|
ترويض الجمهور بقوانين المرور
|
هذا الموضوع من السنة الفاتت ـ قلت اكرره هنا للنقاش هنا
(2) ترويض الجمهور بقوانين المرور
هناك معضلة كبيرة في حياتنا بالسودان ـ وطبعآ معظم دول العالم الثالث ــ الا وهي العشوائية في كل شئ وعدم النظام واحترام القانون فضلآ عن الجهل به ــ ولا يتسع المجال لذكر سلبياتنا هنا ـ لذا سأعلق علي احداها ـ واعني عشوائية حركة المركبات والجهل بقوانين المرور عند عامة الناس ــ ونتيجة لذلك علي سبيل المثال أختناق العاصمة بالسيارات والمارة معظم الاوقات ــ وأعتقد أن اللوم الاساسي يقع علي ادارات شرطة المرور ، والتي تسعي لتنظيم الفوضي بزيادة عدد افراد الشرطة في الشوارع ـ وهو جهد كبير لكنه محدود الفعالية لأن المشكلة الاساسية هي البنية الاساسية لنظام الحركة التي تتمثل في نظام الشوارع ووعي المواطن زائدآ تطبيق القانون الصارم علي الذين يتجاوزونه ــ و نحن نري نتائج هذا الخلل الواضح في تعاملنا مع المرور في السودان بكثرة سماعنا عن وفيات السودانيين نتيجة لحوادث حركة خارج السودان ــ والسبب واضح وهو أن السائقين السودانيين تعودوا علي القيادة علي السليقة دون علم بعلامات الحركة العالمية الصارمة (عدا الاشارات الضوئية) في انواع الشوارع المختلفة والمصممة علي مواصفات معلومة و..و..ألخ ـ ولنا أن نقدر كيف سيكون الحال اذا انفرج الوضع في السودان وازدهر وصرنا من الدول النامية بكل تبعات "نامية" هذه ــ اعني ازدياد عدد السيارات و الناس في الشوارع ــ كيف يمكننا حل معضلة المرور المستقبلية ، وكيف يمكن أن تصبح عاصمتنا،مثلآ، مدينة حضارية يستطيع الاجانب قيادة سياراتهم فيها بدون أن يشعروا بالفرق بينها و بين مدنهم ــ؟؟؟! ــ أري أنه يجب ان تبدأ منذ الآن عملية ترويض الجمهور بقوانين المرور ــ كيف؟؟!!! ــ طبعآ الحلول بديهية، ولكن كيف يمكن تطبيق البديهيات في حياتنا العشوائية تلك؟؟ ـ أنا أقترح أن يتم ذلك تدريجيآ !!! ــ أي أن تبدأ ادارة الشرطة بتخطيط الشوارع و تنظيم الحركة في مناطق محدودة في العاصمة ، ولنقل منطقة وسط الخرطوم بين شوارع المك نمر،ـ علي عبداللطيف، شارع النيل ـ المحطة ــ وحيث يجب وضع العلامات والاشارات العالمية في كل الشوارع في هذه المنطقة ـ ثم يجب تطبيق القانون الدولي الصارم علي كل سائق داخل هذه المساحة، حتي ربط حزام الامان!! ـ وبذا لن يدخل هذه المنطقة الا السائق الملم بالقانون أو الذي سيتعلمه غصبآ عنه بكثرة الغرامات وباقي العقوبات ــ وبمرور الزمن يتعود السائقون علي السير بأدب واحترام للطريق ــ حتي أذا وصل حال السير الي مستوي مقبول تم توسيع المنطقة المحترمة، أو المحرمة، شوية شوية حتي تغطي العاصمة كلها ـ ثم يتم تعميمها علي باقي الاقاليم ــ وبذا نكون قد انتقلنا الي مستوي المدن الحضارية حتي وأن كان ذلك شكلآ فقط ــ خاطر أخر اري ان تطبيقه سينتج أجيالآ مستقبلية أكثر وعيآ وأكثر استعدادآ لخوض صعوبات الحياة العصرية التي تزداد تعقيدآ يومآ بعد يوم ، وهي أن تدخل قوانين المرور ككورس دراسي في احدي المراحل حتي يصبح نظام الحركة ثقافة بديهية لأجيال المستقبل ـ تري ماذا سيكون أثر هذه الخواطر الخيالية علي مزاجنا العام وحياتنا في بضع سنين !!! ــ
|
|
|
|
|
|
|
|
|