الان كمن يقارن بين ( احلي العسل ام اسرع الحصان) ... فالذئب يا بني لا يصطاد الا عند الجوع و لكن الذي يسمي الانسان و في احدي مراحل سقوطة يأكل اذا شبع و إذا جاع و عندما يصاب بالتخمة يحرق ما تبقي من أكل لانه لا يحتمل رؤيته.... الذئب يا ابني من الكائنات الراقية ... تلكم الكائنات التي تكتفي بانثي واحدة فقط و لكن الذي يسمي الانسان لم تكفيه اربع اناث وعدد لا نهائي من الجواري و انما يتعدي ذلك لاغتصاب أخريات....... اي مقارنة تلكم يا ابني سامحك الله.
شكراً يا ابني علي الرسالة ....فرسالتي مختومة فاذا عادت الي فعليك أصلي صلاة الغائب.
ابوك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل متقطعة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
استاذ حافظ مساء الخير أنا معجبة جداً بما تكتب رغم اني ربما ما علقت على ذلك من قبل
في موضوع الخمر، كان أجمل ما فيه، حسب رأي يعني، فكرة القبول والرضى الساخر المريح قبول الأمر الواقع وال(مسامحة) وال(سماحة) التي تعمه
لكن ما كتبته هنا ضايقني ليس صورة الدمار التي نقلتها والتي هي واقع نعيشه فعلاً، لكن صورة الحقد الأسود المحيط بكل حرف خصوصاً الرسالة الأولى ضايقني الحقد كثيراً ولم ارتح لهذه الصورة أبداً صورة الحقد طغت على الصورة العامة وجعلتني ازهد في المواصلة
لماذا؟؟؟
سلمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل متقطعة (Re: بت قضيم)
|
العزيز حافظ ذو الخيال الخصب000مع ربطه بالواقع المعاش
دائما تكتب نصوص مشاهده وليست مقرؤه لك الابداع ولنا التامل عذرا حافظ زكرت بت قضيم
Quote: صورة الحقد طغت على الصورة العامة وجعلتني ازهد في المواصلة |
عن اي حقد تتحدثين وعن اي سماحة تبحدثين
ولكم في القصاص حياتا يا اولى الالباب
لك الزهد ولنا العتب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل متقطعة (Re: د.نجاة محمود)
|
شكراَ طارق علي المرور....اها كيف ليقت السعودية و الكفيل
و شكراً د. بيان علي المرور .... لا تاني تب ما بغيب ... بس والله الايام الفاتت دي الجري و الرفيق الفسل لكن خلاص كدا اتفرغت للدعوة و الارشاد الي حين أشعار اخر
بجي عشان اواصل حقد اسود يا بت قضيم
| |
|
|
|
|
|
|
|