|
أي رياح تدفع بسفينة الحركة.. والى أين..؟!
|
ضد الشريك والشراكة والوطن .. وضد نفسها:
أي رياح تدفع بسفينة الحركة.. والى أين..؟!
نصرالدين غطاس تعمد الحركة الشعبية ومن يقومون على أمرها الى زعزعة الامن بالجنوب وتعكير أجواء انفاذ اتفاقية السلام الموقعة مؤخرا ، وهم فى سعيهم لتعكير تلك الأجواء لا يلوون على شئ ، وهم ينفذون مهمتهم الموكله اليهم بامتياز ودقة شديدة ، والطريقة التى يتم بها تنفيذ ذلك المخطط (تهديد أمن كل من لا يكن ولاءً للحركة الشعبية) بصورة تقربهم من حالة التخدير أو للاشخاص المنومين صناعيا ..!! ، فالعمليات تلك تتم ببرودة دم غريبة ، فبالرغم من الحديث الذى أدلى به السيد رئيس الجمهورية بعد سكوت امتد لسنوات عقب التوقيع على الاتفاقية التى وقعت فى يناير من عام 2005م والذى وصفه بعض المراقبين بأنه جاء بعد أن (طفح الكيل) ، وأن الشريك لم يعد يحتمل أذى شريكه الآخر الذى بات يفعل ما يضر الاتفاقية ومسارها وما يضر نفسة ومواطنيه وسمعة البلد .. جاء حديث السيد الرئيس ليضع القول الفصل حول تلك التجاوزات التى لم تعد محتملة . غير أن الغريب فى السلوك الذى تنتهجه الحركة الشعبية أنها أعلنت فى مرات متعدده أن ما يجرى بالجنوب من انفراط بالأمن مضر بها ، بل طلبت فى أوقات متفرقة أن يساهم معها شريكها الاكبر (المؤتمر الوطنى) فى تهدئة الأوضاع بالجنوب التى ماعادت تقوى وحدها على تهدئته ، خاصة ما يتعلق بشأن الوحدة وجاذبيتها ، ذلك أن الحركة وجدت أن هناك اتجاها (وسط عضويتها الملتزمة) ربما وصفته هى بالكبير متجها كالسيل الجامح نحو الانفصال أو فلنقل أنه الأقوى صوتا بالجنوب الآن حتى ولو كان الأقل عددا ..!! ، فالورطة التى تستشعرها الحركة فى الجنوب لم تجعلها تعدل من طريقة تعاطيها مع الشأن الأمنى والسياسى هناك أو أن الحركة لم تعد ممسكة بكل الخيوط بالجنوب وان ما يدور هناك خارج عن سيطرتها بالكلية ، فالحركة تعامل نظرائها من الاحزاب الاخرى بطريقة القط والفأر بل هى أكثر شراسة من ذلك بكثير ، لأنها (أى الحركة) تعتقد أن سماحها للرأى الآخر بالبروز بالجنوب سيؤدى تمدد أرضية المعارضين لها على حسابها ، خاصة وهى مثقلة بهموم الفساد الذى أرق مضجعها ، فالحركة بتلك الخلفية الموجودة على الأرض من صور الفساد المالى والادارى وانفلات الأمن وصراع القبائل العنيف الذى راح ضحيته المئآت ، فضلا عن منعها المستمر لكل قادة الأحزاب الأخرى عن الحديث لأنصارهم واغلاق دورها تكون قد حرقت مراكبها السياسية واللبرالية التى أصمت بها آذان المواطن والبرلمانيين هنا فى المجلس الوطنى ومجلس الولايات وحتى المجالس الأخرى التى تشارك فيها بعضويتها بولايات السودان المختلفة ، وبطبيعة الحال فان عضوية الحركة بالولايات غير موصولة بما يدور من تكميم للأفواه هناك في مدائن الجنوب ، وهذا ما يجعل صوتهم هو الاعلى عند الحديث حول اطلاق الحريات ولو على طريقة (ياسر عرمان) الغير محدودة التى أثارت العلماء والشارع المسلم ..!! ، ومن الأمثلة الداله على سعى الحركة لتكتيف النشاط السياسى الحر لغيرها من الناس ، قامت بحجز أعداد كبيرة من أنصار المؤتمر الوطنى القادمين من الاطراف الشمالية لولاية أعالى النيل المتاخمة لولاية النيل الأبيض لحضور افتتاح (مصنع الايثانول) بكنانة ، والحركة لم تكتفى فقط بحجز تلك الجموع المحتفلة بالانجاز الكبير للبلد وانما قامت بتمزيق لافتات الترحيب برئيس الجمهورية .. نعم رئيس الجمهورية ..!! ، ومثل هذه الحادثة لا تحصل فى كل الدنيا وان حدثت لن يكون التعبير ازائها على النحو الذى تمت معالجته بها ، والجيش الشعبى بعد فعلته تلك اتهم المواطنين بأنهم يعملون على تبعية المنطقة للشمال .. والمراقب العادى غير المتخصص يلحظ أن الحركة مسكونة بهاجس الشمال وهى الموقعة لاتفاقية تدعو فى ثنايا نصوصوها للوحدة الجاذبة ، وهى فى ذات الوقت تنتهج أسلوب تود ابتزاز الشمال بالانفصال للحصول على المزيد من المكاسب ، غير أن أسلوب الابتزاز الذى تتبعة على طريقة قطاع الطرق بين يدى اجتماعات اللجان المشتركة بدأ يذهب بأهل الجنوب فعليا نحو الانفصال ، فعندما بدأت الحركة الرجوع لقواعدها بالجنوب وجدتهم على غير الحالة التى تركتهم عليها ، والموقف العصيب الذى وجدت الحركة نفسها فيه جعلها تصرخ (بصوت مكتوم مستنجدة بالمؤتمر الوطنى) ..!! ، الا أن الوضع التنظيمى الذى تتبعة الحركة أو لنقل بدقة يتبعة بعضا من قياداتها (الناشزين) تمنعها من أن تصرخ ذات صرخة الاستنجاد التى جاءت بين القوسين بصوت عالى لأنها تقف على نقيض فكرى وثقافى بينها والحزب الشريك ، وذلك التناظر المفعم بالتضاد وجهه بعض منظرى الحركة الشعبية لخدمة أجنده خاصة بولاءاتهم القديمة ، فليس من صالح الحركة أن تقف موقف المشاكس لشريكها بالحكومة .. ولكنها ارادة أعضاء احزاب أخرى شقت طريقها فى غفلة لتتسلم بطاقة عضوية الحزب ومن ثم القيادة التى تسمح لها بالتوجية و التخطيط و .. اقصاء الآخرين ..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|