|
زين العابدين: سيد خليفة أقلَّ نميري بسيارته يوم الانقلاب (Re: Waeil Elsayid Awad)
|
http://www.almshaheer.com/modules.php?name=News&file=article&sid=10243
«عسكر وسياسيون».. بدأت بتحرك ودعم.. في تحالف بين «بعض» ضباط الجيش، وحزب اشتراكي كبير وعريق. ولكن القسمة لا تقبل على اثنين.. ورمز الانقلاب العسكري، ومعاونوه يعتقدون أنه هو الأحق بالقيادة.. ورمزالحزب لا يقبل أن يكون رقم «2». * بذرة الخلاف بدأت منذ اليوم الأول بين نميري ورفاقه، وبين قادة الحزب الشيوعي.. الشفيع وعبد الخالق.. و... و... و...!!. * حتى وقع انقلاب، هاشم العطا، كـ«ثورة تصحيحية»..!. إنَّ الدراما كانت حاضرة.. والتراجيديا.. كانت سيدة الموقف. *فلنستمع إلى شهادة مدير مكتب أبو القاسم محمد إبراهيم.. وهو في الأساس «رجل أمن».. شغله جمع المعلومات وتحليلها.. #نحن توقفنا أمس عند نقطة اعتقالات نميري وأبو القاسم، وبقية قيادات مايو.. في قصر الضيافة.. ماذا حدث؟؟. - وضعوا كل واحد منهم، في غرفة، تحت حراسة مشددة.. وكان من الواضح أنَّ أي تحرك من قبل هؤلاء القيادات، فأنهم سيواجهون الموت...
حوارات ـ عادل سيد أحمد المقاومة #إذن، لم تحدث مقاومة؟؟. - وضعهم ما كان يمكن من مقاومة.. لذلك التزم كل واحد منهم بمكانه.. #ما كانوا خائفين؟؟. - حسب معلوماتي، أنهم كانوا في غاية الثبات.. #هل دخلوا في تراشق مع هاشم العطا، حينما زارهم؟؟. - هو حاول يستفزهم.. بعد أنْ زارهم، ومعه قوة تحرسه.. ولكن للأمانة فقد قال لهم: سنقدمكم لمحاكمة عادلة.
تحركاتك #وأنت طبعاً، كنت «بتعافر».. وبتبحث عن «زولك» أبو القاسم محمد إبراهيم؟؟. - طبعاً، كنت مشغول جداً، وقلق على مصائرهم.. #ماذا فعلت، بعد داك؟؟. - بعد داك، قمت مشيت «بيت المال».. بسأل عن واحد صاحبي اسمو «محمد الفاتح إبراهيم».. ولكني لم أجده.. ثم سألت عن أخ آخر، واسمه هاشم الخير.. برضو ما لقيتو..!. ذهبت ونمت مع صديق، يسكن ببانت، واسمه صلاح العجيلي. # هل نمتما.. أم ظللتما «سُقد» حتى جاء الصباح؟؟. - ما كانت ليلة عادية.. قلق شديد وتوتر غير عادي.. كنا ننظر في السماء، ونحسب النجوم، حتى خرج الصباح. #إلى أين ذهبتما..؟؟. - في اليوم التالي، لانقلاب هاشم العطا.. ذهبنا إلى الكوبري في أم درمان.. وظللنا نراقبه.. لاحظنا أنَّ هناك مظاهرة، قوامها شباب «أعمار 16 إلى 18».. عملوا مظاهرة في سوق الخضار.. وكانوا يهتفون«عائد.. عائد يا نميري».. البوليس كان بيضاقهم.. عدنا مرة أخرى إلى أم درمان.
المكتب السري كان لدينا صديق في وزارة المواصلات والبريد والبرق.. لديه قريب يعمل في «المكتب السري» بالقصر الجمهوري.. حاولنا نتصل به بالتلفونات.. ولكنها كلها كانت مقطوعة.. فذهبنا إليه، بالدرب، ومكثنا معه في مكتبه بالقصر الجمهوري.. #وماذا كانت آخر أخبار خالد حسن عباس؟؟!. - المعلومات التي وصلتنا أنه يعد القوة، ليحضر على رأس جيش للخرطوم.
ظهور هاشم العطا #هل شاهدتم، ولو من على البعد، هاشم العطا؟؟!. - نعم.. نعم.. جاءت مظاهرة أمام القصر.. فطلع هاشم العطا، وخاطبها. الحقيقة أنَّ المظاهرة كانت كبيرة.. #ماذا قال؟؟. - خطابه كان مضطرباً، وغير متماسك.. وقد هاجم الشباب الذين كانوا يرددون: «عائد، عائد، يا نميري».. #ثم ماذا؟؟. - الشارع امتلأ مظاهرات، جلها لصالح نميري.. ثم رأينا الدبابات تتحرك صوب القصر.. كان المنظر مخيفاً، وينذر عن احتمالات مواجهات، دموية، عنيفة.. فكل طرف يخشى من الآخر.. وكلاهما يعلم أنَّ الحياة ما عادت تستوعبهما الاثنين..
شخص ما...! #ماذا حدث، بعد فشل انقلاب هاشم العطا.. وانتهاء فترة الثلاثة أيام؟؟. - كان يوم العودة.. فعاد نميري إلى السلطة. #قفزاً من بين جدران القصر الجمهوري؟؟. - نعم.. ثم تلقفه شخص ما، بعربته. #من هو هذا الشخص؟؟. - أنت تعرفه جيداً. #ولكني كنت صغيراً.. لا أتذكر..؟؟. -ألم يخطروك به؟؟. # من هو؟؟. - إنه الفنان الكبير الراحل سيد خليفة.. كان في غاية الشجاعة.. وهو محب لمايو ونميري.. لذلك كانت مغامرة.. كبيرة منه أنْ يحضر إلى ذلك المكان.. ويعرض نفسه للموت.. لقد وقف سيد خليفة بعربته.. وأقل الرئيس نميري.. وكان ذاك اليوم، هو ما عرف بيوم العودة.. #وزولك.. أبو القاسم؟؟. - رجع أيضاً إلى مكانه الطبيعي..
بيت الضيافة #مجزرة بيت الضيافة؟؟. - كانت فظيعة، لدرجة.. ما أظن أنها حدثت في تاريخ السودان. #مايو هل ذبحت؟؟. - لا أظن. #إذن هم الشيوعيون، باعتبار أنهم ظنوا أنَّ نميري ومجموعته، سيموتون تحت الأنقاض؟؟. - أنا أقول لك كلاماً للتاريخ: إنَّ أحداث بيت الضيافة، والمجزرة الرهيبة التي حدثت، لم تقم بها مايو... وأنا أزعم، بل وأؤكد أنَّ الشيوعيين لم يرتكبوا هذه المجزرة.. من المؤكد أنه كان هناك طرف ثالث، كان يسابق حتى يصل للسلطة.. وقد قدر أنه بضرب بيت الضيافة بالدبابات والمدفعية، أنه سيقضي على الطرفين.. نميري.. وهاشم العطا.. وبالتالي يخلو له الجو كي يحكم السودان، بنظام جديد.. إنَّ هناك قوة ثالثة، هي التي أحدثت المجزرة.. وخططت للاستيلاء على السلطة، على أنقاض مايو ويوليو.. ولكن الحسابات العسكرية شيء.. والمقادير الإلهية شيء آخر: مات الكثيرون ببيت الضيافة. - وعاد نميري للسلطة. - وواجه هاشم العطا ورفاقه المحاكم.. إنها أيام كانت فظيعة.. فظيعة جداً...
|
|
|
|
|
|