|
|
 Re: رقصة الوَجْد المؤنَّث في الكتابة الصوفيَّة .... للكاتبة الصحافية مــروة كـريـديـة (Re: emad altaib)
|
ـــ
ولا تخلو كتابة المتصوفة السودانين من التأنيث , فقد كتبت سابقاً عن مدحة "ياليلي ليلك جنّ"
الحب حاله قبل المعرفة وبعدها , والماعنده محبه ما عنده الحبه
يقول سيدي أبو يزيد البسطامي (إذا شربوا بكأس محبته وقعوا في بحار أنسه، وتلذّذوا بروح مناجاته، وإذا عرفوه حق معرفته ولهوا في عظمته).
إذاً حب الله للإنسان يفوق حب الإنسان لله فالله هو الأكرم، هو مصدر الحب، بل هو الحب ذاته , وقد عبًّر الصوفيون عن تقديرهم الكبير لحب الله لعباده، فمحبة الله أصل، ومحبة العبد فرع يقول سيدي ابن عربي (محبته لك محبة الأصل لفرعه، ومحبتك لـه محبة الفرع لأصله)
فالتجربة الصوفية بها جماليات التأليف نظماً أونثراً وجماليات الحديث العادي حتى يصبح نصّاً فنياً ممتلكاً مواصفات جمالية ,
وقد كنت استمع وأستمتع بنظم
يا ليلى ليلك جنّ ** معشوقك أوّه وأنّ
أم مرحي فوق جبلنا ** أصلو الإكسير معدنا
وجدتُ بها الفكر والعبادة فهي كلمات ليست عفوية بل بها ذوق رفيع , حيث أنها مشحونة بالانفعال والمعني , لجأ إلي مفردة رمزية في مطلع النص "ليلي" أنثي وقد جاء رمز الأنثى للذات الإلهية من كون المرأة رمزاً من رموز الخلق، وبعدَ أن كان الاتجاه التقليدي في التصوف يرى الحب علاقة من طرف واحد أصبح علاقة حب متبادلة. , إختياره مفردة معشوقك فالعشق هو أرفع درجات المحبة، لأنه حب الله لذاته، لا لإحسانه إلى الخلق، ولا لصفاته، العشق الإلهي ليس مجرد امتثال للأوامر، والميل إلى المحبوب، بل هو بذل الروح في سبيل هذا المحبوب , وفي سبيل الوصول للمحبوب يكثر الانيين والتأوه .
والعشق هو الدرجة الثالثة والأخيرة والأعلى في سلم درجات الحب الإلهي في نظرية محي الدين بن عربي بعد درجتي الهوى، والحب، إذ يُقدّم ابن عربي نظرية متكاملة في الحب الإلهي؛ في طبيعته، وبواعثه، وأحواله النفسية، المكمّلة لـه، والنتائج التي يُولّدها، وموجزها أنّ الهوى هو الدرجة الأولى، وهو ميلٌ عاطفي على المستوى الإلهي، وأمّا العشق فهو الدرجة الثالثة، وهو إفراطٌ في التعلق على المستوى البشري، وتوحّدٌ على المستوى الإلهي .
و"الاكسير " وهو مادة يعتقد أنها تحول الفضة إلي ذهب , وهنا أعتماده علي القلب للمعرفة وتغيب العقل وهنا كثير من الصوفية يعتمدون علي العلم اللدوني وخاصة العوام والدليل علي ذلك النص الذي يله هو
الشرب بالكوب والشنه ** كل الغشاهو تهنّا
فالشرب رمز للمعرفة , فالكوب هو إناء صغير والشنة الدلو , و(كل الغشاهو تهنا) هنا في الظاهر يقصد ممدوحه , ولكن في الرمزية يقصد كل من قصد الذات الإلهية ينال السعادة والحقيقة المطلقة ,
هذا العشق لديه صلة بالخيال؛ لأنّ القلب موطن الأحاسيس، ومصدر الحب، ينصرف إلى المحبوب بعد أن يصوغ لـه الخيال صورته في جمال، وكمال، مثاليين، فالعاشق يحب الصورة التي يحلم بها، والتي تكفّلَ الخيال برسمها لـه، والعالم الجميل الذي يعيش فيه رمزٌ لخالقه الأكثر جمالاً؛ لأنّ الجمال لا يصدر إلاّ عن الجمال، والخيال هو الذي يتذوق الجمال، ويُسهم في كشف مخابئه، وهو خير دافع إلى حب المخلوق للخالق، وهكذا يصبح أي حب موجّه لموجود مخلوق، في هذا الكون حُبّاً منصرفاً في غايته الحقيقية نحو الواجد الخالق، الخالد، لأن الحب الخالد لا يجدر إلا لخالد، فهو حقٌ لله مانح الحياة .. فقد ذكر في النصوص السابقة مدركات مادية ( ليلك , جبلنا , معدنا ) فهو هروب من العالم المادي والشكل الهش ، إلى عالم الروح والمضمون،ولا يتسنى لـه هذا الهروب بغير وساطة الخيال التي تصله بحقيقة ذاته، وحقيقة الكون من حوله، وقد يأخذ هذا الهروب شكل تحويل الروح , فيلجأ إلي , (بدءالزراعة ) فهي حياة وبها وروح فيقول
بعد الغرب ساهلنا **وسقنا تيرابنا شتلنا
دورين دور ودنا ** وصاح بالجلالة ورنا
في الواقع تكون الزراعة في الصباح , لكنه أختار الغروب حتي يوضح أنه لا يقصد الزراعة , ولكنه يريد ويقصد الذكر والتقرب والأنس مع الله فهنا تركيبات غير حقيقة وإنما يظهر المعاني المخبوءة في الأشياء , وإضافة أخري فالإنسان أصلاً من تراب ومن مقومات الزراعة ( التربه _ التراب ) والمزروع هو الحب .
الاخ المهندس بكري ابوبكر حمداً علي السلامة ونسأل الله ا...ما لنا ولكم وللمنتدي
(عدل بواسطة emad altaib on 08-27-2009, 11:48 PM)
|
|
 
|
|
|
|
emad altaib
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست