|
الله أكبر... لانحيب
|
الله أكبر لا نحيب د. عبد الحي يوسف الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وبعد. الله أكبر لا نحيب، أفضلُ صيحةٍ سمعتها بعد إعلان استشهاد الشيخ البطل المجاهد الفذ أحمد ياسين، الشيخ الذي قعدت به رجلاه لكن ما قعدت به همتُه، وتعطلت يداه لكن ما تعطلت عزيمتُه، الشيخ الذي علَّم المسلمين في هذا الزمان كيف يبلُغون الغايات، ويحققون الأمنيات، وضرب لهم مثلاً في تليين الشدائد الصعاب، ومواجهة العقبات الصلاب، شيخ جعله الله حجة بالغة وآية ناطقة على أن الإسلام يصنع الأعاجيب، إذا ذُكر أحمد ياسين تذكَّر الناس بذل المهج والأرواح في سبيل الوصول إلى بلاد الأفراح، وإذا ذُكر الشيخ عرف الناس كيف يكون المسلم الحق مثالاً ماثلاً في جعل الدنيا وراءه ظهرياً، وإيثار الآجلة على العاجلة والباقية على الفانية. شيخ عركته السنون، ومحصته المحن، وتسلطت عليه أنواع البلاء وصنوف اللأواء، ابتلاه الله في جسده بشلل تام وفقدان للبصر في عينه اليمنى بعد ضربه عليها من قبل اليهود أثناء التحقيق والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وأمراض والتهابات باطنية ومعوية، وهو مع ذلك كالجبل الأشم ما غيرته المحن، ولا أثر فيه تعاقب ساعات الزمن، فقد النصرة من المسلمين الذين وجب عليهم نصره، لكن ما ضعفت ثقته بالله ناصراً ومعينا، فبقي رحمه الله على الحق رابطَ الجأش ثابتَ القلب حديدَ الفؤاد، تتابعت تهديدات الصهاينة وأراجيف المنافقين فما ازداد إلا إيماناً وتسليماً حتى كانت الميتة السوية بعد العيشة الهنية ، موتة في طاعة الله بعد حياة في ذكر الله وجهاد في سبيل الله، فأعاد ـ واللهِ ـ سيرة من سلف من صالحي هذه الأمة كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، ممن أدركتهم مناياهم في صلاة الفجر وهم على طهارتهم ظاهراً وباطناً، الله أكبر ما أكرمهم على ربهم الذي أكرم مآبهم وأحسن ثوابهم وأعلى في جنات النعيم مقامهم، ولسان حال الواحد منهم (وعجلتُ إليك ربِّ لترضى) ونسأل الله لهم مردَّاً غير مخزٍ ولا فاضح. إن الذين يحبون الاتعاظ بالحدث ليجدون في استشهاد الشيخ عبراً لأولي الألباب: أولاها: أن الذي يريد الانتصار لهذا الدين لن يَعَدَمَ وسيلة يحقق بها رغبته مهما صَبَّتْ عليه الأقدار من أنواع الشدائد والمحن، وقد أعاد الشيخ رحمه الله سيرة ابن أم مكتوم رضي الله عنه الذي كان يخرج في المغازي يحمل الراية وهو يقول: إني رجل أعمى لا أفرُّ، وسيرة عمرو بن الجموح رضي الله عنه الذي أراد أن يطأ بعرجته في الجنة فحقق الله له ما أراد، وفي القرآن الكريم (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). ثانيها: أن المرء تعلو قيمتُه ويغلو ثمنُه في الدنيا والآخرة بقدر ما يبذل من جهد في سبيل الانتصار لدينه، كم من الناس مات في هذا اليوم الذي مات فيه أحمد ياسين؟ بل كم من الناس قُتل في سبيل غايات شتى؟ لكن من يذكرهم؟ بل من يعرفهم؟ نفسٌ كنفسٍ وأرواحٌ مشاكلةٌ لكن شتان شتان بين من عاش لنفسه ومن مات ليحيا دينُه. ثالثها: أن القائد البطل يبعث الله بموته أمةً من الناس يوقظها من سُبات وينبهها من غفلة، خرج الناس في فلسطين إلى الشوارع وكلٌ يسأل نفسه: لمً يُقتل الشيخُ القعيدُ ويُتركُ الرجلُ الطريرُ؟ ولمَ يُترك غيره ممن ملئوا الدنيا صراخاً وضجيجا، وشغلوا أجهزة الإعلام نواحاً وعجيجا ؟ ألأن الشيخ مجاهد في سبيل الله حقاً لا ادعاءً؟ إي واللهِ إنها الحقيقة المرة، عندها أدرك الناس الفرق بين النائحة الثكلى والمستأجرة. رابعها: أن اليهود هم أجبنُ خلق الله وأشدُّهم خورا (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) ها هم لا يجروؤن على مواجهة الشيخ لأنهم علموا أنَّ من خلفه رجالاً يحرصون على الموت حرص اليهود على الحياة، فيقذفونه بالصواريخ من مكان بعيد، لكن حيل بينهم وبين ما يشتهون حين ظنوا أن قتل الشيخ قتل للجهاد، وما علموا أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وهم بين الناس كذلك أحياء بما نفخوا فيهم من روح الجهاد وحب الفداء والاستشهاد. ترى كم من مسلم موحد في أكناف بيت المقدس نوى في هذا الصباح أن يسير على درب الشيخ متخذا منه أسوة وقدوة؟ (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون). خامسها: أن حبل اليهود من الناس ـ أمريكا ومن معها ـ وكذلك المنافقون قد كشف الله عوارهم وبدت للناس سوآتهم الخلقية في حب الجور ومشايعة الظالمين، وإلا فأين حقوق الإنسان؟ وأين مجلس الخوف؟ وأين منظماتهم الدولية؟ (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) فيا من تعوِّلون على المجتمع الدولي أما آن لكم أن تفيقوا؟ ويا من ترجون نصرة من الصليب أما آن لكم أن تعقلوا؟ تالله لن يقوم بهذا الدين ولن ينتصر له إلا من سار على درب الشيخ ورفاقه الأبرار، وفَقِهَ سنة وسيرة النبي المختار عليه من الله الصلاة والسلام، أما من خُدِعَ بأباطيل السلام ومخاريق مبعوثيه فما أبعد طريقه وما أشقَّ سفره وإلى الله المشتكى. اللهم تقبل عبدك أحمد ياسين، في الشهداء المقربين، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، آمين آمين آمين.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الله أكبر... لانحيب | نزار محمد عثمان | 03-23-04, 08:46 AM |
Re: الله أكبر... لانحيب | نزار محمد عثمان | 03-23-04, 08:51 AM |
Re: الله أكبر... لانحيب | اساسي | 03-23-04, 09:03 AM |
Re: الله أكبر... لانحيب | sudania2000 | 03-23-04, 11:33 AM |
Re: الله أكبر... لانحيب | sudania2000 | 03-23-04, 11:35 AM |
Re: الله أكبر... لانحيب | JAD | 03-23-04, 01:03 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | Rawia | 03-23-04, 01:21 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | Elsadiq | 03-23-04, 01:28 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | Elawad | 03-23-04, 07:35 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | نزار محمد عثمان | 03-24-04, 10:31 AM |
لاعزاء فى الشهداء | sudania2000 | 03-24-04, 02:32 PM |
Re: لاعزاء فى الشهداء | نزار محمد عثمان | 03-27-04, 01:31 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | Yassir7anna | 03-27-04, 08:28 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | انور الطيب | 03-27-04, 08:45 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | yumna guta | 03-27-04, 08:51 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | yumna guta | 03-27-04, 08:57 PM |
Re: الله أكبر... لانحيب | singawi | 03-27-04, 11:13 PM |
|
|
|