|
Re: بين قُدُسيّة لُبنى والثوابت الوطنية (Re: علاء الدين صالح)
|
نعم.. بمقياس "العصر" قد تكون ملابس لبنى ليس فيها ما يخل ولا يضايق الشعور العام.. لست بصدد الدخول في مغالطات لا تسمن ولا تُغني من جوع حول حشمة ملابس الصحفية لُبنى مثار القضية وحول ملابسات الفصل 152 من القانون الجنائي لسنة 1991م.. ولستُ فقيهاً قانونياً حتى أجد تفسيراً لشاكلة العبارات التي تتحدث عن "إرتداء ملابس مُضايقة للشعور العام".. ولكن أود أن أشير إلى أن هناك قصوراً في بعض جوانب القانون وهناك خللاً في إجراءات تطبيق القانون.. هذا يحدث في كل الدول، وإلا لما قضى الفلسطيني يوسف شعبان ستة عشر عاماً في السجن بلبنان ظلماً رغم إعلان براءته، وذلك لوجود قصور في القانون اللبناني مفاده أن أحكام المجلس العدلي اللبناني غير قابلة للنقض او الاستئناف فكان لابد من إصدار عفو خاص من الرئيس اللبناني لأول مرة في تاريخ لبنان.. وقد كان.
أعود لقصة لبنى وأطرح سؤالاً بسيطاً: لو تعرَّضت إحدى ستات الشاي أو سِت كِسرة أو بائعة عصيدة للذل أو الإهانة جراء تطبيق سيء لقانون ساري المفعول.. أنا متأكد زول حيشتغل بيهم مافي.. لأن ست الشاي ليس لها عمود في صحيفة.. فستات الشاي وسِتات الكِسرة وبائعات العصيدة يرون الويل والذل من تسلُّط بعض منسوبي البلديات وتُصادر كرامتهن قبل أوانيهِن.. لماذا؟ لأنه لا علاقة لهن بأعمِدة الصُحُف رغم أنهن يجلسْنَ تحت أعمِدة الإنارة.
ليس دفاعاً عن القانون ولكنه توجيهاً للوم للأخت لبنى.. لأنه إذا ما راعت لبنى وجود نص صريح في القانون لا يسمح بارتداء البنطلون للنساء في الحفلات العامة - وهي المثقَّفة التي تخرَّجت من جامعتين - لما حدث ما حدث.
زي حادثة لبنى دي بتخلي بعض الناس تتضايق وتعلن التضامن وتتعالى أصوات الشجب والإستنكار.. أنا لم أعِر الأمر كثير إهتمام لأنني أعلم جيداً أن هناك من سيؤدون هذه الخدمة بكفاءة أعلى وشعارهم كغيرهم "لسنا الوحيدين ولكننا الأفضل".
أما آخر ما قرأته للبنى في عمودها "كلام رجال" الذي وصفت فيه مصنع الإيثانول بكنانة بـ "خمَّارة العَرَقي" واستخدامها لكافة مصطلحات العَرَقي: طرمبة، جركانة، كيس، كاس، نُص، سَكَر، كَسْر العرقي.. فلقد أعتبره البعض أحد ركائز حرية الصحافة بينما اعتبرته سلاحاً مُخِلاً بآداب الوطنية لأن من الصحافة ما قَتَلْ.
ذكرت لُبنى أن "خرطوم المشروع الحضارى تعلن فقط مشروبات معبأة فى قراطيس معدنية خالية من الكحول.. والان الكحول تصنعه كنانه .. هأ قد اكتملت القصة بعد أن انتجت مصانع اخرى مكعبات الثلج !!".
من يتحدَّث عن مشروع تنموي قومي مثل هذا الحديث بغض النظر عن لونه وطعمه ورائحته السياسية فأنا أعتبره من وجهة نظري الخاصة "مُضايقاً لشعوري العام" وعليه فإنه يستوجب الإقامة الجبرية في بيت الإمام الشافعي: وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة * * * ولكن عين السخط تبدي المساويا
|
|
|
|
|
|