|
ندرة مقمى ومعدى برامج وسهرات حقيبة الفن الخالدة
|
الموت سنة الحياة الباقية ،غير ان الخلود يبقي للإنتاج البشرى المميز، فيظل هذا العمل ايا كان نوعه تراثا وملكا للجميع، ماقصدته من ذلك، هو ندرة مقدمى البرامج التى تتحدث عن تراث الحقيبة وفنانى وشعراء تلك الفترة الذهبية فى حياتنا ،وفاة البروف على المك ورحيل الصديق الفريق ابراهيم عبدالكريم وبرنامجه المتميز والذى لم يخلفه احد، وكذلك أختفاء الأستاذ/ حسين خوجلى، وقلة ظهور عوض بابكر، ترك فراغا واضحا فى خارطة هذه النوعية من البرامج الشيقة ، الا ان هؤلاء الأفذاذ كانوا عشاقا لهذا الفن الرفيع يحفظون تفاصيل ذكرياته حيث تناقلوها من ممن سبقهم فى هذا الثراث الجميل، حيث كانوا يتعرضون للحياة الإجتماعية فى تلك الحقبة من الزمن، وتأثير ذلك على الغناء ، وتنقل للجيل الجديد كثير من اصول الأغانى، وظروف عدد كبير من الاغانى المشهورة، والتى تذبح حاليا ذبح الشياه فى الحفلات التى تقام، ومواصلة لذلك نفتقد ظرفاء أمدرمان وقفشاتهم الجميلة والتى تضفى على أهل أم درمان نكهة متميزة أبتداء من دار الرياضة بامدرمان والى قهوة جورج مشرفى وصولا الى قهوة يوسف الفكى ، والى كافة المنتديات الرياضية والفنية ومناسبات الأفراح والمآتم وكل المناسبات الإجتماعية الحافلة. أذكر إننى نقلت ملاحظة عن مشاهدتى وانا صغير السن فى امدرمان فى سوق الطواقى البروف على المك وهو يجلس ببساطة مع أحدى النساء العاملات فى السوق ويتبادل معها الحديث المبسط، وكان محدثى هو الفريق ابراهيم عبدالكريم، فأكد لى ذلك وذكر لى شىء أبهجنى كثيرا، وهو لدى اقامة حفل تأبين للراحل على المك، وكان ابراهيم عبدالكريم رئيسا لتلك اللجنة حضر اليه العربجية وبعض البسطاء من العمال فى سوق أمدرمان وقدموا له مساهمة مالية للتأبين، فلما تردد ابراهيم فى إستلام المبلغ لأنه كان يرى أن هؤلاء البسطاء أولى بهذا المبلغ، أصروا على ذلك وأفادوه بأن المرحوم كان يجاملنا فى أتراحنا وأفراحنا وهذا أقل واجب يقدم له بعد رحيله. أنه امدرمان العظيمة بناسها وسكانها وأهلها الاصليين، اللهم أرحم موتانا جميعا تغمدهم الله برحمته بقدر ماقدموا للوطن الحبيب.
|
|
|
|
|
|