موامرة جديدة ضد الجنوب

(عدل بواسطة Zakaria Joseph on 07-13-2009, 05:19 PM)

Quote: بات التهديد بانفجار الأوضاع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية سمة ملازمة لكل منعرجات العلاقة بينهما منذ اليوم الأول ، والآن وفي مرحلة حساسة من تاريخهما تعج الساحة بالقضايا التي اصبحت (خميرة عكننة) وربما تقود إلى توسيع الشقة بدلا عن العكس. ويبدو في مقدمة القضايا أمر التعداد السكاني وقانون الإستفتاء الذي تخضع مسودته للدارسة والنقاش الآن، وكان قانون الإستفتاء تحديدا مصدرا قويا لتوجيه النقد من الحركة الشعبية لشريكها في المؤتمر الوطني، وبدأت شكوى باقان اموم الامين العام للحركة تعلو منتصف الشهر الماضي وهو يعبر خلال تنويره للاعلاميين العاملين بالخارج عن مخاوفه من عدم تمكن البرلمان من إجازة قانون الإستفتاء قبل نهاية دورته في يوليو الجاري، وأردف حديثه بتلويح خطير وهو يقول: اخشى ان تكون هذه بداية لخلاف كبير و نقطة إنفجار ما بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية. رغم أنه عبر أيضا عن امله في تجاوز الأمر قبل نهاية اجل البرلمان، وهو بالطبع أمر لم يتم، وما زال ينتظر الدورة الجديدة، مما جعل مخاوف أموم قائمة حتى اللحظة. ولم يمض باقان كثير وقت قبل يخرج اتهامات أخرى للشريك بمحاولة خلق أجسام موازية للحركة الشعبية وممارسة التشويش السياسي إبان تكوين د. لام اكول لحزبه الجديد تحت مسمى الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي، واختتم باقان السلسلة قبل يومين بتحذيره من تقويض حقوق شعب الجنوب وحرمانهم من ممارسة حق تقرير المصير، ووصفه بأنه (يلعب بالنار) اذا أقدم على ذلك التصرف، وقال إن ذلك سيجعل الجنوبيين يستخدمون الوسائل كافة التي تُمَكِّنهم من التعبير عن آرائهم في الاختيار بين الوحدة والانفصال. وهدد بأن الحركة تملك الرد المناسب. لكن باقان كالعادة ترك المجال مفتوحا لما يمكن أن يترتب على ذلك وأكّد أنّ الحركة لن تسمح به. ووصف تصريحات أحمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان بتصعيب قانون الاستفتاء حتى لا ينفصل الجنوب بأنها تعبر عن إرادة توسعية وإقصائية وجهادية. ويرى مراقبون أن هذه التصريحات نتاج طبيعي لصراع الإرادات بين الطرفين الذي يقوض عامل الثقة بينهما، ولكنهم يستبعدون أن يتبع الحديث شئ مما لوح به باقان ، إضافة إلى أن الطرف الآخر يبعث إشارات مطمئنة حول القانون موضوع الخلاف، فقد تزامن حديث باقان مع تأكيدات بروفيسور إبراهيم غندور القيادي بالمؤتمر الوطني على أنهم قطعوا شوطاً كبيراً فيما يتعلق بقانون الاستفتاء. ولكن وبالطبع فإن الوطني لم يترك الأمر يمر مرور الكرام، حيث وصف د. كمال عبيد امين الاعلام بالمؤتمر الوطني ما نسب لباقان من تصريحات بانها عبارات غير موفقة وتهدف لتأجيج الشعور العام، ومضى للتأكيد على أن موارد السودان متاحة لكل السودانيين. والتصعيد الأخير يرشح العلاقة لمزيد من نزيف الثقة بين الشريكين، إلا أن بعض المراقبين يلقون باللائمة على تيار إنفصالي داخل الحركة الشعبية يعمل على اقتناص مثل هذه الفرص للقول بأن الوطني ليس جادا في إعطاء الجنوبيين حقوقهم وبالتالي تتعذر الوحدة معه، ويرى د. بهاء الدين مكاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين أن هؤلاء يثيرون قضية الخلاف حول عدة مواضيع لافتعال المعارك، ويصف حديث باقان بأنه رسالة للجنوبيين في المقام الأول ومعهم المناطق ذات الخصوصية تقول إن المؤتمر الوطني يمكن أن يغمط حقوقكم، ويصور هؤلاء أنفسهم (والحديث لمكاوي) بأنهم المدافعون عن حقوقهم ضد المؤتمر الوطني والشمال بشكل عام. ولا يعتقد مكاوي ككثير من المراقبين أن تصريحات باقان أكثر من استغلال موقف للمطالبة بمزيد من التنازلات خاصة وان المرحلة تشهد نقاشا حول قانون الإستفتاء. ويضيف أن لتوقيت التصريح دلالة فباقان قادم من الولايات المتحدة وكأنه يريد أن يقول لقواعده (نحن مالين يدنا) ومدعومون ومستعدون لخوض أية معركة مع الوطني. ولكن على الطرف الآخر يرى د. ابنيقو أكوك الأكاديمي بمركز دراسات السلام بجامعة جوبا أن تصريح احمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان الذي قاد باقان لهذا التصريح يمكن النظر إليه كرأي رسمي، وربما يكون رأيا شخصيا، وكذلك الحال بالنسبة لباقان، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات الخطيرة يمكن أن تؤجج الأجواء، والواجب كما يرى أكوك أن يرجع الطرفان لقواعدهما ويخرج الرأي عبر الحزب، لكن أكوك يرجح أنها آراء شخصية لأن هنالك لجنة من الطرفين تدرس قانون الإستفتاء. ويتفق أكوك ومكاوي حول عدم تأثير مثل هذه التصريحات على مسار العلاقة والقضايا المطروحة بين الشريكين، ويقول أكوك أن إتفاقية السلام أقوى إتفاقية ولا يمكن لشخص أن يفرض عليها برنامجا، وعلى الطرفين أن يعملا على الحوار لحل المشاكل، ويضيف أنهما ملزمان بتنفيذ الإتفاقية وحمايتها. ويؤكد مكاوي ان الإتفاقية والعلاقة لن تتأثر لأنها أكبر من أن تتأثر بتصريح من أحد الأطراف، ويقول أن حديث باقان ربما يكون مختلفا عليه داخل الحركة مجملا. وثمة شواهد سابقة على عدم تأثير مثل هذه التصريحات وعلى تكرارها من وقت لآخر مما يؤكد أنها سحابة ستمضي كما يؤكد البعض، لكن د. مكاوي يضيف هنا أن الآراء الشخصية خلقت ازمات وإنشقاقات داخل الحركة لأن هنالك من يتحدثون باسم الحركة ويتجاوزون الخطوط الحمراء أحيانا، ويشير إلى ان التصريح جاء في وقت ناقش الطرفان فيه العقبات بقدر من الصراحة والموضوعية، وقلل مكاوي من الخلاف حول الاستفتاء لأنه قانون كبير وتترتب عليه أشياء كبيرة ومن الطبيعي أن تحدث فيه خلافات. ويستطرد أنه لا سبيل أمام الطرفين سواء الإلتقاء على القواسم المشتركة ومصلحة السودان لأن التصعيد ليس من مصلحة الطرفين، وأن على الوطني أن يتعامل مع الأمر بضبط النفس، وليس بردود الأفعال.

(عدل بواسطة Zakaria Joseph on 07-13-2009, 06:17 PM)

(عدل بواسطة Zakaria Joseph on 07-13-2009, 08:32 PM)