تعلم العربية ولو في واشنطن- منبر الحرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 02:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-11-2009, 02:38 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعلم العربية ولو في واشنطن- منبر الحرية

    تعلم العربية ولو في واشنطن

    بقلم د. محمد الدعمي *



    لم تكن دعوة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، عام 2006 الشبيبة الأميركية لتعلم اللغة العربية بالجملة سوى الرأس الصاعد والمرئي لاندفاع غربي، بل وكوني، لدراسة هذه اللغة وللإلمام بطرائق التحدث بها والتعاطي مع متكلميها خاصة في المشرق العربي الإسلامي. لذا يتوجه النشء والشبيبة في الولايات المتحدة إلى أنواع المعاهد والمراكز اللغوية، التي تنتشر هناك كالفطر، لاكتساب هذه اللغة والتمكن من أسرار ألفاظها وتركيباتها النحوية من أجل خدمة مصالح فردية وقومية في ذات الوقت. وترد هذه الظاهرة إلى أن لغة الضاد إنما صارت نوع من "رأس المال"، تأهيلاً فردياً مهماً وشرطاً مسبقاً لكل من يرنو إلى تطوير قدراته الاقتصادية والثقافية والسياسية، خاصة بعد بداية عصر البترول في منطقة الخليج، الأمر الذي برر شيوع ظاهرة الاندفاع والوقوف في طوابير بالملايين من أجل اكتساب هذه اللغة بوصفها "جواز سفر" إلى دول المنطقة حيث تنتشي أسواق العمالة وفرص الإثراء وجمع المال المتبقي من "فضائل" وفضلات النفط العربي وخطط التنمية الخليجية الكبيرة. الملايين من الصينيين والهنود وبقية سكان جنوب شرقي آسيا، سوية مع ملايين أخرى من سكان أوربا وبقية أنحاء العالم يتزاحمون اليوم وراء كل من "ينطق" اللغة العربية على أمل الحصول على شيء منها.


    أما دعوة الرئيس الأميركي السابق لتعلم اللغة العربية فهي لا تختلف كثيراً في دوافعها وإرهاصاتها المصلحية عن دوافع التايلنديين والصينيين والهنود وسواهم. بيد أن الفرق كبير من ناحية أخرى، ذلك أن يدفع رئيس أغنى وأقوى دولة في العالم شبيبة بلاده لتعلم العربية أمر يتجاوز التشبث الفردي والمحاولات الشخصية؛ لأنه يعني، من ناحية أخرى، نوعاً من "الاستثمار" والتخصيصات المالية المهولة لمشروع تعليم الأمريكان اللغة العربية. هذا هو الفرق بكل دقة. فإشارة من الرئيس ومن هذا النوع تعني الكثير: فهي ربما تعني فتح أبواب وفرص العمل لأعداد غفيرة من العرب الأمريكان الذين لم ينسوا العربية كي يعملوا في عشرات وربما مئات مراكز ومعاهد تدريس العربية بين البحيرات العظمى وجنوب فلوريدا وكاليفورنيا. وبذلك تغدو هذه اللغة نوعاً من التأهيل الضروري الذي يساعد على توظيف متكلمي هذه اللغة في دوائر مهمة لا تبتعد كثيراً في ارتباطاتها عن وزارات مثل الدفاع والخارجية، وعن مراكز الدراسات العربية ومعاهد دراسات الشرق الأوسط والشرق الأدنى والإسلاميات، وهي مراكز قد تحولت إلى ظاهرة لابد من رصدها واستقصائها في الجامعات والأكاديميات الأميركية بسبب أهمية العالم العربي الإستراتيجية.

    إن واشنطن تدرك جيداً أن الأمريكان القادرون على التحدث بالعربية إنما يمثلون شرطاً مسبقاً لآمال ولمشاريع الولايات المتحدة في بقعة تشكل مركز العالم، جغرافياً واقتصاديا، الخليج العربي والشرق الأوسط. هذه المشاريع أنما تجسد مصالح كبرى بحساب الحجوم والآفاق، ذلك أن أميركا تحتاج إلى المئات من الدبلوماسيين الذين يتحدثون العربية للتعيين في سفاراتها وممثلياتها عبر عواصم ومدن العالم العربي الكثيرة. كما أنها بحاجة أكثر فورية إلى المئات من ضباط المخابرات والاتصالات والمعلومات القادرين على فهم العربية كوسيلة اتصال عبر القنوات السرية والمعلنة من أجل الإطلاع "على كل شيء". لذا فإن هذه الحاجة تتنامى حتى داخل المجتمع الأميركي بفضل "قانون الوطنية" Patriot من أجل الإنصات والإطلاع وجمع المعلومات داخل المجتمع الأميركي وخارجه. ولأن الولايات المتحدة تقود مشروعاً قوياً لتعزيز قيادتها الثقافية والإعلامية في عالم أحادي القطبية، فإنها ستكون بحاجة ماسة إلى القراء والمذيعين والمتابعين من الأميركيين المتمكنين من أسرار هذه اللغة الجميلة. وليس أدل على هذا انتشار المراكز الثقافية الأميركية والجامعات الأميركية والقنوات الفضائية الأميركية عبر العالم العربي الذي يمتص سوقه الثقافي بنهم كل طارئ، خاصة إذا ما كان قادماً من لاعب رئيس في سياسات الشرق الأوسط كواشنطن.

    ولن يقف الموضوع عند هذا الحد فالضباط الأمريكان الموجودون في العراق وبعض دول الشرق الأوسط بحاجة للتكلم بالعربية نظراً لاتصالهم وتعاطيهم المباشر بالعرب هنا وهناك. حتى بعض الأكاديميين الأمريكان من باحثين وكتاب يريدون إتقان العربية لقراءة تاريخ العرب وأحوالهم المعاصرة وتراثهم الثقافي من أجل خدمة مصالح أميركية. وقد أخذت هذه الجهود والأموال تعطي أكلها من الآن، ليس فقط في انتشار الفضائيات الأميركية (بالعربية)، ولكن كذلك من خلال أعداد المتحدثين الرسميين والعسكريين الأمريكان الذين يظهرون على الشاشات بلسان عربي ملكون، لا يشبه لغة بني أسد ولا لغة قريش أو تميم، بالرغم من إيصاله الرسالة المطلوبة للمستمعين.

    بيد أن المتوقع من التدافع على تعلم العربية في الولايات المتحدة سيكون أكبر بكثير بسبب حجم الاستثمار في هذا الحقل. فلا تستغرب، أخي العربي، أن تصادف شابة أو شاب أميركي يتحدث العربية بطلاقة هنا أو في أي مكان من العالم !
    وعودة إلى علم اللغة ودراسة النحو فإنه، كما يبدو، يعود في تاريخه الأولي إلى إسهامات عربية فريدة بسبب ظهور الإسلام واعتناقه من قبل الأمم غير العربية. فقد شهد العصر الوسيط انتشار اللغة العربية عبر العالم القديم، خاصة الإسلامي، لأسباب دينية وعقائدية، ثقافية وسياسية، وهي أسباب مدعومة بالتيقن من أهمية العربية بوصفها لغة القرآن الكريم ولغة الرسالة ولغة أهل الجنة، إضافة إلى أنها وسيلة العبادات.

    وإذا كان سقوط بغداد على أيدي هولاكو خان عام 1258م قد أذن بتراجع شيوع اللغة العربية وتقدم لغات شرقية أخرى، كالفارسية والهندية والتركية، لتحل محلها في الأبيات المهمة، فإن العصر المظلم المستطيل الذي تبع قد راكم المزيد من الأخطاء والمفاهيم غير الصحيحة حول هذه اللغة: فكانت الأفكار الشائعة بأن العربية لغة صعبة ويستحيل تعلمها، زيادة على إنها غير مهمة بقدر تعلق الأمر بلغات "العصر"، قد انتشت وسادت. وهكذا جاء عصر التتريك والتفريس والفرنسة والأنكلزة عبر العصر الذهبي للهيمنة الأجنبية الذي تلاه العصر الذهبي للكولونياليات الأوربية. لهذا صار حتى بعض العرب يعكسون ثقافتهم ومعارفهم باستعمال الألفاظ الفرنسية والإنكليزية كنوع من أنواع استعراض المعرفة والتباهي بها.


    أما اليوم فإن الأمر سينقلب رأساً على عقب بطريقة أو بأخرى، فالأمريكان والفرنسيون والإنكليز يستعملون الألفاظ العربية في كلامهم أو كتاباتهم لعكس إطلاعهم على عالم هذه اللغة المشحون والزاخر، لذا فإن ألفاظا عربية من نوع "إنتفاضة" Intifadha أو "مجاهد" Mujahid أو "آية الله" Ayatullah وسواها ألفاظ بالعشرات أخذت تزحف إلى اللغات الأوربية عن طريق الاستعارة loan words لتغدو علامة على إطلاع مستعمليها على ثقافة ولغة أهم بقاع العالم على الإطلاق، المشرق العربي الإسلامي.

    لقد تحولت اللغة العربية اليوم إلى أداة عملية وإستراتيجية، خاصة في التعاطي مع شؤوننا، إضافة إلى أنها قد صارت "تقليعة" يتشبث بها الغربيون من خلال تزويق لغتهم بما ينطوي على المعرفة باللغة العربية. وهكذا تدور الدوائر وتعمل عجلة التاريخ عبر أنماط تكرار لتعيد لهذه اللغة الحية والحيوية ما تستحق من أهمية واهتمام.
    ------------------------------------------------------------------

    هذا المقال هو منشور بالتعاون مع مشروع منبر الحرية www.minbaralhurriyya.org.

    * أ.د. محمد الدعمي أستاذ محاضر في جامعة ولاية أريزونا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de